حقيقة يا عزيزي بهجت انني قرأت ما لخصته انت ، وعدت لقراءة الحلقة الثالثة ، فإن اختلفنا مع " هيكل الراوي" فهنا نتفق مع " هيكل المحلل"

شكرا يا عزيزي على هذا النقل المفيد والعميق

الأخ الكريم جعفر علي .
تقديري العظيم لوجودك في النادي حتى اليوم .فهذا يعني أن الجدية مازالت ممكنة ، و الرجولة لم تدخل متحف التاريخ بعد .
خلال متابعتي اللصيقة للحوار في الشأن المصري أدرك بوضوح أن المشكلة تكمن في طرح السؤال أكثر منها في الإجابات ، و الحضارة كما أراها هي السؤال ،و هنا تحديدا مشكلتنا . حاولت خلال أشهر طوال – حتى مللت و يأست - أن أطرح أسئلة مجدية حتى نرى القضايا من زوايا غير تلك المألوفة في حوار الطرشان في مصر و حولها ،و لكن بدون نجاح غالبا ، فكل زميل كأنه مشدود للغثاء المطروح في الساحات ب" أستك " أو " سوستة " تبذل جهدا خارقا كي تجعله يغير ولو قليلا أنساقه العقلية الفاسدة ،و لكن بمجرد أن تخليه - ولو كي تعطس- حتى يرتد سريعا إلى نفس المربع السابق ولا يغير شيئا أبدا . و كأنها لعنة إغريقية قديمة أن نغرق في جهلنا و بلاهتنا الإعجازية الفريدة . المدهش أن زملائنا العرب غرقوا معنا معتقدين أنهم مدعون إلى ميدان التحرير للتخلص من حسني مبارك و عسكره !، في ريبوتوار لا ينتهي إلا ليبدأ ،و حتى أن البعض صار من دراويش "أسماء محفوظ " وهي فتاة أراها رمزا مركزا لنوعية خاصة جدا من المصري الآن ،ولو كان نجيب محفوظ حيا لجعلها بطلة لرواية له ، هؤلاء دراويش أسماء و يهتفون خلفها بحماس " حسني مبارك عايز ايه .. عايزنا نبوس رجليه " ثم يختم هتافه الثوري ب " يافلول .. يا فلول .. أوعى تفطر من غير فول " ،و هكذا نصنع المستقبل جميعا إن شاء الله !.
ترددت أصلآ في قراءة الحوارات مع هيكل ، لهذا حفظتها في نسختها الإليكتروتية منقولة عن " الخليج " حتى تفرغت لها أمس ، و حاولت أن أشرك أصدقائنا في النادي في هذه القراءة . أعلم أن هيكل يقدم أحيانا شيئا من الذهب و لكن في أكوام هائلة من القش و التراب ، لهذا لابد من جهد كي يكون لهذا الوقت فائدة ، و لهذا وضعت نقاطا سريعة كمصابيح للإسترشاد .
الحوار من وجهة نظري يصلح سياجا أو قناة للحوار بحيث لا يطير في الهواء أو يتبعثر كقطرات الماء في الصحراء ،وهذا ما نفعله عادة . يبدوا أن الحوار أضحى متدني فوق ما اعتقدت ، حتى أن البعض لا يخجل من ترديد مايقرأه لصبية لا يتجاوز عمرهم 15-16 سنة على الفيس بوك و تويتر .يا صديقي هل تعلم أن 50-60% من الأخبار المنشورة في الصحف المصرية المعروفة مفبرك كلية بلا أي أساس ،و حتى عندما يتضح زيفها يرفضون الإعتذار او التنويه لذلك !.
كل نقطة مما طرحنا يصلح للحوار و لكن بشرط بذل الجهد و التفكير ، فلا ينط لي واحد يهذي بأشياء مثل " زحفطون " أو أن ستائر ممنوعة من الصرف أو غيرها من تفاهات لزملاء يتبارون في البلاهة .
شخصيا لا أتوقع خيرا أو مشاركات جادة فلم يعد أحد يفكر – سوى من غضب الله عليه و جعله مفكرا - بل يجتر المتاح كالسائرين نياما .
سوف أضع بعض التعليقات على النقاط التي أراها هامة كلما أتيح لي الوقت .
أتمنى ان يثير هذا الموضوع اهتمامك و تجد ما يدفعلك للمشاركة .

