الرد على: ليبيا : أول اختبار للثورة المصرية والتونسية
عزيزى ابو ابراهيم :
الحقيقة انا نسيت أشكر الثورة المصرية التى أعادتك الينا لتكتب , وقد كنت من زمان من احد المتابعين لما تكتبه وخصوصا قصصك الجميلة. فحمد لسلنتوحة على سلامتك , واعتذر انى نسيت ان اذكر هذا من البداية.
أنا أتفهم كليا موقفك النبيل فى نصرة شعب يطحن بماكينة عسكرية , وأنا شخصيا وان كنت متعاطف مع كمية المقتولين من الشباب الليبى - الا ان عندما أتى وأتكلم واقول رأى عن مصير أمتين " المصرية والليبية " علينا ان نحيد العاطفة قليلا وننسى ما يجرى حاليا على الأرض. شكرا لتفهمك خطر دخول الجيش المصرى فى تصفية الصراع الليبيى على الثورة المصرية وعكس نتائجها , خصوصا مع المرحلة الحرجة التى تمر بيها مصر الان , ونحن نتتظر الصيغة النهائية لمواد الدستور والتى سيتم الاستفتاء عليها فى مدة اقل من شهر ونصف. لهذا لن استطرد فى هذه النقطة , وان كنت اذكرها بس عشان خاطر الناس اللى بتقرأ , تكون متابعة.
من وجهة نظرى المتواضعة , الموقف فى ليبيا يحتمل ثلاثة سيناريوهات او يمكن اربعة : أما الصرب , او لبنان , او العراق او الصومال. وكلا الاربعة لا ينفعوا مع امن مصر القومى , سواء من حيث النتائج الاخيرة او العمليات. وأكاد أزعم انه لا ينفع اصلا مع جميع الدول العربية , الا كلاب المافيا العربية بتوع السلاح والمواد الغذائية. من ناحية العمليات الميدانية , انا ليس عندى شك واحد ان القذافى سيهزم , القذافى سينتصر وسيكسر الشرق ويعيد أحتلاله وبقوة السلاح. فنحن نتعامل مع كلب مجنون , محاط بعشيرة مسلحة واى انتصار عسكرى سوف يحققه على بلدة واحدة فى الشرق ويطربقها على دماغ الناس كفيلة بأن تحول ولاء القبائل واحدة وراء الاخرى تسئل القذافى المشاركة فى تحرير ليبيا من ايدى " متعاطى المخدرات واصحاب الاجندات ", والوصف للقذافى.
فى خطاب سيف الاسلام الرجل اعلنها صراحة " سنحسمها بالسلاح " وهذه فى رأى كلمة لا يقولوها شخص عنده شك ان عشيرته ستتخلى عنه او قواته الميدانية غير قادرة على الحسم. والا فقد كان يمكن ان يستخدم أسلوب ناعم ومطمئن وابوى , او زى ما بيقول المصريين " يجر معاهم ناعم ". وهذا بيعنى ان القذافى يملك شيئين : 1- السلاح اللازم للمعركة , 2 - الشعبية المحيطة بيه سواء من قبائل موالية او من قبيلته هو شخصيا.
الجانب الاخر - الشرق - لا يملك شرعية الا شرعية التخريب , فهؤلاء لا قيادة لهم ولا اسم لهم ولا حتى لهم شعار واحد. فهم مجموعة من الشباب اللى فاض بيه ومل , وخلاص الموضوع مش فارق معاه حياة او موت, ولا يملكون شرعية الا الاعداد التى فى الشوارع تتظاهر. بعد اقتحام ثكنات الجيش وانضمام بعد اللواءات اليهم , اصبح لديهم اسلحة ومجندين. لكن الشرعية التى يمكن ان يتكلموا بيها يمكن ان تأتى من خلال القبائل , بأعتبار ان اى حرب او نزاع لابد ان يكون هناك قائد يتولى عملية المفاوضات , وفى هذه الحالة اقدر اقول ان بدخول بعض القبائل النزاع ضد القذافى ,اكتسب جانب الشرق الشرعية اللازمة.
