لماذا لا يبيع المالكي الذهب الذي يغطي قبة الحسين لمعالجة ازمة الكهرباء؟!.. مقال : عبدالله الفقير
بقلم : عبد الله الفقير
الثلاثاء, 22 يونيو 2010 15:51
من سخرية الاقدار ان يموت العابد الزاهد جوعا لا يجد كسرة الخبز,
ثم ياتي اتباعه ليصنعوا له قبرا من ذهب وفضة!!!,
يقال ان عليا كان من اكثر الصحابة زهدا وتقشفا وكفافا,
ورغم ذلك عندما مات,جاء من يدعي انهم شيعته ليبنوا فوق قبره قباب الذهب والياقوت!!,
علي الذي لم يلبس الذهب – او لعله لم يلمسه في حياته- اليوم يغطي قبره اطنانا من الذهب الخالص!!,
علي الذي قيل انه تصدق بقوت عياله من اجل " مسكين ويتيم واسير",
اليوم يبيت في قبرٍ تعلوه اضخم قبة من الذهب الخالص في العالم,
وحولها يتمدد اكبر عدد من جياع العالم يتفيأون ظلال قبره الفاخر,
ويتبردون بلفحات اجهزة التكييف الضخمة التي تنعش قبره الفضي والمتسربة من تحت ابواب الضريح وفتحاته,
وشعاع الضوء المنبعث من قبره يضيء حتى الجزء المعتم من سطح القمر,
بينما يبيت طلبة المدارس في الشوارع يقرأون على اضواء السيارات وضوء قبر علي ابن ابي طالب المنعكس من سطح القمر !!!!.
ماذا ابقيتم للزهد والكفاف والتقشف الذي عاش عليه الرجل ؟!!!,
ماذا ابقيتم له من "زهد" يتفاخر به,او فقر كان ينتظر ان يسابق به الى الجنة؟!,
ايموت مصعب بن عمير اثرى اثريا مكة,فلا يعرف له قبر ويشرفه ربه بقوله ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [الأحزاب : 23])),ويموت علي ابن طالب,افقر فقراء مكة وازهدهم ,فيبنى له قبر تكنز فيه اطنان الذهب والفضة وهو الذي عاش عمره يقرا على الناس قول الله تعالى
(وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ [التوبة : 34-35])).
يكنز الفراعنة الذهب والفضة في قبور موتاهم,لظنهم بان تلك الكنوز ستنفع اولئك الاموات في حياتهم الثانية,فماذا يقول الشيعة عن الذهب والفضة الذي يكنزونه في قبور اهل البيت؟؟؟؟.
اتعلمون لو وزن الذهب الذي في قصور فرعون على الذي في قبور( آل البيت ) في العراق فقط لفاق ما في قبور( آل البيت ) على ما في قبور كل طغاة وفراعنة العصور؟!!!,
اتعلمون ان قيمة الذهب والزمرد والياقوت الذي يغطي قبر موسى الكاظم يفوق قيمة جميع القصور السبع وثلاثين التي بناها صدام حسين لنفسه,والتي كنتم تعيرونه بها وحرضتم الامريكان من اجل احتلال العراق لاجلها؟؟؟.
اتعلمون لو ان عُشر كمية الذهب الذي يغطي قبة الحسين في كربلاء انفق على مشاريع الكهرباء في العراق لكان العراقيون اليوم يتمتعون بالكهرباء سبعين ساعة في اليوم الواحد (!),ولصدروا منها الى ايران والكويت بدلا من ان يستوردوا منها؟؟,ولشاهد شباب البصرة مباريات كاس العالم حتى قبل ان تبدأ !!!.
لم يقل نبي الله عيسى لاتباعه اتخذوني وامي الهين من دون الله,ورغم ذلك سوف يساله ربه عما بدر من اتباعه
( وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [المائدة : 116])).