عندما فكرت في شخصية العام في مصر قفز إلى ذهني مباشرة " أسماء محفوظ " ،و اعتقد الأصدقاء أني أسخر و لكني لم أكن أفعل . هذه الفتاة الفقيرة الجاهلة و التي لا تمتلك علاقات قوية ولا أسرة عريقة ،ولا شيء تقريبا ، وهي في ذلك نموذج للفتاة المصرية العادية أي هي مصر الجديدة كما أراها . هذه الفتاة أسقطت الطاغية الأجوف حسني مبارك ،و أهانت أكبر رتبة عسكرية في البلد و تلاعبت بحكام مصر على نهديها الصغيرين . هذه الفتاة حصلت على أموال بشكل غير قانوني ( ومن لم يفعل ) و تدربت في الخارج و نالت الجوائز و من أكثر الشخصيات المكروهة الان في مصر حتى من أبناء جيلها ،و لكنها صنعت اسما من لاشيء . دائما كنت متهما أن ذوقي بلدي وهو كذلك بالفعل . أنا بالفعل أحب أسماء محفوظ و أنظر دائما في صورها إلى عينيها النجيبتين ،و أعلم لماذا بقيت مصر إلى اليوم .. لأننا نضع في بيوتنا أسماء محفوظ فتصنع المعجزات و تعطينا أولادا طيبين .هذا كله لا علاقة له بالسياسة ، فهي لا تملك أفكارا كي نتفق او نختلف .

(02-16-2012, 11:19 AM)بهجت كتب:  هناك قضية أخرى لا تقل أهمية، وتلك أنه عندما تكون حرب بالذات هي “آخر الحروب” في حياة وطن، فإن الروابط تتأثر بين أي مؤسسة جيش وبين جموع شبابها .

أنت وربما غيرك يقول لي إن “آخر الحروب” تنطبق - في الحالة المصرية - على “إسرائيل” فقط، وهنا يثور سؤال . . أي تهديد، هناك حول مصر يمكن أن يدعوها إلى حمل السلاح؟!، والجواب أن “إسرائيل” وحدها مصدر أي تهديد محتمل .

والرد أنه ليس حول مصر تهديد محتمل يقتضي حرباً مسلحة غير “إسرائيل”، لأن محيطها من كل النواحي في الشرق والغرب والجنوب محيط عربي، وليس عليه، ويصعب في أي مستقبل أن يكون عليه مصدر لتهديد محتمل، والواقع أن التهديد المحتمل الوحيد “إسرائيلي”، فإذا كان ذلك محظوراً، إذن فنحن أمام وضع شديد الغرابة!

ويُقال لي مرات إن العقيدة القتالية المعهود بها إلى القيادة العسكرية المصرية لاتزال تعتبر أن الشرق مصدر التهديد أي “إسرائيل” .

لكن المشكلة التي تطرأ هنا أن أي معادلة سياسية ليست مجرد مقولة، وإنما كل شرط في السياسة الدولية له ضمانات تؤكد مفعوله، بمعنى أن الذين وضعوا هذا الشرط، وفروا له من الضمانات ما يجعله ملزماً .

فالسلاح الآن عندنا أمريكي بالدرجة الأولى، وأي سلاح أمريكي في مصر لا يُقدم لها إلا وفق قانون أمريكي معروف ومشهور، مؤداه أن “إسرائيل” يجب أن يكون لها تفوق كامل على كل الجيوش العربية مجتمعة، وهذا يقتضي أن لا يجيء إلى مصر مسمار واحد أمريكي لا توافق عليه “إسرائيل”، وهو خلل في الموازين يصعب القبول بأحكامه، لأن ذلك هو الختم النهائي الذي تتحقق “إسرائيل” به من أن حريتها في العمل مكفولة، وذلك ما يسمونه في واشنطن استراتيجية التفوق النوعي ل”إسرائيل” Qualitative advantage وبمقتضاه فإن “إسرائيل” لابد أن تتأكد على أن ما لديها يجعلها أقوى من محيطها كله مجتمعاً .

ويُقال لنا أحيانا إن تحت التصرف سلاح غير أمريكي، وهذا ليس دقيقاً، لأن التسليح الحديث نظم رئيسية، وليس مجرد إضافات هامشية على تلك النظم .

إلى جانب ذلك فهناك من سنة 1974 ترتيبات على الأرض في “سيناء” تجعلها معرضة للانكشاف، خصوصاً أن الحضور العسكري فيها محدود، والحركة نحوها مقيدة .

من المفارقات أن “آخر الحروب” ينطبق على مصر، وليس على “إسرائيل”، فمنذ حكاية “آخر الحروب” شنت “إسرائيل” حروباً على “لبنان”، وعلى “غزة”، وهي تجهز نفسها الآن لحرب مع “إيران” بدأت مقدماتها إلكترونياً باغتيال علماء المشروع النووي الإيراني، وبما يجري الآن في الإقليم على طرق الاقتراب من “إيران”!! لأن “إسرائيل” يجب أن تحتفظ وحدها بالسلاح النووي تحتكره في الإقليم وحدها .

أنا حابب أعلق على الجزئية دى حيث أنى مهتم بمتابعة الشأن العسكرى المصرى وأفهم فيه الى حد ما ....

مقولة أن حرب أكتوبر هى أخر الحروب بين مصر وأسرائيل أعتقد أنها ليست أكثر من " مجاملة " أطلقها السادات لشركاء السلام الجدد لا أكثر ولا أقل , لكن عمليا وعلى الأرض فمصر تعلم أن التهديد الحقيقى وعدوها الرئيسى هو فى ناحية الشرق , ويتم تسليح الجيش وتمركز القوات بناء على هذا اليقين , فالقوة الضاربة المصرية المتمثلة فى الجيشين الثانى والثالث تتمركز ناحية الشرق من بورسعيد شمالا وحتى السويس جنوبا .

وصحيح أن معظم التسليح المصرى حاليا هو تسليح أمريكى , وصحيح أن السلاح الاسرائيلى متفوق نوعيا على نظيره المصرى , لكن ذلك لا يكفل لأسرائيل حرية العمل , هم والأمريكان يعتقدون ذلك لكن هذا ليس صحيحا , فعلى سبيل المثال وفى حرب أكتوبر كان السلاح الاسرائيلى يتفوق نوعيا على السلاح المصرى , فكانت لدى أسرائيل طائرات فانتوم F4 وكذلك طائرات A 4 سكاى هوك وميراج الثالثة الفرنسية , وكانت كل تلك الطائرات تتفوق على طائرات ميج 21 المصرية بجيل كامل , ومع ذلك أستطاعت طائرات ميج 21 المصرية المسلحة بصاروخين ومداها لا يتجاوز 1100 كيلو متر أسقاط طائرات الفانتوم المسلحة بــ 8 صواريخ ومداها يتجاوز 2600 كيلو متر .

فى تصريح للفريق رضا حافظ قائد القوات الجوية قال أن العبرة ليست باقتناء أو شراء أسلحة جديدة ولكن بالقدرة علي تنفيذ مهام القوات الجوية بكفاءة عالية وهناك مبدأ مهم من مبادئ الحرب لابد من مراعاته وهو الاقتصاد في القوة طالما نملك القوة الجوية التي تمكننا من تنفيذ المهام التي تقع علي عاتق القوات الجوية , وأن تسليح القوات الجوية يبني طبقاً لعدة عوامل منها مسرح العمليات المحتملة والقدرة الاقتصادية للدولة والأهداف المراد تحقيقها من العمليات , كذلك فسبب ثورة الاتصالات ووفرة المعلومات لم تعد هناك أسرارا عسكرية , أصبح معروف ما تملكة كل دولة من معدات وأسلحة , لكن العبرة بالكفاءة البشرية والتدريب الجيد والخطط والأهداف الموضوعة .

بالنسبة للدبابات مثلا ورغم وجود دبابات امريكية حديثة مثل الدبابة M1A1 و M1A2 أبرامز , ألا أن هناك أكثر من 1000 دبابة من نوع رمسيس الثانى المعدلة من T55 الروسية وذلك T55 و T62 وتم أبرام عقد من أحدى الشركات الأوكرانية منذ فترة لتطوير تلك الدبابات عن طريق تغيير المحرك بمحرك ذو كفاءة أعلى 80 حصان وتركيب ملقم ذاتى وزيادة التدريع مع تغيير المدفع بأخر من عيار 125 مم وكذلك تطوير أجهزة التصويب وتركيب أجهزة أطفاء ألى , وفى أحد أجتماعات المشير طنطاوى بالقادة والضباط طالبهم بالحفاظ على تلك الدبابات الروسية " زى عنيهم ".

والأسطول البحرى المصرى أكبر من الأسطول البحرى الأسرائيلى ثلاث مرات , وكانت مصر فى التسعينات قد طلبت من الولايات المتحدة تزويدها بصواريخ هاربون البحرية والتى يمكن أطلاقها من السفن والطائرات أيضا ( سطح - سطح و جو - سطح)الا أن أسرائيل أعترضت على تلك الصفقة تحت زعم أن مصر ستوجه تلك الصواريخ بالتأكيد ضد أسرائيل وليس ضد ليبيا , ورغم الأعتراضات الاسرائيلية الا أن الصفقة قد تمت .

خلاصة القول أن كلام هيكل فى تلك الجزئية فيه أتهام مبطن بالخيانة والعمالة للسادات ومبارك ولقادة الجيش المصرى على خلاف الواقع , الناس دى فاهمة شغلها كويس فى ظل ما فرضه الواقع الأقليمى والعالمى من متغيرات فى موازين القوى وما تستطيع الخزينة المصرية تحمله من تكاليف التسليح , ومايقال أنه تحت التصرف سلاح غير أمريكى فهو كلام حقيقى لأن مصادر السلاح المصرى متنوعة , وكنت قد قرأت منذ فترة بعد زيارة الرئيس السابق لروسيا وتفقده لمصانع طائرات الميج عن أبرام صفقة مع الروس لشراء 40 طائرة ميج29 والتى تتفوق على الـ F16 فى مهام القتال الجوى لكن قدراتها فى الهجوم الأرضى محدودة مقارنة بالـ F 16 , وأن تسليم تلك الطائرات سيتم فى 2014 .

يعنى أنا لا أعتقد أن هيكل ماشاء الله بيفهم فى كل حاجة حتى فى الجيوش والتسليح والأقتصاد وسياسة مصر الخارجية ,, ألخ ,, يعنى على سبيل المثال فأن عدم تحرك مصر تجاه الهجوم الاسرائيلى على لبنان وغزة عدة مرات مردوده الى التعثر الأقتصادى المصرى وليس الى تحييدها عسكريا بنص أتفاقية كامب ديفيد , الأتفاقية يمكن ألغائها كنتيجة طبيعية لبعض المناوشات البسيطة كالتى حدثت فى سيناء وأدت الى مقتل ستة جنود مصريين وبعدها تمت مهاجمة السفارة الاأسرائيلية بالقاهرة , حادث كهذا كان يمكن البناء عليه وتصعيده الى حالة حرب وأظهار اسرائيل أمام العالم بمظهر المعتدى والغير ملتزم بالأتفاقية , لكن ما يمنع مصر هو الوضع الأقتصادى السىء الذى لا يسمح بخوض حروب لعقدين قادمين على الأقل .

