اخترت الخيار الثاني لأنه الأقرب لحفظ كرامة مبارك ورمزيته التي دامت 30 عاماً ترتبط بدولة ذات حضور سياسي وتاريخي وسيادي كمصر ..
ولا أعتقد أن محاكمته التي رأيناها والتي جُمع فيها بأبنائه ومعاونيه في قفص واحد في أعلى مستويات المهانة كانت موفقة في تحقيق
ما أراده المصريون من ثورتهم والذين طالبوه فيها بالرحيل وأصروا وهتفوا لكنه لم يرحل كما طلبوا وتنحى بشكل رسمي ومشرف يليق بمكانة
مصر ومستواها في الوقت الذي رأينا بأعيننا زعماء دول الثورات الأخرى لم يجرؤوا على ما جرأ عليه فمنهم من هرب ومنهم
من استنزف شعبه ولازال ومنهم من تفحم وهو متشبث بكرسيه يحكم بلاده وهو لاجيء .. حقيقة لم يقدر المصريون له ذلك في محاكمته
ولكني أخشى أن يقدروه بعد أن يروا مبارك معلقاً على حبل المشنقة كما جرى مع صدام حسين ..!

(05-28-2011, 03:27 PM)بهجت كتب:  عن محاكمة مبارك أرى بتواضع تام .
أولآ : محاكمة مبارك يجب أن تكون محاكمة سياسية ، سياسية حتى تلك الجرائم المتعلقة بالتربح ، أو أي جرائم جنائية أخرى .
ثانيا : محاكمة الرئيس لا يجب أن تخضع لنفس الإجراءات التي تجري على المواطنين العاديين ، فحتى القضاة هناك قوانين خاصة بإجراءات محاكماتهم ، بحيث لا يحتجزون في أماكن حجز المجرمين العاديين و ... و .... .
ثالثا : يجب أن تحاكم الرئيس السابق سلطة دائمة منتخبة ، و ليس سلطة مؤقتة قام هو بتعينها لحكم البلاد مخالفا الدستور الذي رفض تغيره رغم عواره .
رابعا : يجب أن تحكمنا مصلحة الوطن العليا و ليس العواطف ، سواء عواطف الشفقة أو عواطف الإنتقام .و لنتذكر قول عالم الإخلاق الشهير جون رولز " علينا أن نعرف كل شيء عن الموضوع ،و ننسى كل شيء عن انفسنا " فلا تحكما تحيزاتنا و مشاعرنا المحمومة ،و لكننا نصر ألا نعرف شيئا عن القضية ولا ننسى شيئا عن أنفسنا ..
علينا أن نتذكر أن غياب العدالة الان سيعني غيابها في المستقبل أيضا .

