تقرير اخباري:قوات سعودية تتأهب للبحرين..وقبائل الأردن تهدد الملك..وسوريا خائفة
17/02/2011 08:32:18
" حديث المدينة ": تواصلت التظاهرات والإضطرابات طيلة ليل يوم 15/2 في أنحاء الشرق الأوسط، حيث تتركز في البحرين، الأردن، واليمن، بينما قامت قوات الأمن والجيش السعودي، الأردني، والسوري برفع حالة التأهب.
وفي البحرين التي لم تشهد حتى الآن سوى تظاهرات أبناء الأغلبية الشيعية في المملكة الصغيرة والإستراتيجية في الوقت نفسه، والتي توجد بها القيادة الرئيسية للأسطول الخامس الأمريكي في الخليج الفارسي.
وإنضمت إليهم للمرة الأولى عناصر سنية والتي تتظاهر وقد سيطر متظاهرون للمرة الأولى وبعد خمسة أيام من التظاهرات على الميدان الرئيسي في مدينة اللؤلؤة،، بينما فشلت قوات الأمن في صدهم وإبعادهم من هناك.
ووفقا لما نشره موقع ديبكا الإسرائلي , تقول مصادر في الخليج أنه في فجر يوم الأربعاء 16/2 طلب الملك البحريني سرا التزود بمعدات لتفريق التظاهرات من السعودية والتي يربطها جسر بري بالمملكة الصغيرة. كما طلب الملك من السعودية أيضا وضع قوات أمنية في حالة تأهب لإحتمال الإستعانه بها للمساعدة في حال تفاقمت الأوضاع.
وهناك مخاوف كبيرة في السعودية من إنتشار الفوضى في البحرين وإمتدادها إلى المناطق الشيعية السعودية شرقي المملكة، والتي تعتبر مناطق النفط الرئيسية للمملكة العربية السعودية.
كما تقول المصادر أن السعوديين جهزوا يوم الثلاثاء الماضي إمدادات من قوات الأمن والجيش من وسط البلاد وأرسلتها إلى هذه المناطق الشيعية، كما زادت من تأمين منشآت وموانئ النفط في المنطقة. ويشار إلى أن معظم العاملين في هذه المنشآت من الشيعة، والذين يؤيدون المتظاهرين في البحرين.
كما إندلعت فوضى عارمة في الأردن ليل الثلاثاء أيضا، وهناك يبدو واضحا تدهور آخر في العلاقات بين الملك عبد الله وبين القبائل البدوية في الأردن، وقام البدو الذين يحملون السلاح بغلق الطريق رقم 1، والذي يعتبر طريق الدخول الرئيسي للعاصمة الأردنية عمان، مطالبين الأسرة المالكة والحكومة الأردنية بإعادة الأراضي التي يزعمون أنها سرقت منهم طيلة سنوات.
وفي الأسبوع الماضي أرسل 36 من رؤساء القبائل البدوية رسالة للملك وطالبوه بالتنازل عن جزء من حقوقه السلطوية بما في ذلك حق تعيين رؤساء الحكومة والوزراء، ووقف البذخ في الأسرة المالكة، وخاصة بواسطة الملكة رانيا.
وكتب رؤساء القبائل أنه في فترة تمر فيها البلاد بصعوبات إقتصادية، فإن أموال الأسرة المالكة يجب أن تكرس لمساعدة المحتاجين في الأردن.
المشكلة التي تقف أمام الملك في التظاهرات وفي التحركات المتواصلة منذ بضعة أسابيع تعتبر مزدوجة، وفي هذه المرحلة يتظاهر البدو فقط ضد الملك، بينما لم يتحرك الإخوان المسلمون أو الفلسطينيون الذين يمثلون أغلبية في المملكة، وينتظرون رؤية نتائج التظاهرات.
ومن الممكن بل يجب الإفتراض انه في اللحظة التي سيلاحظون فيها تصدع أول في جدار الأمن المحيط بالأسرة المالكة، سوف ينضمون للإضطرابات , أما المشكلة الثانية فهي أكثر خطورة. فجميع قوات الجيش الأردني تتكون من مقاتلين بدو ينتمون للقبائل التي تتظاهر، كما أن جميع أجهزة الإستخبارات الأردنية تتكون من بدو. وفي حال حاول الملك إستخدام العنف ضد المتظاهرين فإنه قد يتسبب في تمرد القوات الأردنية ضد الأسرة المالكة الهاشمية، وللمرة الأولى في تاريخ الأردن سوف يؤدي الأمر إلى إنقلاب عسكري بدوي في الأردن.
مصادر استخباراتية تقول أن إحتمال حدوث مثل هذه التطورات وكيفية الرد عليها طرحت للنقاش يوم 12/2 خلال اللقاء الذي عقده الملك عبد الله مع رئيس هيئة الأركان الأمريكية الأدميرال مايكل مولين، والذي زار عمان. وناقش مولين الوضع في الأردن خلال مقابلاته في إسرائيل أيضا يومي 13 و14/2.
وفي سوريا الأوضاع متوترة جدا، وعلى الرغم من أن الرئيس السوري بشار الأسد حاول أن يبدي يوم 15/2 حالة من التظاهر بأن الأمور على ما يرام، وخرج مترجلا لمقابلة الحشود في العاصمة السورية، ولكنه أمر فجر يوم 16/2 برفع حالة التأهب لدى قوات الأمن والجيش السوري تحسبا لـ "يوم الغضب" الذي تنظم له المعارضة السورية، بما في ذلك الإخوان المسلمون الذي أعلنوا أنه سيكون يوم 18/2 القادم. وقد وصلت معلومات للإستخبارات السورية بأن تلك ستكون المحاولة الأكثر جدية في سوريا لزعزعة نظام الأسد.
وأمرت القيادة السورية بتعزيز جميع قوات الشرطة والإستخبارات في المدن الكبرى وإرسال قوات عسكرية كبرى إلى المناطق الكردية شمالي سوريا، وهناك من المتوقع حدوث تظاهرات عنيفة بشكل خاص. ومثلما هو الحال في إيران، فقد أعطى الأسد أوامر للقوات بتفريق أي تظاهرة على الفور، ولو إقتضت الحاجة إستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين من دون إنتظار تصريح من القيادة العليا.
ويشار إلى أن منظمات المعارضة السورية كانت لها محاولة سابقة للتظاهر قبل أسبوع ولكنها فشلت، وذلك أيضا بسبب تكثيف قوات كبيرة من الأمن السوري، وعدا تظاهرة صغيرة تضم بضع مئات من المتظاهرين في بلدة الحسكة شمالي شرقي البلاد، لم تنطلق أي تظاهرة في سوريا. ولكن مصادر تقول أن مصادر المعارضة هذه المرة تستعد في الجامعات سواء كانوا من السنة أو الأكراد أو الفلسطينيين، والجميع يستعد لتظاهرات كبرى في دمشق.
http://www.citytalks.co.uk/fulldetails.asp?ref=34935