عاشق الكلمة .
مفاجأة ..ليس لأني لم أتوقع منك مداخلة جيدة فهذه الإجادة تحدث دائما .. و لكن أن تكون في مجال ( صعب ) اعتقدت أني الأعلم به فهذه مفاجأة من العيار الثقيل . مداخلة احترافية عالية بالفعل .
إذا .. انت مش بس عاشق الكلمة و لكن عاشق الحرب أيضا .
معلومات وفيرة و صحيحة و تحليل مضبوط جدا .. ميخرش الميه زي ما يقال .
يعني لو حاولت الإجابة عن هذه الفرعية لن أفعل ذلك بالكفاءة التي قمت أنت بها الآن ، لأني فعلا نافذ الصبر عند الحديث عن بديهيات عن القوات المسلحة المصرية ،و أشعر أن 10 سنوات من محاولات العقلنة تضيع هباء .
سبق أن حاولت توضيح الحقائق العسكرية في علاقات مصر بإسرائيل في حوارات سابقة مع زملاء يرددون مثل ما يقوله هيكل في هذه الجزئية بلا توقف ، و لكنهم مبرمجون بشكل تام . فتلك المقولات هي الأساس الذي تقوم عليه الممانعة و التصدي و الزحفطون و غيرها من " أفيون" الديكتاتورات العربية و تلاميذها الصغار الذين يزحفون في المنتديات ،ورغم ان تلك الديكتاتوريات سقطت أو تعرت وفي سبيلها للسقوط ،ورغم أن المشتري الخليجي للمنتج الإعلامي غير الصنف ، فمازال هيكل أسيرا لأفكاره عندما كان يبيع هذا الهراء للصحف العربية الممولة خليجيا ، لأنهم كانوا يريدون سماعه وقتها .
أنت أيضا نافذ الرؤية في تصورك أن هيكل مغرض في تحميل تصريح السادات العابر عن السلام فوق ما يحتمل ، كما أنه أيضا حاول أن يعطي رسالة السادات للأمريكان أثناء الحرب أنه لا ينوي التقدم شرقا بحثا عن تحييد أمريكا غير حقيقته و اعتباره سببا للثغرة ،و ذلك لسبب واضح حتى لغبي وهو ان القوات المصرية استكملت هجومها شرقا بعد هذه الرسالة بساعات قليلة ، أكثر من ذلك بدأت يوم 14 أكتوبر عملية واسعة لتطوير الهجوم شرقا ، و لم تكن ناجحة بسبب التفوق الإسرائيلي الجوي الساحق خارج مدى حائط الدفاع الجوي .
لا أريد أن أذيع سرا و لكنه من المعروف أن السلام لا يخص الجندية المصرية في شيء ، فالجيش للقتال و فترات السلم هي استعداد للحرب ،و لا زلت أتذكر كلمات أبو غزالة أن " الضعف دعوة للعدوان " ، إن محاولات إسرائيل القضاء على الروح المعنوية العسكرية ،و إحداث الوقيعة بين المصريين وقواتهم المسلحة خلال بعض الصبية و العملاء المأجورين لن تنجح و لن تمر ، هم يحاولون تدميرنا خلال 3 عناصر : الإقتصاد – الشباب " المنحرف " وطنيا – الآن أضافوا الأقباط . و كل المصريين " الرجالة " واعون لهذا كله ،و أيضا الإسلاميون الذين اختارهم الشعب بدأوا يدركون الحقائق و يستوعبونها ، و هناك وطنيون بين الأقباط على رأسهم البابا يتصدون لمحاولات صف الأقباط ضد جيشهم الوطني ، ومن يتابع بعين نافذة السياسة المصرية المحلية سيدرك هذا كله .

شكرا يا بهجت على نشر اللقاء مع هيكل فلم انتبه له سابقا

طبعا اهمية هيكل انه يعرف جيدا وحالة من التواصل الفريدة بحكم العمر المديد والتجربة النادرة
لدى احساس ان مصر تعيد اكتشاف هيكل من جديد فنحن خارج مصر نتابعه وبدقة منذ الثمانينات لربما بحرية اكثر مما كان متاحا لمن هم داخل مصر

معلوماته الكثيفة ورغباته العارمة فى التفوق تعطيه القدرة على التضليل فى مرات كثيرة

