قبل 13.65 مليار سنة، في النانو ثانية التي سبقت ظهور نسيج الزمان والمكان، وقبل أن يشعل الله فتيل الانفجار الكبير، وقبل أن يوازن بدقة قوانين الفيزياء، وأن يهندس معادلات الطاقة المادة، وأن يهيأ لظهور المجرات والأنظمة الشمسية والثقوب السوداء، وقبل أن يدوزن الجاذبية، جمع المجلس الملائكي الأعلى، فاجتمع الملائكة ببشوتهم وشمغهم وأجنحتهم، وأمام كل واحد منهم دواة وقلم وورق ليسجّل القرارات الأوّلية للخالق:
أنا الواجدُ الأول، الأزلي خالق الأزل، صانع كل شيء من لا شيء، والعالم والمحيط بكل شيء، آمر بما هو آت ليكون:
* فلتنفجر المادة والطاقة انفجاراً كبيراً لينتج عنها كون لا نهائي التوسُّع فيه مليارات المجرات، وفي كل مجرة مليارات النجوم ومليارات الكواكب.



ولتكن المسافة بين كل مجرة وأخرى ملايين السنوات الضوئية، وفيها مجتمعة أكثر من ترليون كوكب.
* وأريد بعد كم مئة مليون سنة أن تكون مجرة اسمها درب التبانة

وفي هذه المجرة من بين مليارات المجرات، أريد أن أختار من بين الأربعمائة مليار نجم في تلك المجرة نجماً أسميه الشمس.. وبعد 9 مليارات سنة يكون كوكب اسمه الأرض... ولا يكون في مركز المجرّة، بل في مكان هامشيّ فيها..
هنا مثلاً:

وأريد أن تكون أول ملياري سنة من عمر هذا الكوكب قصف مستمرّ من النيازك والكويكبات، أريدها فوضى عارمة.. أريدها سيول من النار وصهير المعادن، أريد البراكين أن تغطي الأرض وأن تكسوها الظلمة

بعد هذا بملايين السنين أريد أن يتكون غلاف جوي حول الأرض ليقيها من الغازات السامة والإشعاعات الضارة.. وبعدها أريد أن أبعث بجزيء حامض نووي إلى الأرض لكي أبعث الحياة في الكوكب.. في البداية أريد خلايا تحصل على الطاقة من الشمس، لكي تنظف الغلاف الجوي


.الآن، بعد 13 مليار سنة وربع، أريد أن أخلق ديناصورات ثم أبيدها بنيازك ..

وفي آخر 150 ألف من هذه ال13.65 مليار سنة، أريد أن أخلق حيوان ثدي يمشي على قدمين ويعيش في جماعات، يمتلك ذكاء حاد، يفرّق بين الموت والحياة، يعي وجوده، وفي مخه نموذج للكون بأكمله، ولديه حب وكراهية، عفو وحقد، وفاء وخيانة، يكون شجاعاً لا يخاف النار ولا الماء... أريد أن ينظر لكل شيء على أنه له، وأنه يحمل غاية له، أريده أن يملك الطبيعة هناك وأن يطوّعها. أريد أن يبدأوا من أفريقيا وأن ينتشروا في كل أنحاء العالم يقتاتون عن طريق الصيد الجماعي، وأن يبقوا على هذا 140 من الـ150 ألف سنة.


ثم ... في آخر عشرة آلاف سنة أريده أن يتعلم الزراعة، وأن يبدأ بالانتشار على ضفاف الأنهار، وهذا سيعطيه وقتاً أكثر للتأمل في الكون والتفكير بعد أن وجد مصدر غذاء ثابت.

وبعد أن يتعلّم الزراعة بخمسة ألاف سنة، أريد أن أرسلكم على دفعات لقرية واحدة من بين كل القرى في ذاك الكوكب، من دون كل الكواكب والمجموعات الشمسية والمجرات. قبيلة اسمها بني إسرائيل. ستجدون رجلا اسمه نوح. سوف أبدأ بتعريف الناس علي عن طريقه، سوف يدعو قومه وسيعصونه. بعدها أريده أن يجمع زوجا من كل عشرات الملايين من الكائنات الحية من كل القارات الخمس، من الفيروسات والبكتيريا ومن الفطريات ومن الطيور ومن الأسماك والثديات والبرمائيات والنباتات..كل هذه الملايين ستجتمع على سفينة واحدة وبعدها أريد أن أبيد كل الباقين على الكوكب ونعمل ريستارت للحياة من جديد.

