رويترز
امريكا تحث ليبيا على وقف حملتها على المحتجين وتهدد باتخاذ اجراءات
دانت الولايات المتحدة بشدة الحملة العنيفة التي تشنها ليبيا على المحتجين مستشهدة بتقارير وصفتها بأنها ذات مصداقية عن سقوط مئات القتلى والجرحى وهددت باتخاذ "كل الاجراءات الملائمة" ردا على هذا.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية يوم الاحد انها قدمت اعتراضات شديدة اللهجة لحكومة الزعيم الليبي معمر القذافي بشأن "استخدام القوة القاتلة مع متظاهرين مسالمين" في الوقت الذي انضمت فيه ليبيا الى موجة الاحتجاجات التي تهز الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
ومع زيادة واشنطن الضغط على طرابلس قال سيف الاسلام أحد ابناء القذافي عبر التلفزيون الحكومي "سنقاتل حتى اخر رجل وحتى اخر امرأة وحتى اخر طلقة." لكنه وعد باجراء حوار عن الاصلاحات وزيادة الرواتب.
وقال مسؤول أمريكي في واشنطن "نحلل كلمة سيف الاسلام القذافي لنرى ما تنطوي عليه من احتمالات لاصلاح جاد."
وأشارت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما ايضا الى أن الحكومة الليبية قد تواجه عواقب اذا لم تلتفت للتحذيرات لكبح جماح قواتها الامنية واحترام حق المواطنين في الاحتجاج.
وقال مسؤول أمريكي "نبحث كل الاجراءات الملائمة" دون أن يحدد نوعية الاجراءات التي قد تلجأ لها واشنطن.
وفي حين ندد المسؤولون الامريكيون بالحملة التي تشنها ليبيا على المتظاهرين الذين يطالبون بانهاء حكم القذافي الممتد منذ أكثر من أربعة عقود فان المسؤولين أحجموا عن الدعوة الى تغيير الحكومة في طرابلس.
وتتمتع الولايات المتحدة فيما يبدو بنفوذ على القذافي أقل كثيرا من الذي مارسته في الاسابيع الاخيرة مع حليفتيها الوثيقتين مصر والبحرين حيث قدم الزعيمان تنازلات في مواجهة الانتقادات الامريكية للحقوق السياسية.
وانتقد الغرب القذافي بوصفه راعيا للمتشددين والحركات الثورية لكنه في الاعوام الاخيرة حاول اخراج بلاده الغنية بالنفط من العزلة الدولية.
غير أنه عبر عن خيبة أمله لان الغرب لم يحتضنه بصورة اكبر. وشملت التنازلات التي قدمها لالغاء العقوبات الامريكية وعقوبات الامم المتحدة التخلي عن برنامج للاسلحة المحظورة وتسليم مشتبه بهما في قضية تفجير طائرة لوكربي عام 1988 .
وقد تشمل الخيارات القليلة المتاحة لواشنطن ردا على حملة القذافي فرض بعض العقوبات مرة اخرى قد تؤثر على صناعة النفط في ليبيا. لكن هذه الخطوات ستستغرق وقتا وتتطلب موقفا غربيا موحدا وقد تضر ايضا بمصالح شركات النفط الامريكية.
وقال بعض المتابعين للشأن الليبي ان احتمال قيام ثورة على غرار الثورة المصرية على مستوى البلاد تطيح بالقذافي أقل ترجيحا بسبب شعبيته في أجزاء من البلاد وقدرته على استغلال ثروة ليبيا النفطية لتخفيف حدة المشاكل الاجتماعية والسياسية.
وعلى الرغم من هذا تراقب واشنطن عن كثب التطورات التي تحدث بسرعة في ليبيا حيث امتدت الاضطرابات الى العاصمة طرابلس بعد أن قتل عشرات المحتجين في شرق البلاد.
وقال المسؤول الامريكي انه يجري اطلاع أوباما بشكل منتظم على التطورات وقد طلبت ادارته "ايضاحا" من مسؤولين ليبيين كبار عن تصرفات قوات الامن الليبية.
وقال ابن القذافي في وقت سابق ان الجيش يقف وراء والده وأضاف "معمر القذافي هنا في طرابلس يقود في المعركة ونحن معه وقواتنا المسلحة معه" مشيرا الى أنه سيتم تحقيق الامن بأي ثمن.
وذكر سيف الاسلام أن مؤتمر الشعب العام وهو برلمان ليبيا سيجتمع اليوم الاثنين لبحث جدول أعمال "واضح" للاصلاح.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي.جيه كراولي "الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق مع ورود تقارير وصور مقلقة من ليبيا."
وقالت وزارة الخارجية انها تشجع العاملين بالسفارة الامريكية على مغادرة ليبيا كما حثت الرعايا الامريكيين على ارجاء السفر الى هناك اذا لم يكن ضروريا.
وليبيا من كبريات الدول المنتجة للطاقة وبها استثمارات كبيرة لشركات مثل بي.بي البريطانية وايكسون موبيل الامريكية وايني الايطالية فضلا عن شركات أخرى.
من مات سبيتالنيك وبيدرو نيكولاتشي دا كوستا
http://ara.reuters.com/article/topNews/i...geNumber=2&virtualBrandChannel=0&sp=true