تشظي المعارضة السورية وشططها وشطحاتها
قبل أن ندخل لطرح هذه الرؤية حول المعارضة السورية ينبغي علينا أولا أن نحدد موفقا من النظام السوري والذي سأصفه بأنه شيطان قديم نعرفه سابقا باستبداده وأمنه ومخابراته ـ وهذا فقط من أجل الأشخاص الذي يطلعون أول مرة وليس محاولة مني لرفع للعتب تجاه أولئك الأشخاص الذين لديهم مواقف مسبقة نتيجة حوارات معهم بهذا المنتدى ممن هم ضد النظام السوري .
أبدأ بعرضي عن هذه المعارضة التي أصفها بملاك جديد نجهله حديثا لأفتح الباب للنقدها لتسليط الضوء تجاه الأمور التي ظهرت له مؤشرات تدل على تشظيها ووشططها وشطحاتها من خلال وقائع على الأرض تمارسها ، أو من خلال مقولات لها تعبر عنها ،أو توجهات تتبناها ، ونحن بهذا الموضوع معنيين بالدرجة الأولى بتسليط الضوء حول هذه المعارضة كونها دخلت طرفا في المعادلة داخل سوريا والباب مفتوح لمن أراد المشاركة بمثل هذه الأمور مع التحية والتقدير
مرت شهور من بداية الاحتجاجات في سوريا وكنا معها قلبا وقالبا وما زلنا معها ، وهذا الاحتجاجات تعبر عن توجهات أولئك الناس الذين يعملون عليها وسنستمر في تأييد هذه الاحتجاجات في حالة تبين أن هذه الجهات أفضل حالا من النظام الحالي وليست أسوأ حالا منه ، وحديثنا هنا عن تشظيها وشطحاتها وشططها بعد ما يقرب من خمسة شهور من الاحتجاجات مما يرفع أي دعوى اتهام بالمسارعة بالتشنيع عليها وهي وليدة ، نعرض هذا لأن التجربتين في تونس ومصر أعطت ثمارهما اليانعة سريعا بينما الحال في سوريا يراوح مكانه ما يعني فشلا ثوريا على غرار الفشل في البحرين ينبغي الاعتراف به لنتبين إلى أين تسير الأمور مع المعارضة السورية فإما أن تكسب الداخل والشارع وتفرض التغيير على النظام وتكون حرة شريفة أو تمارس البغاء مع الخارج وتصبح عاهرة فاجرة توصل سوريا إلى التمزق والتفرق والذل والمهانة.
وسألمح لبعض الأمور فيما بخص المعارضة السورية
الملمح الأول:
إن أكبر مشكلة تواجه المعارضة السورية هو وقوعها في شراك الفكر السلفي القاعدي التفجيري ومنظريه وكون غالبية الشعب السوري هو حاضنة سنية فهي بيئة مناسبة لهذا الفكر المتطرف لينمو ويعلو فخطورة انجرارها وجرها نحو الفكر المتطرف تبقى قائمة حيث له أدواته فإن هذا الفكر المتطرف ولو كان أقلية يستطيع تفجير الوضع داخل الغالبية المعتدلة فيه على أساس أن الهدم يكون بسرعة اكبر وهذه أهم ميزات الفكر السلفي التكفيري التفجيري أنه فكر هدم لا فكر بناء ولنا الشواهد ماثلة بابن لادن وقاعدته فالتفجير والهدم يكون قبل التفكير بالبناء وإذا تسلط وقوي هذا الفكر السلفي المتطرف سيدمر سوريا حتى يبنيها من جديد حسب رؤيته ولا يهم كم ستزهق في ذلك من أرواح وكم ستخسر من سنوات لسوريا خاصة وللمنطقة عامة.
الملمح الثاني:
إن الاعتماد على الخارج المناوئ للنظام ممثلا بالدول الغربية لن تجني منه سوريا العنب وستلعب هذه الدول الغربية بالمعارضة لعبا وسيدجنها ويركعها وما ليبيا عنا ببعيد!