الزميلة المحترمة وردة . أشكرك على المداخلة .
طرحت هذا الشريط قبل بدء محاكمة حسني مبارك ، و لكني حتى ذلك الوقت لم أتصور أن تكون المحاكمة بهذا المظهر المخزي ،ولم أتصور أن المصريين سيكونون مخلصين لأسوأ سلوكياتهم الحضارية إلى هذا الحد ، بينما العالم كله يراقبهم .
هذا يوم عار قومي يجب أن نخجل منه ، ليس لأن حسني مبارك لم يرتكب ما يستحق أن يحاسب عليه ، فهذا ما ستكشفه المحاكمة العادلة ،و لكن لأن المصريين أظهروا أنهم غير قادرين على توفير تلك المحاكمة العادلة . إني في حيرة تامة من تذبذب أداء المصريين و تناقضهم ، فالشعب الذي قام بانتفاضة شعبية ناجحة و أسقط نظاما ظالما ، هو نفسه الشعب الذي يغرق في الفوضى و يتوقف عن الإنتاج ،و يفشل في توفير العدالة لرئيسه السابق على مشهد من العالم كله .
لم يسبق لي أن شاهدت متهما يحضر جلسات المحاكمة راقدا على سرير المرض ، حتى في أسخف الأفلام السينمائية و أكثرها بؤسا ، إن البشرية ارتقت كثيرا على تلك الممارسات . ماحدث في قاعة المحكمة المصرية يذكرني بمحاكمات القرون الوسطى ، عندما يأتون بالمتهم راكبا الحمار بالمقلوب و يجرسونه ، بينما الرعاع يسبونه و يلقون عليه الحجارة شامتين ، دون أن يدروا من هو و ما هي تهمته ، فالمشهد كله لا علاقة له بالعدل ، بل بالسادية الجماعية ، تماما كما حدث في باريس في عهد الإرهاب الذي تلى الثورة الفرنسية و كاد أن يفسدها كلية ، لولا المثقفين الفرنسيين الذين نفتقدهم تماما !.
لعله من المحزن أن نقارن معاملة العراقيين صدام حسين بمعاملة المصريين لرئيسهم ، بالرغم من كل جرائم صدام حسين المعلنة على الأقل . و لعله من المحزن أن نقارن المحكمة العراقية المنظمة المتحضرة بالفوضى التامة في المحكمة المصرية العشوائية ، و لعله من المخزي للمصريين أن نقارن صدام حسين الجالس بثقة على كرسيه في مواجهة القاضي العراقي ، بمبارك الراقد – كالذبيحة – في قفص في مواجهة الجمهور العشوائي الذي يملأ المحكمة ، بينما المحامون يتخاطفون الميكرفون كما يفعلون في سوق الخضار ، حتى وصل إليه مختل عقليا فأعلن أن مبارك مات منذ عام 2004 و أن الراقد في القفص بديله ، كما لو كنا في مصحة للأمراض العقلية ، و ليس في محكمة مصرية تحاكم الرئيس السابق !.
إني لا أحفل بحسني مبارك الرجل ، فهناك محامون يحصولون على الأموال للدفاع عنه و عن غيره ،و لكني مهتم بمصر و سمعتها و مستقبلها و صورتها في العالم ، و حسني مبارك كان رئيسا لمصر 30 عاما متصلة ، و إهانته ولو بيد بعض المصريين هي إهانة لكل مصري شئنا أم أبينا .

(08-07-2011, 11:32 AM)بهجت كتب:  الزميلة المحترمة وردة . أشكرك على المداخلة .
طرحت هذا الشريط قبل بدء محاكمة حسني مبارك ، و لكني حتى ذلك الوقت لم أتصور أن تكون المحاكمة بهذا المظهر المخزي ،ولم أتصور أن المصريين سيكونون مخلصين لأسوأ سلوكياتهم الحضارية إلى هذا الحد ، بينما العالم كله يراقبهم .
هذا يوم عار قومي يجب أن نخجل منه ، ليس لأن حسني مبارك لم يرتكب ما يستحق أن يحاسب عليه ، فهذا ما ستكشفه المحاكمة العادلة ،و لكن لأن المصريين أظهروا أنهم غير قادرين على توفير تلك المحاكمة العادلة . إني في حيرة تامة من تذبذب أداء المصريين و تناقضهم ، فالشعب الذي قام بانتفاضة شعبية ناجحة و أسقط نظاما ظالما ، هو نفسه الشعب الذي يغرق في الفوضى و يتوقف عن الإنتاج ،و يفشل في توفير العدالة لرئيسه السابق على مشهد من العالم كله .
لم يسبق لي أن شاهدت متهما يحضر جلسات المحاكمة راقدا على سرير المرض ، حتى في أسخف الأفلام السينمائية و أكثرها بؤسا ، إن البشرية ارتقت كثيرا على تلك الممارسات . ماحدث في قاعة المحكمة المصرية يذكرني بمحاكمات القرون الوسطى ، عندما يأتون بالمتهم راكبا الحمار بالمقلوب و يجرسونه ، بينما الرعاع يسبونه و يلقون عليه الحجارة شامتين ، دون أن يدروا من هو و ما هي تهمته ، فالمشهد كله لا علاقة له بالعدل ، بل بالسادية الجماعية ، تماما كما حدث في باريس في عهد الإرهاب الذي تلى الثورة الفرنسية و كاد أن يفسدها كلية ، لولا المثقفين الفرنسيين الذين نفتقدهم تماما !.
لعله من المحزن أن نقارن معاملة العراقيين صدام حسين بمعاملة المصريين لرئيسهم ، بالرغم من كل جرائم صدام حسين المعلنة على الأقل . و لعله من المحزن أن نقارن المحكمة العراقية المنظمة المتحضرة بالفوضى التامة في المحكمة المصرية العشوائية ، و لعله من المخزي للمصريين أن نقارن صدام حسين الجالس بثقة على كرسيه في مواجهة القاضي العراقي ، بمبارك الراقد – كالذبيحة – في قفص في مواجهة الجمهور العشوائي الذي يملأ المحكمة ، بينما المحامون يتخاطفون الميكرفون كما يفعلون في سوق الخضار ، حتى وصل إليه مختل عقليا فأعلن أن مبارك مات منذ عام 2004 و أن الراقد في القفص بديله ، كما لو كنا في مصحة للأمراض العقلية ، و ليس في محكمة مصرية تحاكم الرئيس السابق !.
إني لا أحفل بحسني مبارك الرجل ، فهناك محامون يحصولون على الأموال للدفاع عنه و عن غيره ،و لكني مهتم بمصر و سمعتها و مستقبلها و صورتها في العالم ، و حسني مبارك كان رئيسا لمصر 30 عاما متصلة ، و إهانته ولو بيد بعض المصريين هي إهانة لكل مصري شئنا أم أبينا .

