الحكومات العربية هي المسؤول الأول، والأخير، عن استمرار هذه المجازر.
هي المسؤولة لأنها لم تقم، وكان واجبا عليها أن تفعل، بتجفيف منابع ما يسمى اليوم بالإرهاب الإسلامي.
منذ عشرات السنين والكل يعلم أن هناك معركة شاملة (سموها "صحوة دينية") شنتها طبقة رجال الدين على المجتمع حين شعرت أن مصالحها باتت مهددة بصعود تيار الحداثة الذي فرضه العصر.
ومنذ عشرات السنين والكل يعلم إن طبقة رجال الدين اعتمدت، كمرجعية لمعركتهم هذه، "آيات السيف". (وأفتى معظهم بأنها نسخت أكثر من 100 آية من آيات الرحمة التي سبقتها. (أما من لم يفت بالنسخ فاكتفى معظمهم بالصمت عما سيأتي من إرهاب)
لكن الحكومات غضت النظر عن هذه المعركة التي زعزعت أركان المجتمع المدني وهي يخطو خطواته الأولى، وكأن هذه المعركة تجري على كوكب آخر، بل وساعدت الحكومات الكهنة وتجار الدين في تعميميها وسمحت لهم باستخدام المساجد والمدارس والمعاهد والجامعات، وحتى المقاهي والبيوت، لـ"شرح وتفسير" آيات السيف هذه وضرورتها، بهدف القضاء على "الطابور الخامس" الذي يعمل لصالح "الغرب الكافر".
هكذا استطاع هؤلاء الكهنة وتجار الدين، في غياب الدولة (وبرضاها) تجنيد عشرات الآلاف من الناس البسطاء لتكوين جماعات إرهابية لم تلبث أن تصدرت المشهد كما نراه اليوم.
منذ عشرات السنين كان واجبا على الحكومات العربية أن تضع القوانين وتتخذ الإجراءات المناسبة لتجنب الآثار السلبية لهذه "الردة" التي سعت للعودة بالمجتمع إلى القرون الوسطى. وكان هذا كفيلا بتجفيف منابع الإرهاب.
لكنها لم تفعل. والسبب واضح لكل عاقل وهو أن مرجعية هذه الحكومات ليست مصالح شعوبها، بل مصالح المافيات التي ارتقت تحت ظل الاستبداد واحتلت، لوحدها، مراكز القوة في الدولة والمجتمع.
والإرهاب، بشتى أشكاله، وما يعنينا منه هنا الإرهاب الديني، يخدم مصالح تلك المافيات. لذلك فهي "حريصة" على استمراره ولا تسمح للدولة بتجفيف منابعه.
--------------------------
من "آيات السيف" التي تأمر بمبادأة غير المسلمين بالقتال:
- فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. ) التوبة 5)
-- قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ. (التوبة 29)
---------------
لدي "شبه ملاحظة" للزملاء الذين يلقون التهمة على الموساد والفوساد والسي أي إي والكا جي بي .. وزمبابوي وغواتيمالا.. الخ.
انتم، للأسف، شبه تلاميذ فتحوا أعينهم في مدارس الإرهاب، فراحوا ينهلون من ينابيعه.
وهذا لا ينفي أن لأسرايل مصلحة في مجازر كهذه .
تبا لكم ...
