تحية لك عزيزي بهجت انت وطنط" ميري"

اوشك على اجازة طويلة لا ادري اين سأقضيها فالربيع العربي حوّل الشام والقاهرة الي ادغال وربما الاقي بهما " آكلي لحوم بشر" ، ربما يقودني هذا الي تلبية دعوة قديمة من صديق من جزر موريشيس واقول ربما .

كما اوضحت في رد سابق احاول ان ابحث عن تلك المنطقة الفاصلة بين العام والخاص بين الفردي والكلي . لم استطع لغايته ، وقفت امام حقيقة عارية وهي اننا في الاردن وايضا فلسطين لا يوجد عندنا طائفة مسيحية وهذه حقيقة بعكس مصر وحتى سوريا ولبنان فعندنا ينقسم المسيحيون مناطقيا وعشائريا واقليميا ، ففي خضم المناكفات الاردنية بين شرق اردني وغرب اردني ينقسم المسيحيون بنفس التقسيم فيقول عن نفسه اردني قح او اردني من اصل فلسطيني ثم بعد ذلك تاتي مسيحته ، وحتى ضمن الاقليم الواحد ينقسمون فمسيحي الشمال يتحيز لشماليته مقابل الكركية
احاول جاهدا ان انقل مزايا لوجهاء واعلام مسيحي السلط فهذه المدينة كانت هي موطن رجالات من بنوا وفيها رجالات من المسيحين لهم مكانة لا تقل عن غيرهم ، فهناك عائلة ابو جابر الذي ينتمي اليها الدمث الخلوق كامل ابو جابر وزير الخارجية الاسبق وفيها عائلات دبابنة وفاخوري وقاقيش وحتر وحداد وحواتمة وغيرهم الكثير من العائلات وكل عائلة لها نصيب ، سابحث بنية التوثيق في ذلك .

تبقى لي حكاية الحت عليّ جدا وسأذكرها لاحقاً وهي عن الارهابيتين " ناديا " و " جوزفين"

مع خالص التحية

(04-09-2012, 08:43 PM)jafar_ali60 كتب:  اخاف على مستقبل المسيحين في شرقنا ، ليس فقط حبا بهم ، ولكن لاننا فعلا نحتاجهم ، الاحادية قاتلة وتحصر الجينات السالبة في الاجيال التالية لنعاني بعدها من امراض مستعصية

لا تخف عليهم وحدهم يا استاذ جعفر بل خِف على كل سكان شرقنا.

فكل ما يشاع عن الاقليات والسنة والشيعة هو صناعة سياسية يصنعها صناعها وستزول المخاوف بزوال الصانع وسنظل نحن العرب بمسلمينا ومسيحيينا وشيعتنا وسنتنا.

اعلم ان موضوعك اجتماعى انسانى وجميل يعيد روابط المحبة وسيفسده الحوار الدينى او السياسى .. فسامحنى.