بعدها أريد أن أستمر في ابتلاء بني اسرائيل، مع أنهم المصطفين عندي، بينما السكان الأصليين للأمريكتين يصطفلوا، ولن تصلهم الدعوة إلا لاحقا لاحقاً. أريد أن أرسل موسى لكي يقودهم ويقتل أهل مدين ويسبي نساءهم وأطفالهم. وكذلك أيضا سأعطي موسى الوصايا العشر، وأهمها تحريم القتل... قتل اليهودي لليهودي طبعاً، وألا يجعلوا لي شريك.. فأنا زي الفريك. وأنا أعلم من الآن طبعاً أنهم سيخونون موسى ولذلك سأمسخهم قردة وخنازير، لأن القردة والخنازير لم تعجبني أشكالها بعد ما خلقتها، فصرت أعاقب الناس بمسخهم على شاكلتها.
>>>

وفي آخر 1400 سنة، أريد أن أبعث إلى صحراء الجزيرة العربية جبريل بسبعين جناح لكي يلتقي بالهدف النهائي لخلق الكون هذا كله، ولكي نفعل زبدة الموضوع الذي جعلني أفكر بهذا الكون والذي دفعني لخلقه على مدى 13.65 مليار سنة... الهدف أريد من هذا الرجل في الصحراء أن يخبر الناس أن السبب من أنهم موجودين في الأساس هو لكي يكونوا عبيداً عندي، وإلا فهم أحرار!! الذي لا يعترف بأني أنا الذي أرسلت جبريل بالسر إلى المغارة ليوشوش للنبي بالكلمة الأخيرة سوف يبقى في النار إلى أبد الآبدين.. يعني إلى مالانهاية ، ليس مجرد كم مليار سنة!
وأيضاً يجب أن يفعلوا حركات معينة تتضمن التذلل والخضوع ليؤكدوا عبوديتهم لي 5 مرات باليوم.. أنا كنت ناوي أجعلها 50 ولكن التاجر العربي تشفّع وطلب تخفيضها فوافقته... كم أنا كريم.

وأريدهم أيضاً أن يجتمعوا بالملايين في مكان واحد مرة في أعمارهم ليؤكدوا الخضوع والعبودية ..
وأريد ان يذبحوا أي نوع مناسب من المخلوقات التي دجّنوها بعد ثورتهم الزراعية قرباناً
وأريد أن ينظروا إلى الغرائز التي خلقتها فيهم بقرف، الجنس عار، وحب الحياة سيء، وحتى الأكل يجب أن يتعودوا على أن يزهدوا فيه شهر في السنة...يجب أن تكون عندهم عقد حول الأعضاء التناسلية والقناة المهبلية... والأنثى القذرة صاحبة دم الطمث يجب أن تكون منصاعة للرجل صاحب القضيب. وأيضاً يجب أن يحاربوا أي أحد يخالفهم حول حقي السيادي في العبودية.. هذه مسألة مهمة، ومهم جداً أن يستوعبوا أني أتحكم بكل الظواهر الطبيعية .... سأهددهم في الكتب بالأعاصير والزلازل والأوبئة والأمراض..
أوه على فكرة...أين هو الملاك المسؤول عن الأنواع الأخرى؟ أريد ألا يبقى على الدوام سوى 1% من الأنواع.. 99% يجب أن تنقرض.. أريدك أن تعذب الحيوانات الباقية أيضاً، أريد أن تخلق طفيليات تعيش على أجساد الحيوانات، ودبابير طفيلية، أريد الطبيعة ساحة صراع وقتال مستمرة. سأكمل لاحقاً ... لا أدري ما معنى كلمة لاحقاً والزمن لم يبدأ بعد.. على فكرة انتبهوا من توضيح أين نحن الآن للأنبياء الذين ستلتقونهم.. دعوهم يتساءلون دائما.. ماذا كان قبل الكون؟ أين كان الله؟ ماذا كان يفعل؟ ..بل ما سأفعله هو ... سأصنع فيهم غريزة التساؤل وسأخلّد من يكثر التساؤل منهم في النار وبئس المصير... هيا عظّموني وارحلوا.

رفعت الجلسة.

أعجبني طرحك

شكرا لك.