اذا , نحن امام طرفين : يملك كل طرف شرعية فى الدفاع عن ما يؤمن بيه , اعداد كافية مسلحة , وأتجاه للتصعيد.
حتى هذه اللحظة طرف القذافى هو الأقوى , فالرجل يملك مخزون سلاح , وكتائب مسلحة , وجنود مرتزقة , وحلفاءه من المافيا الأيطالية التى يمكن ان يرسلوا له شحنة او اثنين , وبعض المساعدات التى يمكن ان تأتى من جانب الجزائر.
سيناريو واحد , العراق : لأن طرف الشرق لا يملك خط أمداد بالسلاح , سيكون من السهل على القذافى ان يجتاج الشرق ويقف بكتائبه المسلحة على جثث الألوف من الليبين. طبعا لو انتهت المعارك سريعا جدا - وهو ما ارجح انه سيحدث - سيتم فرض عزلة دولية على نظام القذافى , ويحاصر مثل ما فعل بصدام حسين.
سيناريو الثانى , الصرب : ان طرف الشرق يقدر يصمد فى المعارك لمدة على الاقل سنة , يمكن ان نتخيل ان الاطراف الدولية هتطلب من الجيش المصرى ان يدخل فى مهمة لحماية مدن الشرق تحت دعاوى حماية الليبين او تحت اى غطاء. القوات المصرية هيتم الدفع لها بسخاء - زى ايام الكويت وحذف نصف ديون مصر - ونكون أمام سيناريو دولة شرق ليبيا الديمقراطية او اى حاجة من الكلام , كما حدث مع الصرب وظهرت " ألبانيا ".
سيناريو الثالث , لبنان : امريكا واوروبا يروا ان الجيش المصرى يدخل فى عملية مسح للقذافى , ويستولى الجيش المصرى على ليبيا فى تمهيد لتسليمها للسكان. ويقعدوا هناك يعنى بتاع عشرين سنة , نظرا لانك تعرف ان ليبيا تعانى بشدة من معدلات جهل وتعتبر من النقاط الساخنة لعمليات الهجرة الى اوروبا. والجيش المصرى يتولى تأهيل القوات المحلية وتسليم السلطة الى العشائر , بشرط تامين الحدود البحرية ووقف عمليات الهجرة و و و و ابقى قابلنى لو حالهم انعدل..
سيناريو اربعة , الصومال : الجيش المصرى يدخل سريعا ويخرج اسرع - كما فعل جيش اثيوبيا -, تستلم السلطة مجموعة من العشائر والجماعات ويبدأوا القتال بينهم وتنهار البلد فى فوضى مدمرة وحروب اهلية بين العشائر.
وجهة نظرى ايضا الشخصية : ان أوروبا حتى هذه اللحظة تؤيد القذافى , لأنهم يعلمون انه الرجل الاقوى فى ليبيا ويسيطر عليها بعشيرته ولن يتركوا ليبيا - الامن القومى لايطاليا - يسيطر عليها مجموعة عشوائية من المتظاهرين والفوضويين. فالفوضى فى ليبيا والحروب الأهلية هى عين المصلحة لايطاليا , فمن سيعبر الى بلد - فيها حرب اهلية - عشان يهرب الى ايطاليا او يعبر الى اوروبا ؟. ومصلحة مصر كشعب هى مع الدول الاوروبية او منع الفوضى ان تنتشر فى ليبيا , حتى لو كان على حساب مئات الالاف من الجثث..
الشعب الليبيى فى الشرق عليه ان يصمد , وينتصر على القذافى - اذا اراد الحياة.. هذه هى الوصفة الوحيدة لتخرج ليبيا كدولة محترمة. لابد ان يدفعوا ثمن , وثمن غالى وكبير - حتى يتذكر اطفالهم واحفادهم ما ثمن السكوت على واحد مثل القذافى كل هذه المدة.
|