كانت هذه أول ما كتبته عن حقيقة مشاعري تجاه الدين الذي ألزمت به ولم أختره طواعية وتجاه اله لم أختر عبادته .
عندما بلغت من العمر ثلاثون سنة شعرت بصراع في داخلي كان يؤلمني كثيرا . كان أشبه بالصراع بين الموت والحياة وكنت تارة أشعر بالقوة وتارة أشعر باليأس ولم أكن أجرؤ على الافصاح عما بداخلي . كان هذا الصراع قد تعدى في داخلي جميع الخطوط الحمراء وتجاوزها ومع ذلك لم أتمكن من الافصاح عنه وهذا كان يزيد من آلامي . لم يكن ذلك الصراع بين ضدين أو نقيضين بل كان صراعا بين العقل والقلب . العقل الذي كانت تسيطر عليه أفكار ومعتقدات وموروثات كثيرة وتفعل به ما تشاء وتحركه كما تريد والقلب الذي كنت أملكه وأتشبث به خوفا من أن يخرج عن طاعتي ويتمرد علي . ولكن كان يشتد الصراع عندما يبدأ العقل بالتأثير على القلب والعبث بمشاعري وتقليب احاسيسي . لقد أدركت أني لا أحب الله . نعم عرفت أني لم أستطع أن أحبه رغم كل محاولاتي . أنا فقط أخاف منه وأخشاه . ولكني لم أستطع أن أحبه كما ينبغي. وكثيرا تساءلت هل يمكن أن أحبه عنوة أو رغما عني كما يقول الآخرون ؟ هل هم فعلا يحبون الله ؟ أم أن الكثير منهم فقط يخافه ويخشاه ؟ عرفت أنهم لا يحبونه وأدركت هذه الحقيقة المرة وأدركت أن غالبية كبيرة من المسلمين لم يعتادوا على حب الله وانما اعتادوا الخوف منه فقط . هم يخشون بطشه كما يصوره الاسلام لنا دون قصد أو عن قصد. نعم لقد أوحى لنا المجتمع الاسلامي في سوء تربيته أن الله شديد البطش وأن علينا الخوف منه واتقاء بطشه وكثيرا ما كنت أتساءل هل الله هو كذلك ؟ هل يتلذذ الله بتعذيب الناس ؟ هل الله حقا ديكتاتوريا ؟ الله شديد العقاب وشديد البطش وشديد العذاب وهو المنتقم .أنا منذ ولدت أشعر بالخوف الدائم من النار وأشعر بالقلق لأن ذكر الله على الأغلب يترافق بالتهديد والوعيد والانتقام والبطش والحساب الشديد . الله لن يتنازل عن مثقال ذرة ولن يدعها تمر مرور الكرام وهذا ما يقلقني . انا ارتكبت الكثير من الأخطاء وتعلمت أن الله ربما يغفر لي ان أنا تبت ولكنه سوف يحاسبني على أخطائي وسوف أدخل النار ولو لفترة . وان لم أدخل النار فأنا سأمر من فوقها وربما أتعثر على الصراط المستقيم فتارة أقف وتارة أسقط حتى يكاد ينخلع قلبي من شدة الخوف والرعب .وهذا بحد ذاته عقاب شديد . الله يغفر لي لكنه لن يدع الأمر يمر مرور الكرام وأقل ما يعاقبني به هو أن يضعني في مواقف مرعبة . هكذا تقول الآية (وان منكم الا واردها )" سورة مريم الآية 71 و72 " ويقول العلماء عن الصراط المستقيم انه ذلك الجسر الممدود على جهنم ، والذي لا يمكن دخول الجنة حتى يتم اجتيازه ، والصراط ــ كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ مدحضة مزلة ( هذا الوصف يقال للموضع الذي تزل فيه الأقدام ولا تستقر .

تخيل ــ تقريباً للصورة ــ جبلين شاهقين بينهما نار عظيمة ، وقد تم شد حبل بين قمتي الجبلين ، وقد وقفت لتأخذ دورك في اجتياز هذا الحبل الحاد الأملس ، زحام هائل شديد والشمس تقترب من الرؤوس وحر وعرق وكرب ، والجميع يتدافع ليجتاز ، والصراخ والعويل يسيطران على المكان صادر عن الذين تهوي أقدامهم وتراهم وقد سقطوا تلفهم النار واحداً تلو الآخر ، هذا خطاف حديدي كبير تراه يشق طريقه من جهنم ليخترق جسد عاق لوالديه وآخر يخترق جسد قاطع لأرحامه وآخر لمضيع الأمانة فتجرهم الخطاطيف وتهوي بهم إلى النار .

طائفة من الناس كلما تقدموا زلت أقدامهم فتعلق أيديهم بالحبل لينهضوا مرة أخرى وقد طالت النار بعضاً منهم ، صورة ينخلع لها القلب من بين الضلوع لهذا المشهد الأخير لحظة انزلاق القدم وقد أوشك صاحبها على الضياع فتعلق يده والنار تلهف بعضاً منه وتلسع جسده وهو يحاول في اضطراب وخوف فينهض ليتقدم خطوة أو أكثر ثم يتكرر معه نفس المشهد . كم من الوقت على ذلك وكم انزلاقة قدم وكم من الوقت بين الانزلاق والنهوض وأجزاء من الجسم المتدلي قد طالتها النار .

أقسام المجتازين على الصراط : ــ

كطرف العين ــ كالبرق ــ كالريح ــ كالطير ــ كأجاويد الخيل والركاب ــ كشد الرجال ــ المشي ــ الزحف .

أنا لا أستطيع اجتيازه كطرف العين ولا كالبرق ولا كالريح ولا كالطير وربما ليس مشيا فقد ارتكبت الكثير من الأخطاء

هل هذا يعني أنني لست ناجيا من العذاب؟يقال أن الله يغفر لي ولكن يجب أن أستغفر الله كثيرا كل يوم وأن أذكره كثيرا وأن أنطق بالشهادتين كثيرا وأن أسبحه كثيرا وهكذا يجب أن لا يتوقف لساني عن ذكر الله اضافة الى أوقات الصلاة الخمس وصلاة السنة وهي التي تسبق وتلي الصلوات الخمس المفروضة الى كثير من الامور يجب علي القيام بها ولكن هذا يستغرق مني وقتا كبيرا ويجب علي ان اتفرغ له ولا اعمل او آكل أو أشرب أو أفعل أي شيء غير ذلك . لقد حاولت تجربة هذا لكني عرفت فيما بعد ان كل ما فعلته غير مقبول عند الله وأني أرهقت نفسي وأضعت وقتي هباء لأني لم أستطع التخلص من حب الدنيا ومازلت أتناول أطعمة شهية وأرتدي ثيابا فاخرة ومازلت أغضب ومازلت أنام كثيرا ومازلت لا استيقظ عند صلاة الفجر حتى لو كنت متعبا ومازلت اتلفظ بكلمات لا يجب أن أتلفظ بها وكان علي التخلص منها في يوم وليلة لأن الله ربما لا يصبر علي ويباغتني الموت فجأة ثم تضيع أعمالي . شعرت أني في اختبار يستحيل علي اجتيازه بنجاح ثم شعرت بالقلق ثم الاحباط واليأس . ثم صرت لا أبالي بشيء فأترك نفسي تعمل ما تريد وكنت كثيرا أردد في نفسي ( أنا واردها أنا واردها ) عندما أتذكر الحديث النبوي حتى أنني في بعض الأحيان أنطق بهذا علنا يرافقني الشعور بالحزن ورغبة في البكاء .هل حقا أنا ضعيف وعديم الارادة ؟ أم أن لي طاقة لا تحتمل كل هذا ؟ ألا يعلم الله أني لا أحتمل كل هذا ؟ ألا يعلم أني لست نبيا ولست وليا صالحا ؟ اذا لماذا يكلفني بأمور لا يطيقها سوى الأنبياء والأولياء وقلة من الناس ؟هل هو يكلفني القيام بكل هذا أم أنها مجرد طقوس ابتدعها الأئمة والعلماء ؟ أذكر أنني عملت في صغري عملا يتطلب مجهودا عضليا وكنت ضعيف البنية وكان رب العمل يوزع الأعمال علينا كل حسب بنيته وكل حسب قوة عضلاته . صحيح أنه كان يعطي الأقوياء أجرا أكبر لكنه لم يكن يعاقب الضعفاء فهل يعاقبني الله لأني لم أبذل جهدا أكبر وهو يعلم أني لا أستطيع هذا ؟ أنا الآن أشعر بالانهيار وأحيانا افكر بالانتحار لكني لا أجرؤ خوفا من العقاب لأن الانتحار ممنوع عند الله وأنا لا أفكر في الانتحار كوسيلة للخلاص من هذا الألم لكني أفكر فيه للحد من أخطائي بدلا من زيادتها لتستوجب عذابا وعقابا أكبر . أنا الآن أعرف الكثير عن النار ودرجاتها وأقسامها ومنازلها وأعرف الكثير عن وديانها وحفرها وأعرف الكثير عما يحدث في القبر من أنواع العذاب ( الأفعى العملاقة تنتظر تارك الصلاة ) لكني بالمقابل لا أعرف الكثير عن جزاء من يصلي ( التنور الملتهب للزاني ) لكني لا أعرف الكثير عن جزاء من يعف نفسه ويحفظ فرجه ( جهنم والعقاب والعذاب وزمهرير والزقوم والكلاليب القاتلة وملائكة العذاب وملائكة الحساب ) كل هذه أعرفها تماما وكأني قد رأيتها بأم عيني من قبل .أذكر مرة أنني سألت امام المسجد عن الصلاة فقال أن تارك الصلاة في جهنم وأخذ يعدد لي أنواع العقوبات وأشكال التعذيب وعندما سألته وماذا لو أنني أصلي هل أدخل الجنة ؟ فقال ليس من الضروري أن تدخل الجنة لأن الجنة تحتاج الى الكثير من العمل ويجب عليك أن تفعل كذا وكذ1 وراح يعدد لي الكثير من الواجبات حتى ظننت أن الطريق الى الجنة مستحيل وأنه محفوف بالمصاعب وأنه لن يدخلها الا من شاء الله أن يدخلها فقط . كان يقول لي والدي أنه لن يدخل الجنة انسان قبل أن يدخل النار ويتذوق عذابها ما عدا الرسل والأنبياء . عندها أدركت أني لن أدخل الجنة وأن التفكير في هذا الأمر عبث وأن علي التفكير في اتقاء جهنم أو التخفيف من عذابها بدلا من التفكير في دخول الجنة التي لا أعرف عنها الا القليل وهكذا كان حالي حتى أصابني اليأس والاحباط . الطريق الى الجنة أشبه بالطريق الى بستان التفاح , هذا الطريق كله وحوش وأفاعي وعقارب وعلي أن أجتازه من أجل تفاحة ولكن كيف يمكنني التفكير في التفاح وكيف يمكنني أن أتخيل طعمها اللذيذ وحلاوة مذاقها وأنا منهمك في التفكير بالوحوش والأفاعي والعقارب ؟ هل الخوف يبقي رغبة في الحصول على شيء لذيذ ؟ كنت منذ صغري أسمع كثيرا أن هذا حرام وهذا ممنوع وهذا لا يجوز وهذا كفر وهذا اشراك وهذا الحاد وما شابه من هذه المفردات التي تستعمل يوميا وبشكل شبه مستمر للنهي عن فعل شيء وسرعان ما كان الآخرون يتحدثون لك عن العقاب والعذاب وعن جهنم لكني لم أسمع أحدهم يقول أن هذا الفعل لا يحبه الله وأن الله يرغب أن نفعل شيئا أفضل وأنه سوف يكافئنا وأنه أعد لنا مفاجآت سارة . ربما كنت عندئذ أشغل تفكيري في مفاجآته السارة وفي جوائزه الثمينة وأسعى بكل ما بوسعي للحصول عليها بدلا من أن أشغل تفكيري في أنواع العذاب وأشكال جهنم وما الى ذلك . تعلمت الخوف من الله . ولازلت أعيش في قلق وخوف . لم أتعلم كيف أحبه أنا فقط أخافه وأعتقد بعقابه . وكنت كلما رأيت خطيب المسجد وهو يزمجر ويرعد ويزبد ويصرخ بصوت عال ويكثر التهديد والوعيد في خطبة الجمعة أشعر أن الساعة قائمة الآن أوربما سوف تنقض علينا الملائكة الآن ونحن في مجلسنا وتبدأ بجز رؤوسنا وقطع أعناقنا . كنت أزداد خوفا ورعبا . وأتصور أن الملائكة كلهم غلاظ يحملون السيوف والرماح كما سمعت وقرأت عنهم. انهم يستطيعون البطش بالناس وكنت اتخيل الموقف كيف تطير الرؤوس وتسيل الدماء ويعلو الصراخ والعويل .وكم من مرة أدركت فيها تماما أني هالك لا محالة .صار عندي نفور من المساجد وخوف من الخطباء . هذا الخوف يعيش في أعماقي منذ أول مرة دخلت فيها الى المسجد . كان الخطيب يصرخ ويزمجر ويهدد ويرعد ويزبد . لم أكن أعرف أن هذا يحدث في المساجد . ظننت أني سوف أنال جائزة هناك وربما أحظى بكلمة شكر من أحدهم . فوجئت بأحدهم ينهرني عندما مغادرة المسجد قبل أن ينهي الخطيب خطبته . أذكر أنه أمسك بيدي وشدني الى الأرض بقوة وتلفظ بكلمات لم أفهمها لكني أدركت أنها نوع من أنواع التوبيخ . لقد أطال الخطيب خطبته وأنا ما زلت أرتعد وكدت أبكي خوفا . في صلاة الجمعة الأخرى لم أستطع الافلات من الواجب . كان علي الذهاب الى المسجد مرة أخرى وان لم أفعل فان عقابا شديدا ينتظرني في المنزل . وكم كنت أقرأ عن خالد بن الوليد وعقبة بن نافع والمثنى والقعقاع وعمرو بن العاص وطارق بن زياد وغيرهم من الفرسان والقادة . كان والدي يشتري لنا قصصا تتحدث عن هؤلاء وفي المدرسة كانت لا تخلو مادة التاريخ أو التربية الدينية من ذكرهم . أنا أعرف عن فرسان المسلمين وقادتهم أكثر مما أعرفه عن علمائهم وشعرائهم . حتى كتب الأدب العربي التي قرأتها في صغري سواء في المدرسة أم في البيت أم في المكتبة العامة كانت تزخر بقصائد الفروسية وقصص الفرسان . كان الكل يتغنى بالسيف وبالرمح وبالخيل وبصهوة الجواد ويتفاخر بعدد قتلاه وبفتوحاته وانتصاراته في المعارك . أنا لم أعرف شيئا عن أبوفراس الحمداني الشاعر مثلما عرفت عن أبي فراس الحمداني الفارس . كنت أود أن أصبح فارسا مثلهم أمتطي صهوة جوادي وأحمل سيفا أقطع به رؤوس الأعداء هل صحيح أن الملائكة سوف تربطني بسلاسل وتسحبني الى جهنم ؟ هل صحيح أن هناك أفعى كبيرة تنتظرني في القبر ؟ هل أستطيع أن أحب الها يفعل مثل هذا ؟ أنا حاولت لكني لم أستطع . أنا فقط أخافه لكني أشعر بأنه يتربص بي لأنني ارتكبت الكثير من الأخطاء . وأنه لن يغفر لي لأنه يعرف أني أخافه ولا أحبه كثيرا . أنا أعرف أنه سوف يعاقبني لذلك أشعر أحيانا برغبة في التمرد عليه . حاولت أن أحبه لكنه لم يكن يعطيني أية فرصة . ولازلت حتى الآن أرغب أن أحبه من أعماقي

(04-17-2011, 02:23 PM)أزهر طالب كتب:  كانت هذه أول ما كتبته عن حقيقة مشاعري تجاه الدين الذي ألزمت به ولم أختره طواعية وتجاه اله لم أختر عبادته .
عندما بلغت من العمر ثلاثون سنة شعرت بصراع في داخلي كان يؤلمني كثيرا . كان أشبه بالصراع بين الموت والحياة وكنت تارة أشعر بالقوة وتارة أشعر باليأس ولم أكن أجرؤ على الافصاح عما بداخلي . كان هذا الصراع قد تعدى في داخلي جميع الخطوط الحمراء وتجاوزها ومع ذلك لم أتمكن من الافصاح عنه وهذا كان يزيد من آلامي . لم يكن ذلك الصراع بين ضدين أو نقيضين بل كان صراعا بين العقل والقلب . العقل الذي كانت تسيطر عليه أفكار ومعتقدات وموروثات كثيرة وتفعل به ما تشاء وتحركه كما تريد والقلب الذي كنت أملكه وأتشبث به خوفا من أن يخرج عن طاعتي ويتمرد علي . ولكن كان يشتد الصراع عندما يبدأ العقل بالتأثير على القلب والعبث بمشاعري وتقليب احاسيسي . لقد أدركت أني لا أحب الله . نعم عرفت أني لم أستطع أن أحبه رغم كل محاولاتي . أنا فقط أخاف منه وأخشاه . ولكني لم أستطع أن أحبه كما ينبغي. وكثيرا تساءلت هل يمكن أن أحبه عنوة أو رغما عني كما يقول الآخرون ؟ هل هم فعلا يحبون الله ؟ أم أن الكثير منهم فقط يخافه ويخشاه ؟ عرفت أنهم لا يحبونه وأدركت هذه الحقيقة المرة وأدركت أن غالبية كبيرة من المسلمين لم يعتادوا على حب الله وانما اعتادوا الخوف منه فقط . هم يخشون بطشه كما يصوره الاسلام لنا دون قصد أو عن قصد. نعم لقد أوحى لنا المجتمع الاسلامي في سوء تربيته أن الله شديد البطش وأن علينا الخوف منه واتقاء بطشه وكثيرا ما كنت أتساءل هل الله هو كذلك ؟ هل يتلذذ الله بتعذيب الناس ؟ هل الله حقا ديكتاتوريا ؟ الله شديد العقاب وشديد البطش وشديد العذاب وهو المنتقم .أنا منذ ولدت أشعر بالخوف الدائم من النار وأشعر بالقلق لأن ذكر الله على الأغلب يترافق بالتهديد والوعيد والانتقام والبطش والحساب الشديد . الله لن يتنازل عن مثقال ذرة ولن يدعها تمر مرور الكرام وهذا ما يقلقني . انا ارتكبت الكثير من الأخطاء وتعلمت أن الله ربما يغفر لي ان أنا تبت ولكنه سوف يحاسبني على أخطائي وسوف أدخل النار ولو لفترة . وان لم أدخل النار فأنا سأمر من فوقها وربما أتعثر على الصراط المستقيم فتارة أقف وتارة أسقط حتى يكاد ينخلع قلبي من شدة الخوف والرعب .وهذا بحد ذاته عقاب شديد . الله يغفر لي لكنه لن يدع الأمر يمر مرور الكرام وأقل ما يعاقبني به هو أن يضعني في مواقف مرعبة . هكذا تقول الآية (وان منكم الا واردها )" سورة مريم الآية 71 و72 " ويقول العلماء عن الصراط المستقيم انه ذلك الجسر الممدود على جهنم ، والذي لا يمكن دخول الجنة حتى يتم اجتيازه ، والصراط ــ كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ مدحضة مزلة ( هذا الوصف يقال للموضع الذي تزل فيه الأقدام ولا تستقر .

تخيل ــ تقريباً للصورة ــ جبلين شاهقين بينهما نار عظيمة ، وقد تم شد حبل بين قمتي الجبلين ، وقد وقفت لتأخذ دورك في اجتياز هذا الحبل الحاد الأملس ، زحام هائل شديد والشمس تقترب من الرؤوس وحر وعرق وكرب ، والجميع يتدافع ليجتاز ، والصراخ والعويل يسيطران على المكان صادر عن الذين تهوي أقدامهم وتراهم وقد سقطوا تلفهم النار واحداً تلو الآخر ، هذا خطاف حديدي كبير تراه يشق طريقه من جهنم ليخترق جسد عاق لوالديه وآخر يخترق جسد قاطع لأرحامه وآخر لمضيع الأمانة فتجرهم الخطاطيف وتهوي بهم إلى النار .

طائفة من الناس كلما تقدموا زلت أقدامهم فتعلق أيديهم بالحبل لينهضوا مرة أخرى وقد طالت النار بعضاً منهم ، صورة ينخلع لها القلب من بين الضلوع لهذا المشهد الأخير لحظة انزلاق القدم وقد أوشك صاحبها على الضياع فتعلق يده والنار تلهف بعضاً منه وتلسع جسده وهو يحاول في اضطراب وخوف فينهض ليتقدم خطوة أو أكثر ثم يتكرر معه نفس المشهد . كم من الوقت على ذلك وكم انزلاقة قدم وكم من الوقت بين الانزلاق والنهوض وأجزاء من الجسم المتدلي قد طالتها النار .

أقسام المجتازين على الصراط : ــ

كطرف العين ــ كالبرق ــ كالريح ــ كالطير ــ كأجاويد الخيل والركاب ــ كشد الرجال ــ المشي ــ الزحف .

أنا لا أستطيع اجتيازه كطرف العين ولا كالبرق ولا كالريح ولا كالطير وربما ليس مشيا فقد ارتكبت الكثير من الأخطاء

هل هذا يعني أنني لست ناجيا من العذاب؟يقال أن الله يغفر لي ولكن يجب أن أستغفر الله كثيرا كل يوم وأن أذكره كثيرا وأن أنطق بالشهادتين كثيرا وأن أسبحه كثيرا وهكذا يجب أن لا يتوقف لساني عن ذكر الله اضافة الى أوقات الصلاة الخمس وصلاة السنة وهي التي تسبق وتلي الصلوات الخمس المفروضة الى كثير من الامور يجب علي القيام بها ولكن هذا يستغرق مني وقتا كبيرا ويجب علي ان اتفرغ له ولا اعمل او آكل أو أشرب أو أفعل أي شيء غير ذلك . لقد حاولت تجربة هذا لكني عرفت فيما بعد ان كل ما فعلته غير مقبول عند الله وأني أرهقت نفسي وأضعت وقتي هباء لأني لم أستطع التخلص من حب الدنيا ومازلت أتناول أطعمة شهية وأرتدي ثيابا فاخرة ومازلت أغضب ومازلت أنام كثيرا ومازلت لا استيقظ عند صلاة الفجر حتى لو كنت متعبا ومازلت اتلفظ بكلمات لا يجب أن أتلفظ بها وكان علي التخلص منها في يوم وليلة لأن الله ربما لا يصبر علي ويباغتني الموت فجأة ثم تضيع أعمالي . شعرت أني في اختبار يستحيل علي اجتيازه بنجاح ثم شعرت بالقلق ثم الاحباط واليأس . ثم صرت لا أبالي بشيء فأترك نفسي تعمل ما تريد وكنت كثيرا أردد في نفسي ( أنا واردها أنا واردها ) عندما أتذكر الحديث النبوي حتى أنني في بعض الأحيان أنطق بهذا علنا يرافقني الشعور بالحزن ورغبة في البكاء .هل حقا أنا ضعيف وعديم الارادة ؟ أم أن لي طاقة لا تحتمل كل هذا ؟ ألا يعلم الله أني لا أحتمل كل هذا ؟ ألا يعلم أني لست نبيا ولست وليا صالحا ؟ اذا لماذا يكلفني بأمور لا يطيقها سوى الأنبياء والأولياء وقلة من الناس ؟هل هو يكلفني القيام بكل هذا أم أنها مجرد طقوس ابتدعها الأئمة والعلماء ؟ أذكر أنني عملت في صغري عملا يتطلب مجهودا عضليا وكنت ضعيف البنية وكان رب العمل يوزع الأعمال علينا كل حسب بنيته وكل حسب قوة عضلاته . صحيح أنه كان يعطي الأقوياء أجرا أكبر لكنه لم يكن يعاقب الضعفاء فهل يعاقبني الله لأني لم أبذل جهدا أكبر وهو يعلم أني لا أستطيع هذا ؟ أنا الآن أشعر بالانهيار وأحيانا افكر بالانتحار لكني لا أجرؤ خوفا من العقاب لأن الانتحار ممنوع عند الله وأنا لا أفكر في الانتحار كوسيلة للخلاص من هذا الألم لكني أفكر فيه للحد من أخطائي بدلا من زيادتها لتستوجب عذابا وعقابا أكبر . أنا الآن أعرف الكثير عن النار ودرجاتها وأقسامها ومنازلها وأعرف الكثير عن وديانها وحفرها وأعرف الكثير عما يحدث في القبر من أنواع العذاب ( الأفعى العملاقة تنتظر تارك الصلاة ) لكني بالمقابل لا أعرف الكثير عن جزاء من يصلي ( التنور الملتهب للزاني ) لكني لا أعرف الكثير عن جزاء من يعف نفسه ويحفظ فرجه ( جهنم والعقاب والعذاب وزمهرير والزقوم والكلاليب القاتلة وملائكة العذاب وملائكة الحساب ) كل هذه أعرفها تماما وكأني قد رأيتها بأم عيني من قبل .أذكر مرة أنني سألت امام المسجد عن الصلاة فقال أن تارك الصلاة في جهنم وأخذ يعدد لي أنواع العقوبات وأشكال التعذيب وعندما سألته وماذا لو أنني أصلي هل أدخل الجنة ؟ فقال ليس من الضروري أن تدخل الجنة لأن الجنة تحتاج الى الكثير من العمل ويجب عليك أن تفعل كذا وكذ1 وراح يعدد لي الكثير من الواجبات حتى ظننت أن الطريق الى الجنة مستحيل وأنه محفوف بالمصاعب وأنه لن يدخلها الا من شاء الله أن يدخلها فقط . كان يقول لي والدي أنه لن يدخل الجنة انسان قبل أن يدخل النار ويتذوق عذابها ما عدا الرسل والأنبياء . عندها أدركت أني لن أدخل الجنة وأن التفكير في هذا الأمر عبث وأن علي التفكير في اتقاء جهنم أو التخفيف من عذابها بدلا من التفكير في دخول الجنة التي لا أعرف عنها الا القليل وهكذا كان حالي حتى أصابني اليأس والاحباط . الطريق الى الجنة أشبه بالطريق الى بستان التفاح , هذا الطريق كله وحوش وأفاعي وعقارب وعلي أن أجتازه من أجل تفاحة ولكن كيف يمكنني التفكير في التفاح وكيف يمكنني أن أتخيل طعمها اللذيذ وحلاوة مذاقها وأنا منهمك في التفكير بالوحوش والأفاعي والعقارب ؟ هل الخوف يبقي رغبة في الحصول على شيء لذيذ ؟ كنت منذ صغري أسمع كثيرا أن هذا حرام وهذا ممنوع وهذا لا يجوز وهذا كفر وهذا اشراك وهذا الحاد وما شابه من هذه المفردات التي تستعمل يوميا وبشكل شبه مستمر للنهي عن فعل شيء وسرعان ما كان الآخرون يتحدثون لك عن العقاب والعذاب وعن جهنم لكني لم أسمع أحدهم يقول أن هذا الفعل لا يحبه الله وأن الله يرغب أن نفعل شيئا أفضل وأنه سوف يكافئنا وأنه أعد لنا مفاجآت سارة . ربما كنت عندئذ أشغل تفكيري في مفاجآته السارة وفي جوائزه الثمينة وأسعى بكل ما بوسعي للحصول عليها بدلا من أن أشغل تفكيري في أنواع العذاب وأشكال جهنم وما الى ذلك . تعلمت الخوف من الله . ولازلت أعيش في قلق وخوف . لم أتعلم كيف أحبه أنا فقط أخافه وأعتقد بعقابه . وكنت كلما رأيت خطيب المسجد وهو يزمجر ويرعد ويزبد ويصرخ بصوت عال ويكثر التهديد والوعيد في خطبة الجمعة أشعر أن الساعة قائمة الآن أوربما سوف تنقض علينا الملائكة الآن ونحن في مجلسنا وتبدأ بجز رؤوسنا وقطع أعناقنا . كنت أزداد خوفا ورعبا . وأتصور أن الملائكة كلهم غلاظ يحملون السيوف والرماح كما سمعت وقرأت عنهم. انهم يستطيعون البطش بالناس وكنت اتخيل الموقف كيف تطير الرؤوس وتسيل الدماء ويعلو الصراخ والعويل .وكم من مرة أدركت فيها تماما أني هالك لا محالة .صار عندي نفور من المساجد وخوف من الخطباء . هذا الخوف يعيش في أعماقي منذ أول مرة دخلت فيها الى المسجد . كان الخطيب يصرخ ويزمجر ويهدد ويرعد ويزبد . لم أكن أعرف أن هذا يحدث في المساجد . ظننت أني سوف أنال جائزة هناك وربما أحظى بكلمة شكر من أحدهم . فوجئت بأحدهم ينهرني عندما مغادرة المسجد قبل أن ينهي الخطيب خطبته . أذكر أنه أمسك بيدي وشدني الى الأرض بقوة وتلفظ بكلمات لم أفهمها لكني أدركت أنها نوع من أنواع التوبيخ . لقد أطال الخطيب خطبته وأنا ما زلت أرتعد وكدت أبكي خوفا . في صلاة الجمعة الأخرى لم أستطع الافلات من الواجب . كان علي الذهاب الى المسجد مرة أخرى وان لم أفعل فان عقابا شديدا ينتظرني في المنزل . وكم كنت أقرأ عن خالد بن الوليد وعقبة بن نافع والمثنى والقعقاع وعمرو بن العاص وطارق بن زياد وغيرهم من الفرسان والقادة . كان والدي يشتري لنا قصصا تتحدث عن هؤلاء وفي المدرسة كانت لا تخلو مادة التاريخ أو التربية الدينية من ذكرهم . أنا أعرف عن فرسان المسلمين وقادتهم أكثر مما أعرفه عن علمائهم وشعرائهم . حتى كتب الأدب العربي التي قرأتها في صغري سواء في المدرسة أم في البيت أم في المكتبة العامة كانت تزخر بقصائد الفروسية وقصص الفرسان . كان الكل يتغنى بالسيف وبالرمح وبالخيل وبصهوة الجواد ويتفاخر بعدد قتلاه وبفتوحاته وانتصاراته في المعارك . أنا لم أعرف شيئا عن أبوفراس الحمداني الشاعر مثلما عرفت عن أبي فراس الحمداني الفارس . كنت أود أن أصبح فارسا مثلهم أمتطي صهوة جوادي وأحمل سيفا أقطع به رؤوس الأعداء هل صحيح أن الملائكة سوف تربطني بسلاسل وتسحبني الى جهنم ؟ هل صحيح أن هناك أفعى كبيرة تنتظرني في القبر ؟ هل أستطيع أن أحب الها يفعل مثل هذا ؟ أنا حاولت لكني لم أستطع . أنا فقط أخافه لكني أشعر بأنه يتربص بي لأنني ارتكبت الكثير من الأخطاء . وأنه لن يغفر لي لأنه يعرف أني أخافه ولا أحبه كثيرا . أنا أعرف أنه سوف يعاقبني لذلك أشعر أحيانا برغبة في التمرد عليه . حاولت أن أحبه لكنه لم يكن يعطيني أية فرصة . ولازلت حتى الآن أرغب أن أحبه من أعماقي

اله المسلمين لم يطلب منك ان تحبه

المهم عنده ان تخافه

وتموت في سبيله

يا أخ أزهر انا متعاطف معك جدا واشعر بيك فقد كنت اشعر بتلك الاحاسيس التي ذكرتها كما لو كنت كاتب هذة الرسالة أو الشكوى ان جاز التعبير ولكن ازف لك هذة البشرى فقط حافظ على الصلوات المفروضة في اوقاتها وصليها في المنزل فقط .ليس مطلوب منك ان تصليها جماعة ....وبمحافطتك على الصلوات في المنزل في اوقاتها اضمن لك الجنة من اوسع ابوابها واطمئن طالما انك لم تخطئ في حق احد من البشر فلن تدخل النار وقبل ان تخلد للنوم صلي ركعتين واستغفر 5 مرات واغمض عينيك ونام وانت مطمئن بالجنة فانت تتعامل مع رب رحيم غفور كريم كبير والنار وجهنم وعذاب القبر والكلاليب والانزلاق من الصراط والسقوط في جهنم هو للطغاة الظلمة مثل الكلب الملعون حسني مبارك

ما هذا الرب الذي سيدخلني الجنة الجنسية الماخورية فقط لو أديت حركات روتينية خمس مرات باليوم

هذا ولله المستعان

لا اخافه ولا يحبني

يا اخ ازهر , لكي ترتاح دع عنك التفكير بما قاله محمد واتباعه من المشايخ , وامن بوجود الله واحبه واشعر بمنته عليك , هو خلقك واعطاك , لكن صدقني لم يطلب منك ان تقضي اليل والنهار فقط لعبادته ,, هكذا انا الان اشعر بالراحة وحبي لله بعد ان توصلت لهذه النتيجة .
محمد فصل الدين على كيفه وجعل الايات القرانية تخدم حاجاته الجنسية وتبيح له ان يتزوج باكبر عدد ممكن من النساء, والمشايخ يقضون خطبهم بالتهديد والوعيد لانهم يريدون ان يسيطر الخوف على عقول الناس , فيسارع الناس اليهم طلبا للعلم الذي سيرشدهم الى الرحمة والمغفرة ,, فيلبي ذلك داخلهم شعورا بالسيطرة وانهم افضل من كل هؤلاء المساكين , قل لي بماذا يختلف هؤلاء المشايخ عن القساوسة والبابوات في العصور المظلمة في اوروبا عندما كانو يكتبون صكوكا ويبيعونها للشعب المسكين المتخلف الذين كانو يعتقدون انهم بشرائهم لهذه الصكوك سوف يدخلون الجنة من اوسع ابوابها ؟!

قد تجهر بأنك لا تحب الله تعالى, ولكن أؤكد بأن الله تعالى يحبك, لأن المحبة هي من أهم سجياته, وبعض السجايا الأخرى هي الرحمة والعدل والحق والصلاح.
سيتغير تفكيرك عندما تتخلص من دِين الخوف وتلجأ إلى دين المحبة, وتعامل الناس جميعاً كما تريد أن يعاملوك تحت الظروف ذاتها. وعندما تتخلص من أديان المراجع إلى الدِين الشخصي بينك وبين الخالق عز وجل. وتتخلص من الطقوس السياقية التي بدون معنى إلى مخالطة شخصية بينك وبين خالقك.
أتمنى لك التوفيق في مسعاك.

أخي أزهر....كلماتك لامست روحي بصدقٍ وشفافية ...لم أنفر منها أو أمتعض من صاحبها لأنها تصدر عن روحٍ تبحث عن شيء واحد اسمه"السكينة"تبحث بصدق وتطرح أفكارها وتأمل أن تصل لمبتغاها....أنا لا أملك إلا أن أخبرك شيئا واحدا...من قال:"اله المسلمين لم يطلب منك ان تحبه

المهم عنده ان تخافه

وتموت في سبيله"
صدقني لا يعرف عن الله أي شيء...ألم تسمع الحديث القدسي:"ذكري للذاكرين ,وجنتي للمطيعين ,وحبي للمشتاقين,وأنا خاصة المحبين"؟لو كان الله شخصا ديكتاتوريا يهمه خضوع رعيته -بحب أو من دون حب-فهل سيتكبد عناء ذكر المحبين والمشتاقين؟!ألن يكون جل همه هو وجود المطيعين والذاكرين؟!!وهل كان سيجعل نفسه "خاصة للمحبين"؟؟؟...أرجوك اسمعها بعقلك وبقلبك "أنا خاصة المحبين""حبي للمشتاقين"الله يحبنا ...يحبنا كما نحن ..يحبنا بأخطائنا وبمعاصينا وبزلاتنا...يشفق علينا...يحن علينا...يفرحنا...يرزقنا...يبقى عندنا في مرضنا ويأسنا وكربنا وفشلنا...أرجوك لا تسمح لمن اتخذ الدين وسيلة لعيشه أن يبعدك عن حبيبك ومعشوقك...نحن المؤمنون الذين عرفنا الله وأحببناه ,واتبعناه بعد أن أحببناه مبتلون بأشخاص يدعون أنهم (الناطقون باسم الله )وجل عملهم هو تنفير الناس عن طريق الله...هذه البلية منتشرة في كل دين وكل ملة...ولكن على كل واحد منا أن يسأل نفسه سؤالا بسيطا:هل أريد الله أم جنان الله؟؟هل أريد الله أم موائده والحور العين؟؟؟أخ أزهر أتريد "الله"فقط لأنه "الله"أم أنك تريد الجنة؟؟أرجوك توقف عن التفكير بالجنة والنار ...واسمع قول الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب:"إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار,وقوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد,وقوما عبدوا الله معرفة وحبا فتلك عبادة الأحرار"أخبرني أخي العزيز أأنت تاجرٌ؟أم عبدٌ؟أم حر؟تستطيع أنت أن تختار صفتك ....أرجوك دعك من خطيب مسجدك والخطيب الآخر والشخص الآخر الذي شد يدك بعنف-كلنا قد تعرضنا لمواقف كهذه-دعك منهم كلهم فهم نقطة سوداء صغيرة في صفحة بحثك عن العشق الرباني ...وجودهم ضرورة لتختبر صدق حبك لله رغم وجودهم كغربانٍ تنعق بصوته-والله منهم براء-دعك منهم... وابدأ بحثك عن الله حتى تعبد الله عبادة الأحرار عليك أن تعرفه ومتى عرفته همت في عشقه وحبه....ستقول لي القرآن مليء بآيات الترغيب والترهيب!!!سأجاوبك بنعم...آيات الترغيب والترهيب من دلالات حب الله لنا لأن الله يعرف أننا مختلفون بطبائعنا وتوجهاتنا ولكل منا مدخل تدخل من خلاله لروحه...بعض الأشخاص تفكيرهم تجاري بحت لن يصلي إلا إن قلت له سيكون لك بيت من زمرد او او في الجنة...ولكني أعلم أنك تعلم أن القرآن بالمقابل مليء بآيات الحب والرحمة والقرب ومناجاة الله لنا...ألم تسمع قوله تعالى:"ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"بالله عليك هل وعى شيخك هذه الاية وكان رقيقا معك ؟؟ألم يقل رسول الله بما معناه :"ماوضع الرفق مع شيء إلا زانه,وما سحب عن شيء إلا شانه"؟ألم يكون رسول الله لطيفا مع الجميع؟ألم يكن متواضعا ولينا ورقيقا؟لن أطيل عليك أعلم من خلال ماطرحته أنك تعلم أن الله قريب منا يجيب دعوانا وأنه لايكلف نفسا إلا وسعها....بما أنك قلت في نهاية موضوعك أنك لا زلت تريد الله من كل أعماقك فابدأ أخي رحلة البحث عنه ومعرفته وستنتهي بعشقه...صدقني أنا أتحدث معك من باب المجربة لا المنظرة....أنا لي مع الله قصة هيام وحب ...هو صديقي الحقيقي وحبيبي الحقيقي وطبيبي الحقيقي ...هو كاتم سري وملجأ شكواي...أتحدث معه في كل وقت..هل جربت أن تتحدث معه وأنت تأكل؟هل جربت أن تتحدث معه وأنت تدرس؟وقبل النوم ؟وعند المشي ؟هل جربت أن يكون هناك حديثا خفيا بين روحك وبينه؟حديثا لايعلمه ولا يسمعه إلا هو؟هل جربت يوما أن تصغي لهمساته؟أن تجرب الصمت الداخلي لتسمعه؟أرجوك بداية أترك المسجد الذي تذهب إليه ..إن استطعت أن تجد مسجدا حقيقيا ومصلين حقيقيين ومؤمنين حقيقيين فكن معهم ..وان لم تستطع حاليا فاعتزلهم وابدأرحلتك الخاصة مع الله...ألم يقل رسول الله:"عدد الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق"إذا أنت لك طريقة وأنا لي طريقة وآخر له طريقة أخرى ...المهم أن تجيب على سؤال واحد:هل خلقني الله ليسعدني أم ليعذبني؟هل هو محتاج لعذابك ليشعر بالقوة والنصر؟لو كان يريد دخول الناس جميعا إلى النار أفلا يكون خلق الجنة عبثا؟هل يحبك؟هل داراك وتودد إليك ورعاك وحفظك حتى قبل ان تعرفه؟وهل طلب منك الكثير بعد أن عرفته؟
الله هو محبوبك...هو معشوقك...تعامل معه على هذا الأساس وسترى ما ألذ العلاقة بينكما...ستشعر فعلا بقول رسول الله:"وجعلت قرة عيني الصلاة"..ستفهم شعوره عندما كان يقول:"أرحنا بها يابلال"....ستصير الصلاة موعد لقائك مع الحبيب ...وهل هناك أجمل من اللقاء مع الحبيب؟تحادثه وتناجيه؟وكذلك في كل العبادات الأخرى أرجوك أخي انزع عنك القشر وادخل إلى اللب...أرجوك لاتعتمد على أشخاص لم يفهموا ما الإيمان وما الإسلام وما القرآن وتأخذ بكلامهم وتفاسيرهم...لا تتأثر بيئة متعصبة تبعدك عن دينك الحقيقي الغريب في الأمر أنك مسلم وأني مسلمة ولكني لم أسمع يوما بأن الكل سيدخل النار...ومنذ صغري أعلم معنى:"وإن منكم إلا واردها"الورود أخي هو أن تتقرب من الشيء وتقف عنده كأن نقول" وردت الماء"أي ذهبت إلى النهر ووقفت عنده حيث الماء ولكن هل معنى هذا أني شربت لماء؟!أو اغترفت غرفة منه؟!"وإن منكم إلا واردها "تعني أننا جميعا نرتكب في حياتنا أمورا تقربنا من النار...ولكن الله بفضله ومنه يعصمنا من الوقوع فيها واغتراف غرفة منها...حتى وإن وقعنا فيها هذا لايعني أبدية وقوعنا واستحالة رجوعنا...أرجوك أخي تعمق في فهم الإسلام ...اقرأ أكثر ...واتصل أكثر مع الله...اجعل نية أعمالك كلها "قربة وحبا لله"...جرب أن تقول له "حبيبي "...و"عمري"...و"حياتي"...فللأسف أنصدم بأن هناك الكثيرين من المسلمين لم يقولوا يوما يا حبيبي يالله!!!وهل الإسلام إلا أن تحب الله وتحب خلقه ؟؟
في النهاية عندما قلت حضرتك:"ألا يعلم الله أني لست نبيا ولا وليا صالحا"أريدك أن تعرف أنك لا تعرف قدر نفسك...أنت مشروع ولي حقيقي محب لله لأنك لا تقبل لنفسك علاقة عادية مع الله مبنية على الرغبة والرهبة أنت تطمح إلى العلاقة الأعلى مستوى ...العلاقة التي لها آيات كثيرة في القرآن وأحاديث قدسية ونبوية كثيرة....علاقة تليق بمن هم مثلك....تقبل مني كل الاحترام والتقدير وخالص الدعاء أن تجد ضالتك ...اجتهد في الطلب وستصل إلى حيث الطمأنينة والسكينة إلى حيث الله ولا شيء سواه"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"......

حب ايه الي انت جاي تقول عليه , انت عارف قبلا معني الحب ايه ^_^

يا زميلنا أزهر

الانسان خلق الله على صورته و ليس العكس. و بالغ و فخم مواصفاته كتعويض لعجزه و قصوره أمام ظواهر الطبيعة .... اقرأ "فيورباخ" ممر النار الذي سيخرجك من عالم الغيبيات و الخرافات و الأساطير الى عالم العقل فترتاح راحة أبدية.


زميلنا دك الركابي

الزميل أزهر أكثر منك صدقا و دقة فهو يرى الصورة كلها بينما أنت أخفيت النصف الأسود الجهنمي و نسبته الى الشيوخ لتتفرغ للغزل في النصف العسل و تأكل بعقل السامع أو القارئ حلاوة.

اقتباس:.المهم أن تجيب على سؤال واحد:هل خلقني الله ليسعدني أم ليعذبني؟هل هو محتاج لعذابك ليشعر بالقوة والنصر؟لو كان يريد دخول الناس جميعا إلى النار أفلا يكون خلق الجنة عبثا؟هل يحبك؟

الله بعضلة لسانه قال: و ما خلقت الانس و الجن الا ليعبدون.
فكيف أمام شخصية عدوانية مريضة بتورم ذات حجمه السموات و الأرض و عقدة نقص و اكتئاب الوحدة و عدم الاحساس بالأمان بسبب عدم الثقة بالذات نكيل له سطور الغزل و الهيام و العشق؟؟
أليس هذا تضليل للبشر؟
الله مثل الانسان -و مثل مجموعة انسان و محمد عبده- فيه الخير و الشر و الجمال و القبح و الحنية و القسوة و سائر المتناقضات التي يحويهها الانسان ... لماذا؟ لأن الانسان هو الذي شكله و خلقه و كونه.

اقتباس:الله هو محبوبك...هو معشوقك...تعامل معه على هذا الأساس وسترى ما ألذ العلاقة بينكما.

نعم علاقة سيد مستبد عدواني يستلذ سحق عبده. و عبد يستلذ الخضوع و الذل و البهدلة. تكامل و طنجرة و غطاها لا يشبهه الا تكامل حكوماتنا الشمولية مع العبيد المطبلين و المزمرين لها رغم سحقها لهم.

اقتباس:أريدك أن تعرف أنك لا تعرف قدر نفسك...أنت مشروع ولي حقيقي محب لله لأنك لا تقبل لنفسك علاقة عادية مع الله مبنية على الرغبة والرهبة أنت تطمح إلى العلاقة الأعلى مستوى ...العلاقة التي لها آيات كثيرة في القرآن وأحاديث قدسية ونبوية كثيرة....علاقة تليق بمن هم مثلك....تقبل مني كل الاحترام والتقدير وخالص الدعاء أن تجد ضالتك ...اجتهد في الطلب وستصل إلى حيث الطمأنينة والسكينة إلى حيث الله ولا شيء سواه"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"......

اللعنة على اللغة و اتاحتها امكانية جعل الزرنيخ عسلا!

و لماذا يكون الزميل مشروع ولي حقيقي و لا يكون مشروع انسان معتز بانسانيته و عقله و رافض الخضوع و الغيبيات و خرافات مشابهة للقصص التي نسمعها للأطفال لنأكل بعقولهم حلاوة و نجعلهم يفعلون ما نريده نحن؟ استلاب و اخضاع في نهاية المطاف! لماذا لا يكون مشروع "كانط" آخر و "اجرؤ على استخدام عقلك"؟ أو مشروع انسان واقعي غير مستلب بالميتافيزيقا و الدروشة و وطأة الارث الديني التغريبي عن الواقع؟

اقتباس:جرب أن تقول له "حبيبي "...و"عمري"...و"حياتي"...

و يا أغلى من أيامي .. يا أحلى من أحلامي ............. يا اللي في بالي.