{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #31
الرد على: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
مصر .. زواج عتريس من فؤادة باطل!!
محسن صالح



يقول النقاد إنها كانت اللقطة الأشهر في تاريخ السينما المصرية، عندما أخذت حشود أبناء قرية الدهاشنة بقيادة الشيخ إبراهيم تتجمع حول بيت زعيم القرية "عتريس"، الطاغية المتجبر، الذي حكم قريته بالحديد والنار والظلم والقهر من خلال عصابة لئيمة فاسدة، وأخذت الجموع تهتف "جواز (زواج) عتريس من فؤادة باطل". وذلك أن عتريس طلب الزواج من الفتاة فؤادة فرفضته، ثم أكرهت على الزواج بشهادة زور من شخصين قالا إنها موافقة، وبموافقة والدها الخائف الضعيف.

لكن الفتاة كانت صلبة الإرادة فمنعته من نفسها، وساعدت الفلاحين على سقي مزروعاتهم بعكس إرادته. وتدخل الشيخ إبراهيم ليقف إلى جانب الفتاة، فقام عتريس بقتل ابنه وبحرق مزروعاته، وبقمع كل من يعترضه، لكن الشيخ إبراهيم ازداد إصرارا وكسر حاجز الخوف، وقاد أبناء القرية لحصار بيت عتريس، لينتهي الفيلم بإنقاذ فؤادة واحتراق البيت واحتراق عتريس فيه.


إنه فيلم "شيء من الخوف" الذي يحكي هذه القصة، وشاهده كاتب هذه السطور عندما كان فتى في سبعينيات القرن الماضي، وقد وجدتُ من بحث سريع في الإنترنت، وأنا أحاول تذكر اسمه وبعضا من تفاصيل قصته أنه قد تم تصنيفه أحد أفضل أفلام السينما المصرية، وأنه من تأليف ثروت أباظة، وحوار عبد الرحمن الأبنودي، وقام ببطولته محمود مرسي وشادية ويحيى شاهين ومحمود ياسين.

الفيلم الذي أنتج سنة 1969 رفضته في البداية الرقابة المصرية، خشية أن يكون ذلك إسقاطا على شخص الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فقامت بعرض الفيلم عليه قبل السماح بتوزيعه على دور السينما، فوافق عبد الناصر على عرضه وقال إنه ليس عتريس، وإنه إذا كان كذلك فإنه يستحق الحرق.

مصر تستحق قيادة أفضل
مصر العظيمة بشعبها والكبيرة بدورها التاريخي والرائدة في محيطها الإقليمي والعربي والإسلامي، تستحق قيادة تليق بها. لقد تقزم الدور الحكومي المصري وبهت في السنوات الماضية ليصبح ظلا للمصالح الأميركية، ومصالح رجال أعمال جشعين أو محدثي النعمة.

نعم، مصر تستحق قيادة أفضل تعكس الإمكانات الهائلة لأكثر من ثمانين مليون مصري، وتعكس مكانتها الهائلة في قلوب مئات الملايين من العرب والمسلمين. مصر ليست جزر الكناري أو ماكرونيزيا... ليأتي البعض مثيرا للنعرات العنصرية متهما كل من ينتقد النظام الحاكم بأنه ضد مصر نفسها، ومكانة مصر ودورها تدفعان كل مخلص ومحب أن يقول كلمته إلى جانب الملايين من المصريين الذين خرجوا في الشوارع يعارضون النظام.

واللعب على معزوفة "العداء لمصر" معزوفة قديمة جديدة مشروخة يسعى منها البعض إلى عزل مصر عن محيطها العربي والإسلامي، وإلى الاستفراد بمصر وشعبها، والاستمرار في مدارج الفساد والاستبداد. ومصر شاءت أم أبت لاعب أساسي مؤثر في الشأن الفلسطيني، وفي قيادة العالم العربي، وفي الشأن الإفريقي، ولا يملك كل من يتأثرون بسياساتها ومواقفها إلا أن يقولوا كلمتهم، سواء كان ذلك حبا ووفاء أم رعاية للمصالح والعلاقات.

نموذج "عتريس" في سنن الله
يمثل نموذج "عتريس" نموذج أنظمة الاستبداد والسلطة التي تقوم على الخوف، وهي بعد أن تتمكن بقوة السلاح والمال والخداع تأتي لتبحث لنفسها عن شرعية من خلال نظام سياسي ودستور وانتخابات تكيف لاستكمال "لزوم الديكور"، وبما يضمن لها الاستمرار.

غير أن هذه الأنظمة عادة ما تخالف سننا عظيمة من سنن الله سبحانه في الكون، ترتبط أولاهما بمصائر المفسدين وثانيهما بمصائر الظالمين، وثالثهما بمصائر المستبدين. فإذ ما انتشرت في قوم فإن ذلك مؤذن بزوالٍٍ؛ ولا يمكن لأصحابها أن يستمروا في السلطة مهما طغوا وتجبروا. فالفساد يؤدي إلى اختلالات اجتماعية واقتصادية، والظلم يؤدي إلى اختلالات حقوقية وأمنية، والاستبداد يؤدي إلى اختلالات سياسية. وكل منها يصب في النهاية في الاختلالات التي يؤدي إليها الآخر.

وهذه الاختلالات تؤدي إلى انتشار الفقر وحرمان الناس من حقوقهم، وقهرهم وإذلالهم، وتولد الحقد والعداوات والاضطرابات. وإذا ما وجدت فئة مؤمنة بربها، مصرة على حقوقها وكرامتها، تكسر حاجز الخوف وتتصدى للظلم والفساد فإن الله سيكون معها، وانظر إلى قوله تعالى "وفرعون ذي الأوتاد، الذين طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصب عليهم ربك سوط عذاب، إن ربك لبالمرصاد".

وقد عانت مصر من "القطط السمان"، ومن أحكام الطوارئ، ومن مطاردة المخلصين، ومن هجرة الأدمغة والكفاءات، ومن سرقة واستنزاف مواردها وثرواتها، ومن تراجع مستوى التعليم، ومن إفقار الناس، ومن تزوير الانتخابات والإرادة الشعبية...، وقد أدى ذلك إلى أن مصر التي كانت تتفوق على بلدان ككوريا الجنوبية وماليزيا والهند في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا، وجدت نفسها بعد بضعة عقود تتراجع إلى آخر الطابور، وتتسع الفجوة بينها وبين دول كانت ترسل أبناءها يوما ليستفيدوا من الخبرة المصرية.


"
لا للوصاية على الشعب المصري
كان من المستغرب أن يأتي بعض منظري النظام ليلقوا على المصريين درسا بأنه من المبكر عليهم ممارسة العملية الديموقراطية بشكل كامل، وأن المسألة تأتي بالتدريج. وأسوأ ما في هذا التنظير أنه يسخر من شعب كان يقود الحضارة الإنسانية منذ نحو ستة آلاف عام، ثم يأتي هؤلاء المنظرون ليفترضوا بعد كل هذه المدة أنه لا يزال قاصرا، بينما هناك شعوب كانوا حتى وقت قريب يعيشون في الغابات ويغرقون في الجهل، يمارسون الآن حقوقهم الديمقراطية وحريتهم الكاملة في الاختيار.

وهؤلاء المنظرون لم يسألوا أنفسهم من وضعهم وكلاء على شعوبهم، ومن جاء بأسيادهم؟ ولماذا يتكلمون باسم الناس وغصبا عنهم؟!

وهؤلاء المنظرون يأتون اليوم أيضا ليقولوا إن "رحيل" الرئيس بهذا الشكل لا يليق به ولا يليق بالمصريين!! ولكنهم لا يسمعون لصيحات الجماهير المليونية التي تسألهم إن كان الرئيس قام طوال ثلاثين عاما بما يليق به وبما يليق بالمصريين؟ وما إذا كان تراجع مصر ومكانتها واستنزاف ثرواتها وهجرة أدمغتها وتولي الفاسدين وأحكام الطوارئ وتزوير الإرادة الشعبية... أمرا يليق بمصر وأهلها؟ وما إذا كانت ثلاثون عاما غير كافية لكشف ما في جعبة الرئيس وأعوانه؟ وما إذا بقي هناك احترام لنظام يطلق 17 ألفا من السجون من المجرمين وأصحاب السوابق، ثم يشتري "البلطجية" ليقوموا بالتعاون مع الشرطة السرية بمهاجمة المتظاهرين المسالمين بوسائل وأساليب بدائية مكشوفة.

التخويف بالإخوان المسلمين
أما تخويف الناس والأنظمة الغربية من أن البديل هو "الإخوان المسلمون"، فهو أمر يثير الرثاء، فالإخوان يعبرون عن حالة شعبية واسعة أكبر بكثير مما لدى النظام ومؤيديه، وهم أكبر فئات المعارضة وأكثرها مصداقية بين الناس، ومن أكثر من عانى من بطش النظام وقهره. وهم ليسوا مجموعة من الدراويش أو مجموعة من المتطرفين كما يحاول البعض تصويرهم، وهناك من بينهم الكثير من أفضل الكفاءات المصرية في المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والقانونية....، وهم يقرون بالتعددية والتداول السلمي للسلطة والتسامح الديني، وقدموا رؤى واضحة في مجالات الإصلاح المختلفة... فلماذا التخويف منهم؟ خصوصا إذا كانوا مستعدين للاحتكام للصناديق الانتخابية.

وإذا كانوا يستجيبون لنبض شعبهم في تبني الإسلام، وفي الدفاع عن قضايا الأمة، وفي رفض التدخل الأجنبي فلا أقل من أن يأخذوا فرصتهم كغيرهم في العملية السياسية، وليكن أداؤهم هو الحكَم.

لا لسرقة الثورة
ليس كثيرا على شعب مصر الذي ثار لحريته وكرامته أن تتشكل حكومة انتقالية، وأن يحل مجلسا الشعب والشورى المطعون فيهما، وأن يعمل دستور جديد لمصر يعبر عن وجهها الحضاري، ويضمن قيام نظام يحترم الحريات والتداول السلمي للسلطة، وينهض بمصر ويفجر طاقاتها لتستعيد دورها الرائد في عالمها العربي والإسلامي والأفريقي.

ولا شك أن هناك الكثير من العقبات خصوصا ممن يحاولون سرقة انتفاضة الجماهير أو إجهاضها أو حرفها عن مسارها أو ركوب الموجة. وهناك مخاوف حقيقية من ذلك، فأكثر من 80% من ثورات الشعوب في العالم تمت سرقتها أو حرفها عن مسارها.

وقد يكون من المخاطر أن تستنزف طاقات الجماهير قبل أن تحقق أهدافها، أو أن يأتي البعض على ظهر دبابة، أو بترتيبات خارجية، بحيث يحصل الناس على بعض الوعود والحريات في البداية، ثم يعيد النظام الفاسد المستبد إنتاج نفسه، معيدا الناس مرة أخرى إلى المربع الأول. وقد لا ينطبق النموذج التونسي تماما على النموذج المصري، رغم ما أعطاه من دفعة معنوية هائلة.

وقد يحتاج الوضع في مصر ربما وقتا أطول وجهدا أكبر، بسبب حساسية الوضع فيها، وبسبب مكانتها وتأثير التغيير فيها على الوضع في المنطقة، وتداخل المصالح الأجنبية فيها. وعندما حدث التغيير في بلد بحجم مصر وأهميتها تقريبا للسياسة الأميركية (مثل إيران) فقد احتاج الأمر مظاهرات مليونية لأشهر عديدة. غير أن التغيير يستحق دون شك ما يبذل في سبيله.


انعكاس التغيير في مصر على المنطقة
إن التغيير في مصر إذا ما اتخذ شكله الإيجابي الذي يؤسس لنظام سياسي يعبر عن إرداة الجماهير، ويضع اللبنات الحقيقية لحالة نهضوية شاملة، ويعبر عن شعب ملتحم بعروبته وإسلامه وقضايا أمته، سيكون له تأثير هائل في المنطقة.

وقد لا يكون هذا النظام جاهزا منذ البداية للدخول في الصراع مع العدو الصهيوني، ولكنه على الأقل سيكون له دور هام في رفع الحصار عن قطاع غزة وإغاثة أهلها وإفشال الجهود الإسرائيلية في محاولة تركيع الشعب الفلسطيني وإذلاله. ولأن النظام المصري يشكل أساسا في دعم الشرعية الفلسطينية، فقد يكون له دور إيجابي في تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها على أسس جديدة تكفل مشاركة كل القوى الفلسطينية، دونما خوف من حماس أو غيرها.

ولأن مصر مركز دول "الاعتدال" العربي فإن إعادة تعريفها لدورها الإقليمي والعربي سيكون حيويا في تقييم مسار العمل العربي وإعادة توجيهه وتفعيله بمشاكل يخدم الأجندات الحقيقية لشعوب المنطقة، ولا يعكس بالضرورة مصالح الولايات المتحدة وحلفائها وخصوصا الكيان الإسرائيلي. ينطبق هذا الأمر على دور مصر في منظمة المؤتمر الإسلامي وفي منظمة الوحدة الأفريقية.