هذا المشهد المخزى هو ما دفعنى شخصيا ودفع الكثيرين للتعاطف معه .

يجب محاسبه من سمح لهذا المشهد أن يخرج بهذا الشكل الى العالم , مبارك حتى الأن رئيس جمهوريه مصر العربيه السابق والمتهم " البرىء " حتى تثبت ادانته , ورئيس مصرى سابق متهم لا تجب معاملته بهذا الشكل المهين .
هل علمتم الأن لماذا يرفض بشار والقذافى وعلى صالح التنحى والرحيل؟ من منهم يرضى لنفسه هذا المشهد المهين والمذل؟ يبقى حلال اللى بيعملوه فى شعوبهم ولا حرام؟

أنا مش فاهم ليه نزعة الانتقام والتشفى مسيطره ع الناس أوى كده !

(08-07-2011, 11:58 AM)عاشق الكلمه كتب:  ........................

أنا مش فاهم ليه نزعة الانتقام والتشفى مسيطره ع الناس أوى كده !

يا صديقي .
العلاقة بين المصري و الحاكم علاقة مريضة منذ عهود سحيقة . و لهذا سرعان ما ينقلب المصري على الحاكم بمجرد موته أو فقدانه للسلطة ، ولو استطاع لحاكمه و نكل به . في العصر حدث هذا مع فاروق و محمد نجيب و جمال عبد الناصر و السادات ،و لهذا كان طبيعيا جدا أن يحدث مع مبارك خاصة أنه أطول الرؤساء حكما ، كما أن نظامه كان أكثر الأنظمة رخاوة و تسيبا ،و أنه الوحيد الذي سمح بنقد الحاكم لسنوات طويلة ، حتى أنه فقد احترامه حتى أثناء حكمه . المدهش أن مبارك لم يتوقع أنه سينكل به ، و أنه لم يخرج خارج البلد بمجرد سقوطه ، أعتقد أن مبارك و أبنائه أغبياء بالفعل ،و إلا ما أسلم نفسه إلى أعدائه ليعبثوا به بكل تلك السهولة .
لا ألوم الجماهير المقهورة عندما تنتقم ممن تجده أمامها بريئا كان أم مذنبا ، اللوم كله على الأبله الذي يتوقع أنها ستتعامل معه "بجنتلة"، رغم أن تلك الجنتلة لم تكن أبدا من شيم الجماهير .

