لعل قصائد الغزل أكثر جاذبية من قصائد هم الوطن
وهي القصيدة الخامسة عشرة المنشورة في الديوان الرابع الصادر حديثا منذ أسابيع.
محبتي للجميع

عيناكِ
عيناكِ يا عصفورةَ الوادي
حكايةُ مرجةٍ
نامَتْ يُداعِبُ شَعْرَها
جَبَلٌ أشمُّ
كَفَارسٍ غَمَرَت يداهُ ضفيرةً
هَطَلَتْ على جيدِ الفَرَسْ
ألوانُها
كُتِبَتْ بماءِ الرّوحِ في سِفرٍ نَقِيْ
وعطورُها من ريقِ عاشِقةٍ
توشّح وردُها الجوريُّ،
شهدًا طليْ.
ونميرُها
من دمعِ مخمورٍ
تولّه غارقًا في جمـرِ
شيطانٍ خفيْ.
وظلالُها
نُسجت على نَوْلِ الإلهِ
فَلا يدٌ للوَحْشِ تَعْبَثُ في بكارَتِها
ولا غيرُ العنادلِ
تستظلُّ ربيعَها عندَ العَشِيْ
عيناكِ يا شَجَنًا تثاءَبَ ناعِسًا
يغفُو عَلَى سِرٍّ رآهْ.
في عُمْقِها زوجانِ من درٍّ
وقبلةُ عاشقٍ ..
موّالُ آهْ.
عيناكِ
يا قيثارَةَ الوادي
قصيدةُ شاعرٍ
أيقونةٌ
ليلٌ على خدّ الحنينْ
أنغامُها
تنسالُ فجرًا من نَدَى
أهدابُها
رصفٌ من الياقوتِ
في جيدِ الرُّخامْ.
فاءَتْ
إلى حِضْنٍ من العاجِ المقطّر
كالنبيذْ
ليسيلَ منها الفجـرُ شلاّلا
يؤطّرُها ظِلالا من خُزامْ
عيناكِ
مِحُرابٌ
صَدَى عِشْقٍ وبوحُ الجلنارْ
وصحيفةٌ بيضاءُ يَسْكنُها حَمَامْ
عيناكِ
فصلٌ من نَهَارْ
وعلى سريرِ الصّمْتِ
تَحْكي قصةَ العشقِ المندّى
بالغَمَامْ
إغفاؤها سحرٌ هَمَى
ورفيفُها
رَقْصٌ على شدوِ الكنارْ
تتثاءَبُ الأحلامُ في أجفانِها
فيرفُّ هُـدْبٌ
مثلَ درٍّ شعّ في قلبِ الْمَحارْ
عيناك ! هل
يا حُلْوتي أَحْيا بِها يوما
وَيَطْويني الزّمانْ...؟

أواخر 2010

محبتي ومودتي

مرحبا عزيزي عادل
قصيدة جميلة أعادتني لما سبق أن تفضلت بذكره في شريط نبض وحرف من أنك خرجت عن السن الذي تستطيع أن تكتب فيه كلمة حبيبي , وتدل دلالة قاطعة علي أن روح الشاعر التي تعانق الجمال لا تعرف عمرا , مجموعة من اللوحات الرائعة في عيني حبيبك - ولولا الحب ما كانت - تروح وتغدو في منازل العينين , تتأمل وتصور وتعانق وتذوب لوعة وتتلاشي .
طوبي لك وللعينين الموصفتين بهذا الجمال .
آآآآه لو كنت شاعرا
كنت كسرت الدنيا

إليك هذه الأغنية الجميلة



كوكو

لوحات تضوع جمالا و عذوبة يا أستاذ عادل .. تجمع جمال المشهد و الحركة و اللون و الموسيقى علها تفي جمال عيون الحبيب حقهما من الوصف و العاطفة.