بالطبع سيحاول الأميركيون وحلفاؤهم الدخول على الخط، كما سيحاول الإسرائيليون ذلك، وسيسعون ما استطاعوا ألا تتجه الأمور وجهة تخالف مصالحهم، فالكل يعلم مركزية مصر وتأثيرها الهائل على مجريات الصراع العربي الإسرائيلي. ولا يستبعد أن يلجؤوا لدعم أطراف معنية أو تشجيع الانقلابات العسكرية أو تلميع شخصيات موالية لهم أو متوافقة معهم، أو إلى إثارة الفتن والقلاقل وأشكال الحصار والعقوبات الجماعية إن خرج الأمر من أيديهم.

والأمر في النهاية هو صراع إرادات، والمارد المصري الذي خرج من قمقمه يجب ألا يعود، وعلى العالم أن يفهم أنه يعلم مصلحته جيدا، وأن أحدا لا يستطيع فرض إرادته أو وصايته عليه، وأنه يستحق حريته وكرامته واستعادة دوره الحضاري الإنساني، وأنه إذا كان ثمة "عتريس" فهناك الملايين من "الشيخ إبراهيم".
المصدر: الجزيرة
02-05-2011, 09:59 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Blue Diamond غير متصل
إنسان مصري
*****

المشاركات: 1,929
الانضمام: Jun 2010
مشاركة: #32
RE: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011


إنهم يأكلون الكنتاكي



د. أحمد خالد توفيق

لو كنت أنا ضمن النظام لكافأت الإعلام الحكومي الرسمي والمسئول عن هذا السيرك الإعلامي الذي يدور ليلاً ونهارًا على كل القنوات، فالحقيقة أن هذا الإعلام يخوض حربًا حقيقية ويلعب بكل الأوراق ولا ينام .. كل الألعاب يلعبها مهما كانت سخيفة أو ساذجة أو قذرة؛ فهو يؤمن أنها معركته الأخيرة إن لم يربحها .. والنتيجة بالفعل أنه بدأ يشطر الرأي العام الذي كان موحدًا منذ أسبوع، وقد أجاد اللعب على عواطف ربات البيوت اللاتي كن يقلن منذ أشهر : "ومين تاني ينفع ؟.. اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش". بينما الحقيقة كما يقول هيكل إن أي شعب يعجز عن إيجاد بديل لشخص هو شعب يستحق الفناء. هذه السياسة تذكرني بأمينة زوجة أحمد عبد الجواد في ثلاثية نجيب محفوظ، عندما كانت تسمع مناقشة سياسية حادة عن الجلاء والإنجليز بين ابنيها، فتقول: "هي الست ملكة انجلترا دي مش أم برضه ؟.. يعني لو كلموها بالراحة كده قلبها حيرق". فيضحك الأخوان لأنها تعتقد أن ملكة بريطانيا مثل أم بلبل وأم مصطفى جارتيها. سياسة أمينة هي التي تحتل الساحة الآن ..

الآن لعب الإعلام على عواطف الناس وعلى وهن ذاكرتهم. سوف ينسون أن رصاص القناصة أطلق على رءوس شباب زي الورد، وسوف ينسون أن الشرطة ذابت ليواجه الناس وحدهم عصابات الشبيحة، وسوف ينسون أن خدمات الإنترنت والموبايل والقطارات توقفت، وسوف ينسون أن السجون كلها فتحت في لحظة واحدة ليخرج الخطرون بالآلاف، وسوف ينسون أن عربات الشرطة تدهم المتظاهرين كأنهم صراصير في ستة أفلام على اليوتيوب، وسوف ينسون منظر البلطجية بالسنج والخيول يمزقون الشباب في ميدان التحرير أمام العالم كله ليرى ما وصل له الشعب الذي علّم العالم الحضارة ..سوف ينسون....

بعد ما ملأ الإعلام أذهان الناس بالبلطجية حاملي السيوف (الذين تسببت الحكومة في وجودهم)، ملأ أذهانهم بالأجندات الخاصة وعملاء الموساد وحزب الله والمخابرات المركزية الذين تحالفوا للمرة الأولى في التاريخ لإسقاط النظام. لا أعرف كيف يتحالف الموساد مع حزب الله وحماس لكن الإعلام مصر على أن هذا حدث. صار الشباب في ميدان التحرير عملاء أجانب جميعًا، وصار الميدان يعج بالإيرانيين، ولنفس الأسباب رحب الإعلام لأول مرة بتقديم خطبة الجمعة التي يلقيها خامنئي؛ لأنه بالتأكيد سيتكلم عن أحداث مصر وهذا دليل دامغ .. وكما قالت المناضلة نوارة (قلب الأسد) نجم: "لو كانت كل هذه القوى تعمل داخل مصر، فجهاز المخابرات لا يؤدي عمله على الإطلاق إذن !".



تسمع القنوات الحكومية فتشعر بمزيج من القرف والسخرية لكنك كذلك تنبهر بهؤلاء القوم المتحمسين .. هم يعرفون أن الزن على الآذان له مفعول السحر. هناك نقيب من القوات المسلحة جلس مع المتظاهرين في مودة، فراحوا يعيدون اللقطة مرارًا مع تعليق (خبير استراتيجي) يؤكد بخبرته العسكرية أن ثياب النقيب مزورة... مع إهانات لا تنقطع: "الواد ده قاعد على الأرض .. مش ممكن ضابط يقعد على الأرض كده .. الواد ده لازم يتحاكم .. الخ".

هناك عشرات الاتصالات من مواطنين يؤكدون في ذكاء أن المتظاهرين يأكلون (الكنتاكي) وهذا دليل على أن لديهم أجندات خارجية !.. هذا اعتراف ضمني بأنه لا يمكن لواحد من الشعب المصري الآن أن يأكل الكنتاكي ما لم يكن عميلاً للخارج !!

سمعت هذه الملاحظة عشرات المرات في الراديو والتلفزيون حتى تأكدت أن هؤلاء المتظاهرين سوف يطفحون ما أكلوه بالسم .. فهي لقمة (منظورة) فعلاً. من قال إن المتظاهرين جياع أصلاً بينما نحن نعرف أنهم في معظمهم من شباب الطبقة الوسطى القادرين على التعامل مع الكمبيوتر، ومعظمهم من شباب (وسط البلد) الذين يعلقون صور جيفارا ويستمعون لبوب مارلي ومارسيل خليفة ؟ .. ثم إنني معجب جدًا بثراء الجهة القادرة على شراء كنتاكي لاثنين مليون متظاهر .. لابد أنها أنفقت مليارات على إطعام هؤلاء خاصة أنهم يأكلون كديدان القز.

وصلتني هذه الرسالة من فنان الكاريكاتور الجميل أشرف حمدي، وهو قد شارك في المظاهرات ويحكي ما رآه بعينه ليفسر به لغز الكنتاكي: " ما رأيته بعيني وما اشتركنا به هو عملية جمع نقود من أنفسنا ، يتطوع شخص ما ويدور حاملا كيس بلاستيكي لجمع النقود ، وهذا الأمر ليس إلزاميا ، وغير محدد بمبلغ معين ، يمكنك أن تدفع جنيهًا أو عشرين جنيهًا ويمكنك ألا تدفع أي شيء ، بعدها نشتري الطعام والشراب ويتطوع نفس الشخص أو شخص آخر في عملية توزيعه على من يريد وليس بالضرورة على من دفع ، بإختصار : "بنلم أي فلوس من أي ناس نجيب بيها أي أكل يتوزع على أي حد عاوز ياكل" ، أما المستلزمات الطبية فهي تبرعات من صيادلة مشاركين وكذلك الأطباء من المشاركين في الثورة متطوعون، وسواء كانوا مع الثورة أو ضدها أو على الحياد فإن دور الطبيب لا علاقة له بالسياسة فهو دور انساني في المقام الأول ". ثم يقول في موضع آخر: "انا بنفسي أكلت فول وطعمية تطوع بهما شاب فقير فعرضت عليه سيجارة على سبيل المشاركة .. نحن يد واحدة ولا فرق بين غني وفقير".



لم يتحدث عن عميل ملثم يتكلم العبرية ويحمل وجبات كنتاكي مع رزم من الدولارات يوزعها على المتظاهرين على ما أعتقد. هذه سيمفونية جميلة صنعها الشباب في ميدان التحرير قد غيرت كل شيء.. لا أكثر ولا أقل ومن دون فذلكة أمنية، وإن المرء ليشعر بحسرة لأن هذا كله لم يحدث منذ عشر سنوات .. لو حدث هذا مبكرًا جدًا لتغير الكثير .. ما كانت المليارات لتهرب للخارج، وما كان القطاع العام ليبدد، وما كانت أرض مصر لتباع بملاليم للمستثمرين، وما كان الغاز ليصدر لإسرائيل، وما كنا لنفقد كل هذه الآثار. بل إن الخيال ليجمح أكثر ليتصور أن غرقى العبارة كانوا سيكونون بيننا ومعهم خالد سعيد وسيد بلال وآخرون. اعتبرني مجنونًا لكن لربما كان قتلى الدويقة بيننا لأنهم كانوا سيجدون مساكن أفضل ...

كان لابد أن يحدث هذا ليعرفوا أن الشعب المصري ليس مجرد صراصير تطئها سيارات الأمن المركزي، ولكن ... (لو) تفتح بابًا لعمل الشيطان على كل حال
02-06-2011, 11:01 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #33
الرد على: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
كيف نثق فى وعودهم؟

نريد أن نصدق الوعود، ولكن الذين يطلقونها هم انفسهم الذين يكذبونها. نريد أن ننسى أنهم تلاعبوا بمشاعرنا وضحكوا علينا كثيرا وافترضوا فينا البلاهة والغباء، لكنهم لا يكفون عن تذكرينا بما فات حين حدثونا عن أزهى عصور الحرية وحكمونا طول الوقت بقانون الطوارئ. وحين وعدونا بانتخابات نزيهة ثم زوروها بغير خجل، وحين وعودنا بالاصلاح السياسى ثم عمدوا إلى تكريس تأييد السلطة وإلغاء الاشراف القضائى على الانتخابات وتوسيع نطاق المحاكم العسكرية، وحين تباهوا بارتفاع سقف حرية التعبير ثم انقضوا على منابر الإعلام الحر وقمعوا المراسلين الصحفيين. وحين حدثونا عن دولة المؤسسات وسيادة القانون، ثم عصفوا بهما وأصبحت مقدرات البلد حكرا على مؤسسة الرئاسة وسيادة الرئيس.. وحين وحين إلخ.

ذلك كله استمر طوال الثلاثين عاما الماضية، ويبدو أن اسلوب المراوغة والالتفاف والمراهنة على بلاهة الشعب المصرى وغبائه تحول إلى طبع يصعب الخلاص منه حتى بعدما انفجرت ثورة 25 يناير التى أعادت الروح إلى مصر وجددت أملها فى مستقبل تستعيد فيه كرامتها وكبرياءها وقرارها.

خلال الأيام العشرة الماضية تتابعت أمام اعيننا خمسة مشاهد تجلى فيها ذلك الطبع الرذيل على النحو التالى:

● وجه الرئيس حسنى مبارك خطابا إلى الأمة كان أهم ما فيه إعلانه عن عدم الترشح للانتخابات الرئاسية الجديدة ولغته التى مست شغاف بعض القلوب. وظننا انها محاولة لتحقيق الأشواق وترطيب الجوانح، لكننا لم نهنأ بذلك الشعور طويلا ذلك أنه بعد مضى ساعة فقط من ذلك الخطاب العاطفى، كانت مجموعات البلطجية وميليشيات الأجهزة الأمنية تتقدم نحو المعتصمين فى ميدان التحرير، حاملة معها السيوف والجنازير وأسياخ الحديد، التى كانت مقدمة للمذبحة التى أريد لها أن تقع صبيحة اليوم التالى. وكانت النتيجة انهم لم يشتبكوا مع المتظاهرين فحسب، ولكنهم أيضا نسفوا فى الوقت ذاته كل أثر ايجابى لكلام الرئيس.

● بعض المسئولين فى النظام ــ رئيس الحكومة ورئيس مجلس الشورى بوجه أخص ــ تحدثوا فى البداية عن تأييدهم لحق الشباب فى التظاهر السلمى. وحين صدق البعض هذا الكلام وتشجعوا مما جعلهم ينضمون الى التظاهرات فى المدن المختلفة، فوجئوا بمصفحات الأمن المركزى التى قتلت منهم أكثر من 300 شخص حسب تقارير الأمم المتحدة.

