لم يكن أحدٌ ليُصدق قبل أسابيع أنَ معبر رفح سيُفتح فقد كانَ هذا الأمر أشبه بحُلم لكن هذا الحُلم إصبح حقيقةً ماثلةً للعيان كما هي الشمس ساطعةٌ فثورةُ الخامس والعشرين من ياناير المباركة، هي الشعلةُ التي مهدت الطريق لهذا الإنجاز الكبير. ولولاها لكان من المستحيل إن يُفتحَ المعبر إلا لفتراتٍ محدودة ذراً للرماد في العيون. فالنظام المصري المقبور كان يقوم بدور الشرطي دفاعاً عن الكيان الصهيوني وسعى طيلة بقائه لتأمين كل مستلزمات الهيمنة على المنطقة وهي الوظيفة التي أوكلت لهُ من قِبل الإمبريالية الأمريكية. ولقد سعى جاهداً لإجهاظ أي فرصة جادة لإنجاز المُصالحة الفلسطينية ومن أرض الكنانة أعلنت ليفيني أنها ستقوم بالعدوان على غزة العِزة وأمام أبو الغيط وبعد خروجها من قصر الامبارك لكن إرادة الصمود التي جسدتها غزة وثورة شعب مصر فتحت الطريق على مصراعيه ليُرفع الحصار الظالم ويُفتح المعبر فتحية إعزاز وإكبار لثورة مصر العظيمة وتحية الفخر بغزة وصمودها والذي لولاه لما انتصرت إرادة في التقدم والتحرر. وكل التحية لحكومة مصر وجيشها العظيم.

طاهرون أنتم كالثلج و الندى طاهرون .
و لكن فلتكن أحلامكم بقدر القرن 21 ، يا صديقي .. كان هذا المعبر و غيره مفتوحا بلا أي قيد ،و كان هناك مطارا في غزة يربط الفلسطينيين بالعالم ،و كان المستقبل يحفل بالمزيد و يقودنا حتى تخوم الدولة المستقلة . و لكن الصراعات الفلسطينية قلصت الأمل حتى أبواب معبر رفح !. أخشى أنكم لم تتعلموا شيئا مما يحدث في المنطقة ، الإسرائيليون أيضا لا يتعلمون شيئا ولا ينسون سوى المزيد من إنسانيتهم و من الأخلاق . لم يعد هناك وقت طويل تبددونه ، الان أو فلتنسوا كل شيء و أن توطنوا أنفسكم على العيش في توهمات شيوخ حماس البلهاء .

اي انتصار لارادة التقدم و التحرر و اي بطيخ؟!!!
كل الذي حصل هو تنفيذ حماس للشروط التي وضعها النظام المصري السابق لفتح معبر رفح مجددا، و التي تتمثل في عودة رجال امن السلطة الوطنية برام لله لاستلام المعابر على الجانب الفلسطيني، و عودة الاوروبيين كمراقبين على المعابر بحسب الاتفاقية الموقعة بين السلطة الوطنية الفلسطينية و اسرائيل في العام ٢٠٠٧!!!

وما زلتم تحملون الشعوب اوزار حكوماتها.

هذه الخطوة المباركة تصب في البركة التي سيشرب منها الغزيين وليس حماس وفتح ومن سار على نهجهم. اهل غزة عانوا الامرّين سواءاً من سوء ادارة او تواطؤ او نتائج الحروب التي لم تبق لهم ولم تذر ما يحق لهم ان يعيشوا لأجله، سوى القضية..

الصراعات الفلسطينية يا زميل بهجت لم يشعلها الاهل المباركون في غزة، هم كغيرهم من المسحوقين تحت بساطير الحكام سواءاً بالحق او بالباطل، لكن دماءهم معلقة كالقلائد في الرقاب، لن تقطع حتى يأذن من في السماء بقطعها، لتعلّق على رقبة اخرى...

العلة ليست في حماس، ولا في السلطة ولا في بشار ولا في الخميني، العلة ليست في الشخصيات، العلة في الجموع قاطبة ممن رضيت بأن تسلّم امرها لجزارها، وسكتت... حتى عندما اشهر الملعون سكينه.