مداخلة الأخ عاشق الكلمة استدعت لدي قضية مركزية هي أن أي انحراف أو فساد في القيادة المصرية خلال فترة مبارك لا تعني التشكيك في وطنية مبارك او القيادة العسكرية ، لا يقول ذلك سوى إنسان عصبي أو جاهل أو مجرد صبي من صبية المنتديات .بنفس القدر لا أشكك في وطنية حافظ الأسد او بشار الأسد او القذافي و غيرهم من الطغاة ، هذا يعني أن " الوطنية " وحدها ليست كافية كي يكون الوطني حاكما او طاغية أو متكسب !.
التخوين ممارسة ديماجوجية فاسدة و لكن هيكل يلجأ لها كأي صبي !. فعل ذلك مع السادات و يفعله مع مبارك ، و فعل ذلك كثيرا في زمن عبد الناصر و ضد أعدائه !. هنا أضع تحت الأنظار قضيتين .
1- محاولة هيكل التقليل من أهمية الضربة الجوية أثناء أكتوبر كعمل دعائي ، و حديثه عن حوار جرى أمامه بين السادات و أحمد اسماعيل علي ، كان هيكل يتحدث عن أنها مبارة رائعة متناسبة أنه اتهم السادات بالعمالة و الخيانة معا !.حتى لو صحت رواية هيكل لتلك المباراة الرائعة فهي لا تعني عدم اهمية الضربة الجوية . أذكر فقط عرضا و بسرعة أن التمهيد النيراني بكامل الطاقات النيرانية هو أسلوب سوفيتي تقليدي ،و مصر كانت في ذلك الوقت تتبع عسكريا المدرسة السوفيتية ، أي أن إشراك القوات في التمهيد النيراني غير مطروح أساسا للحوار ، فقط كيفية تطبيقه . دور مبارك في الضربة الجوية هو محوري بصفته قائد القوات الجوية و بنفس اهمية دور اي قائد لا أقل ولا اكثر .. المسئولية التامة نجاحا و فشلآ .
2- تقرير من " ويكيليكس " عن شكوى السفير الأمريكي من تحجر عقلية طنطاوي و إصراره على الإحتفاظ بتشكيلات قتالية كبيرة " مستوى الفرقة " ، ورفضه الفكرة الأمريكية بإعادة هيكلة القوات المسلحة لتناسب محاربة الإرهاب و ليس عمليات قتالية شاملة ، أي تشكيل على مستوى كتيبة و مجموعات قتال تعادل لواء . و نتيجة ان هذه نقطة فنية فاقبلوها هكذا .. الشرح يحتاج 2-3 ساعة ، مين هيدفع تمنها ؟!.هذا يعني أن العقيدة القتالية للجيش المصري لم تتغير .. عدو واحد هو إسرائيل بلا لبس او غموض ..
3- هل فهم احد الان لماذا يستهدف عملاء أمريكا الجيش المصري كما استهدفوا الجيشين العراقي و السوري ، هل فهم أحد لماذا يعتدي مرتزقة المال "الأمريكي - الإسرائيلي" على القوات المسلحة أم على العقول أقفالها ؟.

(02-18-2012, 04:25 PM)فضل كتب:  شكرا يا بهجت على نشر اللقاء مع هيكل فلم انتبه له سابقا

طبعا اهمية هيكل انه يعرف جيدا وحالة من التواصل الفريدة بحكم العمر المديد والتجربة النادرة
لدى احساس ان مصر تعيد اكتشاف هيكل من جديد فنحن خارج مصر نتابعه وبدقة منذ الثمانينات لربما بحرية اكثر مما كان متاحا لمن هم داخل مصر

معلوماته الكثيفة ورغباته العارمة فى التفوق تعطيه القدرة على التضليل فى مرات كثيرة