(08-30-2010, 06:28 PM)Egyptian Humanist كتب:  أعجبني طرحك

شكرا لك.

شكرا يا زميل

عزيزى مرحبًا بك ..

كلامك غير مفهوم واختيارك للصور كبير وهذا جعل الموضوع صعب القراءة .
فمثلًا ما اعتراضك المنطقى على مسألة الحجم ؟ هل تقصد مثلًا لماذا الأرض التافهة خصها الله بالحياة ؟؟ وايضا كلامك عن الزمن ؟ هل تقصد به لماذا هذا الوقت الطويل فى الخلق ؟؟ ياريت يكون كلامك بطريقة السؤال والجواب ان اردت ان يكون هناك حوار مفهوم وواضح . فموضوعك سخرية اكثر منه نقدا موضوعيا . كل الود والتقدير ..

(08-31-2010, 04:41 AM)ATmaCA كتب:  عزيزى مرحبًا بك ..

كلامك غير مفهوم واختيارك للصور كبير وهذا جعل الموضوع صعب القراءة .
فمثلًا ما اعتراضك المنطقى على مسألة الحجم ؟ هل تقصد مثلًا لماذا الأرض التافهة خصها الله بالحياة ؟؟ وايضا كلامك عن الزمن ؟ هل تقصد به لماذا هذا الوقت الطويل فى الخلق ؟؟ ياريت يكون كلامك بطريقة السؤال والجواب ان اردت ان يكون هناك حوار مفهوم وواضح . فموضوعك سخرية اكثر منه نقدا موضوعيا . كل الود والتقدير ..

بالعكس عزيزي، يبدو من كلامك أنك استوعبت ما كنت أريد إيصاله بشكل قريب جدا، وبالطبع الموضوع ساخر وليس موضوعا نقدياً. والسخرية ليست لماذا خص أو فعل بل على الغرور الفظيع في رؤيا الأديان الابراهيمية للكون على أساس أنه مصمّم ليكون الإنسان مركزة. واستخدام الصور يهدف إلى رفع الوعي إلى هامشية الأرض في الكون لا أكثر.
يسعدني أنك فهمت الموضوع.

أهلًا بك ..

الذى يحدد الأهمية والمركزية أخى الكريم هو الخالق وليس أنت فأنت مهما يكن سيكون حكمك على الأمور قاصرًا ، فالأرض سواء أكانت صغيرة أم كبيرة فالمهم أن عليها الغرض من الخلق وتم تهيئة المخلوقات عليها على مراد خالقهم ، وقد تعلمنا من اينشتاين ان الزمان والمكان وحدة واحدة نسبية فالزمن يتوقف ويطوى ويُختصر ، والمكان بأهميته وليس بحجمه ، فالمريخ كوكب ضخم ولكن ليس ذا أهمية ، كذلك الإنسان هو أعظم مخلوق على ظهر الكوكب ومع ذلك هو ليس أضخم المخلوقات بل هو بحجم متوسط ..

المشكلة في بعض (النكرات) الذين يعتقدون ان (المهلبية الفاسدة) داخل جماجمهم بتأثير (حامل النور) الوهمي ..........
بانهم منطقيون و تحليليون في توصيف المسائل...........

ان معجرات النبيين ورسالة خاتمهم ستظل الى ان (ينقرض) هذا الكون الفاني.........

واولئك النفر سيظلون (عبيدا) لخالقهم رغما عنهم............
ولو لم توجد (حقيقة) ماثلة (يؤمنون بها) رغما عن انوفهم المزكوكة دوما وهي ((الموت)) لكفاهم ......ولكنهم شاؤوا ان يكونوا من (الضالين) ابدا

اقتباس:بعدها أريد أن أستمر في ابتلاء بني اسرائيل، مع أنهم المصطفين عندي، بينما السكان الأصليين للأمريكتين يصطفلوا، ولن تصلهم الدعوة إلا لاحقا لاحقاً. .. .

>>>>>>

(09-03-2010, 01:07 AM)ATmaCA كتب:  

إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير

أوه .. هل هذا دليل قرآني على وجود كائنات فضائية في كواكب أخرى؟ بمعنى أن الإله حسب مفهومك يكرر التجربة حتى تضبط معه؟ كنت أظن هذه الآية تتحدث عن الأمم التي سبقت المسلمين كمسيحيين ويهود أليس كذلك؟