(05-13-2011, 02:26 PM)Dr.xXxXx كتب: اقتباس: ان الرسالة لاتحوي البرهان القاطع، على الرغم ان البرهان يفترض ان يكون عمودها الفقري، ومع ذلك هو المفقود، وفقدان البرهان لايلزم بالقبول.
الزميل طريف، نعود الى قضية ماهية الدليل القاطع المُختلف عليه، فكلانا يعزو النشأة مثلاً والتي هي محور قضية الايمان بوجود الله من عدمه الى فكرة خاصة مطروحة على الساحة، فالمؤمن يعتبرها دليلاً على الله، فهي تعتبر عجزاً عند مقارنتها بالمادة، وتدخل في علم المجهول البشري.
كذلك الامر لكافة الحالات الموجود في البيئة المحيطة سواءاً المخلوقات او التنظيم الفلكي او العلم الفيزيائي والخ...
فوجود هذه الظواهر بحد ذاته نفي للعدم وان انبثاقها من حالة ساكنة مروراً بمرحلة عشوائية وانتهاءاً بالتنظيم دليل نفي ايضاً للمبدأ الالحادي فانباع منهاج التدرج الهرمي في مراحل النشوء غير منطقي في الفكر البشري، لأن البسيط لا يُنتج اعقد منه، فانت لا يمكنك ان تكتب كتاباً افكاره غير موجودة لديك او اعلى من مستوى ادراكك، انما التدرج يكون من التعقيد ابتداءاً وصولاً للبساطة وهو ما يناقض تماماً الفكرة الالحادية.
اقتباس:لذلك ان إمكانية الرأيين، حسب طرحك، ليس برهان ثبوت وانما اعتراف بعدم وجود البرهان، إعتراف بنسيان البرهان ، وبالتالي بذاته يفسر حق الملحد والانسان الموضوعي بموقف الرفض لنقص الادلة التي يتحمل مسؤوليتها المُرسل وحده.
امكانية الرأيين لم يقصد بها برهان ثبوت، انما اضفاء قيمة اعتبارية للرأيين، فكما يُلاحظ في في كل حوار الحادي-ايماني يتم التسليم على ان الايمان بالله وهماً واهياً وميتافيزيقيا خيالية، مما يؤدي الى طمس الحيادية المُفتعلة من قبل الطرف الالحادي.
اقتباس:ونرى من عرضك لوجهة نظرك كمؤمن ان الدليل لديك ليس من داخل الرسالة وانما من خارجها، في حين ان الرسالة اداة تهديد لسوط وعي الانسان عوضا عن الحجة، وهذا بالذات الوظيفة التي تقوم بها الاية التي شعرت انك مُلزم بإرسالها في تعليقك
الرسالة تشريع وليس اثبات بالنسبة لي، فلا اعتبار للخارج والداخل كون كلاهما يقعان تحت الغطاء الالهي، فالجملة حول الدليل والعقاب استعنت بها لاضافة الرأي السماوي حول طلب الدليل وسبب غيابه.
اقتباس:تقول ان الدليل مشروط بالايمان، وبالتالي فالدليل ليس عقلي وانما عاطفي، وهو اعتراف جديد بعدم وجود الدليل، في حين تقوم عملية الايمان على التخلي عن المطالبة بالدليل مرة وللابد، عندها فقط يأتي الدليل.
اذن فما تفسير المادة للعاطفة العقل؟ كون الماديات اساس الاثبات، والدليل مقرون بوجودها؟ الا تعتبر العواطف خارج الادراك المادي، لذا فما هو اعتبارها في الفكر المادي؟ وكيف لا تكون دليل اثبات على عدم نشوءها من مصدر مادي؟
ان موضوعك في الاصل يتساءل عن سبب الالحاد، والان نرى ان انك تعلم ان الدين ليس لديه دليل على مصدره الذي يدعيه ، ويأمل بالقبول به من قنوات لاعقلية، ولمجرد ادعاءه بلسانه تحت طائلة التهديد والتوعيد. وبغياب الدليل ماهو مبرر التساؤل عن اسباب الالحاد اذن؟
ان القول ان إعتبار المؤمن للنشأة هي الدليل، يعني اعتراف ان الدليل خارج الرسالة، بل ويصل الامر بك ان تعترف ان الرسالة لم تكن اصلا مخطط لها ان تكون الدليل وانما هي قواعد تشريعية. بمعنى اخر ان على المرء ان يشتري الحدوة قبل الحصان.