اتفرج يا سلام: محاكمة مبارك حصريا على كل الشاشات في رمضان

[
علي سالم
الشرق الأوسط
7/8/2011


تضاربت عواطف وانفعالات المصريين عند رؤيتهم لرئيسهم السابق مريضا مستلقيا على نقالة داخل قفص حديدي في قاعة محكمة، ما بين ارتياح شديد، واستياء أشد. وهو الارتياح الذي بلغ أحيانا حد الفرحة الهستيرية (Euphoria) كما تعرضه بعض عناوين الصحافة التي سأعرضها بعد قليل، بالإضافة، بالطبع، لبعض زبائن الفضائيات الذين طالبوا بإعدامه في شوق عظيم، بعد محاكمة عادلة بالطبع. يمكن تفسير هذا التناقض الحاد في الانفعالات إذا أخذنا في الاعتبار بأن محمد حسني مبارك ليس شخصا فقط بل هو أيضا فكرة، هو مواطن، وهو أيضا يمثل فكرة الرئاسة والرئيس عند عدد كبير من البشر. الوعي، ينتج الاستياء والرغبة في عقاب هذا الشخص الذي يتصورونه مسؤولا عن كل ما حدث لهم من ألم وإحباطات، وفي الوقت ذاته لا يستطيع اللاوعي الإفلات من أسر فكرة الرئيس والرئاسة، لذلك يقع صريع الحزن لمصيره والتوحد معه، وخاصة أنه كان محاطا بولديه الشابين مما جسد في اللاوعي فكرة الأب الذي كان أقوى الأقوياء يوما ما ثم تحول إلى عجوز وعاجز راقد على حمالة طبية في قاعة محكمة داخل قفص حديدي.

الارتياح المبالغ فيه من ناحية، والاستياء والألم في الناحية الأخرى، هذان الانفعالان، أو هاتان العاطفتان، أليسا امتدادا لما قاله أرسطو من قبل عن طبيعة المأساة (التراجيديا) من أنها تثير في نفس المتفرج عاطفتي «الرعب والشفقة» (Pity and terror) وأن امتزاج هاتين العاطفتين يحدث داخل المتفرج قدرا من التطهر. المأساة كما يرى أرسطو لا تحدث إلا لعظيم، وبالمقاييس العصرية وفي الجمهوريات، لا يوجد من يحتل مقاما أعلى من رئيس الجمهورية، وبالتالي وفي اللحظة التي تتوحد فيها بالبطل (العظيم) في محبسه معانيا أكثر الظروف بؤسا وتعاسة في التاريخ، يبدأ الرعب في الاستيلاء عليك، غير أنك وبآليات الحفاظ على النفس، تكتشف أنك لست هو، وأن ما يحدث له إنما يحدث له وحده، عندها تبدأ في الإحساس بالشفقة عليه. أعتقد أن شيئا من ذلك قد حدث للمصريين جميعا عند مشاهدة مبارك سجينا عاجزا عن الحركة.

غير أن ما أعترض عليه ويخيفني حقا هو استغلال المشهد إعلاميا وسياسيا لصنع حفل زفاف وهمي لا يوجد فيه عريس أو عروس بل مدعوون فقط، والإصرار على ضخ حالة من الفرح في صدور الناس تحجب عنهم رؤية مشاكلهم الحقيقية وضرورة التصدي لها وكأن محاكمة مبارك الهدف منها هو الحصول على إجازة طويلة نمتنع فيها عن التعامل مع مشاكلنا. أعتذر إذا كان ما أقوله فيه بعض الغموض، وأنتقل فورا للمزيد من الإيضاح عبر كلمات الآخرين التي ربما تكون أكثر وضوحا مني؛ وخاصة ما كتبه المحرر في أكثر جرائدنا وقارا ورصانة («الأهرام» في 4 أغسطس (آب) 2011): «تحولت الشوارع والميادين في مختلف محافظات مصر إلى تظاهرة وعرس للديمقراطية المنشودة التي أفرزتها ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، حيث امتلأت الميادين بالشاشات العملاقة التي التف حولها الكبار والصغار منذ الصباح الباكر لمتابعة البث المباشر لمحاكمة الرئيس السابق ونجليه علاء وجمال وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق و6 من مساعديه في قضية قتل المتظاهرين وإهدار المال العام. وكانت السمة المشتركة التي جمعت تلك الأعداد الكبيرة من المواطنين الذين التفوا حول شاشات العرض العملاقة هي حالة الفرح والسعادة والهتافات للعدالة والمطالبة بالقصاص من قتلة المتظاهرين ورموز الفساد الذين اغتصبوا قوت الشعب».. ياه.. الفرح والسعادة؟ بماذا سيشعر المصريون إذن عندما يتمكنون من إطعام أنفسهم، وتسديد ديونهم، واسترداد أموالهم المنهوبة؟ واستصلاح صحراواتهم وإعدادها للزراعة، بماذا سيشعرون عندما يدخلون في منافسة مع الصين وبلاد شرق آسيا؟ بماذا سيشعر المصريون عندما يتمكنون من القضاء على الأمية؟

