«بدّي كسّر راس السنة وما رح إسهر»
محمد محسن
ساعاتها القليلة ليست مميّزة. بالنسبة إلى كثيرين، تبدو ليلة رأس السنة «بالوناً» يأخذ أكثر من حجمه. «بدّي كسّر راس السنة وما رح إسهر، رح نام أبكر من العادة». الكلام لسائق سيارة أجرة غاضب، تذكّره ليلة رأس السنة بفقره. بالنسبة إلى الحاج كامل حجازي «رأس السنة بحاجة الى رأسمال»، لذا لن يحتفل. تحبك معه فيقول متلاعباً بالكلام: «المهم يبقى راسي مرتاح». لكن إذا غاب الماء وجب على الأقلّ التيمم؟ ألن يسهر بالبيت؟ يقول: «أقل شي بدّك تشكيلة فواكه، وشويّة مخلوطة وقلوبات. ألله يرحم زمن المشاوي والكاتو. في الحد الأدنى، يبلغ ثمن الفاكهة والمكسرات ما يتجاوز 30 الف ليرة، وأنا ما معي». إذاً هو ليس ضد فكرة السهرة بقدر ما يتندّر على فقره؟ يستدرك قائلاً «ممكن إسهر في أي وقت. حتى الآن لم أفهم لماذا رأس السنة دوناً عن غيرها؟».
تحمل هبة إسماعيل الإجابة عن سؤال حجازي. إجابة بخلفية دينية، تقنعها وتجعل ضميرها مرتاحاً لرفض الاحتفال مع أهلها في سهرة رأس السنة. تعود الفتاة العشرينية بالزمن إلى أيام الفراعنة. تروي بطلاقة: كان الفراعنة يفصلون بين السنة الشمسية والسنة القمرية بعشرة أيام. تضيف «كان الناس يقضون هذه الأيام العشرة بممارسة الفاحشة وشرب الخمر، وقد سمّى القرآن هذه المناسبة بالنسيء ورأى فيها زيادة في الكفر». تدرك أن قصّتها بعيدة شكلاً ومضموناً عن سهرة رأس السنة، لكنّها تصرّ على تشبيه ما يحصل في هذه الأيام بظاهرة النسيء «انظر، ليلة رأس السنة هي مجال للسهرات التي لا تقيم حدوداً أخلاقية ولا تراعي الحلال والحرام». لا شأن لها باحتفاء أهلها بليلة رأس السنة، حتى وإن كان ذلك ضمن «الضوابط الشرعية». تقارن بين السنة الميلادية وتلك الهجرية «لماذا لا يحتفل أحد بالسنة الهجرية كما يحتفلون بالميلادية؟ أنا مسلمة ولي تقويمي، والغيور على مناسباته ليس متعصّباً» تقول. ستتابع ليلتها بشكل طبيعي، تشاهد التلفاز في غرفتها، أو تدردش مع من تجده من أصدقائها ساهراً على شبكة الإنترنت. تغمز من قناة جيران لها في المبنى نفسه «في كل ليلة رأس السنة نظن أنهم يقيمون عرساً. أصوات الموسيقى تصمّ الآذان. لا داعي لكلّ هذه التفاهة» تقول.
إذاً يتضّح أن الهروب من سهرة رأس السنة مردّه إلى أمور عديدة. يبدو الفقر والتديّن من أهم الحجج المانعة لتخصيص 31 كانون الأول بسهرة. لكن، ثمّة سبب ثالث لا يشبه الفقر ولا التطرف في تفسير الدين: «فوبيا» الآخر. «فوبيا» الخوف على الهوية. هذا ما تستخلصه من كلام جميل شهاب. ببساطة، لا يريد الرجل «للثقافة الغربية أن تدخل إلى بيته وتفسد أولاده». لا يجد لرأس السنة مكاناً بين أعياده. ورغم أنّه لا يمانع في جمع العائلة في هذا اليوم، إلا أنّ فكرة «إنو لازم نسهر يعني بـ31 الشهر مش مقنعة». السنة ليست إنساناً نحتفل به، المواقيت وضعها الناس لتسهّل أمورهم، لا ليحتفلوا بها. نظريات كثيرة يجود بها شهاب. رغم ذلك، يبدو «براغماتياً» مع عائلته، فزوجته وولداه يحبّان السهر في هذه الليلة، وهو ما سيدفعه إلى المشاركة في «ثمن مستلزمات السهرة من مشاو وحلويات ومكسرات. وكأنّها سهرة للأكل والشرب» كما يقول.
ماذا نفعل في هذه الليلة ولا نفعله في ليالٍ أخرى؟ سؤال وجيه، تطرحه عناية السبلاني. لا ترى رأس السنة إلا يوماً عادياً «هل يزيد عدد ساعاته، فيصبح 25 ساعة مثلاً؟ يجب أن نحزن لأن سنة من عمرنا انقضت» تقول ممازحة وتضحك وحدها على هذه المزحة. وإذا كانت سهرة رأس السنة بالنسبة إليها كباقي السهرات، فليس من مبرر لتمييزها، تالياً، لا سهرة رأس سنة في روزنامة نشاطاتها. قد تكون السهرة في 10 كانون الثاني، لا فرق، التوقيت ليس قيمة بحد ذاته. يساند كمال عطوي صديقته عناية في آرائها، لكنّه يتّجه صوب الفنادق وصالات الغناء. يصفها بسهرات «الزعرنة». 500 $ لعمرو دياب؟ «اعطوني 100 دولار وأغنّي لكم طوال السهرة» يمازح. يفتح حديثه الباب للنقد: لا يستأهل صوت هيفا وهبي مئات الدولارات، وجمال أليسا نراه في الصور، أمّا دلع راغب علامة «فلا يستحق أن أضيّع وقتي من أجله» يقول.

الأخبار - العدد ١٣٠٣ الخميس ٣٠ كانون الأول
http://www.al-akhbar.com/?q=node/766

معليش كل كسر راس سنة وانت بخير

الناس تحب المغالة بتصرفاتها ... يعني أنا أستطيع الإحتفال دون إزعاج أحد أو صرف الكثير من المال أو أشرب الكحول كما يفعل المحرمون ... الإنسان يستطيع فعل أي شئ بالدنيا بإعتدال

كل عام و انتم بخير و الموضوع بسيط جداً وهو أن نفرح بأي مناسبة بشكل سليم ولو كانت عيد البطيخ

ليه دايما الاحتفال بليلة راس السنة بيكون عن طريق الشرب والخمرة والرقص والهلس وخلافه من الموبقات والمحرمات (حلوة الموبقات والمحرمات )

و ليه انت بتروح Hooters و هو كله حسناوات؟؟

(12-31-2010, 09:42 AM)هاله كتب: