كما قلت سابقا للزميل بهجت انه رجل صاحب رؤية أكثر منه صاحب رأى .. فالرأى قد يُصلح الأمر لبعض الوقت ولكن الرؤية تُصلح الامر طول الوقت.

وتتميز حوارات الزميل بهجت فى انه يجعل القارئ له يفكر بصورة غير معتادة ويرجع هذا الى تفرد السيد بهجت بمستوى فكرى لا ينازعه احد عليه ... لذلك الاحتكاك به يولد فهما جديدا للعالم.

برجاء ان لا يقول الزميل هاندى ان بهجت طبيب امراض نسا او داية ... لأن هاندى راجل بايولوجى او يمثل الرجل البدائى الذى يعتقد ان الافكار تتلاقح مثل الكلاب والقطط... وإن الفكرة بتنط على الفكرة عايزة تعملها حاجات قلة آدب... وهذا منطق لا غبار بالنسبة له ولكن بالنسبة لى فهو نوع من انواع الضلال

المهم .... ساعدنى السيد بهجت فى تنظيم افكارى نحو تفسير موقف قرآنى قرأته كثيرا ولم افهمه من قبل كما فهمته الآن.

هو تفسير قول الله سبحانه وتعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) صدق الله العظيم

هذه الآية تتكلم عن رجل صالح من بنى اسرائيل رسم الله له طريق ورغم هذا خالفه تكالبا منه على الارض فصار من فرط تكالبه يلهث وينبح على اى شئ ينازعه الارض ... ولكن من الواضح انه كان فى نظر نفسه ونظر من حوله أنه (رجل متدين)

ومن التفسير القادم نستطيع وضع تصور لله فى الاسلام حيث قال عن نفسه انه هو الذى يحكم بين النصارى فيما يعبدون ويفعلون.

لن ينكر النصارى امام الله انهم شهدوا بأن الله محبة ... يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم ... (ويزعلوا لو قلنا انهم كافرون) ...

نعم كفروا بالمسيحية نفسها وعايز حد يقنعنى بإننى غلطان.

ألم يأتى الزميل (هاندى) ان الله محبة

هل مارس (هاندى) تعاليم المسيح

أم انه إنسلخ منها

المسيح بُعث محبة من الله كما هو ثابت فى الاسلام (وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا) ... ولكن الايمان بأن المسيح قد صلب فداء للبشر يقضى على العمل بالمحبة عند المسيحى عندما يقدر ويملك من الأمر شيئا... والتاريخ يشهد بهذا.

هذا دربا من الإيمان الذى يُعطل العمل ويحمل بداخله عوامل فساده.

وعلاج هذه الحالة الكف عن تعاطى معجزات القديسين والباباوات حتى يتحرر العقل من الخرافات وكفى بخرافة كبيرة مُعطلة للعمل (تتمثل فى الصلب فداء للبشرية ) بحيث يظن المسيحى بأنه مجرد الايمان بالمسيح فقد نفذ معظم المطلوب وليس عليه من حرج وكله بيروح فى (الاعتراف) ........وتزيد المعثرة بنواب المسيح فى الارض (ممثلين فى رجال الدين المسيحى) اصحاب البركة.

وانصح كأول خطوة على الطريق ... بأن لا يُقبل المسيحى يد القسيس حتى يتحرر من شيطان عبادة البشر ويبدأ فى عبادة رب البشر وهكذا لا يكون من الغاوين.

فالمسيحى الذى يغوى هو الذى يقول ان الله محبة ولا يعمل بها ... وهؤلاء قد يتطور معهم التعامل الدنيوى حتى يحق عليهم قول الله فى ما تسمى بآيات الحرب عن العامة (والحق انها كلها آيات الله).

