(12-07-2010, 03:35 PM)حسن سلمان كتب: أما علاقة الإنسان بالآخرين فتخضع لمبدأ "ما يمكن اثباته " وقد ناقش هذه القضية فيلم law abiding citizen ، ولو انه ناقشها على المستوى القانوني فقط ، ومعنى هذا المبدأ أني سأمارس الأخلاق الحميدة وأتجنب السيئة عندما يراني الناس أو القانون ، وسأمارس الأخلاق السيئة التي بها متعتي عندما لا يراني الناس أو القانون (وذلك عند اختفاء الحاجة النفسية لممارسة الأخلاق )
بمعنى أني سأسرق لو تأكدت أنه لن يراني أحد أو يلحق بي ضرر، وسأزني لو تأكدت أنه لن يراني أحد ، سأمارس الجنس مع أختى وأمي عند رضائهما ، سأكذب لو تأكدت أنه لن يكتشف كذبتي أحد ، وسأقتل اذا تأكدت أنه لن يكشفني أحد ، وهلم جرة !!
وهنا نصل الى أهم ما في الموضوع وهو "الحاجة النفسية لممارسة الأخلاق "
وأقول بكل بساطة أن هذه الحاجة ليست سوى خدعة وبرمجة حدثت في اللاوعي منذ طفولتنا وحسب تربيتنا وتنشأتنا ، بل ويمكن التغلب عليها بسهولة !!
مثلا تربينا منذ الصغر على أن الكذب شيء سيء ، وتمت برمجة اللاوعي على هذا الأساس ، وعند الكذب يعطيك اللاوعي اشارة بأن فعلت شيئا سيئا
وتربينا أن السرقة شيء سيء لا يقوم بها الا حقير وتم برمجة اللاوعي على هذا الأساس وعند الإقدام على السرقة قد تتجنب فعلها لأن اللاوعي سيعطيك اشارة أنك حقير !!
وتربينا على أن ممارسة الجنس يجب أن تحدث في أطار مقبول اجتماعيا وشرعيا وأن ممارسة الجنس مع المحارم شيء حقير ولا يقوم به الا سافل وضيع ، وعند تفكيرك في ممارسة الجنس مع اختك حتى رغم رضاها سيعطيك اللاوعي اشارة تقول لك أنك سافل وضيع فتبتعد عن هذه الفعلة !!
حتى الرحمة عند القتل سببها عصبي هناك نظرية تسمى "mirror neurons" تقول بأنك تشعر بما تراه ، بمعنى أنك عندما ترى انسان يتألم تشعر بالألم ، ولذلك تحاول رفع الألم عن هذا الإنسان !1
كل هذه مجرد برمجات خادعة ويمكن تعديلها ببرمجة عكسية ، وهذا هو ما يقوم به المجرمين من برمجه لذاتهم ، فمن الممكن برمجتك على أن السرقة ليست شيء سيء وأن الكذب ليس شيئا سيئا ، وأن القتل ليس شيئا سيئا ، بل ويمكنك التغلب على عائق الشعور بالشفقة والرحمة بالتدريب !!!
ممارسة اللادينين للأخلاق ليس سوى خدعة نفسية لا يشعرون بها ويمكنهم أن يتحرروا من هذه البرمجة بسهولة !!
نقطة أخى أود التنويه اليها وهي أن الأخلاق الوضعية تختلف من مجتمع لآخر ففي الجاهلية مثلا كان وأد البنات من الأخلاق الحميدة !! والعصبية والقبلية من الأخلاق الحميدة !! كما أن الأخلاق الوضعية تهتم بالمتعة الذاتية أكثر من مصلحة المجتمع ، فمن يرى أن التعري ليس من الأخلاق السيئة لا يراعي انتشار الزنا في المجتمع .
ودمتم ...
الزميل المحترم / حسن سلمان
تحية طيبة
أولا : مقالك ليس جيدا من حيث ترابط الأفكار و إنسياقها و به الكثير من الحشو و الإطالة كما أن بداية المقال كانت ركيكة .. أتمنى لو تطور من أسلوبك في المستقبل.
ثانيا : فكرة المقال نفسها لم توضحها بالشكل الكافي ..
فانت تقول أن التربية تبرمج اللاوعي على تقبل الخير و النفور من الشر ..
و تقول أن هذا ليس كافيا لأن المجرمين يقومون بإعادة برمجة لاوعيهم لكي يتقبل الشر ..
و من ثم يعتمد سلوكهم بعد ذلك على ما يمكن إثباته من أخطاء ..
و لكنك لم تقل لنا ما هو البديل عن تربية الأطفال على تقبل الخير و النفور من الشر ؟
هل تقترح عدم تربيتهم أو تربيتهم على محبة الشر مثلا ؟
ثم إنك لم تقل لنا كيف يمكن تعليم الأطفال الإيمان بالإله و الخوف منه و السعي لرضاه بدون تربية ..