إدامة حالتي «الفرح والسعادة» بغير مبرر حقيقي هو بالضبط ما أخشاه، لأنه دليل على عدم الرغبة أو العجز عن مواجهة تحديات السياسة والاقتصاد. محاكمة مبارك ورجاله ستستغرق أعواما طويلة، هذا هو ما يجب أن يعرفه الناس لكي لا تشترك في زفة لا توجد فيها ليلة دخلة. أهم ما يميز أي فرح هو ليلة الدخلة، أين هي في كل ما يحدث؟

خلاص.. لقد بدأت محاكمة مبارك ورجاله، ماذا بعد؟.. ما هو الطريق الذي ستمشي فيه مصر؟ ما هي المحطة الاستراتيجية البعيدة؟ هنا تبدأ مسؤولية النطق بالكلمات التي نسيها عدد كبير من الناس، عندما تذهب مع أسرتك إلى شباك التذاكر في محطة الأتوبيسات فعليك أن تعرف بوضوح إلى أين أنت ذاهب، وأن تعلن ذلك بوضوح لعامل التذاكر عندما يسألك: «رايحين على فين؟».

ليس من حقك أن تغني له: «رايحين ع البلد اللي تحقق أمل العشاق».

سيؤكد لك الجميع بأننا في طريقنا إلى محطة الحرية السياسية، بشرط ألا يتوقف قطارنا على محطة الحرية الاقتصادية، وهذه خرافة بالطبع بل ربما تكون كذبة من أعظم أكاذيب التاريخ، من المستحيل أن تعمل من أجل الحرية وفي الوقت نفسه تتوقف في مكانك عاجزا عن الحركة لخوفك من أميركا والغرب وإسرائيل والعرب أيضا، هذه بلاهة سياسية وربما تكون جريمة أيضا.

كل ما يحدث في محاكم مصر لا يهمني في شيء، لسبب بسيط؛ إنها بحد ذاتها لا تصنع واقعا جديدا قادرا على الاستمرار، ولكن حادث الهجوم على مركز شرطة وقتل ضابط وعدد من الجنود أمر يهزني من الأعماق. المدهش في الأمر والمخيف أيضا أن يظهر عقب الحادث مسؤول سياسي كبير ويخرج من جيبه كل مفردات النظام السابق وإعلامه، والمذيعة أيضا حريصة على السؤال الشهير: «إحنا عارفين طبعا يا فندم إن مصر مستهدفة.. لكن تفتكر مين المسؤول عن الحادثة دي؟».

فأجاب الإجابة المعتمدة الشهيرة وهي: «طبعا الإمبريالية العالمية، والصهيونية العالمية، وطبعا فيه كمان عدد من الدول العربية حريصة على ألا نتمتع بالديمقراطية، لأنهم يعرفون إن مصر الديمقراطية حاتكون حاجة تانية خالص».

طبعا كان من السهل على الرجل أن يقول: «التحقيقات ما زالت جارية حتى الآن، وعندما نصل إلى معرفة الجناة فسنقدمهم إلى المحاكمة».