ناديا وجوزفين

يصدف ان اسمها يبدأ بحرف النون وهو قبل الحرف الذي يبدا به اسمي ، اعتبرتها غنيمة وجائزة ترضية عن كل الاحلام المعطوبة ، تلك الاحلام التي رافقتني مسافة الطريق من عمان الي دمشق وشاميات في البال يأخذن العقل بجمالهن ، تفكيري كان كيف لي ان احصي ضحايا غزواتي النسائية وهل ساحتفظ بمخزون من الانوثة المهدورة عند اقدامي ام ان الاسراف فرض وواجب؟ !!
نكون في كلية الهندسة الميكانيكة والكهربائية وعدد البنات لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة ، ولذا اعتبرت نفسي محظوظا بأن نتشارك انا وهي في الورش والمعامل والمختبرات بحكم الابجدية ، وانتقلت العدوى الي باقي المحاضرات واصبحنا بكل بساطة صديقين بدرجة الاحترام ، طارت من رأسي كل الافكار الشيطانية وحلت محلها صداقة متينة هي اقرب للاخوة منها الي شيء اخر ، وكان الزملاء يطلقون علينا لقب طنجرة وغطاها واحيانا يطلقون مثل اقل تهذيبا .
وناديا هي سريانية من قرى حمص ، سمراء بعض الشيء ونحيفة الي حد ما وعلى جانب عينها اليمنى هناك ازرقاق ربما يعود الي سقوط طفولي تمت معالجته بوسائل بدائية كالكحل مثلا . وتسكن مع عائلتها التي فقدت الاب قديما مقابل الكلية في " الطبالة" وهي اقرب ما تكون الي مخيم لاجئين منها الي اي عمران دمشقي .
امتدت الصداقة الي " جوزفين" صديقتها وبنت نفس زقتها ولكنها في شعبة اخرى ، وجوزفين بنت الثامنة عشر بدينة جدا عفوية جدا صاحبة اكبر قلب عرفته ، عندما تمشي تخالها تهرول ، وتلبس دوما نلك الجاكيت الصوفي الاخضر الطويل ذو الازرار المفتوحة فيعطي لهرولتها رونقا. لا تهتم باناقة ولا بجمال ولا يهمها ذلك ولا تكترث حتى عندما كنت افسو عليها مازحاً كانت تجيبني من اطراف طيبة قلبها ، فمرة كان بين اسنانها بقايا بقدونس فمازحتها بين رهط من الزملاء ، شوه يا جوزفين ابوكِ رابطك امس في حقل؟ اجابت نعم وان الله يحب ان يرى اثار عشبه على اسنان بقرته.
لا اريد الاطالة فهي ستكون سيرة ذاتية تتنافى مع عنوان هذا الموضوع ، المهم ان الصداقة امتدت الي البيوت فكثيرا وبين المحاضرات نذهب الي بيت ناديا او جوزفين للغداء او اكل تبولة او للاستراحة الخالصة ، وامتدت الصداقة الي باقي افراد الاسرتين
في مثل هذه الايام ، عندما تلبس الارض حلتها الخضراء بتواطىء مع الفصح المجيد ، لا امتلك الا بنطلونين وقميصين ، واحدهما كشّر عن كوعه ايذاناً بالهريان من عند الكوع ويبدو انه كان واضحاً في اعلانه هذا ، جاء هذا على لسان جوزفين وهي تقول يبدو ان قميصك ملّ منك فهو يريد الانتحار .
وجاءت دعوة من ام ناديا عن طبخها لطبخة محاشي ، تناولنا الغداء واوصلتني ناديا وجوزفين الي موقف الميكروباص وكان بيد احداهما كيس فقالت جوزفين تفضلّ هذه هدية العيد .اصعد الميكرو اجد قمبصين جميلين وبلا خجل ابتسم
تذكرت ذاك القول " يؤثرون على انفسهم ولو بهم خصاصة"

مشتاق لهما

لا عليك يا صديقي نظام الملك ، فلك صدر الدار

يا ريت ان ما يشاع هو صناعة سياسية فهذا يعني انتهاءه بزوال الضرورة السياسية ، لكن يا عزيزي ما اراه هو غزو الدين السعودي - تـفرقة عن الدين الاسلامي - لكل مدن التاريخ والحضارة ، ويهم يهددوننا مثلما تهديد المسيحين ،

كان الوجود المسيحي في بلاد الشام سوريا وفلسطين والاردن بحدود 10% قبل 40 عام والان نتكلم عن وجود بحدود 3-5 % وهذا مخيف

تقبل تحياتي عزيزي

اتفق معك يا استاذ جعفر فى موضوع الغزو السعودى او الوهابى والذى يضر الاسلام نفسه اكثر مما ينفعه لأن يعد ردة حضارية لحياة البادية والصحراء وكان لنا بالمنتدى صديق اتمنى عودته اسمه (ابن نجد) قال فى ذات مرة ان فى زمن الاجداد فى السعودية لم تكن المرأة تعرف النقاب ... مما يعنى أن الغزوة الوهابية بدأت بالسعودية نفسها.

