الأزمة في سوريا ليس سببها وجود أو عدم وجود مؤيدين لبشار الأسد، وهي كذلك ليست تعبيراً عن نسبة المعارضة كبرت أو صغرت،

الثورة في سوريا لا تهدف لتحقيق برنامج "سياسي" ما .. هذا جهل مدقع بماهية الثورات، فلا توجد ثورات ديمقراطية، بل يوجد ثورات تأتي بالديمقراطية (وقد لا تأتي بها كما حدث في إيران وقبلها روسيا) ..البرامج السياسية مهمة الأحزاب في ظل نظام تعددي،

وهذا بالذات ما نناضل من أجل الوصول إليه ...

الخلاف الأساسي هو حول آليات عمل النظام، لذا فنحن نطالب بإسقاط هذا النظام؛

أي تفكيك الآليات والبنى التي تحكمه ..

الأنظمة المدنية الحديثة (راجع مفهوم العقد الاجتماعي المؤسس للدساتير الحديثة لا سيما لدى "جان جاك روسو") لا يحق لها اضطهاد الأقليات (السياسية و/أو الدينية و/أو المذهبية و/أو الإثنية) ..

فحتى لو فرضنا جدلاً أن المعارضة للنظام تشكل أقلية، فالنظام يفقد شرعيته حين يقمعها ...

قد يقرر الشعب أن ينتخب بشار الأسد مثلاً بعد سقوط النظام، وليكن .. ولكن الآليات تكون قد تغيرت، فلا يقمعن أحد أحد ويصبح التداول السلمي للسلطة أمراً من لب النظام وتعريف وجوده...

قد يقول قائل: ما تحدثنا به جميل ولكن ذا الذي يخرج للتظاهر لا يفهمه أو لا يعبر بتظاهره عنه ..

أقول: بل إنه يعبر عنه خير تعبير وأفضل تعبير، فهو يخرج رافضاً لكنه وماهية النظام (أي قمعه وأمنه الذي يحكم آليات عمل السلطة المتحكمة بالدولة والمغيبة لعدلها الإجتماعي ولدورها المؤسساتي). إنه يعبر عنه بكل بساطة بندائه الأصيل والمتعطش للحرية (حرية وبس).

كلام رائع

ولكن لي تحفظ على المقطع التالي :
(( الثورة في سوريا لا تهدف لتحقيق برنامج "سياسي" ما ...
..البرامج السياسية مهمة الأحزاب في ظل نظام تعددي))

ولكن ان اقتنعت انا وغيري الكثيرون أن الثورة لا تهدف لتحقيق برنامج سياسي ما , فسأغير موقفي حالا من الثورة وربما قد انضم للثوار

عزيزي؛
هي ليست لا تهدف لتحقيق هكذا برنامج وحسب، بل لا تستطيع "عضوياً" تحقيقه .. لأنها لا تمثل تياراً سياسياً منظماً أساساً، إنها تجمع مجموعة كبيرة من البشر بينهم من الخلافات ما هو قائم بشكل طبيعي بين البشر.
إن الأحزاب المنظمة والعريقة بذاتها والتي تعيش بحالة سلم أهلي وحالة نشاط عريق وقديم الجذور في أعتى الديمقراطيات "تهلك" لتشكيل برنامج متواضع، فما بالك بـ"ثورة".
أنا مدرك تماماً أني بعد الثورة سأكون منتمياً لأحزاب وتيارات موجودة بمكوناتها في هذا الثورة والبعض الآخر سيكون خصمي الفكري، ولكنه لن يكون عدوي، ولن أحاول إقصاءه أو قمعه، وسأرفض قمعه لي وإقصاءه لي .. وسيكون رافدي وعضدي وسندي في الكثير من الأحيان بعض من "منحبكجية" اليوم، بعد أن ينفضوا عنهم أردان العبودية وتغييب العقل الممنهج الذي مارسه النظام بحق شعبنا على مدى عقود طويلة ... هذه هي أساسيات مكتسبات الثورة.

تحياتي

ما تكتبه صحيح وقد كتبت كلاما مشابها له سابقا

الان هناك عملية تغيير فى سوريا انطلقت و وصلت مرحلة اللاعودة عملية التغيير مندفعة بقوة الشارع ومعطيات اقليمية ودولية
ما يحرك الشارع هو توقه للحرية وعوامل اقتصادية و الشيخوخة النهائية للانظمة المشابهة للنظام السورى فى كافة ارجاء المنطقة ( طبعا البعض يحاول ان يفترض عوامل اخرى تحرك الشارع ويعتبرها مسبقا مصدر تهديد له )

فى نهاية المطاف ستنتهى الامور بعقد اجتماعى جديد ينظم المجتمع السورى والدولة السورية وشكل العلاقة ما بين الدولة والمجتمع وهذا لا تقرره حركة الشارع بل تقرره النخب السورية العليا
لهذا وامام عملية التغيير التى انطلقت وبلا رجعة لا مكان للخائفين من نتائج العملية القائمة فلا امكانية لخفض مخاوفهم سوى المشاركة فى عملية التغيير لضمان ان يكونوا جزءا من النخب التى تقرر نتائجها ( السكون والشتم وتمنى ان لا يسقط النظام وان تعود الامور لسابق عهدها فهذا يجب ان يكون سيناريو منتهى فى وعيهم لانه لن يحدث .. فقوى الدفع هائلة)