اما الزميل ابسرفر، فيبدو ان رمداً في عينيك منعك من رؤية الحق، فصوّر لك الشيطان بصورة حماس اما رجال السلطة والاوربيين كرقيب وعتيد على صحيفة السلطة واسرائيل...

هل تناسيت يا عزيزي عدد الصحائف والوثائق التي وقعها هذان المأفونان، وكلها لم تزد الا صدءاً على قيودنا، فبتنا نلتمس حريتنا في اعلان سفلة صهيون وقف استيطانهم..

القصد هو اننا لا نملك حق التجريم الا بحق سلطاتنا، لذا فلنكف السنتنا عن الشعوب، فكل خطوة في قائمة ايجابياتها تعتبر انتصاراً وتحرراً..

وسلام

Dr.xXxXx أخشى أنني لم أفهم ماذا تريد تماما .
إنني لا أدين أحدا ولا أتهم شعبا ، أريد بداية أن يكون واضحا الجريمة التي ارتكبتها حماس بحق شعبها ، حتى لا يكرر الفلسطينيون خطأهم بوضع حماس على قمة قيادتهم مرة أخرى ، هذه الخطيئة كلفت الفلسطينيين ثمنا غاليا لا يمكن تصوره ، فهي التي وضعت المشكلة الفلسطينية في ثلاجة مرة أخرى حتى كادت تفقد صلاحيتها و تتعفن . أيضا أريد للفلسطينيين أن يدركوا عامل الزمن ،و أن يصعدوا بأحلامهم و حركتهم إلى مستوى العصر ، فلا يعقل أن نعتبر عودة الأمور إلى جزء بسيط كانت عليه بالفعل عام 2007 منذ سنوات طويلة إنتصارا . بدلآ من فتح معبر رفح لم لا يفكرون في فتح كل المعابر و عودة مطار غزة للعمل ؟، هذا هو أقل ما يمكن ان يفكر فيه الفلسطينيون في غزة الآن . فهذا الوضع كان قائما بالفعل قبل انقلاب حماس ،و طالما تصالح الفريقان فلم لا تعود الترتيبات السابقة كلها ؟.

الزميل بهجت، تفسيرانا للاحداث متضاربان ولا ارى نقطة التقاء...
فلنبدأ نقطة نقطة: حتى لا يكرر الفلسطينيون خطأهم، هذه هي جملتك، ولنفرض جدلاً انهم توجهوا نحو خيار اخر، فهل سيكون السِّلم؟؟؟
توجه الغزيين لحماس منطقي اكثر من اي تصرف اخر، فليس عليهم ملامة، انما لومنا على الوضع الذي باتت توجهات القيادة متطرفة تسير كل منها في خط منفرد رافضة ملامسة التوجه الاخر.
بمعنى ابسط، الفكر الجهادي هو الذي يجب ان يطغى على الشعب المحتل، بغض النظر عن الاطراف، لكن في حالتنا نجد ان السلطة قد كبّرت اربعاً على المقاومة وصارت تلتمس شرفاً من مغتصبها، بينما طرف العصا الاخر ضحى بنفيسه قبل الرخيص ليعلن انه باقٍ، ولن يسلم شبراً من ارضه المباركة فأين اخطأت الشعوب التي سارت مع التيار وانتهجت المقاومة عنوانا؟

يا عزيزي، انا لا افهم حلّا للقضية سوى المقاومة، هذا ليس نابعاً من توجه فكري فقط، انما من تجارب عديدة ديست فيها رقاب اعزاء قومنا حتى بات ذليلها يساوم عليها...
حماس ترفض المساومة بينما السلطة تقبلها... من منهما حقق بعضاً من مطامع شعبه؟؟؟ سأسمح لنفسي ان اجيب : لا أحد، لكن على الاقل حماس تشبع رغبات من يفهم ان الحرية نار لا بد ان تلسع طالبها، بينما تتمرغ السلطة تحت ارجل بيبي وزمرته عاجزة عن ري ظمأ الطامعين ولو حتى بوعد مع ضمان بأنه سيُخلف.