وإلى اللقاء فى خواطر أخرى

مع الاعتذار لوضع الشريط فى قسم حول الحدث ولكن لأننى سوف اضع شريط آخر فى قسم فكر حر أقرر فيه (نسف نظرية الخلافة الأسلامية)

الأستاذ نظام الملك .
أنظر للموضوع كله نظرة مختلفة .
طالما نتصدى لقضايا كبيرة بتلك الجدية فهناك مجموعة من القواعد الأساسية يجب أن نقرها لعل أولها ألا ننسى أننا في عالم افتراضي و ألا نتأثر كثيرا بالشخصيات الإفتراضية ، بل لا ندخلها أبدآ في تقيمنا للأحداث . نحن هنا أشبه بمن يشاهد فلما ننساه بمجرد ان نغادر دار العرض ، ربما تبقى بعض الأفكار لا اكثر . هاندي .. أبنوب .. أبو نواس .. . الخ . مجرد أسماء رمزية للمثلين قد يلعبون ادورأ مختلفة في فلم آخر و هكذا ، لا أحد هنا يعبر سوى عن نفسه ، ربما يعطي مؤشرا على ثقافة ما او صفات جمعية في مكان ،و لكن لا أكثر . أريد ان أضع في نقاط بعض من قناعاتي ، متجردآ من أي انطباعات من النادي .
1- أقباط مصر تعرضوا طويلآ لضغوط و تحيزات طائفية و حتى اضطهاد في كثير من المناطق و الأوقات .
2- هناك ممارسات غاية في البشاعة حدثت ضدهم خاصة في مناطق بعينها ، أعرف أنه في الصعيد كان على الفلاح القبطي أن يبحث عن الحماية عند بعض العربان و يطلق عليه " بدويي " و هذا مقابل أتاوة ، هذا الفلاح القبطي لا بد أن يترجل عن حماره كلما مر أمام مثل هؤلاء البدو !. أخبرني صديق قبطي في شبرا وكان وقتها " وكيل وزارة " و منذ سنوات ليست طويلة بأنهم يدفعون أتاوة لبعض البلطجية في المنطقة لحمايتهم و اتقاء لشرهم !.
3- يمكن أن تقول لي أن تلك الممارسات قد تحدث تجاه مسلمين مستضعفين في الصعيد أو حتى في القاهرة ،و هذا صحيح و لكن ليس بشكل جماعي كما يحدث للأقباط .
4- لابد ان يترك ذلك كله أثرآ ،و يتوارث الأقباط هذه الذكريات المرعبة ، هم لن يرجعوها لتخلف المجتمع فالشعوب لا تفكر بالمنطق بل بالغريزة ،وهم سيرون الأمر كله شر في المسلمين كلهم بالميلاد .
5- يا صديقي .. الواقع القاسي يقول لنا أن الكلاب تتعلم العض من الذئاب ،و أن الشعوب تتعلم من جلاديها . لقد عانى أقباط مصر شر أنواع الجلادين .. الجلادين الشعبيين . و بالتالي يتعلمون القسوة من أخطر القساة و أظلمهم .
6- ما يمكن أن نجده في المنتديات من تجن و صفاقة و ... كلها أشياء طبيعية جدا ، هذا نوع من الإزاحة أي البحث عن هدف بديل لتفريغ شحنة الكراهية و الرغبة في الإنتقام . إني على يقين ان الكراهية غير المبررة تجاه شخص مثل بهجت أو ... مجرد إزاحة لا شعورية للكراهية ، مجرد إحساس داخلي بأن هذا كبير المسلمين و يجب الإنتقام منه ،و كلما ازداد تقدير المسلمين الاخرين له سيكون هدفا أنسب لإزاحة الكراهية .
7- السؤال .. و لم ندفع نحن ثمن جرائم آخرين لا علاقة لنا بهم .. الإجابة بسيطة .. لا شيء . تعاطفك مع المصاب بالسعار نتيجة أن هناك كلب عقره لا يجعلك تقبل أن ينقل إليك المرض . هو بريء مصاب ، نعم و لكن ما هو المعنى لزيادة الأبرياء المصابين و أكون احدهم ؟ .
8- علينا واجبان .. الشخصي أن نبتعد عن مصادر الإصابة كلها .. الذئاب و الكلاب و المعقورين على السواء . و العام أن نعالج المصابين كلهم خلال خطة وطنية جادة ومدروسة ، فلا وقت نضيعه ، أن تعم الإصابة يعني ان نصاب جميعا .
9- هكذا أرى الأمر كله .. ربما كنت كعادتي خشنا و جافا و لكني صريح و حسن النية و هذا حسبي .
تقبل تقديري لشخصك الكريم .