غير أنه لم يفعل وفضّل بدلا من ذلك أن يركب طائرة ويحلق بها فوق واشنطن وتل أبيب والعواصم العربية بحثا عنهم. هو في حقيقة الأمر ليس مهتما بالقبض عليهم، هو فقط يريد أن يكون من أبطال الكاميرات المحاربين بغير حرب ضد الإمبريالية.. و.. و.. و.. إلخ.. إلخ..

تتعالى الصيحات الثورية الآن مطالبة بالتطهير، أي تطهير حكومة مصر ومرافقها ومؤسساتها من رجال النظام السابق، هذا عن البشر.. ماذا عن مفرداتهم؟ ماذا عن مناهجهم في التفكير؟ ماذا عن تكويناتهم النفسية التي تجعلهم يضحون بالحقيقة والعقل من أجل المزيد من الشعبوية؟

أوافق فوريا

أما ملاخقة الثروات وغيرها من أمور فيمكن متابعتها بدعوة قانونية منفصلة كونها تأخذ وقتا أطول وتتعلق بأشخاص آخرين.

(08-07-2011, 11:32 AM)بهجت كتب:  الزميلة المحترمة وردة . أشكرك على المداخلة .
طرحت هذا الشريط قبل بدء محاكمة حسني مبارك ، و لكني حتى ذلك الوقت لم أتصور أن تكون المحاكمة بهذا المظهر المخزي ،ولم أتصور أن المصريين سيكونون مخلصين لأسوأ سلوكياتهم الحضارية إلى هذا الحد ، بينما العالم كله يراقبهم .
هذا يوم عار قومي يجب أن نخجل منه ، ليس لأن حسني مبارك لم يرتكب ما يستحق أن يحاسب عليه ، فهذا ما ستكشفه المحاكمة العادلة ،و لكن لأن المصريين أظهروا أنهم غير قادرين على توفير تلك المحاكمة العادلة . إني في حيرة تامة من تذبذب أداء المصريين و تناقضهم ، فالشعب الذي قام بانتفاضة شعبية ناجحة و أسقط نظاما ظالما ، هو نفسه الشعب الذي يغرق في الفوضى و يتوقف عن الإنتاج ،و يفشل في توفير العدالة لرئيسه السابق على مشهد من العالم كله .
لم يسبق لي أن شاهدت متهما يحضر جلسات المحاكمة راقدا على سرير المرض ، حتى في أسخف الأفلام السينمائية و أكثرها بؤسا ، إن البشرية ارتقت كثيرا على تلك الممارسات . ماحدث في قاعة المحكمة المصرية يذكرني بمحاكمات القرون الوسطى ، عندما يأتون بالمتهم راكبا الحمار بالمقلوب و يجرسونه ، بينما الرعاع يسبونه و يلقون عليه الحجارة شامتين ، دون أن يدروا من هو و ما هي تهمته ، فالمشهد كله لا علاقة له بالعدل ، بل بالسادية الجماعية ، تماما كما حدث في باريس في عهد الإرهاب الذي تلى الثورة الفرنسية و كاد أن يفسدها كلية ، لولا المثقفين الفرنسيين الذين نفتقدهم تماما !.
لعله من المحزن أن نقارن معاملة العراقيين صدام حسين بمعاملة المصريين لرئيسهم ، بالرغم من كل جرائم صدام حسين المعلنة على الأقل . و لعله من المحزن أن نقارن المحكمة العراقية المنظمة المتحضرة بالفوضى التامة في المحكمة المصرية العشوائية ، و لعله من المخزي للمصريين أن نقارن صدام حسين الجالس بثقة على كرسيه في مواجهة القاضي العراقي ، بمبارك الراقد – كالذبيحة – في قفص في مواجهة الجمهور العشوائي الذي يملأ المحكمة ، بينما المحامون يتخاطفون الميكرفون كما يفعلون في سوق الخضار ، حتى وصل إليه مختل عقليا فأعلن أن مبارك مات منذ عام 2004 و أن الراقد في القفص بديله ، كما لو كنا في مصحة للأمراض العقلية ، و ليس في محكمة مصرية تحاكم الرئيس السابق !.
إني لا أحفل بحسني مبارك الرجل ، فهناك محامون يحصولون على الأموال للدفاع عنه و عن غيره ،و لكني مهتم بمصر و سمعتها و مستقبلها و صورتها في العالم ، و حسني مبارك كان رئيسا لمصر 30 عاما متصلة ، و إهانته ولو بيد بعض المصريين هي إهانة لكل مصري شئنا أم أبينا .

