اقتباس:كلنا في الهم شرق ....... الوطن العربي بأكمله هكذا . نظام تعليمي سخيف و الطلاب ضحايا . و المجتمع يرسخ للطبقية في العمل و الأقتصاد نفسه يرسخ لهذا المفهوم .
هذا لا يصح على الوطن العربي وحده
بل يصح على أمريكا أيضا و دعكم من هرطقات أوباما و اللي قبله و اللي بعده .. اعلام كاذب بامتياز
فالتعليم يعيد انتاج الطبقية و تلك وظيفته اساسا. اذ هناك تعليم للفقراء و تعليم للأغنياء
فان كنت تعيش في منطقة غنية تدفع ضرائب عالية فستذهب الى مدارس جيدة و مجهزة و خدماتها ممتازة و مدرسوها كفاءة معتبرة و مرافقها حديثة و جميلة. اما ان كنت من الطبقة الدنيا فكما يقول المثل هناك: when it comes to schools, no place like home فالتعليم و المدارس في بعض المناطق قد تظنها في بنغلاديش او باكستان.
و منذ ثمانينات القرن الماضي صدرت مقالة لا تزال ذائعة الصيت - أمة في خطر- تثير الفزع على مستقبل أمريكا من مدخل وضع التعليم فيها. و لا يزال الوضع في تدهور مستمر رغم كل الكذب و التزويق الاعلامي.
و محاولات تحسين الوضع كلها كلام فارغ في احسن احوالها لأنها حقيقة و رغم البلاغة و التخبيص في ظاهرها الا انها تستهدف لعن دين الفقراء و تدفع بخصخصة التعليم من تحت لتحت. و هنا سيتردى مستوى تعليم الفقراء أكثر فأكثر و سترتفع نسبة drop out او ترك المدارس بينهم فمن ذا القادر على الدفع لمدرسة جيدة مع التردي الاقتصادي المتواصل و انقراض الطبقة الوسطى المتواصل؟ لكن هل ستعاني بنت كلينتون أو بوش او رامسفيلد من هكذا تردي؟ لا. و لا عارفين عنه أصلا. من يعرف هو من بات غير قادر على الذهاب الى مدرسة فيها كمبيوتر لاب فبقي في مدرسة قفل باب الفصل فيها مكسور و يتم قفله بسلك كهرباء أو جنزير مجاني عثر عليه الناظر في طريقه الى مبنى المدرسة المتهالك.
مجانية التعليم ليست سببا رئيسيا في أي حاجة في أي حته. و انظروا لكبار الكتاب و الأدباء و المفكرين... ألم يتعلموا في كتاتيب؟ ثم انتهى البعض يكمل تعليمه في فرنسا و بريطانيا و أمريكا و غيرها؟ مجانية التعليم تتيح التعليم لاكبر عدد من المواطنين و المناداة بتخصيص التعليم كارثة اجتماعية ضخمة لا يستفيد منها الا النخبة القادرة على دفع مصاريف اضافية. و مع الغلاء و التضخم العالمي سترتفع هذا المصاريف و تتدنى القدرة الشرائية للعملة في بلادنا و اقتصادات الحال المايل التي تميزها. و سيدرك البعض بعد أن فات الميعاد أن عليه العودة لمدرسة مجانية لأن الحال بات أكثر عسرا و بؤسا أو يترك المدرسة ليبيع جريد و يطلع ثمن لقمته.
مجانية التعليم لا تمنع أن يكون تعليما جيدا فالعبرة في المناهج و أساليب و اهداف التعليم. تصوروا معي مدرسة فقيرة في قرية فقيرة لكن يدرس teach فيها طه حسين أو خالد منتصر أو نوال السعداوي أو العلماني أو ابن سوريا أو الحكيم الرائي ... أمثال فقط .. هذه العقلية التي تحرض على السؤال و تخرج عن اطار المعلبات و تفتح الباب امام الطالب ليكون ذاته و يخرج ما في صدره دون خوف او احكام مسبقة او فلقات او او او .. هكذا مدرسة حتى لو لم يكن فيها كمبيوتر واحد ستنتج تعليما رائعا (شرط أكون المديرة ههههه). بينما تعالوا الى مدرسة فيرست كلاس من حيث التجهيزات بينما المعلمون فيها متخلفون يرددون ما سمعوه ايام العصر الحجري و ما قبل اكتشاف الكهربا و يعرضون الدروس بالاستعانة بالأجهزة الحديثة. ماذا سيتخرج من هكذا مدرسة؟ غير ابن لادن و شركاه و أم عمارة و شو اسمها بتاعة الجواري؟
اقتباس:عنق الزجاجة . ذل بالليل وهم بالنهار . ليس فقط الطالب المسكين. بل ايضا ابواه اللذان يضعان كل شئ في كفة والمجموع في كفة. التعليم متعدد الانواع عام وصناعي وتجاري وزراعي. الحالة المادية زفت في جميع المجالات. لكن هم ينظرون لشئ واحد فقط وهي العقدة. عقدتهم وآباءهم . المكانة الاجتماعية منذ ايام الرتب المدنية. منذ ايام الفلاح والبيه والباشا. منذ عهد مجانية التعليم وانحداره في نفس الوقت. وطبعا لمسنا ذلك في التطبيق . وصرفنا كثيرا وسرق كثيرا في التعليم فلا شئ بعد التعليم . اصبح التعليم هدف بحد ذاته وليس وسيلة لارتقاء الامم والشعوب.اصبحت الشهادات تعلق على الجدران للتفاخر الاليم , لقلة الحيلة. لمن لا يستطيع صنع شئ غير الصم والبصمجة,والتي غذيت فينا منذ صغرنا. ملكة الفهم ضمرت . جيمع انواع الذكاء سحقت . الموهوبون اصبحوا عديموا الفائدة, فقد وزعوا على اسلحة غير اسلحتهم.