اقتباس:لعل قصائد الغزل أكثر جاذبية من قصائد هم الوطن

ليس شرطا برأيي فالابداع هو القضية و الحكم.

محمود درويش و غيره جدلوا الغزل مع الهم الوطني مثلا:

عيونك شوكة في القلب
توجعني و اعبدها
و احميها من الريح
و اغمدها وراء الليل و الاوجاع .. اغمدها
فيشعل روحها في ضوء المصابيح
و يجعل حاضري غدها
أعز علي من روحي

و سياب العراق نكاد كلنا نحفظ غيبا غزله في العراق و همه الوطني في انشودة المطر

عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء .. كالأقمار في نهر
يرجه المجداف وهنا ساعة السحر
... كأنما تنبض في غوريهما النجوم

و يجيد علي بن الجهم الغزل في قصيدته الشهيرة التي لا زلنا نرددها و نغنيها

عيون المها بين الرصافة و الجسر
جلبن الهوى من حيث أدري و لا أدري
خليلي مـا أحلـى الهـوى وأمـره
أعرفنـي بالحلـو منـه وبالمـرَّ !

الى قوله
............................وأعلمـي
بأن أسير الحب فـي أعظـم الأسـر

و صاحب

ان العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
و هن اضعف خلق الله انسانا

و كممممممم قيل في العيون
و ليس من قليل سمعنا "داري العيون داريها .. و ارحمنا من بلاويها"

اقتباس:وتدل دلالة قاطعة علي أن روح الشاعر التي تعانق الجمال لا تعرف عمرا

أوافقك تماما يا استاذ كوكو و ليست روح الشاعر وحده. فثقافتنا هي ما يقمعنا و يردعنا عن ارتكاب الحياة و ليس العمر و لا السنين. فبداخلنا يبقى ذلك الطفل البرئ و ذلك القلب المراهق الذي يشتعل عشقا ان مسته شرارة جمال. و كما قيل: الطبيعة أوجدت الطيور لكن الانسان أوجد الأقفاص.


لا حرمنا جمالكما


و على ذكر منير: دا عينيك شبابيك و الدنيا كلها شبابيك

(07-31-2011, 07:51 AM)coco كتب:  مرحبا عزيزي عادل
قصيدة جميلة أعادتني لما سبق أن تفضلت بذكره في شريط نبض وحرف من أنك خرجت عن السن الذي تستطيع أن تكتب فيه كلمة حبيبي , وتدل دلالة قاطعة علي أن روح الشاعر التي تعانق الجمال لا تعرف عمرا , مجموعة من اللوحات الرائعة في عيني حبيبك - ولولا الحب ما كانت - تروح وتغدو في منازل العينين , تتأمل وتصور وتعانق وتذوب لوعة وتتلاشي .
طوبي لك وللعينين الموصفتين بهذا الجمال .
آآآآه لو كنت شاعرا
كنت كسرت الدنيا

إليك هذه الأغنية الجميلة



كوكو

أستاذ كوك
قبل كل شيء لا بد من الشكر على مرورك
قلت :
(...من أنك خرجت عن السن الذي تستطيع أن تكتب فيه كلمة حبيبي ,وتدل دلالة قاطعة علي أن روح الشاعر التي تعانق الجمال لا تعرف عمرا) ,
ربّما يا صديقي تقول الصدق فإحساس الشاعر لا يبتعد كثيرا عن إحساس الناقد العادي فكيف إذا كان شاعرا وذوّاقة للشعر.
لكن...؟ أجارنا الله من لكن!!
الشاعر يقول حبيبي بعد عمر طويل نعم، وطبعا ليس كما يقولها شابا، وأعتقد أن الشاعر في مثل عمري يتجه للجزء لا للكل، فقد لا يقوى على احتضان الكل فيرى في احتضان الجزء عزاء
ذات العينين تلك؟ أحببتها نعم ولكن جزءا منها وليس كلها أنا أدري وهي حتى الآن لا تدري
فالحب عندي بعد هذا العمر لن يتجاوز الجزء إلى الكل، بخاصة وإن الكل موجود عندي وفيّ وبين أولادي.
فهذا الكل الذي أحب قرأت عليه القصيدة وقرأها مطبوعة إنما لم يعلق بأكثر من إعجابه بها ولم يسأل عن تلك العينين لأنه يعرفني ويحبني شاعرا وتلك ميزة الشاعر إنها زوجتي التي أهوى.