● فى البداية جرى امتداح الشبان المعتصمين، باعتبارهم من ابناء مصر البررة الذين ينخرطون ضمن شرائح الوطنيين الذين تعتز بهم البلاد، ولكن حين ثبت اولئك الشبان على مواقفهم ولم يستجيبوا لاغراء المديح، فإن الخطاب السياسى والإعلامى تغير بمعدل 180 درجة، فثورة ميدان التحرير تحولت إلى «مهزلة التحرير» فى العنوان الرئيسى لإحدى الصحف المحسوبة على الحكومة.

ولم تكف الأبواق الاعلامية عن التشكيك فيهم وتشويه صورتهم، باعتبارهم يمثلون الاخوان المسلمين وعملاء لإيران وحزب الله وحماس. وكان طريفا للغاية أن البعض اتهمهم بأنهم ينفذون المخططات الأمريكية وكان الذين اطلقوا تلك الاتهامات من النائمين منذ سنوات فى حضن السياسة الأمريكية.

● حين حدث الهجوم على المتظاهرين بالسيوف والجنازير ولاحقا بإطلاق الرصاص الحى، واستخدمت الخيول والجمال والبغال فى اقتحام ميدان التحرير، وتم ذلك فى ظل الغياب التام والانسحاب المريب للشرطة، فإن جميع المسئولين أنكروا معرفتهم بما حدث، وغسلوا أيديهم من دماء الشهداء والجرحى فى تعبير آخر عن الاستهبال والاستغباء، كأن هؤلاء المهاجمين هبطوا على أرض مصر من السماء.

● فى الوقت الذى تشكلت فيه عدة لجان من «الحكماء» قيل إن بعضها تم برعاية وتشجيع من السلطة، ثم نشرت الصحف اخبارا عن اجتماعات لاولئك الحكماء مع عدد من كبار المسئولين، كانت ترتيبات الأجهزة غير المرئية تجهز لفض الاعتصام فى ميدان التحرير، عن طريق رفع الحواجز وسحب الدبابات، وكانت اذرعها تمتد لاعتقال عدد من الناشطين واختفاء آخرين فى ظروف غامضة، الامر الذى اعطى انطباعا بأن ما قيل عن تفاوض وتحرك للحكماء لم يكن سوى وسيلة لتخدير المشاعر وكسب الوقت تمهيدا للانقضاض وتصفية الثورة ــ كيف نصدقهم إذن حين ثم يدعوننا للاطمئنان إلى الوعود التى أطلقوها وكيف بالله عليكم نثق فى أن استمرارهم يشكل ضمانا للاستقرار فى المستقبل؟؟.


http://www.shorouknews.com/Columns/Colum...?id=385774

fahmi houwaidi
02-06-2011, 05:18 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طيف غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,617
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #34
RE: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011


الثورة المصرية تضع قيما وعقدا اجتماعيا جديدا



نوال السعداوى

2011 / 2 / 6

عشت لأشهد وأشارك فى الثورة المصرية من 25 يناير 2011 حتى اللحظة التى أكتب فيها مقالى هذا صباح الأحد 6 فيراير 2011 , ملايين المصريين والمصريات مسلمين مسيحيين ومن كل الاتجاهات والعقائد , توحد الشعب المصرى تحت راية الثورة الشعبية التلقائية , ضد النظام القائم المستبد الفاسد , من قمته الى قدميه , من فرعون المقدس الأعلى " يتمسك بكرسى العرش وان أراق دماء الشعب كله " وحكومته الفاسدة و حزبه الحاكم الذى يؤجر البلطجية لقتل الشباب , وبرلمانه المزور المزيف نواب الأراضى والنساء والمخدرات والرشاوى , ونخبته " يسمونها النخبة المثقفة " التى باعت أقلامها وضميرها , أفسدت الثقافة والتعليم والتربية والأخلاق العامة والخاصة , وضللت الرأى العام الجماعى والفردى , من أجل مصالح آنية , ومناصب فى الحكم كبيرة أو صغيرة , انطلق الشباب النساء الرجال والأطفال تلقائيا من بيوتهم , يقودون أنفسهم بأنفسهم , يحمون أنفسهم بأنفسهم , بعد أن سقطت الشرطة ورجال الأمن , وسقطت النخبة المسيطرة على الاعلام والثقافة , ولجان الحكماء الواصلة الى قمة الثروة والسلطة , والقيادات الحزبية الانتهازية التى ساندت هذا النظام الحاكم سرا وعلنا على مدى نصف قرن , سقطت الانتهازية والقيم الأخلاقية المزدوجة المراوغة , التى أفسدت الدولة والأسرة والأفراد , وأشاعت الفوضى تحت اسم الأمن , والدكتاتورية تحت اسم الديموقراطية , والفقر والبطالة تحت اسم التنمية والرخاء , و البغاء والخيانة الزوجية تحت اسم الأاخلاق وحرية الاختيار , والمها نة والخضوع الذليل للاستعمار الأمريكى الاسرائيلى تحت اسم المعونة والشراكة والصداقة أو عملية السلام , وحبس أصحاب وصاحبات الأقلام الصادقة المفكرة المبدعة داخل الزنازين أو عزلهم وتشويه سمعتهم , أو طردهم الى المنفى خارج وداخل الوطن ,, ,, , ,

خرجت الملايين من المصريين والمصريات , الى الشوارع من كل المحافظات , من القرى والمدن , من أسوان الى الاسكندرية والسويس وبورسعيد وكل شبر من أرض الوطن , فى العاصمة القاهرة عسكرنا فى ميدان التحرير , احد عشر يوما ليل نهار حتى الآن , أصبح ميدان التحرير هو أرضنا , هو معسكرنا , نرابض فيه فوق الأسفلت وداخل الخيام كتلة واحدة صلبة من البشر رجال ونساء , لا نغادر مكاننا وان هجم علينا البوليس متنكرا فى ثياب مدنية , وان اقتحم الميدان ( كما حدث يوم الأربعاء 2 فيراير ) عصابات مأجورة من النظام , أخذ كل منهم رشوة , ( خمسين جنيها وفرخة كنتاكى للجندى الصغير ورشاوى أكبر تزيد بازدياد الرتبة ) , اقتحموا علينا الميدان راكبين الخيول والجمال مسلحين بكل أنواع الأسلحة حمراء وصفراء وبيضاء , كاد أحد الأحصنة يدوسنى وأنا واقفة فى الميدان مع الشباب , حملونى بعيدا عن قافلة الهجا نة الهمجية , رأيتهم بعينى , راكبى الخيول والجمال يبرطعون فى الميدان , يطلقون النيران فى كل مكان , وسط الغبار والدخان الذى غطى الميدان والمبانى من حوله , رأيت كرات النار تتطاير فى الجو , وشباب يسقط ودماء تراق , نشبت معركة شبه حربية بين مأجورى النظام وبين الشعب المصرى المسالم ينادى بالحرية والكرامة والعدالة , لكن لجنة الدفاع من الشباب الثورى استطاعت أن تنتصر على البلطجية , وأن تقبض على بعض الأحصنة والجمال , وعلى مائة من المأجورين , بكل بطاقاتهم الشخصية , منهم ضباط أمن دولة , أمن مركزى , أمناء شرطة , بعضهم ليس لهم عمل , بلطجية من عصابات الشوارع والسجون , بعضهم اعترف بأخذ 200 جنيه ووعد ب 5000 جنيه لو فرقوا الشباب فى الميدان وقضوا عليهم بالسنج والسيوف والمولوتوف ( قالوا عن شباب الثورة " العيال اللى عاملين الشغب " ) بلغة كبار رجال مبارك الذين أعطوهم الأوامر مع الأموال , , , ,,
الشباب أقاموا الخيام على أرض الميدان ليستريحوا بضع ساعات الليل , أمهات بأطفالهن الرضع افترشوا الأرض فى البرد تحت المطر , مئات البنات الشابات لم يتحرش بهن أحد , يسرن رافعات الرؤوس يشعرن بالحرية والكرامة والمساواة بينهن وزملائهن , الأقباط يشاركون فى الثورة جنبا الى جنب مع المسلمين , حوطنى بعض شباب الاخوان المسلمين قالوا لى " نختلف مع بعض كتاباتك لكننا نحترمك ونحبك لأنك لم تنافقى أى حكم أو قوة فى الداخل أو الخارج , طوال سيرى فى الميدان يقبل على الشباب نساء ورجال من كافة الاتجاهات , يأخذوننى بالأحضان يقولون " يا د. نوال نحن الأجيال الجديدة التى قرأت كتبك واستلهمت الابداع والتمرد والثورة من أفكارك المنشورة " ابتلعت الدموع , قلت لهم " هذا عيد لنا كلنا , عيد الحرية والكرامة والعدالة والابداع والتمرد والثورة " , قالت احدى الشابات اسمها رانيا رفعت " نحن نطالب بدستور جديد مدنى لا يفرق بين الشعب على أساس الدين أو الجنس أو العقيدة أو العرق أو غيرها , وقال شاب مسيحى اسمه بطرس داوود " نريد قانون أحوال شخصية مدنى موحد لجميع الشعب دون تفرقة على أساس الدين أو الجنس أو الملة أو الطائفة " وقال شاب اسمه طارق الدميرى " الشباب صنعوا الثورة وعلينا أن نختار حكومتنا الانتقالية ولجنة وطنية لتغيير الدستور , وقال شاب اسمه محمد أمين " نريد حل مجلس الشعب والشورى وعمل انتخابات نزيهة لاختيار رئيس جديد ومجالس شعبية جديدة , وقال شاب اسمه أحمد جلال " نحن ثورة شعبية تضع عقدا اجتماعيا جديدا , ليس مجرد مطالب , شعار ثورتنا " مساواة حرية عدالة اجتماعية , من صنع الثورة هو من يضع قواعد الحكم الجديد , يختار الحكومة الانتقالية , يختار اللجنة الوطنية التى تغير الدستور , يشكل لجنة حكماء الثورة , حتى لا يفرض علينا الانتهازيون ( أصحاب الثروة والسلطة ) لجان حكماء لم تشارك معنا فى الثورة , تأتى الآن الينا بالطائرات من أوروبا أو أمريكا , من المصريين الذين عاشوا حياتهم خارج الوطن أو داخله , يأتون الآن ليصبحوا قيادة الثورة , نحن نقول : الذين قاموا بالثورة هم الذين يقودون الثورة , من بيننا حكماء من الشباب عمرهم ثلاثين سنة أو أربعين أو خمسين سنة , عندنا كفاءات فى كل المجالات العلمية والسياسية والاقتصادية وغيرها , نحن من نشكل لجنة حكمائنا وحكومتنا الانتقالية , واللجنة الوطنية لتغيير الدستور والقوانين , وقال الشاب محمد سعيد " أشعر بالفخر لأول مرة فى حياتى لأنى مصرى راح اليأس والاكتئاب تحولت الهزيمة الى نصر , دفعنا ثمن الحرية بدم شهدائنا ولا توجد قوة تعيدنا الى الوراء أبدا , , , ,
تحول الميدان الى مدينة كاملة بمرافقها , والمستشفى الملحق بها يرقد فيه المصابين والجرحى , تطوع الأطباء والممرضات من جموع الشباب , تطوع الأهالى بالبطاطين والأدوية والقطن والشاش والأطعمة والماء , شىء يشبه الحلم والخيال , أعيش مع الشباب والشابات ليل نهار , تكونت لجان منهم تتولى كل الأعمال من كنس الميدان الى نقل المصابين الى المستشفى , الى توفير الطعام والأدوية , الى تولى الدفاع عن الميدان والرد على أكاذيب النظام فى الاعلام الى ترشيح أسماء الحكومة الانتقالية ولجنة الحكماء وغيرها , تلاشت جدران البيوت والمؤسسات والتابوهات التى فرقت بين المواطنين النساء الرجال المسلمين المسيحيين أو غيرهم , أصبحنا شعبا واحدا لا انقسامات على اساس الجنس او الدين او غيرهما , الكل يطالب برحيل مبارك ومحاكمته ورجاله فى الحزب والحكومة , على الدماء المراقة يوم الأربعاء 2 فيراير وكل الأيام منذ 25 يناير , والفساد والاستبداد على مدى ثلاثين عاما من الحكم ,
وللحديث بقية

, نوال السعداوى ,
02-07-2011, 11:51 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #35
الرد على: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
سحقا للنظام الرئاسي
أحمد إبراهيم الفقيه

