(06-05-2012, 10:43 PM)فارس اللواء كتب: اختلافي مع معارضة سوريا بشأن الوسائل وليس بشأن النتائج ياكندي، وأي قارئ منصف سيرى ذلك وبوضوح..من ذا الذي يرفض دولة المؤسسات أو سيادة دولة القانون أو المساواه أو العدالة..الغاية أنني لا أثق في تلك الوسائل المتبعة ، وأعدها عوامل هدم لا بناء.
موضوع النقاش هنا ليس اعتقادات الأفراد الشخصية ولكن الأفكار المعروضة. إعتقاداتك الشخصية أعتبرها خصوصيات تضمنها حقوقك كإنسان وحرياتك الشخصية.
اقتباس:أيضا فقد كان ردي السابق على أخ مؤمن وهو الأخ لواء الدعوة..أما أنت فحوارك معي سيشوبه عدم الفهم ، هذا لأنك لن تعتد بقدر الأئمة وستُطالب بالمساواه بين منزلة الحسين ومنزلة يزيد.. وهذا غير جائز في الدين الإسلامي، لذلك لا أحبذ الخوض في هذه النقطة مع ملحدين..
إفتراضك أنني ملحد مبني على انطباعاتك الشخصية الخاطئة في هذه الحالة، وربما كان مبنيا على أنماط نموذجية يرسبها واقع الشرق الفكري الذي لا يفهم الفكر اللبرالي بالشكل الذي نفهمه ونمارسه في المجتمعات الغربية. ايا كان السبب، فإن كوني ملحدا أو مؤمنا لا يجب أن يكون عائقا في تدوال الملموسات في قضية النزاع بين علي ومعاوية، ويزيد والحسين.
إما إذا كان "الإيمان" عامل ضروري في فهم هذه المعادلة لأن الإعتداد بقدر الأئمة لبنة ضرورية في بناء اساس تفضيل الحسين على يزيد، فهذا أمر لن أستطيع النقاش فيه. ذلك لأن الإيمان مبني تعريفا على قبول غيبيات مطلقة لا يجوز فيها الجدل المنطقي.
اقتباس:على العموم لن نختلف سأرد عليك وبنفس أسلوبك..بإذن الله..هناك فوارق بين ثورة معارضة سوريا وبين ثورة الحسين عليه السلام سأذكر .."بعضها"..باختصار قد يكون مُخِلاً..
1-ثورة الحسين عليه السلام كانت إسلامية لتجديد الدين عبر مشروع إسلامي نهضوي وشامل عماده سيرة النبي وصحبه وآل بيته في زمن قريب من زمن رسول الله.....ثورة معارضة سوريا لإسقاط النظام فقط-باعترافك-ولايحملون أي مشروع لتجديد الدين كما أسلفت ولا حتى لبناء سوريا بعد الأسد.
لا ارى ما تراه .. وليس من الثابت أن الحسين كان له مشروع إسلامي نهضوي. كل ما نعرفه على مشروع الحسين هو أنه كان فاشلا، لم يأخذ بالأسباب كما فعل الرسول، ورمى بنفسه وآل بيته بالتهلكة وهذا ما نهى عنه القرآن. إذا، لو رفع أي إنسان عاقل عامل "قدر الأئمة" المبني على الإيمان الأعمى بالغيب لوجد أنه كان ليزيد مشروعا أفضل من مشروع الحسين .. فهو نشر الإسلام في أصقاع الأرض وهذا بالرغم من خروج من خرج عليه. ولا يهمني حقيقة القول أنه أدخل شوائب على الأسلام والى ما هنالك من أمور مبنية على مذهب هذا ومذهب ذاك فلست هنا بصدد البحث الديني أو تفضيل المذاهب على بعضها. ما يهمني أنه يوجد جمهور كبير من العلماء الذين يقرون ملّة الإسلام التي نشرها الأميون وأولهم يزيد وأباه معاوية.
وعلى ذلك فأنا أرى أن الثورة السورية لها مقومات تتفوق على ثورة الحسين فهي تجمع العامل الديني مع العامل السياسي. وهي تأخذ بالأسباب كي لا تلق بنفسها في التهلكة .. وذلك عبر تحالفات عالمية واسعة سوف تضمن نجاحها. هذا هو مشروع الثورة. أما المشروع النهضوي فهذا مشروع وطني سيتم بمشاركة جميع أطياف المجتمع متى ما رحل الإستبداد وحل مكانه عقد إجتماعي يقوم عليه المشروع النهضوي الذي يراه الشعب ديمقراطيا ولا يفرضه الثوار نخبويا.
