كنت اليوم في نقاش حاد ومحتدم حول آلية وآليات عمل المعارضة.
لا أخفيكم بأني لست سعيداً بأداء المعارضة السورية، ولكني مع ذلك متأكد من نهاية النظام.
اليوم برأيي اللعبة السياسية بملعب المعارضة، فإن توحدت وهو أمر برأيي قريب ولكن خصوصية سوريا سيجعل من هذه المهمة صعبة وحادة نوعاً ما. ولكن ما أن تتوحد على بعض الأمور فسيبدأ العد العكسي، وهي فعلياً وعملياً متحدة فعلياً حولها، ولكن يجب ترجمتها عملياً وبأسرع وقت، فالدماء السورية تتناثر.

ورح نطلع قريباً جداً للحرية نهتفلها بكل سوريا. (كما يقول سميح شقير في أغنيته "ياحيف")

المهم؛ أنه في كل ثورة في تاريخ الأمم لا شيء كان بديهياً، البعض يعتقد بوجود ثورة نظيفة وجميلة وصافية ونقية تماماً، وهو بالطبع لم يشهد بتاريخه ثورة واحدة، فثورة 1925 بسوريا لا شيء جميل بها، وكل من ثار بها ثار لأسبابه، فسلطان باشا الأطرش كان زعيم عشيرة ولهنانو أسبابه بالثورة وغيرهم، ولكن استطاعت نخبة وطليعة أن تجمعهم بلحظة ما وتضع بالواجهة من أرادته كرمز لها.
لكن اليوم فإننا أمام ثعلب سياسي يتلاعب بكل شيء وأي شيء ليبقى في السلطة، رغم أن القراءة المحايدة الذكية للتاريخ تكفي لنعرف بأن هذا النظام لا يمكنه البقاء.
لكن قاتل الحمير أنى له الفهم؟!!!

سيأتي التغيير، وسيندم البعض لوقوفهم في الجانب الخطأ كما وقف الكثيرون بجانب الطغاة على مدى التاريخ فدوماً وجدنا من يعشق الاستبداد ويبرر له ويبرؤه من جرائمه الواضحة ويجعل الضحية "جانٍ"، وسيتحجج البعض بعدم وضوح الرؤية .. وكأنهم لم يكونوا يعلمون، وسنغلق العيون وسننسى لهم هفواتهم لكي تستمر الأمة بالسير للأمام.
والمجد للثورة السورية الكبرى.

وكما يقول مظفر النواب ذات "وترية ليلية":
أيحتاج دمٌ بهذا الوضوح
إلى معجم "طبقي"* لكي يفهمه.

* أو طائفي لا فرق.

مودتي

النظام ساقط ساقط ( قولاً و فعلاً ) لكن متى ؟ وكيف ؟؟؟ هذه لا أملك إجابتها ......

كم يسعدني أن أقرأ لك يا عزيزي.

و سيسعدني أن تتحقق توقعاتك. و لكن لا اخفي عليك أني أكثر تشاؤم، و أرى أننا و صلنا إلى طريق شبه مسدود.

لا ننكر أن النظام يتخبط، و ما زال يعامل الحالة بنفس الأسلوب منذ 40 سنة

و اخر دليل هو قانون منع الاستيراد للسلع الكمالية و لكل ما يتجاوز ضريبته 5 بالمية، فهو نفس الأسلوب الذي اتبعه الأسد الأب خلال عقود و فرض بنفسه على البلد و الشعب حالة الحصار الاقتصادي من الداخل.

و لكن النظام لم يزل قويا، قويا من الناحية العسكرية، و قويا من دعم المنحبكجية و المصلحجية.

و برأيي أن الدعم الأكبر له هو روسيا، و رأيي أن شرط سقوطه الأول: هو أن تتخلى روسيا عنه.