GMT 5:30:00 2011 الإثنين 7 فبراير
1Share

اتبث النظام الرئاسي الذي يتولى فيه رئيس الجمهورية المنصب الاول والاكبر في الدولة مخولا باقوى الصلاحيات الدستورية لادارة البلاد بما في ذلك حل البرلمانات، انه منصب يمثل حاضنة للدكتاتوريات ومربيا للطغاة، خاصة في التجربة المرة الحزينة المؤلمة التي عاشتها الاقطار العربية مع هذا النظام، لان الرئيس في مثل هذا النظام سرعان ما يتحول الى طاغية، حتى لو بدا هذا الرئيس بطلا من ابطال تحرير البلاد وقائدا لجهادها ومساهما في تحريرها من ربقة الاستعمار، كما هو الحال مع المجاهد الاكبر في تونس الحبيب بورقيبة، الذي جاء الى سدة الرئاسة بتفويض شعبي استحقه عن جدارة بسبب سجله في ميادين الكفاح، الا انه ما ان تقدم به العهد في منصب الرئيس، حتى تحول الى رجل اشبه بالمؤله الذي تصير كلمته قانونا، ويصبح وجوده، باعتباره انسانا مؤلها، صنوا لاله يطلب من افراد شعبه ان يكونوا عبيدا له وليسوا مواطنين يتمتعون بحق المواطنة، كما يصبح وجوده كاله ممسوخ، وجودا مؤبدا في مقعد الرئيس، ومثل ذلك حصل لرجل اخر جاء بتفويض شعبي لانه اطاح من خلال حركة عسكرية بنظام ملكي فاسد عميل وجابه وجودا عسكريا اجنبيا يجثم على صدر البلاد هو الرئيس جمال عبد الناصر الذي تحول هو ايضا من قائد ثوري شعبي الى اشبه بالاسطورة وحكم بلاده من خلال موقع الزعيم الخالد الذي لا راد لكلمته التي تصبح بالضرورة قانونا وقراره الذي يصبح سهما نافذا حتى لو اتصل الامر بقص اعناق المواطنين، ويمنح نفسه سلطانا مطلقا يتحول الى فساد مطلق كما كان الحال، وقت وقوع النكسة عندما غاب القانون، او حسب القول الذي يقوله اركان حكمه وهو ان القانون في اجازة لانه لا كلمة فوق كلمة الزعيم الملهم الخالد،ويصبح لاجهزة امن الرئيس ومخابراته الكلمة العليا في البلاد فوق كلمة الحكماء والمفكرين واهل العلم والمعرفة الذين غالبا ما يقادون الى السجون ويلقون حتوفهم فيها تعذيبا وترويعا كما حدث مع شهيد التعذيب شهدي عطية، ولا يموت الرئيس الا وهو فوق سدة الحكم حتى لو كان سببا لاكبر كارثة مثل النكسة التي تركت نصف الارض المصرية تحت الاحتلال، ويرثه بعد ذلك رئيس من ازلامه مثل السادات الذي مات قتيلا فوق منصة الحكم، ليسلم الحكم للرئيس حسني مبارك الذي ما زال بعد ثلاثين عاما في الحكم يرفض الخروج منه رغم مئات الضحايا من ابناء شعبه الذين سقطوا يطالبون برحيله عن منصب الرئيس، وينسحب هذا القول على زعماء خرجوا من عباءة النضال التحرري مثل الثورة الجزائرية الجبارة، فاذا بقادة هذه الثورة يتحولون الى طغاة كما حدث مع الرئيس ابومدين الذي جاء بانقلاب على زميله بن بلة، بعد اتهامة بالطغيان والتسلط، فاذا به بعد اعوام قليلة من حكمه يصبح اكثر طغيانا وتسلطا من سلفه، ولا يموت الا وهوفوق سدة الحكم، وينتهي منصب الرئيس، في نهاية المطاف الى وزير خارجيته ووزير خارجية الرئيس السابق له، عضو جبهة التحرير المناضل ابو تفليقه الذي لم يشأ بعد دورتين في منصب الرئيس الا ان يعبث بالدستور من خلال هياكل تشريعية كرتونية للنظام واستفتاء باطل عاطل زائف، ويامر بتغييره بعد ان تحدد وتحقق مكسب دورتين للرئيس كما في الدول المتحضرة، وينجح في الاطاحة بهذه المادة التي تحد من الطغيان والدكتاتورية، ليتيح لنفسه ان يبقى مؤبدا في المنصب وليصبح هو ايضا مثل اسلافه طاغية وديكتاتورا رغم ماضيه النضالي المشرف، ويمكن طبعا ان اطوف بكل جمهوريات الوطن العربي فلا اجد اي استثناء بل اجد ما هو اكثر فظاعة ومقتا، مثل عراق صدام، او سوريا حافظ الاسد رحمه الله، الذي وضع شعارا يقرأه الناس على بوابات الدخول الى البلاد تقول كلماته "حافظ الاسد الى الابد" وقد سخرت مرة من هذه المقولة في في واحد من مقالاتي قائلا انها مقولة لا تستقيم مع نواميس الحياة فلا وجود لانسان يبقى الى الابد لان هذا حكر على الله سبحانه وتعالي ولا ينطبق على البشر الفانين من عباده، فكيف يضع نظام الاسد مثل هذا الشعار الذي يعرف انه شعار مناقض لسنن الحياة وقوانينها الازلية، ولكن الايام كما قلت في ذلك المقال، اتبثت ان كلام الشعار كلام حقيقي فرغم موت الاسد وهو في سدة الرئاسة فقد جلس في مكانه الاسد الابن، الذي ازدان بيته بمولود ذكر اسماه حافظ الاسد، يقوم باعداده ليكون بعد عمر طويل للاب، حافظ الاسد الذي يجلس على سدة الرئاسة تحقيقا للمقولة الرائعة الجميلة حافظ الاسد الى الابد.
هذا هو النظام الرئاسي في العالم العربي الذي نذر ان نجد استثناء واحدا يقول انه لم يتحول الى حاضنة للطغاة، والى مهد للرؤساء المؤلهين الدائمين المؤبدين في مناصبهم حتى الممات، بل يطمحون في استمرار وجودهم وحكمهم لبلادهم من وراء القبور، وحيث ان الوطن العربي يعيش الان في فترة انزياح الظلام والدخول في عصر تنويري اضاءه جسد قديس الثورة الشهيد محمد البوعزيزى، وصار الحديث دائرا حول تحرير دساتير جديدة او تعديل المواد القديمة بمواد اكثر مواءمة للعصر، فانني اريد ان اتوجه باقتراح، لا ادعي الفضل في ملكيته لي، ولكنني اقتبسته من اقوال صدرت عن جماهير الثورة التونسية التي اقتلعت الديكتاتور الطاغية السيد زين الدين بن على والتطويح به بعيدا خارج الحكم وخارج البلاد، وهذه الاقوال كانت تطالب باستبدال النظام الرئاسي بنظام برلماني لا يكون للرئيس فيه اي دور في اصدار القرارات والتمتع بالصلاحيات الا دور الرئيس البروتوكولي الرمزي الذي لا يتعدى اعتباره رمزا لوحدة البلاد، يستقبل الرؤساء ويؤدي عملا اشبه بالعمل الخيرى الذي نرى ملوك وملكات اوروبا يقومون به او رؤساء الجمهوريات في الهند او اسرائيل او غيرها من دول تعتمد انظمة عصرية حققت من خلالها النهوض والنماء بل والانتصار في معاركها وتحدياتها.
ويكون الحكم بمعناه التنفيذي لارادة الناس ووضع السياسات من اختصاص مجلس وزراء ورئيس مجلس وزراء خاضعين للبرلمان، هو الذي يقوم بتعيينهم في هذه المواقع وهو الذي يستطيع استبدالهم او تتبيثهم في مناصبهم اذا فازوا بثقة ممثلي الشعب ولا يبقى على الرئيس الا اصدار قرار التعيين او التعديل او الاقالة وفقا لارادة البرلمان وبهذه الطريقة فلن تكون هناك فرصة لنمو الطاغية ولا وجود لحيز يتمدد فيه شمالا ويمينا وطولا وعرضا لانه سيصطدم بجدران وسقوف وارضيات يقيمها برلمان من مئات الممثلين للشعب يعترضون طريقه في كل الاتجاهات لهم الكلمة العليا فوق كلمته وليس مثل النظام الرئاسي الذي يحل فيه الرئيس البرلمان وياتي باعوانه وزبانيته يحتلون هذه المواقع ليصبح تمثيلهم للشعب زائفا ومجلسهم مجرد هيكل كرتوني كما هي المجالس التشريعية والبرلمانية في عهود صدام او عبد الناصر او السادات او حسني مبارك او بن بله او بومدين او بوتفليقه او بورقيبة او زين الدين بن علي او على عبد الله صالح او عمر البشيراو حافظ الاسد او بشار الاسد او غيرهم من طغاة ميتين او احياء حان موعد رحيلهم باذن الله وبفضل الشرارة التي اطلقها قديس الثورة الشهيد البوعزيزي رضوان الله على روحه الطاهرة.
نعم، سحقا للنظام الرئاسي الذي اذاق شعوبنا ويلات الطغيان والفساد وتسلط الحاكم الظالم المستبد الذي تنطبق عليه مقولة السلطة المطلقة فساد مطلق لانه ظل يعيش فوق المحاسبة وفوق القانون ونحن نريد بعد هذه الثورة عهدا جديدا لا وجود فيه للرؤساء المؤلهين المؤبدين الجالسين فوق جبال من جماجم مواطنيهم وعائشين فوق المحاسبة والقانون، نريد بشرا مثلنا تحكمهم نفس القوانين التي تحكمنا، ويخضعون للمحاسبة التي يخضع لها اي مواطن يخطيء او يقوم بعمل يخالف القانون، كما هو الحال مع حكام اوروبا الذين نراهم يقفون امام نيابة المرور لان شرطيا اوقفهم وهم يقودون سياراتهم بسرعة اكبر من السرعة التي يحددها القانون فيدفعون مثل مواطنيهم المخالفات او يتعرضون مثلهم لسحب الرخصة لعام او عدة اعوام دون ان يقدر هذا الوزير او رئيس الوزراء او الرئيس او الامير ان يفعل شيئا لذلك الشرطي الذي حرر له المخالفة واجبره على دفعها امام نيابة المرور، وتصوروا امرا كهذا حدث مع مسئول او حاكم عربي، ولن استغرب ولن يستغرب احد منكم اذا اخرج هذا الرئيس اوابن هذا الرئيس او هذا الوزير او ابن هذا الوزير مسدسا واطلق عياراته في صدر هذا الشرطي الذي اوقفه وحرر له المخالفة، دون ان يجد من يحاسبه او يطالب باحضاره للقضاء، وحمدا لله ان شرطي المرور في بلادنا يعرف حدوده ولا يصل الى حد استفزاز المسئول العربي او ابن المسئول العربي بان يطلق عليه الرصاص.
نعم للنظام البرلماني، ولنقل جميعا، في كل اقطارنا العربية، وداعا لعصر الالهة الحكام، واهلا بعصر حكام من الشعب، بشر من لحم ودم، يخضعون للقانون والمحاسبة مثلهم مثل بقية المواطنين ولا اقول وداعا لعهد السلطة المطلقة للرئيس، بل اقول سحقا لتلك السلطة في الوطن العربي ولتذهب ملعونة الى المكان الذي يناسبها في مزبلة التاريخ.

fagih@hotmail.com

02-07-2011, 03:11 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نسمه عطرة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 11,293
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #36
RE: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
الإندبندنت: علاقات المبعوث الأمريكي إلى مصر بالنظام "مشبوهة"


*

على الرغم من أن أحداث مصر غابت عن بعض الصفحات الأولى للصحف البريطانية مقارنة مع الأيام الماضية، فإن الموضوع وتداعياته لا يزال يثير كثيرا من الاهتمام تعليقا وتغطية.
متظاهرون ف ميدان التحرير وسط القاهرة (06/02/11)

محاولة واشنطن فرض نسخة معدلة للرئيس الحالي على المصريين خيانة لقيم الديمقراطية والحرية (الإندبندت>
يقول مبعوث الإندبندنت إلى القاهرة روبرت فيسك إن تصريحات المبعوث الأمريكي إلى مصر فرانك ويزنر التي قال فيها إن بقاء الرئيس المصري حسني مبارك صمام للأمان في المنطقة، لم تكن تعبر عن موقف شخصي بحت كما سارعت الإدارة الأمريكية إلى التوضيح درءا للحرج.

فقد تبين أن الدبلوماسي الأمريكي المتقاعد يعمل لشركة استشارات قانونية تدعى باتون بوغز، تقدم خدماتها للجيش وللحكومة المصريين، ما يعني أن من مصلحتها أن تظل دار لقمان على حالها في مصر.

ويتساءل الكاتب عن الدوافع التي أدت بالإدارة الأمريكية إلى تعيين هذا الرجل مبعوثا إلى رئيس دولة يدفع له بطريقة ما راتبه، ما يعني تضاربا صارخا للمصالح.

