ثم يقول غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ أي: نجنا من طريق المغضوب عليهم، ومن طريق الضالين، المغضوب عليهم هم: اليهود،
والضالون هم: النصارى، وسمي اليهود مغضوبا عليهم؛ لأنهم عصوا على بصيرة؛ معهم علم ولم يعملوا به، والنصارى ضالون؛ لأنهم يتخبطون في العمل، فيعملون على جهل وضلال.
ولذلك يقول بعض السلف: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود،
ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى؛ وذلك لأن العلماء إذا فسدوا فقد عصوا على بصيرة، وليس من يعلم كمن لا يعلم، وحينئذ يكون عذابهم أشد، وأما إذا تركوا التعلم وتعبدوا على جهل وعلى ضلال، فإنهم أيضا يعذبون على تركهم العلم، لماذا تركتم العلم وتعبدتم وأنتم على جهالة، وأنتم قادرون على أن تزيلوا جهلكم، وأن تكملوا نقصكم، وذلك بالتعلم حتى تتعلموا العبادة ثم إذا تعلمتموها وعبدتم الله -تعالى- بها كانت مقبولة.
ذكر الله -تعالى- في صفة اليهود الغضب عليهم في قوله -تعالى- فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ أي: رجعوا باستحقاق غضبين؛ فدل على أن الغضب حالٌّ على اليهود، -نسأل الله أن يجنبنا طريقهم-
وذكر الضلال وجعله من صفة النصارى في قوله -تعالى- لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ فهم ضالون يعني: بعيدون عن الحق، بعيدون عن سواء السبيل؛ هؤلاء ضالون، وهؤلاء مغضوب عليهم؛ فهذا معنى هذه الآية. العبد يسأل الله -تعالى- أن يجنبه طريق هؤلاء، وهؤلاء.
هذه الفاتحة ورد في الحديث أنها بين الله وبين عبده نصفين، قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها الأول حمد وهو حق لله -تعالى- وذكر لأسمائه الخمسة وهي: الرب، والرحمن، والرحيم، والمالك، والإله، واعتراف له بالملك؛ أي أنه المالك، ثم اعتراف بالعبودية، بأنه المعبود وأننا نعبده؛ أما النصف الثاني ففيها أننا نستعينه ونحن بحاجة إلى إعانته، ونستهديه، ونحن بحاجة إلى هدايته، ونطلبه أن يحشرنا مع الذين أنعم عليهم، ونحن بحاجة إلى ذلك، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم، ونحن بحاجة إلى ذلك.
فلأجل ذلك صارت هذه الفاتحة ركنا لا تصح الصلاة إلا بها، وكتبت في أول المصحف، وجعلت فاتحة الكتاب. أنزل الله -تعالى- هذه الفاتحة وجعلها أول المصاحف، أول مصحف المسلمين؛ دليلا على أهميتها، وأصبحت ركنا من أركان الصلاة؛
يُقرأ بها في كل ركعة سرية أو جهرية، يُسمعها الإمام للمأمومين في الصلاة الجهرية؛ كصلاة الصبح، وصلاة الجمعة، وصلاة التراويح، والركعتين الأولتين من المغرب ومن العشاء، حتى يتعلموها.
فلذلك واجب على كل مسلم دخل في الإسلام أن يتعلم هذه السورة؛ حتى إذا صلى وأتى بها كاملة قبلت صلاته؛ فيها إحدى عشرة شَدة، والشدة بلا شك تعتبر حرفا من الحروف، فإذا ترك شدة فقد ترك حرفا؛ فلا تقبل صلاته؛ إذا كان قادرا على تقويمها.
فإذا قال: الحمد للَه فقد غير كلمة الله، ترك شدة الله، وإذا قال ربِ العالمين ترك شدة رَبِّ الْعَالَمِينَ لم يأت بها كما ينبغي، وإذا قال: الرَحْمَنِ الرَحِيم؛ ترك شدة الراء من الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ما صحت صلاته؛ لأن هذا يغير المعنى، وإذا قال مالك يوم الدِين يوم الدِين ترك شدة الدال؛ فتغير اللفظ ما صارت كاملة اللفظة، وكذلك إذا قال: اهدنا صِراط لم يقل: الصِّرَاط؛ يعني: ترك شدة الصاد، وكذلك إذا قال: صراط الَذين صراط الَذين ترك شدة الَََََّذين.
وهكذا فعليه أن يأتي بها كاملة، وبتشديداتها، حتى لا تختل شيء من كلماتها؛ بل يحافظ عليها، ويجعلها دِينا يدين به، ويكمل عبادته وصلاته.
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=9&book=177&toc=7983&page=6987&subid=29797
أي قداس أحد لايتم به قراءة قانون الإيمان فهو باطل وتتم قراءته جهرا وبصوت عال وقوفا
( أ ) قانون الإيمان
(عودة إلى قائمة المحتويات)
أسس الإيمان المسيحي الأرثوذكسي ملخّصة في ما يعرف بقانون الإيمان النيقي-القسطنطيني (يُدعى عموما قانون الإيمان النيقي)
الذي يُتلا في الصلوات الطقسية للكنائس الأرثوذكسية. أصدر المجمع المسكوني الأول (325 ميلادية) قانون الإيمان النيقي. ووسّعه المجمع المسكوني الثاني (381 ميلادية). هذا يعني أنّ
الكنيسة العالمية الواحدة في القرن الرابع الميلادي إتفقت بالإجماع على قانون الإيمان هذا كأساس للإيمان المسيحي الصحيح.
قانون الإيمان النيقي
باحقيقة نؤمن بإله واحد،
ألله الآب، ضابط الكل،
خالق السماء والأرض، ما يُرى وما لا يُرى.
نؤمن برب واحد يسوع المسيح،
إبن الله الوحيد،
المولود من الآبّ قبل كلّ الدهور؛
نور من نور،
إله حق من إله حق،
مولود غير مخلوق،
مساو للآب في الجوهر،
الذي به كان كلّ شئ.
هذا الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا،
نزل من السماء،
وتجسّد من الروح القدس. ومن مريم العذراء تأنس،
وصُلِب عنّا على عهد بيلاطس البنطي.
تألّم وقُبِر وقام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب،
وصعد في السموات،
وجلس عن يمين
أبيه،
وأيضا
يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات،
الذي ليس لملكه إنقضاء.
نعم نؤمن بالروح القدس،
الرب المُحي المنبثق من الآب.
نسجد له ونمجده مع الآب والإبن،
الناطق في الأنبياء.
ونؤمن بكنيسة واحده مقدسة جامعة رسولية.
ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا.
وننتظر قيامة الأموات
وحياة الدهر الآتي. آمين.
أما نحن فنغيظهم بقانون الإيمان
فهذه هي أسس الإسلام والمسيحية فلا لقاء بينهما
وإذا أردنا العيش المشترك لنتخلى عن هذين الدينين
########وهذا صعب أو لنتخلى عن النقاش البيزنطي الفارغ
وهذا أسهل قليلا وما عدى ذلك كله مناقرات ومناكفات
ومزح وزنبرة
على بعضنا البعض لا غير
التوقيع بسام الخوري
هذا المقال برعاية فودكا غورباتشوف ومرتديلا حلال بنت حلال