الفرق بين الثانوية العامة في مصر وفي غيرها من البلدان العربية المتخلفة هو انهم في تلك البلدان لا يحملون الكثير من الهم لان تلك العقدة غير مؤثرة فيهم فاما يبحثون عن المال وليس المكانة الاجتماعية او لديهم المال فهم في اجازة الى يوم يبعثون . ولكن يبقوا متخلفين ايضا .
هناك عدة نقاط في موضوعك يا علي
الطلاب و الأهل يعانون ضغوطا نفسية رهيبة في فترة الثانوية العامة تصل ذروتها ايام النتائج. لا شك في هذا و فعلا أمر محزن و يثير تعاطفي أنا التي أرى ان الثانوية العامة هنا مثلها مثل اي يوم في اي سنة دراسية .. لا ضغط .. لا هم .. لا منع تجول للأبناء ليمضوا الوقت في الدراسة فقط. الأهل كانوا يحلمون بحياة أفضل لابنائهم و مكانة اجتماعية أعلى من التي عاشوها هم لكن تردي الأوضاع الاقتصادية جعل الحلم يتقلص الى تمكن الأبناء من الصرف على أنفسهم و تغطية حاجاتهم الخاصة و تكوين حياتهم بأنفسهم و ان أمكن مساعدة الأهل .. ليس أكثر. طيب ضمن الأحوال الاقتصادية التي نعرفها هل هناك امكانية لتحقيق ذلك الحلم بدون الشهادة؟ لا أتوقع ذلك الا لمن عنده راسمال و ممكن يفتح his own business أو لفلتة نادرة ممكن يخرج باختراع يحسن وضعه بقفزة أو طرق غير مشروعة. يعني مفيش مخرج الا بالشهادة. و المجموع هو الذي سيفتح لك الطريق أمام الجامعة و الشهادة. و من هنا تأتي مقدمات الضغوط النفسية للأهل و الأبناء. يعني مفيش الا هالطريق أو طريق الجوع و الشارع.
المكانة و الرتب الاجتماعية و الحلم بها جاء من حلم العامة بالارتقاء الى الطبقة المرفهة و حياتها و الراحة و الجمال و الرفاهية اللي فيها. يعني الفجوة الطبقية و الميزات المترتبة عليها هي السبب في ذلك الحلم و ليس مجانية التعليم كما تقول.
الشهادات تعلق على الجدران ليس بسبب التعليم نفسه و لكن بسبب أحوال البلد و تحديدا السوق و القوى المتحكمة فيه. لما يكون مفيش انتاج و لا وظائف و الأيدي العاملة العرض فيها أكثر من الطلب و العلاقات و المعارف و الواسطة هي اللي بتفتح الطريق أمام الوظيفة فطبيعي ان الشهادة غالبا ستتعلق على الجدران. و طبيعي ان العاهة الحمار دراسيا بينما أبوه حرامي كبير تلاقيه مستقبله مضمون و طريقه مفروش بالورد و الحرير و بيتوسط للأول على دفعته يشتغل وظيفة أي كلام.
تقول: "ملكة الفهم ضمرت . جيمع انواع الذكاء سحقت . الموهوبون اصبحوا عديموا الفائدة" .. هذه هي أهداف التعليم عند أنظمة رجعية. اعادة انتاج التخلف و تضيع عمر الشعب في البحث عن اللقمة حتى لا يفتح عينيه على دائرة أوسع. و دفن الملكات العقلية اللي بتودي في داهية و تفتح العيون على التساؤل و التقصي و تحول المواطن الى قنبلة وعي موقوتة. يعني التعليم مجني عليه بواسطة النظام. و الطالب و أهله مجني عليهما بواسطة الاثنين.
تريد التعليم أن يكون هدف في حد ذاته. هذا ممكن يا عزيزي و لكن عندما تنتمي لطبقة اجتماعية مش عارفة تودي الفلوس فين. فتتمكن من الاعتكاف في مكتبة فخمة و برج عاجي و تكريس وقتك للعلم و المعرفة.
من أجل أن نرتاح و نريح الأهل من الضغوط النفسية العالية في فترة امتحانات الثانوية العامة يلزمنا اصلاح سياسي يا علي فقضية التعليم قضية سياسية و ميدان صراع طبقي على نفوذ و امتيازات و مصالح. ببساطة لأنه التعليم اما ينتج عبيدا أو ثوارا أحرار في نهاية مطافه.
تمنياتي بالتوفيق