كما يتساءل عن نوع المشورة التي أسداها ويزنر للرئيس المصري، هل أشار عليه بالتشبث بالحكم حتى ولو لبضعة أشهر أخر؟

وقال نيكولاس نوي الباحث المقيم في بيروت والذي أمضى عدة أسابيع في استقصاء علاقات ويزنر بالشركة الاستشارات القانونية، للصحيفة: "إن المعضلة الكبرى في إيفاد ويزنر إلى القاهرة بأمر من السيدة كلينتون، هو تضارب المصالح... ولكن الأكثر خطورة هي أن تكون الولايات المتحدة قد بدأت تنهج سياسة خصخصة أو تعاقد [مع شركات خاصة] لتدبير الأزمات. فهل تعاني الولايات المتحدة نقصا في الدبلوماسيين؟"

وترى الإندبندنت في الافتتاحية التي خصصتها للموضوع أن هناك تفسيرين لما حدث: تفسير متسامح يقول بأن البيت الأبيض طلب من ويزنر القيام بهذه المهمة في عجلة من أمره ودون أن يخضع الدبلوماسي المتقاعد إلى التمحيص الضروري.

أما التفسير الثاني فأقل تسامحا ويشتبه في أن تكون الولايات المتحدة حريصة على الدفاع عن مصالحها في السر.

إن الثقة ضرورية -تقول الصحيفة- محذرة من عواقب "الضغط على المعارضة المصرية حتى تقبل بمبارك آخر".

وتشير الصحيفة في هذا الصدد إلى الدعوة التي وجهها نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى المعارضة المصرية من أجل التعامل مع نائب الرئيس المعين مؤخرا عمر سليمان الرئيس السابق لأجهزة المخابرات التي "لا تتمتع بسمعة طيبة" لدى المعنيين بالحريات المدنية والسياسية.

وتطالب الصحيفة البريطانية الإدارة الأمريكية في ضوء المعلومات الجديدة عن ويزنر بأن تتبرأ من مواقفه وبأن تعتذر عما بدر منها.

"وإذا ما امتنعت عن ذلك فقد يستنتج الشعب المصري أن إدارة أوباما لاتقف إلى جانبهم على الرغم من الخطاب المعسول عن الحرية والديمقراطية".

وفي غمرة التطورات التي تعتمل على الساحة المصرية يلاحظ مراسلا الديلي تلجراف في القاهرة ريتشارد سبنسر، وأدريان بلومفيلد أن "الانتفاضة في مصر أصابها بعض الوهن" بعد انطلاق المفاوضات مع الحكومة واعتقال عدد من زعماء الحركة الاحتجاجية.

ويقول المراسلان إن الرئيس "المحنك" قد استعاد بعض زمام المبادرة خاصة بعد عودة الحياة في القاهرة إلى مجراها الطبيعي نسبيا.

وعلى الرغم من أن عشرات الآلاف لا يزالون معتصمين بميدان التحرير –يقول المراسلان- فقد عوين بعض التوتر بينهم وبين قوات الجيش التي "كشفت بإجراءاتها الأمنية المشددة إلى أي جهة يميل ولاؤها".

وفي تلك الأثناء كان نائب الرئيس المعين مؤخرا عمر سليمان يعرض على المعارضة وفي مقدمتها جماعة "الإخوان المسلمون" حزمة من "التنازلات المبهمة".

ويقول المراسلان إن الاتفاق على إنشاء لجنة لإصلاح الدستور سيتيح للرئيس مبارك هامشا للمناورة يعطي من خلاله الانطباع للرئيس باراك أوباما بأن انتقال السلطة عملية جارية.
الدرس التونسي

وتنشر الجارديان تعليقا لجوزيف ستيغليتز على الثورة التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي يرى فيها أن التونسيين انطلقوا انطلاقة جيدة وأن على المجتمع الدولي أن يساعد تونس على أن تصير منارة للديمقراطية في القرن الواحد والعشرين.

ويقول الكاتب -الذي فاز بجائزة نوبل للاقتصاد- إن تونس تعطي العالم دروسا من بين أهمها أن النمو الاقتصادي ليس كافيا لتفادي أسباب الاحتقان الاجتماعي، ولا استرضاء المؤسسات المالية الدولية، أوالأسواق المالية في العالم. بل حتى توفير التعليم الجيد قد لا يكون كافيا.

ويقول أستاذ الاقتصاد في جامعة كولمبيا الأمريكية "إن معدلا مرتفعا للبطالة وتفشي الفساد وقود جيد. إن الدراسات الاقتصادية تشير إلى أن الأهم بالنسبة لأداء أي بلد هو حس من الإنصاف وتساوي الفرص".

ويضيف الكاتب قائلا إن الديمقراطية أكثر من إجراء انتخبات منتظمة حتى ولو كانت نزيهة. ويسوق مثالا على ذلك ما أدت إليه الديمقراطية في الولايات المتحدة من تباين أجتماعي صارخ تستحوذ فيه نسبة 1 في المئة من المواطنين على ربع الدخل القومي.
02-07-2011, 03:27 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
thunder75 غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,703
الانضمام: Feb 2002
مشاركة: #37
الرد على: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
بسام

كلام أحمد إبراهيم الفقيه هو كلام فارغ وفلسفة زايدة مثل معظم كتاب ايلاف الزبايل

المشكلة الديموقراطية ليست في الشكل بل في المضمون ولعل أسوأ مثال على الديموقراطية البرلمانية هو لبنان فالديموقراطية البرلمانية عندما يكون الشعب منقسما على نفسه ولا يملك اي تنظيم الاغلبية البرلمانية لتشكيل حكومة ولا تتوافق التنظيمات السياسية فيما بينها قد تدخل البلاد في حالة فوضى وعدم استقرار سياسي ، العراق مثلا لا يصلح له إلا ديموقراطية رئاسية.

النظام الرئاسي المنبثق عن انتخابات نزيهة يجعل في البلد سلطة مركزية قوية تضع الجيش والمؤسسات الامنية تحت سيطرة الرئيس واحيانا السياسة الخارجية وتخلق شعورا عند الناس بالامان والاستقرار وعدم وجود فراغ سياسي خصوصا عند تعذر تشكيل الحكومات بسبب الانقسامات التي افرزتها الانتخابات النيابية الجديدة حيث تكون المرجعية السياسية للأمن والعسكر واضحة متمثلة في شخص الرئيس المنتخب ويمارس الرئيس بحكم سلطته نفوذه للضغط على القوى لتشكيل الحكومة وتهديد القوى التي لا تتعاون باستبعادها.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 02-07-2011, 03:37 PM بواسطة thunder75.)
02-07-2011, 03:29 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #38
الرد على: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
الأيام المصرية
الإثنين, 07 فبراير 2011
لوغو الحياة
غسان شربل
Related Nodes:
لوغو الحياة

إذا اتصلتَ بصديق في الجزائر تجده يقرأ الوضع في بلاده وخطوات الحكم فيها في ضوء الانتفاضة المصرية. وإذا اتصلت بصديق في الأردن يردّ بأن القوى التي عرقلت الإصلاح على امتداد العقد الماضي لن تكون قادرة على الاستمرار في العرقلة. لا بد من الإصلاح وبوتائر سريعة. ولا بد من توسيع الحوار وعدم استثناء أحد. واضح أن المتحدث يقرأ في الانتفاضة المصرية.

إذا اتصلت بصديق في اليمن يسارع الى القول انه لو طوى الرئيس حسني مبارك قبل سنتين ملفّي التجديد والتوريث لما كان مضطراً الى طيّهما تحت وطأة الاحتجاجات. ويقول إن إعلان الرئيس علي عبدالله صالح انه لن يرشّح نفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة وأن موضوع التوريث غير مطروح خفّض المخاطر المحيطة بنظامه وأعاد إليه قدراً من القدرة على التعامل معها. بدا واضحاً أن المتحدث، كما الرئيس، ينطلق من دروس الانتفاضة المصرية.

أرخت الأيام المصرية بثقلها على عواصم الإقليم. شغلت المواطن العادي الذي لا يحتاج الى من يذكّره بأن الأسئلة المطروحة في مصر مطروحة أيضاً في بلدان أخرى، طبعاً مع الالتفات الى الفروقات والخصوصيات. ويفترض ان الأيام نفسها تشغل اصحاب القرار، فالمَشاهد تتدفق والأسئلة تتدفق.

كيف يمكن قطع الطريق على انتقال أعراض «الأيام المصرية» الى هذه العاصمة أو تلك؟ يخالجني شعور أن هذا السؤال مطروح في أكثر من مكان. أتخيل أنه يشغل المسؤولين والسياسيين والحزبيين. أتمنى ان يكون مطروحاً بإلحاح لدى المستشارين ايضاً. من حق أيّ متابع ان يسأل: هل نقل المستشارون والمعنيون الى الرئيس مبارك صورة الوضع على حقيقته في المجتمع المصري؟ لم يكن التوتر سراً. كان باستطاعة زائر القاهرة ان يشمه من الفندق الذي يقيم فيه ومن المواضيع التي تثيرها صحف المعارضة.

لعل أول درس من دروس «الأيام المصرية» هو ان الغرق في الطمأنينة يفتح بوابات الخطر. وأن النوم على حرير التقارير الوردية للأجهزة والمستشارين يحرم صاحب القرار من الاتصال بنبض الشارع والمواطنين. وأن معاملة كل مطالب بالإصلاح أو التطوير أو التغيير كأنه متآمر وتحركه أيادٍ أجنبية يفضي الى سد الآفاق أمام الرياح فتتحول مع الوقت عاصفة أو إعصاراً. الدرس الثاني هو أن الرياح يمكن ان تنطلق على أيدي شبان لم تجتذبهم شعارات المعارضة التقليدية وأساليبها. ولهذا أعتقد ان هذه الظاهرة يجب ان تقلق هذه الأحزاب نفسها التي يُفترض بها أن تراجع أيضاً خياراتها وطروحاتها. إقناع هؤلاء الشبان يحتاج الى حوار حقيقي وفتح النوافذ وإلى خطوات ملموسة تدعمها الأرقام. لا بد من التصدي للفقر والبطالة والفساد وإشراك المجتمع في بلورة السياسات والمساهمة في إنجاحها. الدرس الثالث ان المعالجات الأمنية وحدها قاصرة وتعمّق المأزق إذا غابت المعالجات الشاملة.

لا شك في ان «الأيام المصرية» أثارت قلقاً في أكثر من مكان. ومثلها حديث وزيرة الخارجية الأميركية عن «عاصفة هوجاء» تحدق بالشرق الأوسط. السؤال هو كيف يمكن تحويل القلق فرصة لإطلاق إصلاحات شاملة لا يمكن حماية الاستقرار من دون إجرائها حتى ولو بدت دواء مرّا. الدواء المرّ أفضل من الوقوع في العاصفة.



233223322332

:الثورة... ولاعب الاسكواش
الإثنين, 07 فبراير 2011
محمد صلاح

لكل زعيم هواية يمارسها وقت فراغه الذي قد يطول أو يقصر بحسب ظروفه وظروف بلده، ولكنها في النهاية تعكس شخصيته أو طريقته في التفكير أو أسلوبه في التعاطي مع الأزمات. في مصر كان الرئيس جمال عبد الناصر يلعب الشطرنج، فكان عقله دائماً في حالة نشاط خصوصاً أن فترة حكمه شهدت تحديات داخلية وخارجية ومحكات احتاجت شخصاً يملك قدرات خاصة في التفكير في حلول أو طرق للمناورة أو التحدي، أما الرئيس أنور السادات فاشتهر عنه ولعه بلعب الدومينو، تلك اللعبة التي تحتاج إلى 28 قطعة كل منها مقسمة إلى جزءين تمثلان الأرقام، وبقدر ما تحتاج إلى عقل يفكر، فإنها أيضاً تحتاج إلى دهاء ليُحكم اللاعب التضييق على منافسه أو محاصرته وتعجيزه عن أن يكمل التنافس معه، كما أن اللاعب يستطيع، وفقاً للتعبير المصري، بحركة واحدة أن «يفركش» المباراة، إذا رأى أنه في وضع يصعب عليه التصرف فيضع منافسه، وحتى من يتابعون المباراة، في مواقف تجعلهم ينشغلون عنه. والذين عاصروا عهد السادات رأوا كيف كان الرجل يبتكر دائماً ما يشغل به الناس ليريح نفسه حتى يحل مشاكله ويتخطى المواقف الصعبة. كما كان السادات موهوباً في اختراع أسماء أو صفات أو تعبيرات تجعل الناس دائماً يفكرون فيها حين يكون هو يدير الأمر بعيداً من الأنظار، فهذا «عام الضباب» وتلك «الديموقراطية ذات الأنياب» وهذا «الرئيس المؤمن» وتلك «دولة العلم والإيمان» وهذا «قانون العيب» وتلك «انتفاضة الحرامية».