والرحيل المسيحى من بلاد شام لا اعتقد انه بسبب الغزوة الوهابية بل هو بسبب التراجع على كافة المستويات الانسانية والتنموية فى الوطن العربى ومسيحى الشام منذ ايام شعراء المهجر ولهم الجذور التى إنغرست فى الغرب حتى صار منهم رئيسا للأرجنتين وبناء عليه صار أى إنسان فى مكانهم يتطلع لأن يخرج من الوطن العربى الذى اصبح طاردا وليس جاذبا لأبناءه علاوة على أن أبناء الشام مميزين عن باقى ابناء الوطن العربى فى رقيهم الثقافى مما يجعل الصعوبة تزيد لديهم فى التعايش مع التخلف العربى.

ولا اعتقد انه فى مآذن الشام ومساجد الشام يدعون بأن يهلك الله اليهود والنصارى كما عندنا فى مصر.

وعلى الهامش أذكر ان توأم طفولتى (جورج) قد سافر الى الأردن فى نهاية الثمانينات وقال لى انه بينما يتجول ليلا فى شوارع عمان استوقفه احد رجال الأمن وكان بزى مدنى وسأله عن هويته وعندما سأله ومن أنت صرخ فيه بصوت جهورى ((هويتك)) وقال لى لقد إرتجفت من صوته .. ثم أردف قائلا أصل الأمن فى الاردن يغلب عليه ابناء الشيشان ...

ثم ها أنا أراك تقول (الاكراد والحارة) ... لذلك اجد الرغبة الملحة فى معرفة المجتمع الأردنى من الداخل من خلال شرحك له إن كان لديك متسعا من الوقت ورغبة فى كتابة صورة للمجتمع الأردنى تكون بمثابة سياحة فى العقل الأردنى.

وتقبل احترامى

(04-15-2012, 01:14 PM)jafar_ali60 كتب:  الدين السعودي - تـفرقة عن الدين الاسلامي -

فعلا كلمة عميقة تستحق البحث الدقيق ورائها، فقد كانت الخطة الغربية التى بدأها الانجليز واكملها الامريكان بعد سقوط الخلافة العثمانية هو ان يقود العالم الاسلامى مصر او السعودية ..

فعلا هناك اسلام مصرى واسلام سعودى والاسلام المصرى اكثر تسامحا وقبولا للغير من الاسلام السعودى ... فالاسلام المصرى هو تطور تاريخى طبيعى ولكن الاسلام السعودى هو صناعة سياسية... إن هذا لب مشكلة الوطن العربى

استاذي الكريم نظام الملك

لك كل الحق ان تسأل ،

سأبدأ من الحارة والاكراد ، هذه لا تعدو عن كونها تقسيم عشائري مرتبط بالمكان " وادي الاكراد" فكلمة الاكراد لا تعني هنا الاثينية الكردية ابداً في الاردن لا يوجد تواجد كردي اطلاقاً

المجتمع الاردني نوعا ما متجانس اثينيا ومتجانس مذهبيا ، فالعرق هو عربي خالص باستثناء اقلية شركسية شيشانية نسبتها قليلة جدا ، ومذهبيا هو المذهب السني فلا شيعة ولا علويون اللهم المسيحيون وهم لا يعتبروا انفسهم طائفة بقدر ما ينتمون للتوزع العشائري

التقسيم في الاردن يأتي من المنابت والاصول واللحن اليومي المعزوف هو " اردني قح" او " اردني من اصل فلسطيني" فهذا طغى على اية تقسيمات اخرى بل طغى على الانتماءات الحزبية

معظم سكان الاردن يتواجدون في الزاوية الشمالية الغربية الملاصقة لفلسطين وسوريا وقريبة جدا من جنوب لبنان ، يعني تركوا الشقة كلها وسكنوا في غرفة واحدة ، ولا يخلو الباقي من قبائل عابرة للاقاليم تسكن الصحراء ولها امتدادات في البادية السورية والعراق والسعودية على انهم نسبة ضئيلة

احترم في النظام الاردني هو صرامته في حماية الاقليات بل انه اعطاهم اكثربكثير من نسبتهم السكانية ولو الامر بيدي لاعطيتهن اكثر .وحافظ على الثقافة والانتماء الشركسي وخصص لهم مقاعد نيابية ككوتا وايضا حافظ على المسيحين بكوتا اكبر من نسبتهم ، بل ليس هناك وزارة الا فيها وزير او اثنان مسيحيان ومثلهم شركس