كلامك يطرح تساؤلات عدة إذ يبدو أن المثقفين والإعلاميين المصريين لا زالوا يلتزمون الحياد إلى حد ما ففي تلك المحاكمة لم نشهد
لهم حضوراً واضحاً وقوياً لامن قبل ولا أثناء وربما حتى بعدها فأين يمكن أن نرى دور المثقفين المصريين ومؤسسات الرأي العام الذين
عرفنا عنهم أنهم قادرون على رفع أصواتهم وقول رأيهم بوضوح وبأكثر من وسيلة مع الكثير من مهارة التأثير في المجتمع وخارجه؟

كذلك لم يكن المثقفين والإعلاميين هم من غابوا أو غيبوا عن هذا الحدث ولكن هناك شريحة مهمة غابت أيضاً وخبت جذوتها
وهم الشباب الثوار حيث لم نعد نرى لهم ذاك الحضور كما في أول الثورة وهم من أشعل شرارتها وأوقدها بشكل رائع ومتحضر
أجبر الجميع على متابعتهم والتعاطف معهم فلماذا لم يسمح للشباب الثوار بالتحدث سواءً في قاعة المحكمة أو في التصريحات
والبرامج الحوارية ما قبل وبعد المحاكمة ؟!

كما أود أن أقول كما قال غيري أنه وبغض النظر عن كل ما اقترفت يدا مبارك ما ثبت ومالم يثبت فكلنا لا يستطيع تجاهل أنه كان
رئيس دولة عظمى وقائد عسكري وطيار أكتوبر المعروف فلماذا تم تجاهل الجانب العسكري في محاكته ولم يتم التنويه عن ذلك
ولو من باب العدالة لذكر ماله وما عليه أمام العالم المتابعين ؟!



أخلص التحايا لك ولشعب مصر ولمصر التي أحبها

بصفتي عربي وسوري ويهمني مصير مبارك كون سياسته الخارجية تؤثر في حياة الشعوب العربية الاخرى

مثلا موقفه من الحرب على لبنان ووحصار غزة
في البداية كنت مع محاكمته واعدامه

بعد ان رايت مايحصل عندنا بدرعا واشهد على الفضائيات عن الاستعداد لمحاكمة مبارك
اصبحت ارى ان يحاكم ويعفى عنه

ولكن بعد ان رايت مايحصل في كل عموم سوريا وارى مبارك في القفص الحديدي

ارى ان يتم العفو عنه وتامين كل سبل الحياة الكريمة له ولا مانع من عمل تمثال صغير تخليدا لموقفه من الثورة وانسحابه بسرعة حفاظا على حقن دماء المصرين

فهو بالمقارنة ببعض الزعماء اصبح ملاكا

++++++++++++++++++

يجب ترك حسنى مبارك فى حالة وتركه يعيش ما تبقى من عمره بكرامة ...لان فى هذا احترام لفكرة تواصل الدولة ... ولان الاشياء التى تهم المصريين الان ليس حسنى مبارك فقد سقط عن الحكم وانتهى امره من ناحية سياسية .. فتاريخ الرجل متناقض ليس لديه مغامرات خارجية اضرت بشعبه .. مستوى قمع الدولة فى عصره استمر لكنه استمر فى الهبوط التدريجى مقارنة بكل تاريخ الدولة المصرية المعاصر يداه ليستا ملوثة بمجازر او بحملات اعتقال و بطش شديدة .. كان يبدو موظف دولة عادى ولم يعطى لنفسه كاريزما او عبادة بل وحتى تضخيم صورة الحاكم .. انسحب من السلطة بادنى خسائر يمكن تخيلها ... فريق اول فى جيش خاض واحدة من اشرس وانبل المعارك