هل تظن مثلا أن الإنسان يولد مؤمنا ولا يتم تعليمه أو تلقينه مبادئ دينه أو فكرة وجود إله يحاسبه ؟
يعني إذا كان تربية الإنسان على محبة الخير أو برمجة اللاوعي على حد تعبيرك ليسوا مفيدين او مؤثرين فكيف ستعلمهم أن هناك إله و أن هناك دين و ثواب و عقاب ؟
المفروض أن التربية هي أساس الأخلاق سواء الدينية أو اللادينية و لم أسمع من أي شخص من ينكر ذلك مهما كانت عقيدته ..
ثالثا : بجانب أسلوبك السيء في الكتابة و قلة الأفكار و عدم ترابطها أجد الفكرة الرئيسية لمقالك ضعيفة جدا .. أي أن الثواب و العقاب هم نظام أفضل من التربية.
لأن الثواب و العقاب هم نظام تربية أصلا و لا يمكن إدعاء غير ذلك, بالإضافة إلي أنه نظام فاشل في التنشئة ..
ففكرة الإله أساسا تتلخص في وجود أب للنوع البشري يحيا في السماء و يراقب تصرفات أطفاله و يجازيهم و يعاقبهم لكي يتعلموا محبة الخير و كراهية الشر.
و لأن الله فكرة قديمة فطريقته في التربية قديمة أيضا : يعني هو يقول للإنسان أطعني أو ساشويك في جهنم إلي الأبد, و هذا يعني أن الله لا يهتم بكل فرد من أبناؤه بقدر ما يهتم بترسيخ سلطانه في نفوس البقية فيتبع المثال القائل ... أضرب المربوط يخاف السايب.
يعني الثواب و العقاب هي طريقة الله في برمجة اللاوعي البشري و ليست طريقة سحرية مختلفة لإقرار النظام ..
و هي طريقة فاشلة كما قلت لك ..
يكفي أنها تنتج شخص مرتبط بالكامل بما يحصل عليه من ثواب أو يتجنبه من عقاب لو فعل أي شيء و في النهاية يتحول إلي إنسان مبرمج بالكامل بدون أي قدرة على التفكير لأن التفكير لا ثواب له ..
فتسمع من يسأل الشيوخ عن دخول الحمام بالقدم اليمنى و عن الفساء المنقض للوضوء و غيره ..
في الحقيقة أن من يسلك سلوكا جيدا إبتغاء مرضاة الله هو ليس شخصا أخلاقيا ..
الشخص الأخلاقي هو إنسان قادر على التمييز بين الخير و الشر لوحده بدون وصاية من احد ..
و من يسلك لكي يرضي الله لا يعلم الحكمة من تصرفاته بل يفعلها إبتغاء الحصول على قصر في الجنة يعني هو إشترى و قبض الثمن في خياله و تلك المقايضة ليست أخلاقا ..
الشخص الأخلاقي هو إنسان يقوم بفعل الخير حبا في المستفيد من هذا الخير ..
يعني حين يساعد المرء زميلا أو صديقا أو غريبا في أي مشكلة يجب أن يكون هذا نابع من شعور جيد تجاهه و على الأقل بدافع الواجب تجاه هذا الشخص بناء على الأخوة الإنسانية ..
لكن أن يقوم المرء بفعل خير لأحد الأشخاص ليس حبا فيه و لا رغبة في إسعاده بل رغبة في رضا شخص آخر لا يمت له بصله (الله) هو طريقة إنتهازية و وصولية و ليس عملا خيرا ..
الخلاصة :
1- الشخص الأخلاقي يعرف قيمة تصرفاته و يختارها بناء على قرارت أخلاقية فيما يخص الخير و الشر.
2- الشخص الأخلاقي لا ينتظر جزاء نتيجة تصرفاته بل يقوم بفعل الخير حبا في الناس أو بدافع الواجب.
و هذا لا ينطبق على المتدين ..
المتدين السالك سلوكا جيدا إبتغاء وجه الله هو شخص أناني و جبان و جاهل ..
اناني لأنه يطمع في الجنة نتيجة سلوكه ..
جبان لأنه يخشى جهنم كنتيجة لسلوكه ..
جاهل لأنه لا يعرف الغاية من التصرفات الأخلاقية ..
و بالتالي هو ليس شخصا أخلاقيا لأن الأنانية و الطمع و الجبن و الإنتهازية و الجهل ليسوا من مكارم الأخلاق على أي حال.
و أريد أن أؤكد على ان الدوافع السلوكية مهمة بنفس القدر الذي تكون به نتائج الأفعال مهمة ..
يعني الأعمال بالنيات فعلا و لكن ليس فقط .. فهي بالنتائج أيضا.
و إبتغاء "رضا الله" ليس من الدوافع السلوكية الجيدة من وجهة نظري.
كل ود