اقتباس:2-معارضة سوريا ليسوا سواء منهم المسلم والمسيحي والملحد والمتطرف الإرهابي ...والحسين عليه السلام كان ثواره مسلمون حصراً، وكانوا أتقياء ورعين حُفّاظاً لكتاب الله وعاملين به..
سوريا ما بعد الإستبداد التي نأملها، هي سوريا المواطنة لكل أبنائها. هذا هو تعريف المواطنة الذي لا يمكن فصله عن مفهوم العقد الإجتماعي. العقد هو اتفاق بين المواطن والحاكم. والمواطنة تضمن المساواة بين المسلم والمسيحي في الحقوق والواجبات. أما زمن الحسين فلم يكن يعرف المواطنة ولا أعتقد أن مفهوم الذمة لائق لهذه الأيام. إذا، في هذه أيضا، فإن التقدم في النضج البشري يجعل مفاهيمنا للمشاركة والمساواة على اساس المواطنة أفضل بكثير من المفاهيم السائدة في زمن الحسين.
اقتباس:3-الحسين عليه السلام يكفيه شرفاً أنه من آل بيت رسول الله، وقد وصفه أكثر العلماء بأنه أتقى وأفضل الناس في عصره..معارضة سوريا منهم الحشّاشون ومدمني الخمر والدخان والزناه وبائعي الأوطان.
هذه مفاضلة مبنية على أسس عقائدية ولا معنى لها في نقاش منطقي. للمرء ما يحب أن يؤمن به، ولكن الإيمان الفردي المبني على إتباع الغيبيات لا يلزم الآخرين. المسيحي مثلا، لا يعترف بصلاحية ما تقوله. وليس التحشيش وإدمان الخمر والزنا -- ولو صحت هذه الأمور عن المعارضين السوريين -- أمور تعيب صاحبها في مجتمع مدني يضمن الحريات الفردية.
اقتباس:4-قامت ثورة الحسين عليه السلام بدون طلب أي تدخل أجنبي.."روماني أو فارسي".. في ديار المسلمين، بل كانت معارضة سوريا وبسم الله ما شاء الله منذ أكثر من عام وهم يطالبون بالتدخل الأجنبي العسكري.."أمريكي وأوروبي".. ويصرخون كل يوم بضرورة غزو بلادهم عسكرياً..
الحسين فشل لأنه أخذته العزة بالنفس فلم يأخذ بالأسباب وبذلك ألقى بنفسه الى التهلكة. والمقارنة بطبيعتها فاسدة لأنه لا يوجد دلائل تفيد أن الفرس أو الروم كان بإمكانهم مد يد العون. ذلك أنه في زمن يزيد كانت بلاد الروم والفرس قد دانت للمسلمين طوعا وكراهية، وكان جيش المسلمين يطرق أبواب القسطنطينية. أما فارس فقد كان عمر قد فتحها قبل العهد الأموي بسنوات.
وبالنسبة لنا كمؤيدين للثورة السورية، فواقعنا الذي يشكل حقيقتنا يقول أن الثوار لا يريدون الدعم العسكري الأجنبي بالضرورة، فقط العتاد اللازم لإسقاط النظام .. وهذا ما نراه يحصل اليوم.
اقتباس:كيف تقارن ياكندي بين ثورة الحسين الطاهرة والتي بقيت آثارها حتى اليوم نبراساً مضيئا لكيفية مواجهة قوى الباطل والطُغيان بشرف وتضحية..وبين ما يحدث في سوريا
أنا آسف لكنني لا أرى ما تراه. ما أراه هو أن الحسين رسّخ الشق الطائفي بين المسلمين وكان لثورته الرعناء أكبر أثر في تثبيت هذه الكراهية الطائفية بين المسلمين الى يومنا هذا. وقد شارك ذلك إدخال عقائد وشوائب ومغالاة في الإسلام شوهت وما زالت تشوه صورته الى يومنا هذا. وفي التطبير وجلد الذات وتأليه علي وآله من قبل بعض الغلاة دلائل على ما أقصده.
الثورة السورية لن تجلب سوى الحرية والمساواة والديمقراطية لسوريا .. فأين ثورة الحسين من أهدافها السامية؟