بخيتان: انطلاق حوار وطني في غضون 48 ساعة وتواصل التحضيرات لإصدار مرسوم عفو
الاخبار المحلية
شارك
"إلغاء المادة الثامنة من الدستور
ليس مطلبا كبيرا، وقلنا للمعارضين إن هناك صندوق اقتراع وإذا وصلتم للحكم وأصبحنا نحن في المعارضة فألغوا المادة"
"كنا في القيادة ندافع عن بعض أخطاء المسؤولين ونحاول تجميلها، لكن الأمر يجب أن يختلف الآن وبات علينا محاسبة المسيئين"
قال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد سعيد بخيتان إن مؤتمرا للحوار الوطني سينطلق في غضون 48 ساعة, لافتا إلى تواصل التحضير لإصدار مرسوم للعفو, فيما أشار إلى أن من يتظاهر في سورية لا يتعدون بمجموعهم 100 ألف في كل المناطق، وهم أنفسهم يتظاهرون كل مرة.
جاءت تصريحات الأمين القطري المساعد لحزب البعث في لقاء حواري يوم الاثنين على مدرج جامعة دمشق مع الكوادر العلمية والحزبية والإدارية في الجامعة استمر لنحو ثلاث ساعات.
وقال بخيتان إنه "خلال 48 ساعة سينطلق الحوار الوطني بمشاركة حزب البعث وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ومستقلين، وقد تم تشكيل لجنة على أعلى المستويات لإدارة الحوار الوطني الذي سيشارك فيه كل الفئات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وسيكون الحوار كله تحت سقف الوطن".
وتأتي تصريحات بخيتان بعد أكثر من 10 أسابيع على تظاهرات شهدتها عدة مدن سورية تنادي بمطالب عامة كالحريات وتحسين المستوى المعيشي وغيرها.. اعتبرتها الحكومة محقة وتجاوبت مع بعض هذه المطالب كرفع حالة الطوارئ وإلغاء محكمة امن الدولة ورفع الرواتب والأجور للعاملين في الدولة وغيرها..
وفيما يخص المادة الثامنة من الدستور، قال الأمين العام المساعد لحزب البعث إن "إلغاء هذه المادة ليس مطلبا كبيرا، وقلنا للمعارضين إن هناك صندوق اقتراع
وإذا وصلتم للحكم وأصبحنا نحن في المعارضة فألغوا المادة، ولكن اليوم هناك أولويات أخرى غير إلغاء هذه المادة".
وتنص المادة الثامنة من دستور الجمهورية العربية السورية ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة ويقود جبهة وطنية تقدمية تعمل على توحيد طاقات جماهير الشعب ووضعها في خدمة أهداف الأمة العربية.
وتابع بخيتان إن "تعديل هذه المادة يعني تعديل الدستور وهو أمر يحتاج إلى استفتاء عام،
وبعد الانتخابات المقبلة لمجلس الشعب يحق لثلثي أعضائه طلب تعديل المادة ومن ثم يطرح المجلس الجديد الموضوع على الاستفتاء", لافتا الى ان "هناك صندوق اقتراع والأكثرية التي تفوز ستشكل الحكومة وإذا لم نكن نحن هذه الأكثرية فسنكون في الطرف الآخر وهذا هو تداول السلطة".
ومن المتوقع أن تجري انتخابات مجلس الشعب خلال هذا العام خاصة بعد انتهاء الدور التشريعي للمجلس السابق في نيسان الماضي.
وعن موضوع زيادة نسبة المستقلين على حساب ممثلي الجبهة في مجلس الشعب, قال بخيتان ان "هذا الامر مطروح"، موضحا أن "زيادة عدد أعضاء المجلس الـ 250 بات أيضا أمرا مطروحا بعد أن وصل عدد سكان سورية إلى 24 مليونا فبات من الضروري زيادة أعضاء المجلس، لكن هذه الفكرة لم تقر بعد بسبب ضيق قاعة مجلس الشعب".
وكان اكثر من ثلثي اعضاء مجلس الشعب في الأدوار الأخيرة تنتمي لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية التي تضم 10 أحزاب برئاسة حزب البعث, فيما بقية أعضاء المجلس من المستقلين.
