سيناتور
عضو رائد
المشاركات: 1,957
الانضمام: Mar 2007
|
الأبنودي في أبنود
يوسف القعيد
قد تقول لي أن هذه الجماهيرية متحققة في كل مكان من مصر. مدنه وقراه. كفوره ونجوعه. بنادره وعواصمه. بل وخارج مصر أيضا. سبق لجابر عصفور أن كتب عنها في مقال له عن زيارة له مع الأبنودي إلي تونس. كان يكتب بالتحديد عن ظاهرة ثقافية اسمها الأبنودي.
لكن الأمر في الصعيد يختلف تماما. ليست جماهيرية العلاقات العامة. ثمة صلة إنسانية بينه وبين أي إنسان عادي. وهم هناك لا ينادونه بإسمه الأول عبد الرحمن ولا بلقبه الذي عرف به: الأبنودي، ولكنهم يعرفونه بكلمة واحدة هي: يا خال. بشر عاديين. سائقو تاكسي. عمال فنادق. رجال شرطة. جنود وأمناء وضباط. رجال ونساء. كبار وصغار. شيوخ وأطفال. لا يكتفون بالسلام والتحية. ولا التصوير معه حتي لو كان وجهه فقط الذي يبدو من نافذة السيارة. وبعد اختراع المحمول والتصوير به وتسجيل الصوت بواسطته. أصبح يتم في كل لحظة. وكل دقيقة. من قبل كان يتعذر وجود الكاميرا مع من يريد التقاط صورة. لكن التليفون المحمول بكل يد. والمحمول ¢أبو كاميرا¢ مع الجميع. كنا في طريقنا لجامعة جنوب الوادي. ليقيم الأبنودي أمسية شعرية ضمن برنامج العودة للجذور. ولكن قبل قنا بمسافة قصيرة. قرأت لافتة علي الطريق مكتوب عليها:
وزارة الثقافة..
قطاع الفنون التشكيلية.
الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض.
متحف السيرة الهلالية.
ومكتبة أبنود.
إعلانات جريدة منبر الصعيد.
00966573042
مدخل مميز متفرع من طريق الأقصر قنا. تولاه الأهالي ورصفه عادل لبيب وأناره. وزرعه بالورد الجميل مجدي أيوب. نسير في الطريق. نخترق أبنود. بعد أن نعبر شريط السكة الحديد. أول ما يطالعنا من أبنود محلات بيع الحديد والأسمنت. إنهم الذين طاردوا البيت اللبن القديم الذي كان جزءا من حياة البيئة الريفية المصرية. وجعلوا من القرية المصرية. غابة من الحديد والطوب الأحمر والأسمنت. ومكتبة أبنود ومتحف السيرة الهلالية. متجاوران. قل المبني واحد. مقام علي مساحة 720 مترا. ربعها للمتحف وثلاثة أرباعها للمكتبة. مكتوب علي المبني: إهداء من صندوق التنمية الثقافية. وأهم ما في هذا المشروع من وجهة نظري هو تعيين 25 شابا من بينهم خمس فتيات من أهالي أبنود. من ينتمي لقرية مثلي. يدرك ضخامة حجم مشكلة البطالة التي تأكل أرواح الشباب. سيعرف معني عمل 25 شابا في هذا المشروع. لقد حماهم العمل من الغرق في مصر قبل الرحيل وراء وهم العمل في أوروبا. ثم يغرقون مرة أخري في مياه الأبيض المتوسط. طبعا المتحف سيحمي السيرة الهلالية من النسيان. سيخلدها علي مر الزمان. والمكتبة ستشغل وقت الشباب والشابات بكل ما هو مفيد. ستأخذهم من الفراغ القاتل. والأوهام الرهيبة إلي نشاط قد يكون مفيدا لكل واحد حسب استعداداته. الدور الأول من المكتبة عبارة عن قاعة لاطلاع الأطفال. وقاعة محاضرات. وفي الدور الثاني قاعة لاطلاع الشباب فيها ستة آلاف كتاب ومركز للكمبيوتر.
http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/751/0300.html
|
|
12-03-2007, 11:24 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}