ومنذ انتفاضة 25 كانون الثاني (يناير) وما جرى بعدها ظل الناس يسألون: كيف يفكر الرئيس حسني مبارك وكيف ستكون ردوده على الأفعال وما يجري في الشارع وفي العالم؟ وما هي القرارات التي سيتخذها أو الإجراءات التي سيقدم عليها؟ ولماذا دائماً يأتي التصرف متأخراً؟ وكيف وضع نفسه في مواقف رد الفعل دون الفعل؟ ولماذا كلما اتخذ خطوة يتبين أنها في الاتجاه الخاطئ أو التوقيت الخاطئ ولا تحل المعضلة أو تنهي الأزمة؟ عُرف عن مبارك ولعه بلعبة الاسكواش وممارسته لها طوال حياته العسكرية وحتى بعدما تقلد منصب نائب الرئيس ثم الرئيس، وضمن نفاق أجهزة الدولة للرئيس أظهرت الدولة اهتماماً باللعبة وتعددت أنشطتها ومسابقاتها إلى درجة أن لاعبين مصريين حققوا تفوقاً عالمياً فيها. وظهر مبارك في بعض المناسبات يلعب الاسكواش حتى بعد تقدمه في السن، واحتفت الصحف القومية بالطبع بوقائع كتلك واستغلتها للترويج لمبارك وبساطته ولياقته البدنية والذهنية! Cool والإيحاء بأن «الرئيس» قادر على ممارسة مهماته الآن وفي المستقبل. تُمارس اللعبة في ملعب مغلق، وتستلزم جهداً عنيفاً يبذله اللاعب في مساحة لا تزيد على 70 متراً مربعاً وفيها يضرب اللاعب الكرة بالحائط شرط أن يكون على بعد 43.2 سنتيمتراً من الأرض لترتد إلى خصمه الذي عليه أيضاً أن يضربها قبل أن تلمس أياً من جوانب الملعب أو أرضه مرتين. في الاسكواش لا يواجه اللاعب خصمه بشكل مباشر، فهو يلعب بالأساس مع الحائط وعلاقته تكون بالجدران والأرض، والمهم كيف يلعب الكرة بغض النظر عن رد فعل الخصم، وطالما بقيت لياقته البدنية والذهنية حاضرة فإنه يقدر دائماً امتصاص صدمة الكرة مهما كانت قوة منافسه.

تعامل مبارك مع الثورة بطريقة «لاعب الاسكواش» من دون أن يدرك أنها ثورة وليست مجرد تظاهرات فئوية لموظفي الضرائب العقارية أو عمال المحلة أو المطالبين بكادر للمعلمين أو المحتجين على أوضاع الصحافيين أو المحامين، أو أعضاء ينددون بالخصخصة أو المنادين بالإصلاح. كان أسلوب الاسكواش صالحاً له بالطبع وليس لشعبه، حين بقيت هذه الفئات تحتج من دون أن تجتمع في وقت ومكان واحد، وحين بدا أن الثورة تجاوزت حدود اللعب إلى الجد احتفظ مبارك بأسلوبه، وواجه مئات آلاف المحتجين بوزير داخليته العادلي ضارباً الثوار بقوة، وكأنه يضرب كرة الاسكواش من دون أن يدرك أن لكل فعل رد فعل، وأن منطق البطش والعنف ضد المحتجين سيزيد من قوتهم ورد فعلهم وإصرارهم على أن يكملوا ما بدأوه بل ويطوروا مطالبهم من مجرد إعلان الاحتجاج إلى المطالبة بإنهاء المباراة، ليس فقط لأن أسلوبه في اللعب طوال 30 سنة لم يعجبهم، وإنما أضر بهم، خصوصاً في سنوات حكمه الأخيرة، بعدما ظهر وكأنه يلعب لنفسه أو من حوله من أعضاء جهازه الفني، حين كان الجمهور يدرك فساد ذلك الجهاز فصار اللاعب في وادٍ مع جهازه، والجمهور في وادٍ آخر، وعندها وصل غضب الجمهور إلى ذروته، فخرج في ثورة ولم يعد يرضيه إلا أن يعلن لاعب الاسكواش الاعتزال.

(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 02-07-2011, 04:39 PM بواسطة بسام الخوري.)
02-07-2011, 04:35 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Nowruz غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 525
الانضمام: Sep 2010
مشاركة: #39
RE: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
الثورة المصرية الكبرى: آفاق ومخاطر 05/02/2011

عزمي بشارة

الخروج من النفق
افتتحت الثورتان التونسية والمصرية عصرا عربيا جديدا يتاح فيه الجمع بين الحرية والحقوق وبين السيادة والمواطنة. لن تستهين الأنظمة بشعوبها بعد اليوم. وسوف تجد نفسها مضطرة إلى أن تختار بين الإصلاح الشامل ورحيل النظام. وعلى مستوى القوى السياسية والانقسامات الإيديولوجية سوف يتغير كل شيء. ستفقد الانقسامات السابقة معناها. فقد تضاءل وزن النقاشات الفكرية بين التيارات الإيديولوجية السابقة. لم يتمكن أي منها من خوض التحدي. وصعدت ظاهرة القوى الاجتماعية الجديدة الرافضة للظلم والمتمسكة بالقيم. وسوف تنشأ تعددية جديدة. وسوف يتقدم فيها الصفوف ذلك الفكر القادر على الجمع بين الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والهوية العربية من دون التنكر للحضارة الإسلامية.

في مصر

* بعد عقود من تراكم الشعور الشعبي بالقهر، انتفض الشعب المصري أخيراً ضد النظام الحاكم. لقد ربطت غالبية الشعب ما تتعرض له بطبيعة النظام الحاكم. وأصبح النظام عنوان المرارة من التعسف في أقسام الشرطة، ومن الفساد في المعاملات الرسمية، ومن الشعور بالفاقة في ظل الإثراء بواسطة الفساد، والمال والجاه الناجم عن التقرب من ذوي السلطان والشوكة. لقد رُبط كل هذا أخيراً بنظام الحكم السائد، تجلى ذلك في النقمة والنكتة الشعبية على حد سواء، كما تجلى في السخرية والقصائد والأغاني، وفي الاكتئاب وعدم الارتياح الشامل الذي لاحظه كل من زار مصر في السنوات الأخيرة. وبلغ الأمر حد أزمة الهوية، إذ مس النظام بالكبرياء المصرية وفهم المصريين لذاتهم ولدورهم. وللتعويض عن ذلك كان على النظام أن يؤجج وطنية مصرية على شكل عصبية فارغة مجوفة غير مستندة إلى المصلحة الوطنية ولا إلى افتخار الناس بإنجازات اقتصادية أو علمية أو سياسية، عصبية جوفاء غاضبة يسهل التحكم فيها لتتحول إلى غضب ضد الآخر، أو إلى مجرد ولاء للنظام وتعصب ضد منتقدي الرئيس كأنهم ينتقدون البلد. واستغلت حتى لعبة كرة قدم لهذا الغرض. ومثل بقية الأنظمة العربية نشر هذا النظام المرتكز على استبدال الكفاءة بمراءاة ذوي السلطة والنفوذ حتى في ميادين الثقافة، والمهنية بالقرابة والقربى، والإنتاج بالاستهلاك، كما نشر أخلاقيات الكذب والرياء في التعامل مع الدولة والنفاق في التعامل بين المرؤوسين ورؤسائهم، والفظاظة في التعامل مع النقد... حتى تحول كل مسؤول إلى فرعون في التعامل مع من هم تحت إمرته وإلى عبد في التعامل مع آمريه، كما نشر عنفاً شارعياً على مستوى التعاملات بين البشر يتحول بسهولة إلى طائفية وغيرها، كمسارب لتفريغ نقمة ومرارة الناس من نظام سياسي اجتماعي مجحف شحَنَ النفوسَ وحقَنَها بالعنفِ.

* ربما كانت ثورة تونس المجيدة هي السبابة التي ضغطت على الزناد، وربما بلغ السيل الزبى على أي حال. وربما كان الشباب المصري الواعي والمثقف الذي يمثل نقيض الثقافة التي نشرها النظام هو السبابة وهو الزناد. إنه الشباب المتواضع والمهذب والمنفتح على العالم والرافض للفساد وعدم الكفاءة، والنافر من الظلم و"البلطجة" السياسية والتهريج الإعلامي. لقد دعي هذا الشباب للانتفاض يوم 25 يناير/كانون الثاني بعد "بروفات" عديدة قبل ثورة تونس، كان أهمها إضراب 6 أبريل/نيسان الذي دعي إليه في المدونات تضامنا مع عمال المحلة، والمحاولات المستمرة لنقل معاناة المواطنين عبر الإنترنت من الكاميرات التي يحملها الشباب على هواتفهم، و"حركة كفاية" التي كسرت حاجز الخوف واجترحت ظاهرة التظاهر ضد التجديد والتوريث، واستمرت في التظاهر فترة طويلة في مرحلة الركود، والاعتصامات المستمرة أمام نقابة الصحفيين، وتجاوز بعض الصحفيين المصريين حاجز الخوف في توجيه نقدهم لما كان يعتبر محرماً على النقد مثل الرئيس وعائلته.

* وكانت النفوس محتقنة جاهزة لاستقبال النداء، وكانت العقول مقتنعة تنتظر الفعل والممارسة. فوقعت دعوة الشباب يوم 25 يناير/كانون الثاني وقوع صاعقة في السهوب الجافة بعد صيف طويل. لم يكن واضحاً حين خرجت الجموع هل يوم الغضب هو يوم احتجاج أم ثورة سياسية جامعة. جاء هذا اليوم بعد أسابيع معدودة من ثورة سياسية شاملة في تونس قامت في ظروف شبيهة، أي تولدت عن حركة احتجاج غير مخططة. فتولد فورا الوعي بأن المصريين يتظاهرون ليس ضد خطوة محددة قام بها النظام، ولا للتعبير عن تضامن مع ضحية بعينها، بل ضد النظام بشكل عام. لكن الثورة المصرية اختصرت الطريق من العيني إلى العام، إذ بدأت بالشأن العام مباشرة. لقد انطلق أهالي ناحية سيدي بوزيد في تونس احتجاجاً على ما يتعرضون له من بطالة ومهانة بعد أن أشعل شاب نفسه احتجاجاً، ثم انتشر الاحتجاج بالتدريج وتحول -عبر تفاعله مع ظروف الناس ووعيهم بظروفهم- إلى ثورة شاملة سعت إلى تغيير نظام الحكم. ونستطيع الجزم بأن هذا لم يكن هدف المواطنين الأصلي في ناحية سيدي بوزيد. ولكن وضع الناس، بما فيه وعيهم، كان مهيّئاً لذلك. أما في مصر فقد كان يوم الغضب عاماً منذ اللحظة الأولى، لم يكن مطلبياً موجهاً ضد البطالة أو أو أ, لرفع الأجور أو احتجاجاً على رفع الأسعار، بل كان الغضب عاماً ضد كل ما يعانيه الشعب المصري في العقود الأخيرة، ويُعتَبَر النظام سبباً له.

* أما في العنوان فقد رُبط هذا الأمر بالرئيس وعائلة الرئيس كما يحصل في أي نظام استبدادي. فرمز النظام الدكتاتوري هو الحاكم. وكانت مسألة التوريث مؤشرا قويا لسلوك النظام أنه يملك البلد، ولا يحكمها فحسب. وشكّل التوريث موضوع التندر والنقمة في أحاديث الشارع المصري في الأعوام الأخيرة، كما استحوذ توريث المنصب من الرئيس لابنه على أحاديث هذا الشارع. لا غرابة إذن أن يتركز الاحتجاج في شعار إسقاط الرئيس ومنع التوريث.

* هذا لا يعني طبعاً أن هدف الشعب المصري هو الإتيان بدكتاتور جديد أو استبدال الرئيس برئيس مخابراتي ليعيش الشعب ثلاثين عاماً أخرى في ظل نفس نظام الحكم. يحتاج المرء إلى خيال من نوع ملتوٍ لكي يتخيل أن عنوان رحيل الرئيس يعني الاكتفاء برحيله شخصيا. وكل من حاول أو يحاول أن يلخص مطلب المتظاهرين بذهاب الرئيس، فإنما يسعى إلى احتواء الثورة أو إجهاضها والالتفاف عليها بالإبقاء على نظام الحكم كما هو. وفعلاً، لو كان الهدف التخلص من الرئيس المريض والمتقدم في السن لكان بالإمكان انتظار وفاته، أو انتظار انتهاء مرحلته بعد ستة أشهر مادام تعهد بعدم الترشح مرة أخرى. وكما قال رئيس الحكومة المعين الجديد يوم 3 فبراير/شباط على محطة "بي بي سي" (BBC) العربية فإن عدم الترشح في هذه الحالة يعني الرحيل وكفى.