وفيما يتعلق بتقارير إعلامية تحدثت عن تسليم السفيرين الأميركي والفرنسي في دمشق خطة الإصلاح وإمكان إجراء انتخابات رئاسية مفتوحة أمام من يرغب بعد انتهاء الفترة الحالية عام 2014، رد بخيتان "لم اسمع بهذا الأمر واعتقد انه غير دقيق", مشيرا إلى أن "موضوع 2014 سابق لأوانه ويدرس مع الأحزاب المقبلة وفي مجلس الشعب".
وعن حجم التظاهرات التي تشهدها سورية منذ شهرين ونصف, قال الأمين العام المساعد لحزب البعث إن "من يتظاهر في سورية لا يتعدون بمجموعهم 100 ألف في كل المناطق، وهم أنفسهم يتظاهرون كل مرة، وباتت الموضة أن يكبروا في الليل ويخرجوا في تظاهرات بعد صلاة الجمعة، ويجب أن ننهي هذا الموضوع بسرعة فعلينا ضغوط كبيرة".
وشهدت عدة مناطق في المدن السورية التي شهدت حركات احتجاج الاسبوع الماضي ظاهرة" التكبير" من المنازل خاصة في ساعات الليل.
وتابع بخيتان "يجب التفريق بين المتظاهرين السلميين من أجل مطالب محقة، وبين مثيري الشغب الذين يحرقون المؤسسات ويقتلون فهؤلاء مخربون ومجرمون", مضيفا أن "من يستخدم المساجد لتهويش الناس، فإن هؤلاء يدفع لهم من الخارج لإظهار أن هناك توجها إسلاميا في البلاد، وهو ليس كذلك لأن ما نشاهده يتم تنفيذا لأجندة خارجية موجهة".
وتزامن خروج التظاهرات في عدد من المدن استشهاد العشرات من المواطنين وعناصر من الأمن والجيش بنيران جماعات مسلحة مدعومة من الخارج وفقا للمصادر الرسمية.
وأوضح بخيتان أنهم "يريدون القتل والدم لتبرير التدخل الخارجي وإحداث فتنة وهناك من يقف وراء مثل هذه التحركات مثل الشيخ عدنان العرعور وأمثاله", مشيرا إلى أن "تنظيم الإخوان المسلمين المحظور في سورية، ليس له "رصيد كبير" في الشارع، وإنهم يستغلون عواطف الناس وحاجاتهم الاجتماعية والإنسانية، ونحن نتصدى لهم بحوار مع أبناء الوطن، ولا أتصور أنهم مقبولون في المجتمع السوري".
وعن عدم ترك أعضاء الحزب للنزول إلى الشارع ردا على التظاهرات، قال بخيتان "بأنه إجراء لحماية الوحدة الوطنية", لافتا إلى أن "القرار كان بإبعاد الحزب عن المواجهة منذ بداية الأزمة لنحافظ على تماسك مجتمعنا الذي يضم حزبيين وغير حزبيين، وتركنا دور الحزب للحوار والتواصل".
وفي سياق متصل, قال "كنا في القيادة ندافع عن بعض أخطاء المسؤولين ونحاول تجميلها، لكن الأمر يجب أن يختلف الآن وبات علينا محاسبة المسيئين"، منوها أنه "في السابق لم يكن هناك منافس لحزب البعث والآن سيكون هناك قانون أحزاب ومنافسة، ومع ذلك نحن لا نخشاها، وحزبنا الذي يصل عدد أعضائه إلى 2.8 مليون له تاريخ كبير".
وتعتزم الحكومة في الأيام المقبلة طرح مشروعي قانونين للأحزاب والإعلام, وذلك في إطار الخطوات الإصلاحية التي أعلنت الحكومة عنها, والتي من شانها ان تسهم في تنشيط الحركة السياسية في سورية.
وشدد الأمين القطري المساعد على ضرورة إعادة تقييم أداء الحزب، وقال "في ظروف معنية دخل إلى الحزب كثير من الناس ويجب مراجعة هذا الأمر فنحن نحتاج حزبا فاعلا".
يشار إلى أن حديث بخيتان تزامن مع الانتهاء من مسودة قانون الانتخابات العامة ونشره على مواقع حكومية لابداء الملاحظات عليه.
سيريانيوز