غير ان جعل "تصوراتنا" عن النشأة هي البديل عن البرهان الالهي والموازي له في القوة، حسب إجتهادك انت على الله، وعلى الرغم من افتقادنا الى نص يدعم ذلك في الرسالة، وبإفتراض صحته انطلاقا من انه لامهرب لنا من هذا الافتراض لعدم القدرة على الرجوع الى المرجعية الاولى مباشرة، وهي بذاتها نقطة ضعف خطيرة، يعني ان جميع التصورات التي يصل اليها الانسان عن النشأة تصورات تملك القوة نفسها.
ونحن نعلم ان الجماعات الانسانية في مختلف الرقاع الجغرافية وعلى مختلف العصور امتلكت تصورات مختلفة عن النشأة، الكثير منها لايملك الله مكانا فيها اصلا، والاكثر انتشارا هو الفيض الالهي تتبعه التصورات البوذية. وفي غياب البرهان على اي منهم بما فيه النظرية الاسلامية يصبح من واجب الحقيقي منهم ان يرسل دليله الساحق. ولكن لااحد يفعل.
في ظل هذه الظروف لايمكن تبني وجهة نظر لمجرد حاجتنا الى وجهة نظر، وانما يجب اختبار جميع وجهات النظر فلسفيا وفيزيائيا للحكم على اقربهم للصحة. ولكن الم يكن من الاسهل على الله ارسال البرهان الفاصل طالما انه ارسل شريعة موجبة، ويهدد رافضيها، في حين نسي ارسال البرهان على اصالة مصدرها، ومع ذلك الشهادة من اركانها؟
وفي هذه الظروف لماذا من الصعب عليك تفهم وضع الملحد طالما ان التقصير صادر عن الله، وعليه ان يتحمل مسؤوليته؟
واعود الى سؤالك خارج الموضوع: ماهو تفسير المادة " للعاطفة العقل"؟ الا تعتبر العواطف خارج الادراك المادي؟ وكيف لا دليل اثبات على عدم نشوئها من مصدر مادي؟
برأيي سؤالك يعكس قصور التربية والتعليم في العالم العربي.
العواطف هي مشاعر، والعقل هو نظام واعي ومخزون. ولكن هذه الصورة هي التمثيل التجريدي اللغوي لظاهرة فيزيائية تماما كما في موضوع معضلة الايلي الذي تفضلت حضرتك بالتعليق عليه في الساحة العلمية.
هناك نجد ان استخدامنا للارقام ادى الى نشوء معضلة منطقية تجريدية وليس فيزيائية. هنا الامر مشابه تقريبا. دعني اسألك ماهو الصوت والالوان والصورة؟ انهم مجرد " رموز" تواصل تقدم لنا قدرة على معالجة ظاهرة فيزيائية والتعامل معها على الرغم من ان اولياتها غير منظورة لحواسنا. الصوت عبارة عن ذرات هوائية في تصادمها واللون عبارة عن موجة فوتونية لها اطوال مختلفة ومع ذلك نراها كلون، اي على غير حقيقتها الفيزيائية ونفهمها على غير حقيقتها الفيزيائية مع انها " مادة".
والعواطف هي سلسلة من النبضات الكهربائية الصادرة عن الجهاز العصبي تؤثر على مستوى الهرمونات التي بدورها بروتين مادي فتخلق انطباعات في الذهن. اي ان العواطف مادة، إذ لاتنشأ عواطف خارج المادة.
ماهي الانطباعات؟ هل الانطباعات ليست مادية؟
في الحقيقة ان هذا الموضوع طويل وفي نتيجته سنخرج من موضوعك تماما عندما نصل بالحتمية الى التالي: إذا كان ذهن الانسان يتعامل من خلال تفاعلات كيميائية كهربائية بيلوجية تخلق جميع تصوراته التي تجعله "يرى ويشعر" العالم الفيزيائي، تماما كالهلوسة، فلماذا يحتاج الله الى جنة ونار حقيقية، لها ابعاد ومكان، ولماذا يحتاج الانسان في الجنة الى ملابس من سندس واشجار واعناب واشجار ومنزل وانهار وحوريات وغلمان، طالما ان بالامكان تحقيق كل ذلك بوهم في الذهن بنفس النجاعة كما في الحقيقة؟
بل ان الامر اكثر من ذلك: الايعني ان الرؤى التي تراها الانبياء واشباه الانبياء يمكن ان تكون هلوسة ذهنية؟ وبماذا تختلف عن الهلوسة الذهنية حسب الخبرة السريرية؟
خالص ودي