اقتباس:أيضا أريد للفلسطينيين أن يدركوا عامل الزمن ،و أن يصعدوا بأحلامهم و حركتهم إلى مستوى العصر.

وهل هذا ممكن في ظل اسرائيل، درء المفاسد خير من جلب الفائد، لا فائدة في طمع لن يحقق، وكما قالها احد الاعضاء هنا، فلتحترق فلسطين من النهر الى البحر قبل ان نتنازل عن شبر او كلاشن او كما قال...

لكي لا يكون اشكال في الفهم، أنا لا أزكي حماس انما قارنتها فقط بالخيار المطروح الاخر.

الفلسطيينين لايملكون سوى الدمع بعد كل شهيد يخضّب بدمه ارضه ، فلسطين العربيه ليست ملكا لأحد دون آخر، فلسطين ملكا لنا جميعا، وبدلا من بكاء البعض على حائط الغضب، لينهض وليمسح دموع الأبرياء المزروعين في المخيمات وارض الشتات منذ النكبه وتوالي مسلسل الخيانه والتنازلات والمزايدات بأسم القضيه، والصهاينه يقضمون الأرض سنة بعد سنه حتى وصلوا ارض الرافدين ...... هناك من يأكل المارون جلاسيه في فنادق اوروبا، ولا من يحاسبهم، والى كل من يغضب من سطوري اقول لــه : اغضب لأجلهم ان كنت صادقا، اغضب لأجل تلك العيون الحائره المتشبثه بأمل كاذب، اغضب لأجل كرامة الأنسان العربي الممزق بين تعاليم دينه وتلك الصور المخزيه التي تؤكد لنا ان صلاح الدين تحت التراب، اغضب لأن ابجديات القيم والكرامه سقاها البارمان في كوؤس مذهبه شربها الخونه وتجار الشعوب، اغضب لأجلك ولأجلي ولأجل الشرف المسلوب، اغضب لأجل اطفال العز والأباء، اطفال الحجارة الذين فعلوا مالم تفعله جنازير العرب الصدئه، اغضب لكل هذا.......
لو تمعنّـا في الأمر قليلا وبكل تجرد لرأينا ان القضيه واستمرارها وما يتمخض عنها منذ ايام هرتزل مرورا بوعد بلفور وعطفا على ثورة القسام، الى عام النكبه، الى اوسلو، الى صراع الأخوه، الى حصار غزه ومابعده، الى تاريخ لايعلمه الا الله وحده، لو استعدنا هذا الشريط القذر لعرفنا ان قضية فلسطين هي سبب تخلفنا وانكساراتنا وجهلنا وارتباط البعض بأعدائنا لبقائهم وحجبهم عنا شمس الديموقراطيه والإيغال في تجهيلنا ... بل اكثر من ذلك إن البعض لايريد حلاّ للقضيه لأنها سبب وجوده ونعيمه.
من وراء القضيه وبسببهــا ولدت الخلافات والمزايدات والأتجاهات،
و كبرت كروش ونبتت انياب مكان الضروس،
و نحرت آمالنا واجهضت نسائنا وسرقت اموالنا ونهبت حتى امانينا،
و عرفنا اليأس واستسلمنا
على الدجاج أن يدرك ما يراد منه، وهذه أولى الخطوات التي ينبني عليها ما بعدها؛ إذ يلتئم الشمل, وتقلُّ البغضاء بينهم، ولا ينخدعون بفتات الطعام ومعسول الكلام وبريق الشعارات, ثم يستقرون على طريقة يسيرون عليها (منهج) حتى يخرجوا من سطوة حارس الدجاج ويكونوا أحرارا في تصرفاتهم, ويقينا فإن الحرية هي أول خطوة في الأمان لن يستطيع شعب من العبيد أن يقيم دولة- أىّ دولة- تحقق العدل; إن تم ذلك فالخطوة الثانية هي حسن اختيار القادة والموجهين؛ فلا يمثله إلا الحريص على مصالحه; فيتحوَّل الفلسطينيين من( دجاج) إلى إنسان ذي قيمة.