الناس خرجت لتطالب بالحرية، والكثيرون تحدثوا عن شعورهم بالحرية للمرة الأولى من خلال التظاهر والهتاف، وعندما يقدم المرء دمه من أجل الحصول على شيء فإنه لن يتنازل عنه بعد ذلك لأي كان.
معظم المتخوفين من التغيير يتحججون بالمجهول، ولكن الضامن لمستقبل البلد هو الحرية التي يجب أن تسود فيه والتي تضمن للجميع حقه وأن يكون صوته مسموعاً، ففي مجتمع يتمتع بحرية الإعلام من صحف وقنوات وإمكانية وصول الخبر وعدم حصر المعلومة بيد مسؤول ما، سيصبح الكل مسؤولاً عن تصرفاته وأعماله، ومن هنا تبدأ آلية مكافحة الفساد.
بالتأكيد الكشف عن الفساد سيترافق مع قوانين حديثة ودستور مدني يضمن للجميع حقوقاً متساوية أمام القانون.
التغيير سيفتح المجال لتحقيق ذلك، عندما يعلم الرئيس وحاشيته ومن هم دونهم في المناصب أن لا شيء باق لهم "إلى الأبد" وأن الأدوار قد تنقلب سيتغير سلوكهم أمام الشعب بكل تأكيد.
الثورة لن تخلق مجتمعاً مثالياً، ولكنها ستفتح المجال أمام تحسين المجتمع من خلال طرح رؤى وبرامج مختلفة والناس تختار وتجرب وترفض وتغير

(07-14-2011, 03:02 AM)ابن سوريا كتب:  " ما .. هذا جهل مدقع بماهية الثورات، فلا توجد ثورات ديمقراطية، بل يوجد ثورات تأتي بالديمقراطية (وقد لا تأتي بها كما حدث في إيران وقبلها روسيا)

هذا محتم فالعالم كله يشهد انحسار للديموقراطية وإنتشار الفساد عالمكشوف سواء من قبل الأنظمة السائدة نفسها أو من يحل محلها

(07-15-2011, 08:48 AM)Rfik_kamel كتب:  

(07-14-2011, 03:02 AM)ابن سوريا كتب:  " ما .. هذا جهل مدقع بماهية الثورات، فلا توجد ثورات ديمقراطية، بل يوجد ثورات تأتي بالديمقراطية (وقد لا تأتي بها كما حدث في إيران وقبلها روسيا)

هذا محتم فالعالم كله يشهد انحسار للديموقراطية وإنتشار الفساد عالمكشوف سواء من قبل الأنظمة السائدة نفسها أو من يحل محلها

لا زلت بنفس الأسلوب وبنفس التفكير
تبرر الفساد القائم بفساد محتمل
تبرر القمع القائم بقمع محتمل
تبرر الجرائم القائمة بجرائم محتملة

لو كل العالم طبق مبدأ الشيطان الذي نعرفه خير من الذي لا نعرفه لتحول العالم كله إلى بحيرات نتنة نتيجة الركود والعفونة.
التغييرالمستمر قد يأتي بأسوأ ويأتي بأحسن، ويخلق فرص للتحسن والتعلم

(07-15-2011, 05:57 PM)((الراعي)) كتب:  

(07-15-2011, 08:48 AM)Rfik_kamel كتب:  

(07-14-2011, 03:02 AM)ابن سوريا كتب:  " ما .. هذا جهل مدقع بماهية الثورات، فلا توجد ثورات ديمقراطية، بل يوجد ثورات تأتي بالديمقراطية (وقد لا تأتي بها كما حدث في إيران وقبلها روسيا)

هذا محتم فالعالم كله يشهد انحسار للديموقراطية وإنتشار الفساد عالمكشوف سواء من قبل الأنظمة السائدة نفسها أو من يحل محلها

لا زلت بنفس الأسلوب وبنفس التفكير
تبرر الفساد القائم بفساد محتمل
تبرر القمع القائم بقمع محتمل
تبرر الجرائم القائمة بجرائم محتملة

لو كل العالم طبق مبدأ الشيطان الذي نعرفه خير من الذي لا نعرفه لتحول العالم كله إلى بحيرات نتنة نتيجة الركود والعفونة.
التغييرالمستمر قد يأتي بأسوأ ويأتي بأحسن، ويخلق فرص للتحسن والتعلم

نعم بالضبط كذلك
هو ربما يعتقد ان الناس ساخطين منه وعليه شخصيا وليسوا ساخطين لاسباب تخصهم ليس لها علاقة به بل وتخص كل المجتمع السورى بما فيهم هو نفسه الناس تريد حريتها وكرامتهم كبشر لهم حقوق وصفة اعتبارية تريد تحسن وضعها الاقتصادى تريد نظاما عاديا وليس نظام موديل الخمسينات من القرن الماضى هم يثوروا ليس لاسباب فريدة من نوعها بل لنفس الاسباب التى تحرك كل شعوب المنطقة بل والارض

لا أبداً العالم يشهد منذ سقوط الاتحاد السوفييتي تمدداً وانتشاراً أكبر للديمقراطية اجتاحت العالم كله حتى أدغال إفريقيا، ولم يبقَ إلا بعض البؤر الشمولية القمعية في الشرق الأوسط وغيرها.
تحياتي

هل تتوقعون سقوط النظام عبر 25 شهيد كل أسبوع و 100 جريح