الدين الوهابي انتشر بشكل سرطاني ولولا الحزم لرأينا ما لايسر وقادم الايام بحكم المجهول

الهجرة المسيحية من سوريا والاردن وفلسطين لا تعود فقط لاسباب اقتصادية فهم المسيحيون اكثر يسرة من المسلمين ولو جاز هذا العامل لهاجر المسلمون بنسبة اكثر من المسيحين ، لكن نتذكر الهجمة السلفية التي بدأت من اواخر سبيعينات القرن الماضي وان كانت غير مجاهرة في العداوة الا انها هجمة دينية نهايتها ستكون اقصائية مهما تلونت فالدبس لا يُطلب من طيز النمس ، هذا العامل النفسي هو المسبب الاول بالهجرة برأيي الخاص

لك الف تحية

الأخ الحبيب جعفر

شكر لإهتمامك وإن كنت أنتظر منك المزيد والمزيد مستقبلا .. فقد بدأت أقرأ عن اهل الأردن وسأحتاج الى مساعدتك والاستفسار منك عما يقابلنى.

واعتذر لنفسى أننى شأنى شأن الكثيرون لا نعرف إلا اسم الدولة فقط ولم احاول الاقتراب اكثر ... فكيف نسعى لأن نكون وطنا واحدا ونحن لا نعرف بعض.

وتقبل

هذا مقال قديم قبل اكثر من 10 سنوات للكاتب خالد القشطيني يذهب الي ما اريد الذهاب اليه



.

.


حذار من النصارى
هذه نصيحة أوجهها لأصحابي وقرائي. توصلت اليها مؤخراً نتيجة مصاحبتي لنفر من اخواني المسيحيين. احذروا من مجالستهم ومصاحبتهم. فهم قوم لا يجلبون للانسان غير الهم والغم. هذا ما دعاني مؤخراً للابتعاد عن صديقي الشاعر الفلسطيني فؤاد حداد. فكلما التقيته أثار اعصابي بحديثه عن العروبة والوحدة العربية وسيادة العراق وكيف نسمح لأرض الخلافة تركع تحت قدم الامريكان، لا افارقه الا ويكون قد اهاج قرحتي وجدد اوجاح بطني. يا اخي يا فؤاد انت مالك؟ نحن أهل العراق راضون بحكم الاجنبي. وانت على ايش حامل همنا؟

ما انهيت علاقتي بصديق العمر فؤاد حداد حتى جاءتني سيدة مسيحية عراقية في حالة عصبية. دخلت في مشادة مع نفر من الانجليز هاجموا الدين الاسلامي وحملوه مسؤولية العنف والارهاب ووصفوه بالجمود والتخلف. انبرت لهم ترد عليهم وتدافع عن الاسلام، وكأنه دينها الذي فطرت عليه وتعيش بسننه. قلت لها وانت مالك تدافعين عن دين غيرك؟ دعي المسلمين يدافعون عن اسلامهم. قالت: لا. هؤلاء الكلاب الانجليز يهاجموننا بحجة الاسلام. الاسلام تراثنا. من يهاجمه يهاجم كل العرب. واذا بي أجد نفسي في مشادة معها ايضا وقررت أن اقطعها مثلما قطعت فؤاد حداد. هؤلاء النصارى لا يتركون الانسان يشرب قهوته براحة.

الحقيقة ان حكاية مسيحيينا حكاية مزعجة، فقد كنا راضين بحياتنا ونعلق في بيوتنا لوحات تقول: «القناعة كنز». رضينا بما قسمه الله لنا. وآمنا بأن هذه الدنيا على الأرض دنيا فانية. وكل ما نعانيه فيها سيكون له ثوابه في الآخرة وهي الدنيا الباقية. كنا نلتف حول السلطان عبد الحميد، نعتبره حامي حمى الاسلام وندعو له بطول العمر. ثم جاء هؤلاء النصارى، يعقوب صنوع وجورجي زيدان وجورج انطونيوس ومكرم عبيد ومن لف لفهم وقالوا لنا هذا كله عيب وخطأ. نحن عرب، نحن سادة البشر، نحن علمنا أوربا على المدنية. وصدقناهم ورحنا ننشد في مدارسنا «حسبنا اننا عرب». ثم جاء الشاعر وقال: «انهضوا واستفيقوا».