الإصلاح والثورة والرئيس ونائب الرئيس

* يشوب طرح رحيل الرئيس كأنه يعني مسألة نقل الصلاحيات إلى نائب الرئيس -وكأن هذا النقل للصلاحيات هو تلبية لمطلب الثورة- استخفافٌ بعقول الناس واستهانةٌ بتضحياتهم. لا يصنع الناس ثورة نادرة في تاريخ العرب والإقليم بهذا الاتساع والشمول، وبهذا الزخم الشعبي، وبهذا الكم من التضحيات (واسمحوا لي أيضاً أن أقول بهذا الجمال) لكي يسلم الرئيس السلطة لنائب الرئيس. فالرئيس يسلم السلطة لنائبه في حالة فقدان قواه العقلية أو الجسدية، أو في حالة الوفاة، أو في حالة صراع قوى وانقلاب داخل النظام. أما اختزال العمل الثوري إلى مطلب تولي نائب الرئيس مهام الرئيس فقد يعني نوعا من دعم جناح ضد آخر داخل نظام الحكم نفسه.

* يقوم نظام الحكم -أي نظام حكم- بإصلاح نفسه إذا لم يعد قادراً على الحكم بنفس الأساليب. والنظام الذي يُدرك ذلك يستبق الثورات الاجتماعية الشاملة ضده بإصلاح ذاته. وفي كثير من الحالات يشمل الإصلاح انفتاحاً على فئات اجتماعية يستوعبها نظام الحكم، وقد يتجنب بذلك مخاطر الإطاحة به بشكل كامل. أما في حالة مصر فيبدو أن النظام لم يستنتج الحاجة إلى إصلاح، بل فوَّتها عن سبق الإصرار في عدة مناسبات. بل وقد ازداد غروراً وتبجحاً وتدهورت حالته عبر السنين، وانعزل الحاكم عن شعبه في شرم الشيخ، وازداد خطابه استهانة بالنقد، وأمعن في ممارساته الأمنية ضد خصومه. ووصلت الدعاية الإعلامية الفارغة حد العبث غير المتقن الإخراج (كما جرى في مونتاج صورة الزعماء المعروفة في الأهرام، حين بدا مبارك يتقدم الرؤساء الذين يصغرونه سناً بثلاثين عاماً لكي تُظهره صحيفة الأهرام شاباً)، وكما ظهر من خطابه وخطاب بعض المثقفين إبان الحرب على غزة، وفي تبرير عدم معاقبة مرتكبي فظائع فساد في قطاع البناء وفي قطاع المواصلات أدت إلى مقتل آلاف المصريين في حريق العبارة وحريق القطار وغيرها.

* إن التوجه القاضي باعتبار الثورة احتجاجاً له مطالب، وأن هذه المطالب سوف تُلبّى بمجرد ظهور الرئيس -أو نائبه- ليعد المتظاهرين بقبول بنود الدستور 76 و77، وعدم ترشيح الرئيس لدورة رئاسة إضافية، والتعهد بعدم ترشيح ابنه، هي ليست تعبيرا عن تشخيص خاطئ لماهية الثورة فحسب، بل يرجح أنها كاذبة عن قصد وترصد. لأن السلوك برمته يشي برفض المطالب. ومن يريد الإصلاح يُفترض أن يقوم به قبل تفجر الثورة. فالثورة ليست مطلباً موجهاً له بل هي حركة ضده. وليس مطلوباً منه أن يستجيب لمطالب الثورة بل مطلوب منه أن يستنتج أن عليه أن يرحل لأنه غير قادر على البقاء.

* من المثير للاستغراب أن يظهر نائب رئيس الجمهورية المُعين كنتيجة من نتائج هذه الثورة ويشكر الشباب، لأنه من دونهم لما حصل هذا الإصلاح، أي لأنه من دونهم لما عُيِّنَ نائباً للرئيس، هذا لو قصد أن يشكرهم على تعيينه نائباً للرئيس. ولكنه لم يقصد ذلك بل حاول أن يخدع الثورة وأن يلتف حولها. فمن يشكر لا يمكن أن يحاصر من يشكرهم في الوقت ذاته، وأن يطلق عليهم الزعران والمجرمين، وأن يعتقل الصحفيين لكي لا يُغطوا نشاطهم، وأن يحرض على وسائل الإعلام التي ترفع صوتهم، بل وأن يتهمهم بالعمالة لقوى أجنبية.

* ليس هنالك شك في أن النظام غير صادق في استجابته لما يسميه "مطالب الشباب". فهو قادر على تنفيذ قسم كبير منها الآن لو كان صادقاً: مثلاً أن يرفع حالة الطوارئ الآن، ومثلاً أن يُعلن أن انتخابات مجلس الشعب غير شرعية الآن، وأن يوقف ملاحقة الصحفيين الآن. ولكنه يقدم الدليل تلو الدليل على أنه غير صادق في قبولها الآن، فما بالك بتنفيذها بعد حين إذا اقتنع الشعب المصري بالمناشدات وفض الثورة، وعاد إلى المنازل؟ ما الذي سيدفع النظام حينها إلى تنفيذ ما رفض سابقا قبولَه حتى شفويا، وهو الذي اعترف -على لسان نائب الرئيس المعين- بأنه لولا الثورة لما فكر أصلاً في قبول المطالب نظرياً؟، فهل سينفذ وعوده عملياً في غياب الثورة من الشارع، أم ستبدأ حملة تحريض على "شبكات الجواسيس" و"العملاء" و"المخربين" و"مثيري الشغب"، خاصة بعد أن يثبِّت النظامُ نفسَه، ويستعيد علاقاتِه الدولية معتمدا على براغماتية الغرب بقبول حلفائه القائمين كما هم في غياب الثورة؟، ألم يقبل الغرب النظام المصري كما هو قبل الثورة؟، ألم تتحرك في عروقه دماء حقوق الإنسان والديمقراطية فقط بعد أن نشبت الثورة المدنية؟، لا بد من الافتراض أنه سيعود لقبوله والتحالف معه إذا نجح في فض الثورة. لا تجوز إذن العودة إلى الحياة الطبيعية إلا بعد تنفيذ المطالب. فالوعود في ظل الثورة لا تعني شيئا في غيابها. وقد ينتقل النظام إلى الهجوم على الثوار وفتح معسكرات الاعتقال لهم إذا سمح له بالاستمرار وفضت الثورة لأنه وعد.

الحكمة والذكاء
* هذا كله مفهوم، لكن ما هو غير مفهوم هو أن يروج مثقفون يعتبرون أنفسهم نقديين (أو كانوا نقديين في إطار الوضع القائم) لمثل هذا المزاج السياسي الذي يعتبر الثورة مأزقاً، ويرى أن مصر في مأزق، وفي الثورة أزمة تحتاج إلى حل. ثم يروجون أن في جعبتهم حلولاً تتلخص في نقل صلاحيات الرئيس إلى نائبه بشكل "سلس" كما يقولون، وفي "تهدئة" الشارع ثم التفاوض مع نائب الرئيس على مطالب الثورة. هذا لا يليق بمثقفين نقديين بل بـطاقم استشاري "Think Tank" يعرض على النظام سيناريوهات مختلفة لكيفية الخروج من المأزق.

* والترويج لرئيس مخابرات النظام الذي أصبح نائبا للرئيس بأنه "نظيف" و"محترم" هو أمر غريب إلى حد الاستهجان، خاصة مع علم المروّجين بدوره المحلي والإقليمي في تثبيت النظام طيلة عقود، ومع علمهم بأنه ليس مجرد موظف في خدمة الدكتاتور، كما كان محمد الغنوشي في خدمة زين العابدين بن علي مثلا، بل أحد أركان الدكتاتورية المُأَدلجين كما تجلى في علاقاته الخاصة مع إسرائيل والولايات المتحدة في الأزمات التي مرت بها المنطقة في العراق وفلسطين ولبنان وغيرها.

* ولن نعلق هنا كيف ولماذا تقرر مجموعة من المثقفين أن يسموا أنفسهم "لجنة حكماء"، وما المقصود بـ"الحكماء"، ومقارنة بمن؟، يتضمن هذا افتراضاً غير مقبول في مراحل الثورات، وهو أن الجماهير الثائرة هوجاء وأن النظام متشدد وأنهم هم الحكماء. كما يتضمن تهرباً غير حكيم على الإطلاق (أو ربما يكون "حكيماً" ولكنه مكشوف وغير ذكي) من اتخاذ موقف والبقاء على الحياد في هذه المرحلة.

* تحتاج الثورة إلى مثقفين يبلورون ويصوغون أهدافها ويشرحون خططها الإستراتيجية، ولا تحتاج إلى مثقفين يستغلونها في ترتيب علاقاتهم مع نظام قائم يفترضون دوامَه، أو لنصرة جناح على جناح داخل النظام.

ولا شك أن جناح الأمن داخل النظام قد انتصر على جناح الحزب الوطني، وأن جناح الأمن في داخل النظام سيضحي ببعض الرموز من داخل الحزب الوطني لكي يظهر وكأنه جاد في محاربة الفساد، فيمنع تنقلهم ويقوم بمصادرة أموالهم ليبدو وكأنه يلبي ما يسميه "مطلب الشارع" أو "مطالب الشباب". لا يستبعد على هؤلاء حتى الغدر بأصدقائهم لكي يبدوا كمن يقومون بعملية محاربة للفساد، والحقيقة أنهم جزء من الفساد.

* المثقفون والسياسيون المصريون الذين انتقدوا كيفية إدارة النظام لشؤون البلاد، أو لم يجدوا لأنفسهم موطئ قدم في داخله، أو كانوا نقاداً له بحق وإخلاص، ولكنهم اعتادوا على سقف معين للنقد هو سقف النظام القائم. هؤلاء جميعاً لا يمكنهم استيعاب ماذا تعني مجازفة الخروج لتغيير النظام. في مثل هذه الحالة يلتزم هؤلاء الصمت ويجلسون في منازلهم بانتظار النتائج أو ينتقلون لأحد المعسكرات. أما أن يحاولوا تأطير الثورة في إطار هذه العقلية التي تعتبر الاجتماع بعمر سليمان إنجازاً مقارنة بالاجتماع بمباحث أمن الدولة، فهو أمر غير مقبول ويجب أن ينتقدهم المثقفون على ذلك.

عن إستراتيجية الثورة وآفاقها
* كانت الثورة المصرية عفوية، وانضمت إليها القوى السياسية ذات الشعبية بشكل طبيعي. وهي الآن في طريقها نحو الهدف، ولم أسمع في تاريخ الثورات كلها عن ثورة أخرجت هذا الكم من المتظاهرين ضد النظام في عدة مدن بشكل متزامن. لم تعد هذه الثورة بحاجة إلى أدلة على أنها شعبية، لكنها بحاجة إلى تصميم وإستراتيجية للوصول إلى الهدف. فالنظام المصري يقاوم مصيره المحتوم بوسائل عديدة، من ضمنها ترويج الأكاذيب والتخويف من الفوضى وادعائه قبول مطالب المحتجين حين يلزم، وادعاؤه أنهم جواسيس حين يلزم، وقمعهم حين يمكنه ذلك.

ويخطئ من يعتقد أن المسألة مسألة عناد شخص، أو أنها مسألة شخصية. ليس الموضوع طباع مبارك العنيدة ولا معاندته. وأستطيع أن أخاطر بالقول إنه لم يعد يحكم مصر، وأن من يحكم مصر فعلياً الآن هو عمر سليمان ورئيس الحكومة المعين الجديد أحمد شفيق، وأنهما يحاولان تثبيت نفسيهما في النخب الحاكمة وداخل الدولة كرموز لنظام الحكم. ليس الموضوع عناد شخص وطباعه الشخصية بل إنها زمرة حاكمة تحاول الدفاع عن نفسها وعن مصالحها، وأن تنقذ نفسها في الصراع. إنه صراع سياسي وليس شخصيا.

يُحسم هذا الصراع عندما يعرف هذا النظام أنه إما أن تستمر الثورة حتى تتحول تدريجيا بطبيعة الأمور إلى حالات من الصراع العنيف، أو عندما يقبل بعملية نقل للسلطة عبر مرحلة انتقالية، والشروع في عملية تفاوض على كيفية تطبيق الشروط. ويمكن أن يجري التفاوض على كيفية تطبيق المرحلة الانتقالية لرحيل النظام مع أي كان.

ليس الموضوع شخصيا، بل يكمن في اعتراف الحكام بأنه لا بد من نقل السلطة سلمياً، وأن هذه العملية تحتاج إلى مرحلة انتقالية، وأن التفاوض معهم يتم فقط على آليات المرحلة الانتقالية. هذا تفاوض وليس حواراً. إنه تفاوض على نقل السلطة عبر آلية موثوقة. ولا يستطيع النظام نفسه أن يدير المرحلة الانتقالية. هذا صراع يحتاج إلى تصميم وإستراتيجية وإلى فهم لطبيعة هذا الصراع.

