عيون وآذان (لن ينجح ضد إسرائيل ونصف اللبنانيين ضده)
الخميس, 18 نوفمبر 2010
جهاد الخازن
لعلّي أطلب رهقاً وأنا أرجو السيد حسن نصرالله ألا يخطئ، فلا عصمة لبشر، إلا أنني أسمح لنفسي بأن أرجوه أن يحاول فآخر ما يُريد ونُريد هو أن يُجرَّ لبنان الى كارثة بسبب قرارات خاطئة مبنية على معلومات خاطئة.
خطاب قائد المقاومة، وأكتفي منه بما كتبت أمس، تزامن مع نشاط على الإنترنت محوره فيديو قديم يدعو فيه السيد الى دولة إسلامية (شيعية؟) في لبنان على أساس ولاية الفقيه، وفيديو آخر يؤكد السيد فيه أن حضارة إيران الحالية عربية وإسلامية وليست فارسية.
الفيديو الأول أغضب اللبنانيين وكل العرب السنّة وهم غالبية مطلقة بيننا، والفيديو الثاني أغضب الإيرانيين لأن النزعات الفارسية قوية وعميقة بينهم، ويبدو أن السيد لا يعرف أن وزارة الخارجية الإيرانية في طهران محاطة بتماثيل لملوك فارس ورموز فارسية، وليس بآثار فتوحات إسلامية.
لن أقترح على السيد حسن نصرالله ما يفعل، فهو يعرف أكثر منا جميعاً، وإنما أقترح عليه ما لا يفعل،
فهو لو قلّل من الخطابات والتصريحات لقلل من احتمال الخطأ، ولحرم أعداء حزب الله فرصة النفاذ الى سورية أو إيران.
وعندي مثل يخفف من وطأة الموضوع، فالرئيس الأميركي كالفن كولدج اشتهر بقلة الكلام، حتى أنه كان يحضر حفلات تمتد ساعات فلا يكاد يقول شيئاً، وقد رد مرة على الذين ينتقدون صمته بالقول: لم أعتذر يوماً عن شيء لم أقله. وعندما مات قالت الكاتبة الأميركية الساخرة دوروثي باركر تعليقاً مشهوراً: كيف عرفوا؟
أعود الى ما نحن فيه فعندما كنت أكتب عن خطاب السيد أمس
قرأت افتتاحية في «نيويورك تايمز» عنوانها «انصروا لبنان» بدأت بالقول إن التوتر ارتفع بشكل خطر في لبنان فيما تضغط سورية وإيران وحزب الله على رئيس الوزراء سعد الحريري لرفض التحقيق الدولي في اغتيال والده رفيق الحريري، سنة 2005.
جمع سورية وإيران مع حزب الله ليس بريئاً، ومثل ذلك الكلام التالي عن أن هذا التصرف ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي التي تنتصر لسيادة لبنان، وتطلب من سورية وقف دخول السلاح الذي تزعم الافتتاحية أنه زاد كأنها أحصته.
لا أذكر أن «نيويورك تايمز» في السنوات الأخيرة كتبت عن قرارات لمجلس الأمن الدولي تدين إسرائيل وجرائمها ضد الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم، مع أن القرارات ضد إسرائيل تفوق بقية قرارات الإدانة الدولية مجتمعة، وهذا رغم الفيتو الأميركي الذي منع صدور قرارات كثيرة أخرى.
الافتتاحية تكمل قائلة إن إدارة أوباما أيدت لبنان شفهياً بقوة، والآن هناك فرصة تأييده عملياً بعد أن رفع النائبان هوارد بيرمان ونيتا لوي تحفظهما في آب (أغسطس) الماضي على معونة عسكرية للبنان بمبلغ مئة مليون دولار.
مرة أخرى الجريدة لا تقول إن النائبين ليكوديان يؤيدان إسرائيل ويمثلانها في الكونغرس، ثم لا تقول إن مئة مليون دولار، هي «فراطة» أو «فكة» بالمقارنة مع ما تدفع الولايات المتحدة لإسرائيل كل سنة ما يشجعها على الاستمرار في القتل والتدمير والاحتلال وسرقة بيوت الفلسطينيين.
الافتتاحية تقول إن إدارتي بوش وأوباما قدمتا الى لبنان 670 مليون دولار من المساعدات العسكرية، وهو رقم أقارنه بثلاثين بليون دولار لإسرائيل في السنوات العشر المشمولة بعمل الإدارتين (ثماني سنوات لبوش واثنتان لأوباما) مع 30 بليون دولار أخرى من المساعدات الاقتصادية وبلايين إضافية من التبرعات المعفاة من الضرائب.
ولا بد من أن المساعدات لإسرائيل ستزيد مع سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، واقرأ أن النائبة إيليانا روس - تاتينين، من فلوريدا، ستكون رئيسة لجنة الشؤون الخارجية، وهي تمثل إسرائيل في الكونغرس وتعادي كل مصلحة عربية وإسلامية.
الافتتاحية تنتهي بسطرين ترجمتهما: أن لبنان مستقراً، بحكومة قادرة على مواجهة التهديد الخارجي، وجيش يسيطر على جميع أنحاء البلاد، هو بوضوح ما لا يريد حزب الله. إنه (لبنان المستقر) مصلحة واضحة للولايات المتحدة.
الافتتاحية تتحدث في الواقع عن مصلحة إسرائيل، وأنا مع حزب الله ضد إسرائيل أخطأ أو أصاب، وكل ما أقول ختاماً إنه سيكون أنجح في التصدي لإسرائيل إذا طمأن اللبنانيين بما يكفي لتأييده،
فهو لن ينجح ضد إسرائيل ونصف اللبنانيين ضده، وأشعر بأنني دخلت في البديهيات فأتوقف.
http://www.nytimes.com/2010/11/16/opinio....html?_r=1&scp=2&sq=lebanon&st=cse
قرأت افتتاحية في «نيويورك تايمز» عنوانها «انصروا لبنان» بدأت بالقول إن التوتر ارتفع بشكل خطر في لبنان فيما تضغط سورية وإيران وحزب الله على رئيس الوزراء سعد الحريري لرفض التحقيق الدولي في اغتيال والده رفيق الحريري، سنة 2005.