سورية: إطلاق نار في درعا والرئيس يخطب في الشعب "بعد يومين"
آخر تحديث: الاثنين، 28 مارس/ آذار، 2011، 23:01 GMT
الامن السوري يطلق النار لتفريق متظاهرين في درعا
فتحت قوات الامن السورية النار في الهواء لتفريق مئات المتظاهرين في مدينة درعا جنوبي البلاد كانوا يحتجون على قانون الطوارئ الساري في سورية منذ نصف قرن تقريبا.
أطلقت القوات السورية النار في الهواء يوم الاثنين لتفريق احتجاج مؤيد للديمقراطية في مدينة درعا الجنوبية حيث يريد الاصلاحيون الاطاحة بحكم عائلة الاسد المستمر منذ 41 عاما.
وقتل أكثر من 60 شخصا حتى الان في الحملة التي تشنها السلطات في المدينة الواقعة على الحدود الاردنية. وقال شهود عيان من سكان من المدينة إن قناصة قوات الأمن تنتشر فوق اسطح البنايات، حسبما نقلت وكالة رويترز.
ولم يعلق الأسد علانية على الاحتجاجات التي امتدت إلى مدينة اللاذقية الساحلية وإلى مدينة حماة وسط سوريا لكن مسؤولين يقولون انه سيلقي كلمة خلال اليومين القادمين وسط تكهنات بأنه قد يلغي قانون الطوارئ.
وتدفقت حشود على الميدان الرئيسي في درعا يوم الاثنين وهم يرددون هتافات تطالب بالحرية وترفض قانون الطوارئ.
وقال سكان ان قوات الامن أطلقت النيران في الهواء لعدة دقائق لكن المتظاهرين عادوا بعد توقف اطلاق النيران. ولم يتضح على الفور ما اذا كانت قد وقعت اصابات او خسائر في الارواح.
وتعليقا على الأحداث المتطورة في سوريا، قال دينيس مكوندو نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي يوم الاثنين إن الولايات المتحدة تنتظر من الحكومة السورية احترام حقوق السوريين في الاحتجاج بصورة سلمية.
وأعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الأحداث في سوريا تبعث على "القلق العميق" لكنها استبعدت تدخلا على غرار ما يحدث في ليبيا.
قتلى
وذكرت منظمة العفو الدولية يوم الجمعة أن 55 شخصا على الأقل قتلوا منذ ذلك الحين في منطقة درعا استنادا الى "مصادر يعتد بها".
وأشارت المنظمة يوم الاثنين الى تقارير غير مؤكدة ان 37 شخصا اخرين قتلوا منذ ذلك الحين في احتجاجات في دمشق واللاذقية ودرعا وأماكن اخرى.
ونزل أشخاص أيضا الى شوارع حماة حيث قتلت قوات حافظ الاسد عام 1982 الاف الاشخاص وابادت اجزاء كثيرة من الحي القديم لاخماد انتفاضة مسلحة لجماعة "الإخوان المسلمون".
وقال شهود عيان من سكان درعا ان الجيش والشرطة السرية ارسلوا تعزيزات الى المدينة يوم الاثنين. وتقوم الشرطة بحملة اعتقالات فيما تقف 20 حافلة تابعة لامن الدولة على الجسر الرئيسي بالمدينة.
محتج سوري
اندلعت موجة الاحتجاج من درعا بسبب الاستياء من الوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن نائب الرئيس فاروق الشرع قوله إن الرئيس السوري بشار الأسد سيعلن قرارات مهمة خلال اليومين القادمين "تطمئن كل أبناء الشعب" لكن الدبلوماسيين ليسوا متأكدين من الطريقة التي سيتعامل بها طبيب العيون المتعلم في بريطانيا مع الأزمة.
وقال دبلوماسي رفيع في دمشق "أعتقد أنه لم يقرر ما اذا كان سيظهر على التلفزيون ليحاول نزع فتيل الموقف أو اختيار نهج قمعي أكثر وحشية."
وأضاف "لا أتوقع أن يلغي الأسد قانون الطوارئ دون أن يضع بديلا بنفس السوء."
وقال مأمون الحمصي الذي سجن لمدة خمس سنوات لمطالبته بحريات سياسية أوسع لرويترز من منفاه في كندا "الاسد يتعرض لضغوط داخلية وخارجية. هو أعد خطة تعطي للرأي العام الانطباع بأنه بدأ الاصلاحات."
وقال وهو يستشهد بمعلومات حصل عليها من أشخاص مقربين من نظام الاسد "بدلا من قانون الطواريء سيكون قانون مكافحة الإرهاب."
ونشر الأسد الجيش في اللاذقية وهي ميناء رئيسي في سوريا وتوجد بها حامية عسكرية كبيرة للمرة الأولى يوم الاحد بعد قرابة اسبوعين من الاحتجاجات في مؤشر على تنامي قلق الحكومة تجاه قدرة قوات الأمن على حفظ النظام هناك.
"عنف طائفي"
وقال عارف دليلة المعارض السوري والعميد السابق لكلية الاقتصاد بجامعة دمشق والسجين السياسي السابق يوم الاثنين ان بعض الشخصيات الدينية السنية والعلوية وشخصيات المجتمع المدني التقت في مدينة اللاذقية السورية عملا على احتواء العنف الطائفي في المدينة.
وقال دليلة لرويترز في اتصال هاتفي من دمشق ان الوضع يبدو هادئا يوم الاثنين بعد ان تدخلت بعض الشخصيات الدينية وشخصيات المجتمع المدني. وقال انه أبلغ ان الحافلات تعمل والاعمال عادت لطبيعتها في منطقة الجامعة في اللاذقية.
ومع تنامي الضغوط الغربية على سوريا وهي حليف وثيق الصلة بايران قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين ان الرئيس الاسد لم يرد عليه "بسلبية" عندما حثه على الاستماع الى شعب سوريا وذلك في مكالمتين هاتفيتين على مدى الايام الثلاثة الاخيرة.
وقال أردوغان "قال (الاسد) انهم يعملون على رفع حالة الطواريء لتلبية المطالب. قالوا لنا انهم يعملون من أجل تشكيل أحزاب سياسية ... نأمل أن تنفذ هذه الاجراءات بالفعل وألا تظل وعودا."
وأضاف "لم نتلق ردا سلبيا عندما حثثنا السيد الاسد على الاستماع الى صوت الناس. أتمنى أن يعلن الامر اليوم أو غدا."
ويواجه بشار الأسد ( البالغ من العمر 45 عاما) نداءات لرفع قوانين الطواريء التي تستخدم منذ عام 1963 لتضييق الخناق على المعارضة السياسية وتبرير الاعتقال التعسفي واطلاق العنان لجهاز أمن منتشر في كل مكان.
ويريد المحتجون الإفراج عن السجناء السياسيين والكشف عن مصير عشرات الآلاف من المعارضين الذين اختفوا في الثمانينات.
تظاهرات تأييد
أعلن مصدر سوري رسمي الاثنين ان مسيرات "دعم وتأييد للرئيس السوري بشار الاسد ستجري الثلاثاء في جميع المدن السورية".
وقالت مديرة التلفزيون السوري ريم حداد لوكالة فرانس برس ان "المواطنين سيقومون غدا (الثلاثاء) بمسيرات دعم وتاييد للرئيس السوري وللبلاد".
كما دعت نقابات مهنية عدة اعضاءها الى المشاركة في هذه المسيرات في مختلف المدن السورية.
وأنشأ مناصرون للرئيس السوري صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" دعوا فيه الى المشاركة في هذه المسيرات/ فيما ينوي الرئيس السوري انهاء العمل بقانون الطوارىء المطبق منذ العام 1963.
ودعا اكثر من ثلاثين فنانا سوريا الاثنين من بينهم دريد لحام وعباس النوري ورشيد عساف وجمال سليمان وبسام كوسا وأيمن زيدان وسلافة معمار ويارا صبري,
الى "اعلان الحداد على الشهداء في درعا" و"محاسبة من سبب باراقة دماء".
ودعا الفنانون في بيانهم الى "إعلان حداد وطني في عموم سوريا على أرواح شهدائنا في محافظة درعا وباقي المحافظات", كما
طالبوا ب"محاسبة كل من تسبب في إراقة تلك الدماء الغالية وكشف الملابسات التي أدت إلى هذه الاضطرابات بشفافية تامة".
كما أشاد الفنانون بـ"الخطوات الإصلاحية التي أعلن عنها مؤخرا من قبل القيادة السياسية"، مؤكدين "على ضرورة الإسراع في تنفيذها وإتمام ما بدئ من إصلاحات، سواء المتعلقة بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، كإيقاف العمل بقانون الطوارىء ورفع مستوى معيشة المواطن ومحاربة الفساد وإطلاق سراح السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي وإصدار قانون الأحزاب".
وأعلن الفنانون تأييدهم "لأي حراك سلمي يحقق كرامة وحرية ورفع مستوى معيشة المواطن السوري"، مؤكدين معارضتهم "وبشدة أي شكل من أشكال التحريض والتجييش الذي من شأنه أن يأخذ البلاد إلى حالة من الفوضى والخراب والدمار".
وقال المخرج الليث حجو لوكالة فرانس برس ردا على سؤال
حول ما سمي "قوائم العار
السورية" على موقع فيسبوك التي ضمت فنانين ممن وردت أسماؤهم في البيان "كلنا مواطنون سوريون وليس من حق أحد أن يوزع تصنيفات بمن هو الخائن ومن هو الوطني".