الملمح الثالث:
إن معادة جهات خارجية مؤيدة للنظام خاصة إيران وحزب الله وحشرهما في الصراع الداخلي بين النظام والشعب السوري سيضر بسوريا ولن يخدم الشعب السوري
بناء على هذه الملامح الرئيسية وغيرها سأفتح الباب لعرض الحوادث والوقائع والمقولات والتوجهات على تشظي المعارضة السورية وشططها وشطحاتها فإما أن تكون مجرد دعاوي فنتبينها أو تكون حقائق فنراجعها أو أن تكون تلفيقات فننبذها وغايتنا هو الموضوعية
تحياتي للجميع،،
ما يمكن وضعه بالملمح الأول عن الفكر السلفي التكفيري التفجيري أسوق هذا الؤشر
المعارضة السورية: مسلحون يهاجمون الجيش
نقلت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية عن ناشطين سوريين قولهم إن الهجوم الذي استهدف جنودا حكوميين في مدينة حماة الأسبوع الماضي، أصبح شبه مؤكد أنه من تنفيذ عناصر مسلحة شاركت في مقاومة الأميركيين بالعراق، وأبدوا مخاوفهم من أن يقود مثل هذا العمل إلى حرب أهلية.
وكان النظام السوري قد زعم أن أكثر من 400 جندي وعنصر أمن قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في منتصف مارس/آذار الماضي.
وقالت الصحيفة إنه من الصعب معرفة الجهة التي نفذت الهجوم، وأضافت أنه رغم أن أغلبية المتظاهرين يتصرفون بطريقة سلمية، فإن جهات متشددة في المجتمع تبدأ من متطرفين إسلاميين إلى ناشطين علمانيين وأطراف انتهازية أخرى وجدت لها مكانا وسط الاحتجاجات.
ونقلت عن أسامة منجد -وهو معارض سوري- تقليله من حجم الميل إلى التسلح داخل المعارضة رغم اعترافه بتنامي المشكلة.
وقال "لا يمكن ضمان سلمية أي ثورة بنسبة 100%، وعلى المعارضة أن تتعامل مع وحشية النظام كما عليها أن تتعامل مع أغبياء يجب أن يفهموا أن هذه الاحتجاجات يجب أن تبقى سلمية".
وقالت الصحيفة إنه إلى جانب أكثر المجموعات تشددا، هناك بعض المواطنين الذين حملوا السلاح للدفاع عن أنفسهم ضد المجازر التي يرتكبها النظام ضد المدنيين العزل، وفي مدينة حماة وحدها قتل 100 شخص في الأسبوع الماضي بعدما اجتاحتها الدبابات وقصفت الأحياء السكنية كما قالت المعارضة.
وقال منجد "الهدف هو ضمان سلمية الاحتجاجات قدر الإمكان، لكنها كلما طالت صعبت السيطرة على الناس في الشوارع بسبب إحباطهم وتساؤلهم عن جدوى الاحتجاج السلمي"، وأضاف "لا نستطيع التحكم فيهم بشكل كامل، لكننا نحثهم على عدم الوقوع في الفخ الذي يصر النظام على نصبه وإدخال الاحتجاجات في متاهة الصراع الطائفي".
وتسعى المعارضة بشكل ملح إلى تقليل أي توجه يوحي بأن المتظاهرين الذين يشكل السنة أغلبيتهم يستهدفون طائفة الشيعة العلويين الذين ينتمي لهم الرئيس بشار الأسد.
لكن الصحيفة قالت إن هناك اعتقادا بوجود توتر طائفي، ونقلت عن مجموعة الأزمات الدولية أن المعارضة السورية حذفت شعارات أطلقها متظاهرون ضد الطائفة العلوية من المواد التي تنشرها على الإنترنت.
وأضافت أن المعارضة تصر على إنكار استهداف قوات الأمن، وتصف كل ما يبثه التلفزيون السوري بأنه مفبرك، وأن الجنود القتلى يسقطون برصاص قادتهم لأنهم يرفضون قتل المدنيين.
لكن مشهدا كرر التلفزيون السوري بثه وأظهر فيه جنودا قتلى وهم يلقون من جسر على نهر العاصي، قالت المعارضة إنه قديم وحدث في منطقة جسر الشغور، غير أن صورا التقطت من الفضاء أثبتت أنه حديث وفي المكان الذي صور فيه، وهنا اعترف معارضون وقالوا إنه جاء ردا على مجازر الجيش السوري في حماة، وأن المنفذين هم مسلحون سابقون شاركوا في مقاومة الأميركيين بالعراق.
المصدر الجزيرة نقلا عن الاندبندنت