وبالفعل افاقونا من نومنا، هؤلاء النصارى. ومن حينها ما عاد اصبحنا نستطيع النوم، كل هذه الخطب والقصائد الوطنية من عشرين فضائية طرشت آذاننا.

كانت والدتي رحمها الله تجلس مساء وتتوضأ وتؤدي صلاة العشاء اربع ركع بالتمام. تستغفر ربها وتؤدي الشهادة وتنام قريرة العين وقلبها عامر بالايمان والثقة بالله تعالى وبواجبها في خدمة والدي وطاعته. كل ما عانته صباح مساء من اولادها المارقين السبعة سيكون له ثوابه في الجنة. كنت اراها تضع رأسها على المخدة وتنام والبسمة ظاهرة على فمها.

ثم جاء هؤلاء النصارى وراحوا يتكلمون عن حقوق المرأة والمساواة. نشر سلامة موسى كتاباً يقول ان جدي كان قرداً. ثم ظهر ميشيل عفلق وملأ الدنيا بالبعثيين. ومن الناصرية في العراق راج يوسف سلمان الملقب بالرفيق فهو يدعو العمال الى الوثوب في وجه صاحب العمل ويهيب بالمرأة ان تناضل من اجل حقوقها ومساواتها بالرجل. ومن حينها لم تعد المرأة العراقية تستطيع ان تنام بدون تناول قرصي اسبرين وقرص فاليوم وحبة منومة. تقضي الليل كله لا تستطيع النوم. تفكر في حقوقها ونضالها من اجل مساواتها بالرجل. تجلس ليلاً ونهاراً كئيبة معكننة المزاج تعد خطايا زوجها وتجاوزاته على حقوقها. وكل ذلك لماذا؟ كله بسبب هؤلاء اخواننا النصارى الذين جاءونا بهذه الافكار الهدامة.

وهذه نصيحتي لكل قارئ: لا تخطب من اسرة يهودية، ولا تأكل مع قبيلة كانيبالية، ولا تستمع لفرقة صينية ولا تسمع كلام النخبة المسيحية

سيرافقني عذاب ضمير اذا لم القي التحية على المرحوم " شعران" ، ربما ذكر هذا لن يفيده ونسيانه لن يضره الا ان الامانة تقتضي ان ياخذ كل ذي حق حقه ، حتى ولو لم يقراه احد

شعران هو الحداد الوحيد في مدينة السلط مسيحي لم اكلف خاطري لاحقا التحري عن اسمه الحقيقي ، وضيفته هي في كوخه وكوره والفحم والحديد ، شتاءا يقوم ب " حسم" سكك الحراثة فان اضاف قطعة حديدة لراسها وطرقها بعد التوهج لتصبح مدببة فهي تسمى " حسم السكة" واجرتها نصف دينار ، اما اذا اكتفى بالطرق دون اضافة قطعة فتسمى " درهمة" واجرتها ربع دينار

حملني والدي السكة عصرا لكي احسمها عند شعران واعطاني 60 قرش ، 10 قروش اجرة طريق ذهابا وايابا ونصف دينار اجرة الحسم

هناك مطعم " الخيام" القريب من الكوخ وهو يمارس نثر روائح الشواء يعجز عنها اي اعلان تجاري في الوقت الحالي ، تحدث لديك نشوة من هذه الرائحة ، لم استطع المقاومة ، تخيلت العقاب فهان لي امام لذة هذه الممارسة ، دخلت وطلبت اوقية كباب وكان ثمنها ربع دينار ، وبعد ان امتلأ البطن فرغ الراس وضربت اخماس باسداس ، واعطيته السكة وحسمها وعند الدفع تلكأت سالني عليه رحمة الله ان كان ابي لم يعطني الاجرة ، لم اكذب بل تماديت وذكرت له اين صرفتها ، ضحك وقال هل بقي معك شيء منها كذبت مرة اخرى فقلت لا شيء ، تناول 5 قروش واعطاني اياها اجرة العودة ولم ينسى ان يقول صحتين وعافية .