(01-03-2012, 02:54 AM)سيستاني كتب: لحد الان رغم متابعتي للشأن السوري صباح مساء لا اعرف ولا قيادة اخونجية بالاسم ..
هل هناك فعلا اسماء اخونجية مؤثرة في الشارع ولها اشياع وجاهزة للانقضاض على الحكم حال سقوط بشار ..؟
في مصر مثلا الجميع كان يعرف ان الاخوان المسلمون هم القوة السياسية الاولى في الشارع والتزوير كان يحول بينهم وبين اكتساح الانتخابات
في مصر كمتابعين من بعيد لم نكن نسمع إلا بمحمد البرادعي و وائل غنيم.
و لكني شخصيا لم أخدع كنت أعلم أن البرادعي و أمثاله ليسوا إلا واجهة جميلة.
و كنت أعلم علم اليقين أن الإسلاميين سيكتسحون أي انتخابات مصرية قادمة و في أحسن الأحوال قد يعجزون عن تخطي حاجز الثلثين.
الشارع السني السوري لا يقل أصولية عن الشارع المصري و ربما يتفوق عليه.
طبعا أكرر أن الأصوليين موجودون حتى في هيكلية النظام الحالي و نفوذ الإسلاميين في الدولة كبير جدا.
من يقول لي و ماذا عن ملايين البعثيين في سوريا أقول هم بعثيون على الورق ففي سوريا أن تكون بعثيا يعني أنك تعلن ولائك للنظام (أو على الأقل عدم انخراطك في معارضته) و لو كنت أبعد الناس عن البعث كفكر و لو كنت لا تعرف ميشيل عفلق من ميشيل أوباما.
فمعظم البعثيين في سوريا هم أصوليو الفكر.
لماذا سوريا ليست دولة أصولية الآن. ببساطة لأن الأسد هو الرئيس و هو الذي يصنع التوازن بالمقابل.
هذا التوازن هو الذي يترك للأقليات في سوريا هامشا يسمح لهم أن يكونوا مواطنين و أن ينأو بأنفسهم عن أصولية الأغلبية.
اليوم تتأثر الأقليات بهذه الأصولية و لكنها لا تغرق بها.
اليوم أنا مضطر إذا أردت أن أحصل على بيان براتبي لأقدمه للبنك للحصول على قرض أنا مضطر أن أقبل أن معظم العاملين في الدائرة المالية في شركتي يرفضون توقيعه لأنه حرام و لكني أعلم أنه سيوقع بطريقة أو أخرى (و لو تم تأخيري عدة أيام) من خلال موظف واحد على الأقل سيحرصون على وجوده بينهم ليقوم بهذا الفعل الحرام عنهم. سيفعلون هذا لأنهم يعلمون أنني إذا تأخرت كثيرا فربما أشتكي و عندئذ سيتدخل من يحمي التوازن.
هوب فجأة تقوم "ثورة" في سوريا. هذه "الثورة" لا ترى في الواقع السوري الحالي شيئا يجب تغييره إلا ما يحمي التوازن لمصلحة الأقليات. "ثورة" ترى أن أصولية الشارع شيء عادي و طبيعي و يجب التعايش معه و لا أدري كيف التعايش معه بينما ما يلجم هذه الأصولية و يحدد منها هو ما يجب اقتلاعه.
نظرت الأقليات نظرة تخوف و ريبة بشكل عام.
و بالنسبة للأقلية العلوية:
1- هي كسائر الأقليات تخشى الأصولية.
2- ظلت تسمع على مدار أربعين عاما أن الحكم علوي. ليس الرئيس بل الحكم. كل أركان الحكم من السنة و غيرهم لا شيء و كل علوي موجود في الدولة و لو كان موظفا بسيطا هو وجه من وجوه هذا الحكم. هذه النبرة تصاعدت كثيرا مع أول يوم من "الثورة" ما وضع العلويين أمام خطر الاجتثاث بكل معنى الكلمة .
3- تأكد هذا الأمر مع كل يوم مضى من عمر "الثورة" و سرعان ما ظهر جليا أن "الثوار" يردون بالعنف العشوائي على الأحياء العلوية إذا ما تعرضوا لضربة قمعية من الدولة.
4- ليزداد الطين بلة فبدل أن تخرج قيادات المعارضة مثلا و تدين بشكل صريح أعمال العنف لم يجدو إلا إنكارا لحدوث هذه الأعمال. ثم خرجوا بخرافة الشبيحة و تحول ضحايا العنف من العلويين إلى شبيحة يستحقون القتل.
لا أزال أذكر معن عاقل و فاتح جاموس في بداية الاحداث يتحدثون على أورينت. فاتح جاموس يكاد يحلف بإله لا يؤمن به و يقول لها المسلحون في الشارع في اللاذقية شيء حقيقي ثم تغمز المذيعة من قناة أنه يقول هذا لأنه علوي (و إن لم تقلها صراحة) حتى قالها الرجل أنا سجين سياسي لمدة سبعة عشر عاما.
كل ما قدمه فاتح جاموس للمعارضة لم يشفع له و بقي عند الآخرين هو أولا و أخيرا علوي.