وكذلك سوف يُسأل علي والحسين والعباس والكاظم وعلي الهادي والحسن العسكري,وغيرهم ممن بنيت على قبورهم قباب الذهب وحليت اضرحتهم بالزمرد والياقوت بينما يتلظى الناس جوعا حول قبورهم الفاخرة !!,
سوف يُسألون: اانتم امرتم اتباعكم ببناء قبور الذهب على قبوركم ؟؟,
امن اجل هذا ارسل محمدا؟
ام من اجل هذا عبدتم الله؟,
الم تسمعوا قول محمد صلى الله عليه وسلم حين قال "اللهم اجعل رزق آل محمد كفافا"؟؟,
فكيف يكون رزق آله كفافا وقبوركم اثرى وافخر من قبور, بل ومن قصور, اشد طغاة التاريخ بذخا وتجبرا؟؟؟,
ايُحرّم على المسلمين لبس الذهب, ثم تلبسه قبوركم ؟؟,
الكم اسلام غير الاسلام الذي جاء به محمد الذي كان يضع حجرين فوق بطنه من شدة الجوع ؟؟,
ام كنتم خيرا منه فسكنتم قبور الذهب وسكن هو وصاحبيه قبور التراب الدارسة ؟؟.
ايهما اولى قطع الكهرباء عن المعامل ام عن الاضرحة؟؟!:
يُقال ان ابا بكر الصديق لما حضرته الوفاة,اوصى اولاده بان يكفنوه باحدى اثوابه القديمة لان الحي اولى بالجديد من الميت, لو طبقنا هذا المبدأ في العراق,وانفقنا ما ينفق على الاموات على الاحياء, لاصبح العراق اغنى دولة في العالم فعلا!!!.
احدى القرارات التي قدمتها حكومة المالكي "العتيدة" لمعالجة ازمة الكهرباء الحالية,هو قرارها بايقاف تزويد المعامل الكبيرة بالكهرباء لتقليل استهلاك الطاقة!,
ولهذا تقرر ايقاف العمل في اكبر معمل للاسمنت في النجف (او كربلاء) مما ادى الى تعطل احد عشر الف موظف عن العمل !!!,
ومن المعلوم ان الكهرباء التي تستهلكها اضرحة كربلاء والنجف اكثر اضعاف المرات من الكهرباء التي تستخدمها تلك المعامل!!,
فهل يمتلك المالكي الجراة على ايقاف تزويد تلك الاضرحة بالكهرباء لعدم حاجة الاموات لها, بدلا من ايقاف تزويد المعامل بالكهرباء وتعطيل حياة الناس التي تعتاش على تلك المعامل؟,
ام ان من يعتاش على صناعة "القبور" اكثر ممن يعتاش على صناعة "البيوت" ؟؟؟.
قبل سنتين او اكثر , وعندما كنت لا ازال اعيش في "قبر" العراق, تطرقت لنفس الموضوع لكن من منظار اخر,فكتبت مقالا بعنوان " قبور الموتى مُكيّفة مضيئة وقبور الاحياء حارة و مظلمة! "*,جاء في نهايته ما يلي:
(( ذات مرة -ايام النظام السابق- كنت امتطي احد سيارات الاجرة, مررنا بالقرب من احد المساجد الكبيرة التي كان صدام يشيدها,انطلقت من لسان سائق السيارة انواع السباب والشتائم على من سعى لبناء المساجد وترك الناس تموت بلا مأوى, ولاني كنت ممن يعشق الطعن بصدام ونظامه فقد درت معه في نفس الفلك,وزدت على ذلك ان رحت احسب كلفة بناء تلك المساجد التي لو تم توزيعها على الفقراء امثالنا لكانت قد كفتنا مؤنة شهر كامل,حتى انتهيت الى قولي: يبدو ان الامر لا يقتصر على صدام وحده,انظر الى الشيعة يدّعوّن بالمظلومية والفقر والاضطهاد على مدى تاريخهم, لكنك تراهم يبنون قبور اوليائهم بالذهب الخالص الذي لو وزع سعر طابوقة ذهبية واحدة منها على الشيعة بدلا من توزيعه على جدران القباب والمنائر لما بقي من الشيعة من يجلد ظهره في عاشوراء طمعا في "القيمة والتمن" .
نظر السائق اليّ بشزر, ثم ادار راسه نحو الامام ولم ينطق بعد ذلك ببنت شفة, فقد كان شيعيا!!.)).
والسلام عليكم
الهامش:
*مقالنا " قبور الموتى مُكيّفة مضيئة وقبور الاحياء حارة و مظلمة! " لم اجده سوى في مدونة للكاتب "احمد الكاتب",