مرحبا يا صديقنا العزيز .
طرحت مقابلات هيكل للحوار كي أجد أساسا شاملآ غير ما أطرحه -و يحمل شخصيتي- عن مصر ، هذا لا يعني أني أوافق عليه كله أو أراه استثنائيا ، فقط لأدعو الزملاء الجادين إلى مادة متماسكة - ولو ظاهريا - كأساس للحوار .أو حتى كي أتخير منها ما يستدعي التعليق .
كانت مداخلة الأخ عاشق الكلمة هي أول التعليقات و كانت ضد ما طرحه هيكل ،و اتفقت معه حول مضمون مداخلته ، و أول الغيث قطرة .. يكفي الموضوعية أو حتى توخيها ، فالصخب الإعلامي أصاب الجميع بالطرش .
لا أعتقد ان مصر تكتشف هيكل او ان هناك ما يكتشف فيه ،و لكني أقبل به كأساس مناسب لبداية اكتشاف مصر ، فهي ما نسعى لإكتشافها .
و شكرا على مداخلة و اهتمام جاد أقدره فيك .

استاذي بهجت

اولا اشكو لك واقع الحال ، وهو ما يمنعني جزئيا عن المشاركات الطويلة والعميقة ، وهو انني تحت الوصاية وتحت رحمة البروكسي نتيجة زيادة الجرعة الديموقراطية في بلدان الحرية .

نهرب من هذه الوصاية الي بروكسي امريكي وهو يمارس علينا ايضا وصاية من نوع اخر ، هذا البروكسي اللعين يجعلك وما ان تهم بفتح رد تخرج لك نافذة تسد طريقك وهذه النافذة وسبحان ربي تتكرر كل عدة دقائق لتأخذ وتحديدا لشوراع " سان خوسيه" حيص مموسات بصورهن وامان تواجدهن وهن طبعا جميعهن في انتظارك ، الغريب في الامر ان هناك مومس ستينية وبصورتها لا تفارق هذه النافذة وهي دوما في الانتظار ، ولا تغيب وان غابت لدقائق اتوجس خيفة ان يكون عزرائيل هو من زارها.

لذا وجدت نفسي مهتما بالقراءة دون معاناة الكتابة وان جاءت ردودي مشابهة لردود "الراب" الثورية التي حفظناها ظهرا عن قلب في كل ما يجود بع حول الحدث ، فهي قطعا لا تتفق معها في المضمون .


هناك ما شدني لما قاله هيكل وهو نفس ما كنا نقوله منذ بدايات الثورات

امريكا والغرب واسرائيل ، ليست هي من يقوم او يحدث الثورات لكنهم وقطعا وحتما يستطيعون توجيهها الي وجهة تخدمهم بخدمات لم تستطع الحروب انجازها وهذا ما حصل في مصر وليبيا وما يحدث الان في سوريا ناهيك عن المرحوم العراق

الفيتو الروسي الصيني اتطابق به مع هيكل وللاسباب التي ذكرها

الثورات لم تملك برامج بل هي ثورات لحظية تتغير مطالبها تبعا لدقات الساعة ، لذا الحديث عن تحقيق اهداف الثورة هو حديث دوغمائي مضلل وهذ ما ذكرته في غير مكان انها " ثورات باثر رجعي"

الوضع الاقتصادي في مصر والذي اجاد به هيكل حول اندهاشه من قدرة الاقتصاد المصري على التحمل هذه يجب ان يشكر عليها مبارك ما غيره فبنية النظام الاقتصادي المصري الذي بناه مبارك هو من حافظ على مصر وليس الثوار النص كم

انا اسف على هذا الرد المختصر جدا لاسباب الحرية والتعبير في بلاد ترفع شعار لا للقمع في سوريا

(02-18-2012, 10:38 AM)عاشق الكلمه كتب:  وصحيح أن معظم التسليح المصرى حاليا هو تسليح أمريكى , وصحيح أن السلاح الاسرائيلى متفوق نوعيا على نظيره المصرى , لكن ذلك لا يكفل لأسرائيل حرية العمل , هم والأمريكان يعتقدون ذلك لكن هذا ليس صحيحا

عذرا يا عاشق , لما قرأت ما سبق , و العنوان ( حوار جاد ) وجدت انه من المناسب ان اعرض صورة اليوم و بعض تعليقاتهم عليها
اما الصورة



فكن رد احدهم
ده القومسيون هو اللي ملحقهوش :)
قبل ان يختم بقوله
ده هو القومسيون نفسه :D