اليوم صدر حكم بالسجن على الصحافيين المغربيين عبد الرحيم أريري مدير نشر صحيفة الوطن الآن و الصحافي مصطفى حرمة الله من نفس الجريدة بستة اشهر للأول و سبعة للثاني بتهمة نشر وثائق امنية سرية تتعلق برفع حالة التاهب الأمني في مواجهة تهديدات القاعدة . قبل الحكم على الصحافيين قضت المحكمة العسكرية بسجن مجموعة من كبار الضباط المغاربة الذين تورطوا في تسريب الوثائق الاستخباراتية العسكرية المغربية للصحيفة المذكورة .
يبقى السؤال هل هناك حدود لحرية الاعلام ؟ ما دام ان نشر الوثائق العسكرية المذكورة كشف خطة الجيش و الامن لمواجهة تهديدات القاعدة خلال هذا الصيف أم انه لا حدود امام حرية المواطن في تلقي المعلومة و ان كان ذلك يمس بالامن القومي للوطن.

البارحة فجر انتحاري نفسه امام حافلة للسياح في ساحة الهديم في وسط مكناس التاريخي , الارهابي هم بصعود الحافلة التي كانت تقل سياحا امريكيين و فرنسيين و ايطاليين لكن يقظة المرشد السياحي الذي اشتبه في حقيبته الرياضية و دفعه خارج الحافلة ليسقط ارضا فينفجر وحده انقذت الجميع و الاقتصاد المغربي من ضربة موجعة .
المفاجأة التي اذهلت المحققين و المحللين هي شخصية الانتحاري هشام الدكالي الذي لازال يصارع الموت في المستشفى العسكري بالرباط , فهشام شاب ثلاثيني و يشتغل مهندس دولة في مديرية ضرائب مكناس مسؤولا عن مصلحة تحصيل الضريبة على القيمة المضافة و راتبه محترم جدا حسب الصحف اليوم يتجاوز الف و مائة يورو اي حوالي اثنا عشر الف درهم و لم يعرف عليه مطلقا اي علامة تطرف بل كان يلبس حسب الموضة و يضع احدث العطور و له زوجة جميلة و اشترى لتوه سيارة جديدة فورد فييستا بحوالي اربعة عشر الف يورو .
ما الذي يدفع شابا في الظروف التي ذكرنا الى الاقدام على تفخيخ نفسه بطريقة غبية طالما لا ينطبق عليه بروفايل الانتحاري الذي اغرقنا به محللوا الفضائيات الذي يرتبط بالفقر و التهميش و ثقافة التيئييس و ..........................

شدني خبر عقاب الصحفيين لان العقوبة خفيفة ( لو كانت بمصر كانت لتكون اعدام اظن ، او 25 سنة)
الخبر الثاني مقلق ولا ادري ان كان يدل علي ان المغرب سيلحق بالجزائر في موضوع الارهاب؟

هلا طنطاوي
بالنسبة للموضوع الاول صحيفة الوطن الان تخصصت في القضايا الامنية بعناوين مثيرة منذ ظهورها و ليست هذه اول مرة تنشر فيها مراسلات سرية خاصة بالجيش و لم يحدث شيء او مضايقات ضدها طيلة سنوات , الان هناك هجمة شرسة ضد الصحافة المستقلة تجلت في متابعة مجلة نيشان لعلك تذكرها فهي التي سبق و اثارت ضجة بنشرها نكات تستهزيء بالاسلام و الرسول محمد و نكات اخرى تسب الملك و ابيه الملك الراحل الحسن الثاني اضافة الى نكات بديئة جنسية من الزنار لتحت مبررة تصرفها انها فقط نشرت على العلن ما يتادوله المغاربة من نكت في الشارع و تمت متابعتها انذاك حيث تم توقيفها شهرا و قدم مدير تحريرها استقالاته لتعاود الصدور بنفس الخط التحريري الصادم . عددها الاخير انتقد فيه مدير نشرها احمد رضا بنشمسي خطاب محمد السادس الاخير و خاطبه بعبارات اعتبرت مخلة بالاحترام و بالدارجة المغربية حيث خاطبه ب(شوف اخويا واش انت عايق) و تعني شوف يا اخي هل أنت فهلوي ان صحت الترجمة و غيرها من العبارات . كما تضمنت نسختها الفرنسية تيل كيل موضوعا عن الجنس في الاسلام اعتبر مهينا للاسلام و به صور خليعة .كما تمت متابعة جريدة الاسبوع الصحفي و هي شعبوية و تشبه الى حد بعيد جريدة مصطفى بكري الاسبوع لانها ادعت انها تسللت الى الايميل الخاص الى بان كي مون الامين العام للامم المتحدة واطلعت على رسالة منه الى صديق ينتقد فيه الوفد المغربي المفاوض للبوليزاريو و متهمة احد اعضائه بسرقة محفظة الامين العام و بطاقته البنكية و في الاخير تبين ان لا فيه تسلل و لا قرصنة و لا هم يحزنون بل فقط صحفي من الجريدة ترجم نصا ساخرا من موقع للبوليزاريو يسخر فيه من الوفد المغربي بهاته الحكاية . كما رفضت مطبعة خاصة طبع مجلة الجورنال ايبدومادير لانها تضمنت ملفا عن الثورات الشعبية خلال حكم الملك الراحل خوفا من المسؤولية المشتركة لو توبع العدد.

بالنسبة لموضوع الارهاب الفرق بين ارهاببينا و الارهابيين الجيران ان صرعات اللي عندنا غريبة و لم تتكرر في اي مكان من العالم من قبل , فكيف تفسر ان يبتعد انتحاري الدار البيضاء عن المركز اللغوي الامريكي و الحراسة الامنية ليفجر نفسه وسط ملتقى الطرق بعدما صرخ في الجميع ان يبتعدوا .
و كيف تفسر ان يقدم مهندس شاب براتب عالي بالمقاييس المغربية الف و مائتي يورو تعيشه ملك هنا ان يفجر نفسه امام حافلة سياح و تبين اخيرا انه يرأس خلية بها اكثر من اربعة مهندسين اخرين يعيشون ظروف مادية مريحة و لم يعرف عليهم تطرف يذكر.

حملت الصحف اليوم خبر توقيف ماريا بن جلون ابنة الوزير السابق عبد المجيد بن جلون الذي اشتغل ايضا وكيلا عاما لدى المجلس الاعلى سابقا (النائب العام او المدعي العام الاشتراكي ) و كان ايضا مستشارا سابق للحسن الثاني بعدما تبين انها ترأس عصابة كبيرة لترويج الكوكايين في الرباط و شبكة للدعارة الراقية كما تمت متابعة والي امن العاصمة (مدير امن الرباط) بتهمة التستر و توفير الحماية للشبكة و اسقاط العقاب بكل رجل شرطة يحاول التحقيق او توقيف العصابة حيث جرى نقل مجموعة منهم بشكل تعسفي الى المدن المجاورة لانهم ضايقوا العصابة .
الغريب ان السيدة ماريا سليلة الحسب و النسب كانت وراء فضيحة قبل سنوات عندما قامت بدهس شرطية مرور حاولت تحرير مخالفة مرور لها لقيامها بالمرور في اتجاه معاكس حيث قامت بسب الشرطية و الامن كله و الملك نفسه قبل ان تركب السيارة و تدهس الشرطية مسببة لها كسور و تمت متابعتها ليصدر حكم في حقها بثمانية شهور نافذة لكن سرعان ما تم الافراج عنها بعفو ملكي بعدما تقدم الوالد المحترم بشواهد طبية تثبت انها تعاني من امراض نفسية .