سميرة أحمد: فتحى سرور كان يعلم أن مجلس الشعب ليس شرعيًا
وسط موجات الغضب التى اجتاحت الشعب المصرى الأيام الماضية ووسط بحر الدماء الذى سال على أرض مصر من دم الشهداء، خرج عدد من فنانى جيل الوسط ليؤكدوا أنهم لا يمثلون دورا فى فيلم سينمائى وإنما يشاطرون هذا الشعب غضبهم وأنهم معهم قلبا وقالبا. ولكن على الجهة الأخرى، اكتفى بعض الفنانين الكبار بالانزواء وعدم التحدث أو مشاطرة الشعب ثورتهم مما عرضهم لكثير من الانتقاد، كما خرج كثير منهم ليؤكدوا أنهم ضد الثورة مما أثار انتقادات أكثر حدة لهم، لتخرج من قلب كل هذا الفنانة سميرة أحمد لتؤكد أنها مع الناس بكل وجدانها مدافعة عن أبناء جيلها من الفنانين، ولتوضح لنا رأيها فى كل ما يجرى على الساحة المصرية فى هذا الحوار:
فى البداية علقت الفنانة سميرة أحمد على خطاب الرئيس مبارك يوم الثلاثاء الماضى موضحة أنه كان به الكثير من التغييرات على طريق الإصلاح والانتقال السلمى للسلطة، ولكنها على الناحية الأخرى قالت إن هذا التغيير لم يكن بالدرجة الكافية وإنها كانت تنتظر المزيد من الإصلاحات وأن أبرزها تعديل المادة 88، مؤكدة أنها كانت تتمنى أن يقول الرئيس بنفسه إنه سيحل المجلس بدلا من انتظار حكم المحكمة.
●وماذا عن رأيك فى الوضع الحالى خاصة بعد الخطاب الأول للرئيس يوم الجمعة الماضى؟
ـ تساءلت «هل تقصدين الخطاب الذى ظللنا ننتظره منذ الساعة الخامسة وخرج بعد ذلك على الشعب الساعة 12.30 بعد منتصف الليل؟». الوضع الحالى لا يسر ومتأثرة جدا بالشباب الذى خرج فى المظاهرات وفخورة بهم جدا وفى ذات الوقت قلبى يحرقنى بشدة على الشباب الذى استشهد وعلى الجنازة التى رأيتها، ولكن بشكل عام لابد أن توجد هناك تضحيات لأن كل شىء له سلبيات وايجابيات، وأكثر ما آلمنى هو الرجل الذى خرج على شاشة الجزيرة وقال إن ابنه استشهد ومستعد أن يضحى بولديه الاثنين الآخرين فى سبيل الوصول لهدفنا، وإلى الآن لست قادرة على نسيان تلك الجملة. والذى اندهش منه جدا وبشدة هو كيف يحدث هذا على أرض مصر «معقولة تتبهدل بالشكل ده؟»، معقولة يحصل إن السجون تتفتح ويخرج منها المساجين وأجد كل رجال العمارة التى اسكن بها يخرجون ليحموا ممتلكاتنا؟، كانت مصر تلقب ببلد الأمن والأمان، وكيف ينسحب البوليس بهذا الشكل؟ هذا البوليس الذى اقسم يمينا على حماية الشعب، هذا فضلا عن حالة الغموض الشديد الذى يغلف الأحداث ويسبب عدم فهم لنا. وأيضا غلو الأسعار الذى صاحب تلك الأحداث وارتفاع سعر الرغيف 4 أضعاف. وما أرغب فى السؤال عنه هو كل ما حدث هل كان مدبرا ومقصودا؟ من سيجيب على هذا التساؤل.
