خلال فترة حكم محمد علي باشا لبلاد الشام في القرن التاسع عشر , ازداد تذمر الناس في جبل لبنان من اضطهاد وجبروت الأمير بشير الشهابي المتحالف مع محمد علي باشا آنذاك وتقدموا بشكاويهم الى ابراهيم باشا بن محمد علي الذي كان يحكم بلاد الشام باسم ابيه .. وفي أحد الأيام كما جاء في كتاب سورية وفلسطين تحت الحكم العثماني للمستشرق الروسي قسطنطين بازلي تحدث ابراهيم باشا مع الأمير عن شكاوي الناس وتذمر الشعب من الضرائب المفرطة وأخذ يلومه على جشعه وارهاقه للشعب بهذه الضرائب , فأجابه الأمير "يامعالي الباشا" انا مرغم على التصرف هكذا من اجل سكينتنا المشتركة , فلسكان جبالنا عادات البغال اللبنانية, وينبغي معاملتها معاملة البغال فقاطعه ابراهيم : وكيف ذلك؟ فتابع الأمير " ألم تلاحظوا,ياسعادة افندينا إن البغال اللبنانية في حملاتكم لا تسير بهدوء من المبيت الى المبيت, الا حينما تكون محملة بثمانين بطمانا" تماما" (وهو وزن تلك الفترة ) حسب العادة المحلية ؟ خفضوا حملها فتهرش كل الطريق وتقذف بحمولتها وترفس وترهق نفسها ضعف تعبها السابق " فقهقه ابراهيم وسر لهذا الجواب .. ولسوء حظ شعوبنا العربية فان نظرية الأمير بشير مازالت سائدة ومعمول بها حتى وقتنا الحاضر من قبل قادة وحكام البلاد العربية الذين مازالوا ينظرون الى شعوبهم باستعلاء وأنها ليست أكثر من بغال يتوجب دوما" العمل على ارهاقها واتعابها وابقائها في حالة من الضنك وتحت ضغط الأزمات المتواصلة ولا أدل على ذلك من استمرار قضية فلسطين في الوقت التي يتاجر ويزاود الكثير بل كل رؤساء وحكام البلاد العربية عليها ويدعون جميعهم أنهم حريصون عليها وكلامهم يدعي البطولة والمقاومة والممانعة لأجلها وهم في الوقت نفسه كاذبون منافقون يثقلون كاهل شعوبهم بفسادهم وطغيانهم .
أما آن لشعوبنا العربية ان تتحرر من هؤلاء الأقزام التافهين امثال بشار الأسد كما تحررت من مبارك ومعمر القذافي وصدام حسين وزين العابدين بن علي وأن تسترد آدميتها وتحرر كرامتها من صفة البغال التي أرادها لها هؤلاء الحكام فأنهكتها وأتعبتها وأفقدتها مكانتها الحقيقية بين الشعوب أم انها ستبقى كما قال شاعرها:
كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها وأوهن قرنه الوعل

نحن في فترة التحرير.
سنتحرر ونتوحد وسيكون لذلك فعل السحر .. البعض لا يفهم روعة ما يعيشون، فهي فترة اتقاد القوة العربية.
إنها مرحلة لا تمر في تاريخ الأمم إلا مرة كل ألف عام.
وفي ناس عمبتيضعها من رؤيتها "الثاقبة".

نحن نعيش لحظة تاريخية لا تعوض.