أخي بهجت سأرد على مشاركتك وأرجو أن تعذر تأخري ولكن لي عليكم نصيحة وهي أن لا تدخلوا حماس في شأنكم المصري بتاتاً ، حماس لا دخل لها من قريب أو من بعيد في الثورة المصرية وما تلاها من أحداث ، أستغرب أتصدقون من كل عقلكم أن حماس مستعدة لإرسال مقاتليها لغياهب صحراء سيناء ؟ أتعتقدون هذا الأمر بسيط في غزة ؟ من الآخر حماس " مش قد " هيك حركة .

ربما ستقول وتحرير السجناء ، سأتغاضى عن كيفية اعتقال مقاتلي القسام بشكل غير شرعي وغير أخلاقي وغير قانوني وتعذيبهم تعذيباً شديداً جداً وبشكل لا يتصوره عقل ولا منطق ، ولكن من أخرج قيادات القسام المعتقلة هم بدو سيناء - وهؤلاء لهم معرفة ببعض رؤوس القسام الكبار - وعرضوا عليهم اطلاق سراح هؤلاء مقابل مبالغ مالية معينة ، وساعد على هذا الأمر أن أحد قيادات القسام الكبار في رفح وههو تيسير أبو سنيمة أخواله من بدو سيناء وله صلات قرابة معهم وهو من أنجح هذا الأمر وهذا البطل أغتيل قبل سنة ونصف تقريباً وهو بالمناسبة أحد أبرز مخططي عملية اختطاف جلعاد شاليط ، يعني بلد مخلخلة وتعيش ثورة عارمة ولنا عندكم اسرى ومعتقلين والسجون تضرب ويخرج منها السجناء ، أتعتقد أننا سنفوت هذه الفرصة ؟ مثلاً لو أن هناك قيادات وطنية مصرية معتقلة في أثيوبيا مثلاً وحصل فيها ثورة أتعتقد أن المخابرات المصرية ستترك السجناء المصريين يعانون مرارة السجن ؟

قلت لكم سابقاً اجعلوا خصوتكم شريفة ، على الأقل لا تخرجوا عن النطاق المصري وتدخلوا حماس في هذا الموضوع وكل ذلك تمهيداً لزيادة الخناق عليها في غزة ، عليكم أن تدركوا بأن حماس خط دفاع متقدم عن مصر وبصمودها في غزة شكمت أي أطماع اسرائيلية تتجاوز القطاع ، فدعمها واجب عليكم قانوناً وأخلاقياً وشرعياً .

كلامك صحيح لحد ما ، ولكنه ليس كل المسألة ، حماس منذ بداية تأسيسها وضعت لنفسها استراتيجية معينة وهي أن لا يخرج نطاق جهادها وكفاحها خارج الأراضي الفلسطينية ، فهي لا تجيز استهداف " الأهداف الإسرائيلية " داخل الأوطان العربية التي لها علاقات مع اسرائيل رغم أن اسرائيل استهدفت قيادات من حماس في هذه البلدان لكن حرصاً على بوصلة الكفاح الفلسطيني وكل هذا بعد التجارب المريرة لحركة الكفاح الوطني مع الأنظمة العربية ، هذا من جانب ومن جانب آخر حماس تحاول الحفاظ على شعرة معاوية مع النظام المصري مهما صعد من حربه معها لأنها تدرك أهمية مصر الاستراتيجية والسياسية ولذلك سلمت المخابرات المصرية ملف جلعاد شاليط وأعطت للرأي المصري في هذا الجانب أهمية كبيرة جداً وفوتت على المانيا - والتي لها باع في انجاح هذه الصفقات - فرصة الافتخار بانجاح الصفقة وجعلتها من نصيب مصر .

فحماس حافظت على علاقة مع النظام السوري والذي قام بمجازر مروعة ضد الإخوان المسلمين ومن هذا المنطلق ستحافظ على علاقتها مع أي نظام مصري جديد ، والعلاقة مع الإخوان والصلات الروحية والفكرية معهم لا تعني أننا " تبع " و " ذيول " للجماعة ، فالجماعة تدرك وضع حماس وتحترم خصوصيتها .

وبالمناسبة أثناء الحرب على غزة كان هناك تيارات داخل المخابرات المصرية وداخل الجيش المصري ترى بوجوب التغاضي عن أنفاق تهريب السلاح - وهذا ما حصل فعلاً - لصالح حماس لأن وجود حماس في غزة ضمانة لأمن مصر من الناحية الجنوبية .

تحياتي .