المعارضة اليوم و البارحة تأتي من مختلف أطياف الشعب السوري. خلافا لانتفاضة الثمانينيات التي كان يتزعمها الأخوان المسلمين، انتفاضة اليوم ليس لها زعيم، هذا له ايجابيات أولها أنه ينفي نظرية المؤامرة التي يتمسك بها النظام، ثانيا يثبت أنها ثورة شعبية بكل معنى الكلمة، فعدد كبير من فئات الشعب يغذي هذه الثورة: بالدم و بالتأيد الفعلي و الكلامي و حتى العاطفي.
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=45097

و بالمقابل: ليس من السهل الحصول على توافق مختلف مؤيدي الثورة:
فليس سهلا أن تجمع على نفس الطاولة العلماني مع المتدين، الطائفي مع القومي، المسالم مع الحربجي، الشيوعي مع التاجر، الغني مع الفقير. و هلم جر.

رغم كل هذه المصاعب، اليوم قبل الغد، على جميع هذه الأطياف أن تتوحد لهدف واحد : سوريا و بس. هل هذا ممكن؟ ربما هذا هو سبب تشائمي.

النظام انتهى وما تبقى للوصول للنهاية الكلية والواقعية ...مجرد تفاصيل

إذا لم يحدث انقلاب عليه من ضمن الجيش فهذا صعب وموت نائب رئيس الاركان وتبديل وزير الدفاع له دلالاته ....إلا إذا اعتقدنا بأن الحرب الاهلية هي سقوط للنظام أو نجاح للثورة ....سيسهل انقلاب الجيش بقيادة مجموعة علوية لايزال عندها ذرة فهم وشرف القصف الجوي لارتال دبابات بشار

---

http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=137723

آن لهذا الجنون أن يتوقف من الطرفين وإلا سنخسر آلاف الابرياء كما فعل اللبنانيون ببعضهم 1975-1990 وبالنهاية جلسوا على طاولة حوار مكرهين فلا حل آخر أمامهم وخرجوا باتفاق الطائف بتنازل الطرفين عن بعض شروطهما والتقوا بالوسط ...لايمكن

لطرف أن يقتل أو يسجن أو يهجر طرف آخر لأن أنصار كل طرف يعدون بالملايين ..

---

من يتهمون المعارضة بأنها بعيدة عن نبض الشارع فربما هذا أفضل وهذا يؤهلها للبحث عن حلول منطقية قابلة للتنفيذ تجنب البلاد الانزلاق بحرب أهلية تستمر سنوات لنعود لنقطة الصفر أي للتفاوض ...فالمتظاهرين غالبا بسبب ماعانوه من قتل واعتقال وتعذيب على يد خنازير لاتعرف الرحمة .... رؤوسهم حامية لاتصلح للتفكير الهادئ والعقلاني ....ولايرضون بأنصاف الحلول....

بالنسبة للموقف الروسي أنا شخصيا أراه في صالح المعارضة حاليا لأنه الى أن يتغير فهو يعطي المعارضة وقتا للملمة صفوفها و التقدم الى الأمام بتحقيق انجاز ما. و لو تغير موقف روسيا اليوم و انضمت الى الموقف الغربي قبل أن يشتد عود المعارضة فلربما يتفقون على ضربة عسكرية لسوريا.

و لا أعتقد ان الموقف الروسي سيبقى على حاله فأمريكا و أوربا لن يعدموا اقتراحا أو عرضا يرضي الحكومة الروسية و يضمن لها مكاسب لا تقل عن مكاسبها من الاستثمارات و تجارة الأسلحة مع النظام السوري. هم شو شغلتهم الا التآمر على هذا العالم و شفط و تقسيم موارده بيناتهم؟!

(09-26-2011, 01:21 AM)ابن سوريا كتب:  كنت اليوم في نقاش حاد ومحتدم حول آلية وآليات عمل المعارضة.
.....

هناك "استعصاء" يحول دون التوصل إلى إقرار برنامج موحد للمعارضة. سببه موقف الإخوان المسلمين من الدولة "العلمانية" التي دعاهم إليها أردوغان.

على الجيل الشاب الذي يقود الثورة أن يتجاوز القيادات التقليدية للإخوان، ويتفق مع معارضة الداخل والخارج على "عقد اجتماعي" يحدد الأطر الدستورية للدولة السورية القادمة، ويعلنها صريحة أمام الملأ كي تخرج الثورة من عنق الزجاجة التي قد تنفجر في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.