* دخل النظام المصري في طور العزلة الدولية الكاملة. ويجب تعميق هذه العزلة لأنها تضعف النظام وتضعف ارتباط أصحاب المصالح به، ولتعميق عزلته لا بدّ من الاستمرار ولا بدّ من الوضوح دولياً في أن الثورة هي المنتصر، وقد يحصل ارتباك في ذلك إذا سُمِح للنظام بالتقاط أنفاسه. لقد أدركت الولايات المتحدة وأوروبا أنه من الأفضل لها أن تتخلى عن رموز وشخصيات خاسرة في النظام على أن تخسر النظام برمته وأن تعادي الشعوب العربية كافة، وهو ما لم تدركه في حالات إيران وتونس.

* يجب التمييز بين أعمال احتجاجية -يعقبها تفاوض على مطالب في إطار النظام القائم- وثورة لتغيير النظام. الثورة لتغيير النظام ليست مجرد احتجاجات تتوقف في ظل النظام، بل هي سلسلة من الأفعال المستمرة طالما بقي النظام قائماً. وهذا يعني منع تحول الثورة إلى فعل بعينه، اعتصام مثلاً أو مظاهرة. ولا بدّ من الانتقال إلى شكل آخر غير متوقع حيث يُربك النظام بكافة تفرعاته. وقد يعتاد النظام على مجرد اعتصام في ميدان التحرير إذا لم يكن هذا الاعتصام مركزاً لقيادة الثورة خارجه. بالإضافة إلى الاعتصام يمكن أن يتم التظاهر في كل مكان، وأن تندلع الثورة في مصنع وفي صحيفة وفي وسيلة إعلام. تكون الثورة شاملة، إذا شملت كافة فئات المجتمع فيثور الطلاب في الجامعات، ويتمرد الصحفيون في وسائل الإعلام ضد الإملاء عليهم، ويثور العمال في مصانعهم. ليس مطلوبا أن يقوم هذا دفعة واحدة بل أن يجتاح القطاعات والمجالات كافة، حتى يقود بعد وقت إلى انتقال جماعات المصالح ومؤسسات الدولة -وأهمها الجيش- إلى الطرف المنتصر. وما من شك في أن العديد منهم ينضمون كأفراد لهذه الثورة. ولكن في مرحلة ما ينتقل هذا التفاعل الكمي المحسوب بأعداد البشر إلى نقلة نوعية تشمل مؤسسات القضاء والجيش. ولكن الجيش لن يختار ذلك إلا إذا وصل إلى قناعة نتيجة تفاعلات دولية ومحلية، أو إذا وصل إلى مرحلة يُخيّره فيها الثوار عبر أفعالهم بين مصادمتهم وبين الانتقال إلى صفهم. وهذا أمر تصلح له المظاهرات المليونية المتحركة نحو مؤسسات الدولة والتي يصعب على الجيش أن يُطلق النار عليها ويضطر إلى التصالح معها. وهذا لا يتم إذا اعتقد الناس أنهم يقنعون الجيش بمجرد الإكثار من مديحه.

* لقد أخرجت الثورة المصرية من الشعب أفضل ما فيه، وأظهرت صورة من التمدن والتنوع والحوار والتواضع غير مألوفة في الحياة السياسية المصرية في ظل النظام. فمنذ زمن بعيد لا يذكره الكثيرون لم يسمع الناس خطيبا يوم الجمعة يتحدث عن ملايين المصريين والمصريات، أو يتحدث عن أخلاق الإسلام والمسيحية، ولم يروا هذا الكم من الرجال والنساء المحجبات وغير المحجبات دون ظواهر التحرش، والملايين تُنشد سوية وتسير في مظاهرات منظمة من دون فوضى؟.

هذه الأنظمة المستبدة تخرج أسوأ ما في مجتمعات العرب عن تعصب وطائفية وجريمة في ظلها. وقد رأينا عينات من سائبة "البلطجية" التي أطلقها النظام أو رجالاته ضد المتظاهرين، فظهرت وجوه النظام المتخلف والبدائي في مقابل الشعب المتحضر، وذلك خلافا لما يروج هو عن شعبه في الغرب الذي يحتاج برأيه إلى حكم الاستبداد لأنه متخلف.

أما حين يخرج الشعب ضدها فكأنه يمر بعملية تطهّر من أوساخ وقذارات ثقافة هذه الأنظمة الاستبدادية. لم يبق إنسان مصري أو عربي إلا وانفعل وأبدى انفعاله من مظاهر الزهو والفرح التي رافقت مظاهرات يوم الثلاثاء (1 فبراير/شباط) أو يوم الجمعة (4 فبراير/شباط)، في مقابل وحشية وتخلف ما فعله النظام يومي الأربعاء والخميس( 2 و3 فبراير/شباط).

لقد عاد الشعب إلى ذاته، وعادت مصر متصالحة مع ذاتها، ويبدو أن العرب في المرحلة الحالية إنما يتصالحون مع ذاتهم عندما يخرجون ضد الأنظمة الاستبدادية الحاكمة.

المصدر: الجزيرة


02-07-2011, 07:17 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Blue Diamond غير متصل
إنسان مصري
*****

المشاركات: 1,929
الانضمام: Jun 2010
مشاركة: #40
RE: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011


ق.م قبل مصر.. ب.م بعد مصر



بقلم: توماس فريدمان

ما أن جلست فى بداية لقاء مع جنرال إسرائيلى فى فندق تل أبيب، حتى استهل هو المحادثة قائلا: « كل ما كنا نعتقده طوال الثلاثين عاما الماضية لم يعد مناسبا».

ويلخص ذلك إلى حد بعيد الشعور المربك بالصدمة والرعب الذى ألحقته الانتفاضة الشعبية فى مصر بمعنويات المؤسسة الإسرائيلية. فقد كانت اتفاقية السلام مع مصر مستقرة الأساس غير المعلن لمجمل السياسة الجيوسياسية والاقتصادية فى إسرائيل طوال 35 عاما مضت، وهى الآن تنتهى. كما لو استيقظ الأمريكيون فجأة ليجدوا كلا من المكسيك وكندا وقد أصابتهما الفوضى فى نفس اليوم.

ويلاحظ مارك هيلر، المحلل الاستراتيجى بجامعة تل أبيب «كل ما كان ثابتا فى عالمنا ذات يوم، صار الآن مهزوزا. ويحدث هذا فى لحظة يلوح فيها خطر التحول النووى فى المنطقة».

وهى فترة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لإسرائيل، ومن الممكن أن نتفهم قلقها. غير أننى أخشى أن تزيد إسرائيل موقفها خطورة، إذا استسلمت إلى الفكرة التى يرددها الآن عدد من كبار المسئولين الإسرائيليين اليوم عن أن الأحداث فى مصر أثبتت عدم القدرة على إقامة سلام دائم مع الفلسطينيين. فهى فكرة خاطئة وخطيرة.

والأمر المؤكد أن حسنى مبارك حليف إسرائيل منذ فترة طويلة، يستحق كل السخط الموجه له. وعندما يكون المرء فى أقصى قوته، فذلك هو الوقت الأفضل لاتخاذ أى قرار كبير وصعب، حيث يمكنه أن يفكر ويتصرف على نحو أكثر وضوحا. وخلال العشرين عاما الماضية، كان لدى الرئيس كل القوة، التى يمكن أن يريدها لإصلاح اقتصاد مصر حقا، وبناء مركز سياسى شرعى معتدل يسد الفراغ بين دولته الاستبدادية وبين الإخوان المسلمين. غير أن مبارك حافظ متعمدا على الفراغ السياسى بينه وبين الإسلاميين، حتى يستطيع أن يقول للعالم دائما: «إما أنا أو هم». وهو الآن يحاول الإصلاح فى هلع. فات الأوان.

بيد أن بيبى نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل معرض لأن يصبح مثل مبارك بالنسبة لمعاهدة السلام. فهى تملك الآن قوة فى مواجهة الفلسطينيين لم تكن تملكها من قبل، كما لم يكن لديها فى وقت ما شركاء فلسطينيين أكثر مسئولية. بيد أن نتنياهو وجد مبررا لعدم طرح خطة سلام. وقد صار واضحا بفعل التصرف المقزز الذى قامت به قناة الجزيرة، خروجا عن السياق، بالكشف عن التنازلات التى قدمتها القيادة الفلسطينية بهدف إحراجها المدى الذى وصل إليه الفلسطينيون.

ولا أعلم ما إذا كان لدى هذه القيادة الفلسطينية الشجاعة لإنهاء صفقة أم لا. لكننى أعرف أن لدى إسرائيل مصلحة قوية فى اختبارهم إلى أقصى مدى. والسبب فى ذلك أنه مع هرولة مصر والأردن إلى تعديل حكومتيهما فى محاولة لاستباق حركة الشارع، هناك أمران مؤكدان: بصرف النظر عما يحدث فى الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين وقعتا اتفاقية سلام مع إسرائيل، سوف تتراجع قوة العلمانيين المعتدلين، الذين كانوا يحتكرون السلطة وسوف تزيد قوة الإخوان المسلمين، الذين كانوا مقيدين من قبل. إلى أى مدى؟ ذلك ما سوف نراه.

ومن المؤكد، والأمر هكذا، أن الحكومة المصرية المقبلة لن يكون لديها الصبر ولا الفرصة التى كانت لدى مبارك للتعامل مع إسرائيل. وينطبق نفس الأمر على الحكومة الأردنية. ولا يجب أن يفهم هذا الكلام خطأ: فالصراع الإسرائيلى الفلسطينى ليس له صلة بإشعال المظاهرات فى مصر والأردن، غير أن العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية سوف تتأثر بالأحداث فى البلدين.

ويقول خليل الشقاقى، وهو خبير استطلاعات رأى فلسطينى، إذا لم تبذل إسرائيل جهدا منسقا لإبرام صفقة مع الفلسطينيين، سوف تضطر الحكومة المصرية إلى «النأى بنفسها عن إسرائيل، فلن يكون لها مصلحة فى الحفاظ على علاقات وثيقة مثل ما كان لمبارك»، ويضيف أنه مع التغيرات السياسية الكبيرة فى المنطقة: «سوف تفقد جميع أصدقائها العرب إذا استمرت فى جنون العظمة والعدوانية والطمع.»

ولنكون واضحين؛ إذا كان الإسرائيليون يقولون لأنفسهم إن الاضطراب فى مصر يؤكد مبرر عدم إمكانية صنع سلام مع السلطة الفلسطينية، فإنهم ينصحون أنفسهم بالتحول إلى دولة أبارتهايد بابتلاع الضفة الغربية نهائيا، ومن ثم غرس بذور أغلبية عربية تحكمها أقلية يهودية بين البحر المتوسط ونهر الأردن.

كما أوضح الاضطراب فى مصر إلى أى مدى تحاط إسرائيل بأعداد هائلة من السكان الشباب العرب والمسلمين، الذين عاشوا خارج التاريخ؛ يعزلهم النفط والاستبداد عن التوجهات العالمية الكبرى. غير أن ذلك انتهى الآن.

وقال لى سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطينى: «اليوم يجب أن تنبنى شرعيتكم على ما تقدمونه. لقد ولى الزمن الذى كنت تستطيع فيه القول ‘لتتعامل معى لأن الآخرين أسوأ».

كنت قد يئست من حكومة نتنياهو، وطالبت الولايات المتحدة بأن تنأى بنفسها. ولكن ذلك كان ق.م (قبل مصر). واليوم، أعتقد أن على الرئيس أوباما أن يطرح خطته للسلام على الطاولة، لسد الهوة بين المواقف الإسرائيلية والفلسطينية، وأن يطالب الجانبين بالتفاوض حولها من دون أى شروط مسبقة. ومن الضرورى لمستقبل إسرائيل بينما توجد بالفعل حملة لنزع الشرعية عن الدولة الهودية أن تفصل نفسها عن الأحداث العربية بقدر الإمكان. هناك عاصفة هائلة قادمة. يا إسرائيل، ابتعدى عن الطريق.
http://www.shorouknews.com/Columns/Colum...?id=386174
02-08-2011, 01:27 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية 2014 فارس اللواء 41 1,708 05-29-2014, 05:55 AM
آخر رد: Rfik_kamel
  من بركات الثورة الملعونة في سوريا فارس اللواء 4 756 02-28-2014, 02:36 PM
آخر رد: فارس اللواء
  شبكة التجسس المصرية تكشف حقائق رهيبة عن دور اسرائيل في مصر خليل خليل 0 588 02-06-2014, 06:56 AM
آخر رد: خليل خليل
  الثورة المضادة Rfik_kamel 6 773 01-19-2014, 05:45 PM
آخر رد: Rfik_kamel
  الثورة السورية الملعونة فارس اللواء 0 508 01-05-2014, 10:46 PM
آخر رد: فارس اللواء

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS