استمعت لبعض البرامج المسيحية غير العربية و لبعض رجال الدين المسيحيين , و تكلموا فى مواضيع عقائدية فى برامج مختلفة و انا محتار لم افهم بعض النقاط لوجود تناقض بين البرامج التى سمعتها
فمثلا
بعضها يتكلم بطريقة تؤكد على ان المسيح هو الاله و انه ذو طبيعة واحدة او وجود واحد
و استغربت عندما استمعت بالصدفة لبرنامج مسيحى غير عربى ايضا و كاننى فهمت منه ان الاعتقاد المسيحى بان المسيح ذو مكونين او وجودين او طبيعتين مختلفتين
فما هو الاعتقاد المسيحى ؟؟؟؟؟؟؟؟
ام انى مخطئ فهمى لعدم التركيز و صعوبة فهم المصطلحات الدينية فى لغة اجنبية
ارجو التوضيح لو سمحتم

الاستاذ على نور الله ..

كيف حالك

العقيدة المسيحية تنص على أن السيد المسيح طبيعة واحدة ولكن من طبيعتين بمعنى أن الطبيعتين لم تمتزجا ولم تختلطا لأنهما طبيعتان مختلفتان ولكن إتحادهما كامل كما يقول الانجيل أن فيه يحل كل ملئ اللاهوت جسدياً بمعنى أن السيد المسيح له كل الكمالات والقدرات الإلهية غير منقوصة . وأيضاً هذا الإتحاد بغير افتراق بمعنى أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين .. حتى فى موت السيد المسيح انفصل الجسد المتحد باللاهوت عن الروح البشرية المتحدة باللاهوت وعند القيامة اتحد الجسد البشرى مع الروح البشرية المتحدان باللاهوت .

والسيد المسيح مات بالجسد كما يقول الكتاب المقدس عن السيد المسيح أنه مماتاً فى الجسد ولكن محياً فى الروح وأنه قد تألم بالجسد لأن اللاهوت لا يموت ولا يتألم ولكن اتحاد اللاهوت بالناسوت أعطى لهذا الناسوت بعداً إلهياً ولذلك فالذبيحة إلهية غير محدودة ليس لأن الناسوت فى حد ذاته غير محدود ولكن لأنه من خلال إتحاد الناسوت مع اللاهوت أخذ الناسوت بعداً غير محدود وصارت ذبيحة غير محدودة ولذلك نقول ان السيد المسيح طبيعة واحدة من طبيعتين .

أنت على حق يا سيد علي ..
هناك عقيدتان مسيحيتان في الواقع: هي عقيدة ثنائية الطبيعة و هي ما سمعته أنت في القناة الأجنبية. أتباعها غربيون كانو يدعونهم بالكاثوليك و هم اليوم من أتباع الكنائس التالية:
الرومانية الكاثوليكية
الأرثوذوكسية (اليونانية "الروم"، الروسية، الصربية، الجيورجية، البلغارية)
الروم الكاثوليك
السريان الكاثوليك
الكلدان و الأشوريون الكاثوليك
الموارنة.
العقيدة التي تحدث عنها أبانوب هي عقيدة الطبيعة الواحدة و هم شرقيون انتشروا على رقعة تمتد من شمال إفريقيا و شرقها حتى بلاد فارس و آسيا الوسطى و الهند و الجزيرة العربية و بشكل خاص في اليمن. كانو يسمون بالأرثوذوكس. اتباعهم اليوم:
الأقباط الأرثوذوكس في مصر (شنودة) و إثيوبيا.
السريان الأرثوذوكس.
الأرمن الأرثوذوكس.
السريان الأرثوذوكس آراميون و عرب من تغلب و طي و كندة و بكر و شيبان و لخم و جذام و تنوخ و الأزد (غسان) و الأوس و الخزرج و بعض قريش (خديجة بنت خويلد و ورقة بن نوفل). و منهم أهل الأخدود.
الآشوريون الشرقيون.
و الله أعلم

الزميل ابانوب :
شكرا للتجاوب السريع , و بصراحة تولدت عندى اسئلة استفسارية اكثر و لكنى لا اريد تحويل الموضوع الى حوار , انا اريد فهم حقيقة العقيدة المسيحية و ليس الانتقاد و الحوار , لاننى لا اريد فهم عقيدة او مذهب او مبدء فكرى من جماعات اخرى مخالفة دينيا , بل اريد فهما و تفسيرا من اصحاب الشان كما يفهمون هم كتابهم و دينهم .
طيب زميل ابانوب :
هل هذا الاعتقاد الذى تفضلت به , هو اعتقاد النجاة و الخلاص ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فمثلا , الا يكفى فى العقيدة المسيحية الايمان بيسوع عليه السلام بانه رسول الله المتحد بالله , او ابن الاله الغير متحد به او انه ذو طبيعة اخرى مختلفة او انه المخلص الالهى و غيرها من الاعتقادات .
ارجو التوضيح اكثر , ما هى حدود الاعتقاد المخلص التى بدونها لا خلاص ؟؟؟؟؟؟؟
ملاحظة :حاولت التعبير بمصطلحات مسيحية على قدر الامكان و اعتذر ان خاننى التعبير .

الزميل اسامة مطر :
شكرا للتوضيح لاننى بصراحة شكيت بالعامل اللغوى .
الغريب انه بالرغم من اننى اعيش فى اوساط مسيحية الا اننى لا اعرف هذه التميزات و الاختلافات .
و بصراحة الوم نفسى على هذا التقصير .

على شان نريحك سوف اعطيك هذا الرابط الذي يشرح عقيدة التجسد واسبابها من جميع النواحي ويرد على جميع اسئلتك

http://www.zeitun-eg.org/AR_Incarnation_of_the_Word.pdf

الزميل اسامة مطر .. احب ان اوضح انه قد تم التوصل الى اتفاق حول طبيعة السيد المسيح بين الكنيستين القبطية الارثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية بتاريخ 12 فبراير 1988 ونص الاتفاق كالآتى :
نص الإتفاق المشترك بشأن طبيعة السيد المسيح

" نؤمن أن ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح , الكلمة المتجسد هو كامل فى لاهوته , وكامل فى ناسوته , وجعل ناسوته واحداً مع لاهوته بدون إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير ولا تشويش , لم ينفصل عن ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين .

وفى نفس الوقت , نحرم كلاً من تعاليم نسطور وأوطاخى "

الزميل على نور الله :

العقيدة المسيحية قائمة على الخلاص من خلال دم المسيح وبدون دم المسيح لا خلاص بل هلاك أبدى .
وملخص ذلك أن الإنسان قد سقط فى الخطية والمعصية ونتيجة هذا عقاب (الموت الأبدى) وفساد (فسدت الطبيعة البشرية) وصارت مائتة .. إذاً نحن نحتاج الى تكفير عن الخطية أو المعصية ونحتاج الى تجديد خلقة الإنسان التى فسدت وصارت مائتة وفاسدة تحب الخطية والمعصية .

الانسان سقط واستحق العقوبة التى حذره منها الله :

تك 2:17 واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.لانك يوم تأكل منها موتا تموت.

والبشرية كلها كانت فى صلب آدم عندما أخطأ وسقط وتغيرت طبيعته وبذلك ورثنا طبيعته الساقطة الفاسدة وطرُدنا معه من الفردوس . ولأن الله مطلق العادل كان لزاماً أن تتم العقوبة ويموت الإنسان ولأن الله مطلق الرحمة كان لزاماً أن يفعل الله شيئاً لكى يفدى الإنسان من الموت الأبدى ويجدد طبيعته وهذا لن يتأتى إلا من خلال تكفير الله ذاته عن الإنسان والتكفير يكون بالله من خلال الله وإلى الله .. ولأن الله لا يموت كان لزاماً أن يتأنس (يتحد بالإنسان ويولد من عذراء) لكى يتألم ويموت بالجسد .

وبهذا يتم التكفير والتجديد فى آن واحد .. لأن دم الذبيحة الإلهية يكفر عن خطايا البشر أجمعين وإتحاد الله بالإنسان يجدد خلقته لأن الله هو خالق الإنسان :

في 3:21 الذي سيغيّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته ان يخضع لنفسه كل شيء


التكفير يكون بالدم لأنه بدون سفك دم لا تحدث مغفرة وإذا قرأت فى العهد القديم ستجد تشريعات إلهية عن التكفير بالدم وكان أول ذلك عندما سقط آدم وحواء وعرفا انهما عريانان فصنع لهما الله لباساً من الجلد أى كانت هناك ذبيحة لبسا جلدها ونجد هابيل وابراهيم ونوح يقدمون ذبائح حيوانية ثم نجد ذبيحة الفصح التى من خلالها نجا بنى اسرائيل من الملاك المهلك الذى اهلك أبكار المصريين :

تكوين 12:
13 ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها.فأرى الدم واعبر عنكم.فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين اضرب ارض مصر.

والسيد المسيح هو فصح العهد الجديد:
1كو 5:7 اذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينا جديدا كما انتم فطير.لان فصحنا ايضا المسيح قد ذبح لاجلنا.

ثم هناك شريعة ذبيحة الخطية :

لاويين 5:
6 وياتي الى الرب بذبيحة لاثمه عن خطيته التي اخطأ بها انثى من الاغنام نعجة او عنزا من المعز ذبيحة خطية فيكفّر عنه الكاهن من خطيته.

وشريعة ذبيحة الإثم:
لا 5:18 فياتي بكبش صحيح من الغنم بتقويمك ذبيحة اثم الى الكاهن فيكفّر عنه الكاهن من سهوه الذي سها وهو لا يعلم فيصفح عنه.


إذاً مبدأ التكفير بالدم قائم فى العهد القديم لأن النفس بالنفس ولكن هل يصلح الحيوان للتكفير عن الإنسان ؟ بالطبع لا .. فما بالك بالتكفير عن كل جنس البشر .. فذبائح العهد القديم كانت رمزاً وإعداداً للذبيحة العظمى الإلهية (السيد المسيح) فى العهد الجديد الذى بدمه كفى وأوفى التكفير عن كل جنس البشر فى كل زمان ومكان وشمل ما قبله وما بعده لأن دمه الإلهى الكريم لا يحده الزمان ولا المكان .

الزميل ابانوب :
شكرا للتوضيح و عندى استفسارات اخرى , و ان كنت اضايقك او تشعر ان السؤال مستفز فارجو تنبيهى لذلك و اكرر ان غرضى هو التعرف و الاستفسار , و طبعا بامكانى قراءة مواقع او كتب الكترونية كما طرح الزميل غسان , و لكن بصراحة انا افضل الطرح الحى , كما ان فيه توفير للوقت لان المجيب يعرف غرضى من السؤال فيتكون اجابته مباشرة مع التركيز على مطلبى .
طيب يا زميل ابانوب ما هو المطلوب من الانسان فى عقيدتكم للخلاص ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لانه بحسب ما تفضلت به , فان الفدية البشرية تمت برحمة من الله و انتهى الاثم البشرى بتضحية و فداء
و لا اظن الامر ينتهى عند ذلك
طيب يا زميل ابانوب ما هو المطلوب من الانسان فى عقيدتكم للخلاص ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و هل له حدود معينة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الزميل على نور الدين .. لا يوجد أى مضايقة فى الإجابة عن اسئلتكم فأنا أجد أنها أسئلة مشروعة وواجبة لكى نفهم العقيدة المسيحية فهماً صحيحاً .

المطلوب فى العقيدة المسيحية عدة خطوات لكى تخلص فأولاً مطلوب منك الإعتراف بخلاص السيد المسيح وفدائه العجيب على عود الصليب :

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 10: 9
لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ.

والمطلوب منك بعد أن تؤمن أن تعتمد وتعلن أنك صرت مسيحياً مؤمناً كقول السيد المسيح :

إنجيل مرقس 16: 16
مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ.

وبعد أن ننال روح الله القدوس داخلنا صرنا أولاد الله بالتبنى ونحن مطالبون أن نعيش حسب الروح وليس حسب الجسد

رومية 8:
13. لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ.
14. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.
15. إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!».

وبعد الإيمان والمعمودية صار الانسان هيكلاً مقدساً لله ومطالب أن يمجد الله فى جسده وروحه :

كورنثوس الأولى 6:
18. اُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا. كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ لَكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ.
19. أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟
20. لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ لِلَّهِ.

وبعد أن نلنا التبنى من الله بأن صرنا أولاده يجب أن نتمثل بالله لأن الله محبة:
أفسس 5:
1. فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ،
2. وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً.
3. وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ،

الإنسان المسيحى مدعو لحياة البتولية إن استطاع أن يقبل كقول السيد المسيح:
متى 19:
12. لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».

والمقصود بالخصيان الذين خصوا انفسهم لأجل ملكوت السماوات الذين كرسوا أنفسهم لعبادة وخدمة الله بدون أن يتزوجوا من خلال التكريس أو الرهبنة .

ولكن من لا يستطيع أن يكون بتولياً فليتزوج لأن التزوج أصلح من التحرق :
كورنثوس الأولى 7:
8. وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا.
9. وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَضْبِطُوا أَنْفُسَهُمْ فَلْيَتَزَوَّجُوا لأَنَّ التَّزَوُّجَ أَصْلَحُ مِنَ التَّحَرُّقِ.


وأخيراً وليس آخراً تنفيذ وصايا السيد المسيح مثل لا طلاق الا لعلة الزنا ، لا تحلفوا البتة ، محبة الأعداء والصلاة لأجل المسيئين ومباركة اللاعنين ، القداسة التى بدونها لن يعاين أحداً الرب ، النظرة الشريرة زنا والغضب الباطل هو قتل ، إلى آخره من وصايا السيد المسيح الروحية السامية .

إذاً وصايا السيد المسيح واضحة وتتيح تنفيذها لجميع المستويات والطاقات فالله يقبل الجميع على قدر طاقتهم فمنهم من يأتى بثمر ثلاثين ومنهم من يأتى بستين ومنهم من يأتى بمائة .

طبعاً سؤالك يا زميل على نور الله يحتاج الى كتب للإجابة عنه ولكنى حاولت تلخيص المطلوب من الإنسان المؤمن وما هى حدوده وطاقاته وكما قلت لك أن السيد المسيح متاح للجميع على قدر طاقتهم وهو لا يطلب ما يزيد على طاقة الإنسان .