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2...ml?print=1
شهود عيان: اعتقالات واسعة في حمص.. والقوات تفتح النار على محتجين في درعا
قوات الأمن انتشرت في محيط منطقة المحطة والأسواق التجارية
الثلاثـاء 24 ربيـع الثانـى 1432 هـ 29 مارس 2011 العدد 11809
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: أخبــــــار
درعا - لندن: «الشرق الأوسط»
قالت مصادر محلية في حمص إن المدينة تشهد اعتقالات واسعة وقد جرى إحباط محاولة خروج اعتصام سلمي أمس دعا إليه تجار في سوقي الناعورة والمسقوف حيث تم اعتقال نحو ثلاثين شخصا في السوق قبل ساعات قليلة من الاعتصام أول من أمس ونحو ستين شخصا مساء السبت من أمام جامع خالد بن الوليد مع الإشارة إلى أنهم كانوا خارجين من الجامع بشكل طبيعي ولم يقوموا بأي تصرف يشير إلى أنهم ينوون التظاهر.
إلى ذلك، قال شاهد عيان إن مدينة درعا السورية يسودها الحذر بعد تجدد الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية التي تطالب بالحرية والديمقراطية أمس. وأضاف في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن قوات الأمن السورية فتحت النيران على مئات المتظاهرين في المدينة الذين كانوا يرددون هتافات ضد قانون الطوارئ بعد أن تدفقوا على ميدان رئيسي وهم يرددون هتافات تطالب بالحرية ورفض قانون الطوارئ.
وأوضح الشاهد أن قوات الأمن والبحث الجنائي انتشرت في محيط منطقة المحطة والأسواق التجارية، وأن هذه العناصر ترتدي الزي المدني، حيث إن الأسواق التجارية شبه مشلولة وتقوم بعض المحال بفتح أبوابها أمام المواطنين حتى الظهيرة ثم لا تلبث أن تغلق، خاصة أن حركة المشاة والمتسوقين ضعيفة. وقال إن منع التجول في الليل يسري بعد السابعة ليلا، وإن قوات الأمن والجيش تطلق الأعيرة النارية بين فترة وأخرى لإرهاب المواطنين وتخويفهم، مما زرع الرعب بين الأطفال وصغار السن. وقال إن عمليات النهب والسرقة وحرق المحال التجارية أصبحت عملا متكررا حدث أكثر من مرة خلال الليل أو في وضح النهار، وإن مخازن لمواد التموين وبضائع من أسواق درعا نهبت تحت أنظار أفراد الجيش ولم يتحركوا أو يسيطروا على هذه العمليات. وأكد أن قوات الأمن والجيش تقوم بتفتيش السيارات الداخلة والخارجة من درعا وتعتقل كل من تضبط معه كاميرا أو من يضبط وهو يصور بهاتفه الجوال، خاصة أن وسائل الاتصال شبة مقطوعة، وتراقب المكالمات خارج محافظة درعا أو المكالمات الدولية، مشيرا إلى أن السلطات السورية تقوم بالتشويش على الشبكة الأردنية كي تمنع أي شخص من التحدث بواسطة الشبكة الأردنية التي تصل إلى داخل الأراضي السورية حتى 15 كيلومترا.
وأوضح الشاهد أن الحديث عن الإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلوا على خلفية الأحداث سمع الناس به من وسائل الإعلام، ولكن لم يشاهدوا على الأرض ولم يصل أحد من المفرج عنهم إلى درعا، مشيرا إلى أنه تم اعتقال المئات من الشباب وأن معظمهم تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما. وقال إن التيار الكهربائي يقطع أحيانا لمدة ساعتين أو أكثر، وإنه خلال عملية القطع تزداد عمليات السلب والنهب من المنازل والمحال التجارية. وأشار إلى أن الحديث الذي يتداوله السكان بين بعضهم بعضا أن هناك أكثر من 150 قتيلا ومئات الجرحى، خاصة من منطقة درعا القديمة التي يوجد فيها الجامع العمري. وقال إن قوات الجيش تمنع التجمهر بين المواطنين وتفرض حالة طوارئ على المدينة وتقوم بمراقبة القادمين والمغادرين إلى المدينة خاصة القادمين من المناطق والقرى المجاورة التي شهدت أحداث عنف خلال الأيام الماضية. من جانبه، قال شاهد عيان آخر لـ«الشرق الأوسط» إن حركة الحدود الأردنية - السورية للمسافرين ما زالت ضعيفة، وإن الحركة تقتصر على التجار بين مدينة الرمثا الأردنية ودرعا السورية، وإن عددهم قليل مقارنة مع الأيام العادية، حيث إن أسواق مدينة الرمثا شهدت تراجعا في كمية البضائع القادمة من درعا وإن الأسعار بدأت ترتفع لشحها.