الموقف الروسى لا يمكن ان يتغير الا زيادة التشدد فى دعم النظام
روسيا فقدت كل موضع لها فى الشرق الاوسط و لم يبق لها الا سوريا , و الروس يعتقدون انه تم خداعهم فى ليبيا و يرفضون تكرار ما حدث فى ليبيا
من ناحية اخرى
التيار الروسى المائل الى الغرب ممثلا فى الرئيس الروسى ميدفيدف قد اعلن تخليه عن الرئاسة فى الفترة القادمة لصالح التيار المتشدد ضد الغرب متمثلا برئيس الوزراء بوتين
و هذا يعنى ان روسيا مقبلة على حكومة متشددة فى سياساتها الخارجية مع الغرب و هذا ليس فى صالح المعارضة السورية التى تتكئ على الغرب و تعتمد على تكوين موقف دولى لضربة دولية عسكرية لسوريا .
الوضع الراهن لا يبشر بسقوط النظام , و اختلف فى ذلك مع الزملاء , فالنظام قوى و متماسك مع الجيش .
الجيش هو الوحيد القادر على اسقاط النظام , و بمراجعة كل الثورات نرى ان الجيش هو الذى يحسم الموقف .

(09-26-2011, 11:54 PM)هاله كتب:  و لا أعتقد ان الموقف الروسي سيبقى على حاله فأمريكا و أوربا لن يعدموا اقتراحا أو عرضا يرضي الحكومة الروسية و يضمن لها مكاسب لا تقل عن مكاسبها من الاستثمارات و تجارة الأسلحة مع النظام السوري. هم شو شغلتهم الا التآمر على هذا العالم و شفط و تقسيم موارده بيناتهم؟!

أن نعزو الموقف الروسي إلى مجرد أن روسيا لا تريد خسارة عقود السلاح مع سوريا هو تبسيط كبير للأمور.
فعقود السلاح مع سوريا لا تشكل شيئا على الإطلاق بالنسبة للاقتصاد الروسي.
أما الاستثمارات الروسية في سوريا فليست أكثر من الاستثمارات البريطانية و الفرنسية و الكندية.
مثلا حتى الآن ليس لروسيا أي منطقة امتياز استخراج نفط أو غاز في سوريا بينما هناك مثل هذه المناطق لبريطانيا و هولندا و فرنسا.
سوريا بالنسبة لروسيا مسألة أمن قومي روسي بالدرجة الأولى.
التحالف الجديد الذي بدأت تتوضح ملامحه بين الأمريكيين و الغربيين و "الإسلام المعتدل" و الذي يقوم على مبدأ وصول "الإسلام المعتدل" إلى السلطة عن طريق الأطر الديمقراطية في مقابل ضمان المصالح الغربية و اتخاذ مواقف عقلانية من إسرائيل. هذا التحالف يشكل كابوسا على الأمن القومي الروسي خاصة مع وجود رأس حربة "الإسلام المعتدل" في تركيا العدو التاريخي لروسيا و الأم الروحية لمسلمي روسيا .
و أن نقول أن الموقف الروسي وحده هو مصدر القوة الدولية للنظام السوري هو أيضا تبسيط للأمور.
كما بينت مرة لو علمت أوروبا و أمريكا أن إدانة سوريا في مجلس الأمن ستسقط بالفيتو الروسي فقط لما ترددوا في طرح القرار على التصويت لإحراج الروس.
و لكن القرار سيجابه برفض ستة دول هي روسيا و الصين و الهند و البرازيل و جنوب أفريقيا و لبنان.
و بالتالي فستكون النتيجة أن نصف العالم يرفض مجرد الإدانة فضلا عن فرض العقوبات أو التدخل العسكري.

ما يقوله الزميلين —علي نور وطرطوسي— منطقي وواقعي. من يراهن على موقف روسي غير الذي، واهم. إن قبل الروس بالعرض الأميركي فسيضيع حلم هذه الفتاة،


كاثرين الثانية العظيمة، كان كل حلمها وضع اقدامها على عتبة المتوسط، وقد فعلوا في سوريا، والروس يعلمون أنهم إن تركوا لن يعودوا؛ فلماذا يقضوا على كل شيء؟

هذا في المنطق، أما في السياسة كل شيء جائز، لكن منطقياً اقرب للمستحيل تخليهم عن النظام السوري.