مرورك دائما يبهجني
محبتي ومودتي

العزيزة هالة
الشكر الجزيل لمرورك البهي
سعدت برأيك وما قدمت من شواهد على التحام الحب بالهم الوطني

ربما إنني أوردت ما سبق لأمر ما
فقد أنزلت قصيدة بعنوان ( أنا لست وحدي المنتمي) حول الوضع العام للوطن في سوريا ومرّ عليها القليل من القراء والكثير من الوقت و لمّا لم ألق ردا أو تشجيعا ظننت أنها قد تكون فاسدة ودون المستوى فقلت الهم الوطني لا يشغل إلا بالي فقمت بحذفها
وعدت للغزل فوجدته أكثر حميمية مع القراء الأعزاء كأنتِ والصديق كوكو

أشكر مشاعرك ثانية
محبتي ومودتي

يااااااه ما أعذب هذه القصيدة .. أسلوبها فاخر وصورها جميلة ومتداخلة بشكل منساب محكم ..
حقيقة , أعجبتني حتى أني تخيلت عينيها عندما قلت :

اقتباس:أهدابُها
رصفٌ من الياقوتِ
في جيدِ الرُّخامْ.
فاءَتْ
إلى حِضْنٍ من العاجِ المقطّر
كالنبيذْ
ليسيلَ منها الفجـرُ شلاّلا
يؤطّرُها ظِلالا من خُزامْ

بالنسبة للحديث عن هم الوطن وتداخله مع الغزل أعتقد أن شفافية القصائد الغزلية ورقتها لا تلتقي مع الهموم الوطنية إلا من خلال تشبيه الوطن
بالمحبوب واستخدام النبرة العاطفية لملامسة مشاعر القارئ وإيصال الفكرة إليه بلطف بعيداً عن جفاف السياسة وقسوة الواقع !!

تحية وتقدير

(08-13-2011, 01:35 AM)* وردة * كتب:  يااااااه ما أعذب هذه القصيدة .. أسلوبها فاخر وصورها جميلة ومتداخلة بشكل منساب محكم ..
حقيقة , أعجبتني حتى أني تخيلت عينيها عندما قلت :

اقتباس:أهدابُها
رصفٌ من الياقوتِ
في جيدِ الرُّخامْ.
فاءَتْ
إلى حِضْنٍ من العاجِ المقطّر
كالنبيذْ
ليسيلَ منها الفجـرُ شلاّلا
يؤطّرُها ظِلالا من خُزامْ

بالنسبة للحديث عن هم الوطن وتداخله مع الغزل أعتقد أن شفافية القصائد الغزلية ورقتها لا تلتقي مع الهموم الوطنية إلا من خلال تشبيه الوطن
بالمحبوب واستخدام النبرة العاطفية لملامسة مشاعر القارئ وإيصال الفكرة إليه بلطف بعيداً عن جفاف السياسة وقسوة الواقع !!

تحية وتقدير

العزيزة وردة
لبوحك طعم الشعر
ذائقة حساسة تلتقط بكل يسر ما تراه جميلا
سررت لمرورك وشكرا على ما أبديت من رأي أرجو أن تستحقه عينا موصوفتي

لا شك أن موصوف الشعراء لا يبتعد كثيرا عن الوطن المسكون فيهم
هذه ضريبة الأدباء والمثقفين والشعراء
أن يسكنهم حب الوطن في كل شيء

محبتي ومودتي