وما رأيك فى الوزارة الجديدة التى شكلت؟
ـ وزارة إيه؟، فالوزراء أغلبهم من الوزارة القديمة، وكل ما اعتقده حول هذا الأمر هو أن هناك كثيرين اعتذروا عن تلك الحكومة بدليل الإعلان عن أن جودت الملط سيكون وزيرا للمالية وفوجئنا برجل آخر. وبشكل عام لابد من إصلاح الأمور سريعا. هناك تغييرات كثيرة لابد أن تحدث على جميع المستويات وليس السياسية فقط، فهل يرضيك أن يخرج علينا فتحى سرور ليقول إنه سيلبى أحكام القضاء وسيرضخ لها؟، وإذا رجعنا بنظرنا للوراء نجد أن كلامه اختلف لأنه بعد الانتخابات صعد وقال إن المجلس قانونى 100% وإنه سيد قراره. معنى ذلك أنه يعلم أن المجلس ليس شرعيا ولا قانونيا الذى يجب أن يحدث أن يشعر الناس بالناس ويحسوا بآلامهم ولا يحدث انفصال بين الحكومة والشعب».
● بالنسبة لموقف أحزاب المعارضة.. البعض يتهمهم بأن منهم من يحاول ركوب الموجة واكتساب مصالح شخصية لهم.. فهل تتفقين مع هذا؟
ــ المعارضة كان لابد أن تشكل البرلمان الشعبى وأن يذهبوا أمام مجلس الدولة لحلف اليمين، وعامة المعارضة قبل ذلك لم يكن أمامها شىء تفعله.
● معنى ذلك أنك تجدين المعارضة ليس بيدها حيلة؟
ـ لا، من الممكن أن يحدث تغيير بعد ذلك وتفعل المعارضة الكثير، وفى رأيى لابد من إحلال مجلس الشعب لأنه جاء بالتزوير.
● على ذكر الانتخابات.. لو القدر شاء أن تنجحى فى الانتخابات السابقة عن حزب الوفد.. فماذا كان سيكون موقفك حاليا؟
ـ تعرفى أنا لما سقطت فى الانتخابات فرحت أما الآن وفى ظل كل ما حدث حمدت ربنا أكثر وفرحت أكثر، لأنى لم أكن لأقبل أن أكون جزء من ديكور مجلس الشعب غير القانونى، وأحب أوضح لك إنى حتى لو كنت نجحت أكيد كنت سأنسحب من المجلس.
● هناك انتقادات وجهت لكبار الفنانين أنهم لم يشاهدوا إطلاقا فى المظاهرات وكانوا فى السابق يتحدثون كثيرا عن عدم شرعية الحكومة والآن لم يفعلوا شيئا.. فما ردك على هذا؟
ـ عن نفسى أنا سيدة كبيرة لا استطع الوقوف لساعات فى المظاهرات هذا فضلا عن الزحام وما حدث من وحشية فى التعامل مع المتظاهرين، ولكن عندما تنظم وقفة أو مظاهرة قرب منزلى فحتما سأشارك بها. وما أحب توضيحه أن ابنتى جليلة شاركت فى المظاهرات، وفى النهاية لا أعلم ظروف باقى زملائى الفنانين.
● بالنسبة لمطالب الشعب التى تدرجت وارتفع سقفها ففى البداية كانت اقتصادية ثم انتهت برحيل النظام.. فكيف تجدين مدى شرعية هذه المطالب؟
ــ أحب أقولك إن سقف المطالب بدأ يرتفع كل يوم عن سابقه لعدم الاستجابة فى بادئ الأمر، ففى البداية طالب الناس بالخبز والقضاء على البطالة وغيرها ولكن لم يستجب أحد ولذلك تدرجت المطالب وزادت حدتها. فليس معقولا أن يتقاضى شخص 500 جنيه ويدفع منها 400 جنيه إيجارا.
● لو انتقلنا لموقف أمريكا فكيف تفسرين موقفها تجاه ما يحدث فى مصر؟
ـ أرى أن أمريكا بدأت «تشيل يدها من عندنا» حاليا، ولكن على الجهة الأخرى موقفهم محير جدا ولست متفهمة لموقفهم بشكل جليّ. ولكن بعيدا عن موقف أمريكا أجد أن معظم الدول تقف بجانب مصر سواء أوكرانيا أو تركيا أو الأردن أو لندن أو...
وبصفة عامة الشعب تعبان جدا، وأدعو الله أن يقف بجانب الشعب المصرى و«يعدى الأيام ديه على خير».
http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=385806