(06-23-2012, 12:42 PM)jafar_ali60 كتب: اغبطك واحسدك يا عزيزي بهجت على هذا التفاؤل والامل
سأستفيض لاحقا بكوم من التشاؤم
تحية
عزيزي jafar_ali60 :
فيما سبق عندما كنت أناقش استبداد العسكر في الحياة الواقعية مع الآخرين ، كنت دائماً أقول لهم ان العسكر الذين يحكموننا هم منا وفينا ولم يستقدموا من المريخ إلى بلادنا .
واليوم لم يتغير شيء الإسلام السياسي الذي استحوذ أو سيستحوذ على رقابنا ، هو منا وفينا وليس طارئ علينا من الفضاء الخارجي .
وبالتالي سوء الخيارات والأخطاء التاريخية التي ارتكبناها وسنرتكبها ، نحن من يتحمل مسؤوليتها وبشكل مباشر كشعوب أولاً وكعلمانيين لدينا حد أدنى من الوعي السياسي و الثقافي .
لنعترف بأننا تكاسلنا في فترة ما عن الكفاح للارتقاء بأنفسنا أولاً وبشعوبنا ثانياً . الاستبداد لا ولن يجلب التنوير لشعوبنا ، ولا أعتقد أننا سنستجلب أكثر من نظام بورقيبة إلى دولنا علمانية ، من بن علي وحتى مبارك من حافظ الأسد وحتى صدام حسين ، ماذا حصدنا ؟
لنعترف بأن مسؤولية النهوض هي رهن بالمثقفين والنخب المثقفة التي يجب أن تصارع على جبهتين :
1- جبهة "الصمود والتصدي" : أي ضد استبداد النظم الحاكمة الاستبدادية أياً كان شكلها عسكرتاري - ثيوقراطي - ارستقراطي - سقراطي (القافية حكمت في آخر مصطلحين فاسترسلت) .
2- الجبهة "الشعبية" : وهذا يتم عن طريق المراكمة الذاتية والجمعية ، فمثلاً أنا أرى على الصعيد الشخصي في محيطي وبيئتي وضمن صداقاتي ومعارفي العابرة والمتوطنة أن هناك هدفين أساسيين علي تحقيقهما ضمن أي نقاش فكري اجتماعي مع الآخر :
- الفكري : التشديد على حرية الرأي والقبول بالآخر -في الاتجاهين- وضمن الأطر الموضوعية .
- الاجتماعي : التشديد على نبذ الطائفية ومقابلتها بالانفتاح أو التحفظ عن الانخراط فيها في أسوأ الأحوال .
فأنا -أعوذ "بالله" من كلمة أنا- وضمن نطاقي المحدود أستطيع أن أترك أثر ولو بسيط وأعتقد غيري ضمن نطاقه قد يترك أثراً أكبر وهكذا دواليك -شو رأيك بهكذا دواليك مو حلوة ؟- إلى أن تكبر بقعة الزيت وتنتشر العدوى ، فالفكرة كالفيروس شديدة العدوى .
الجيد في كل ما سبق أن التطور التراكمي أثناء أي نقاش يحصل في كلا الاتجاهين الذاهب والراجع .
لكن ما يجب أن نتفق عليه بأن واقعنا كان كبركة ماء آسنة وأتت الانتفاضات العربية لتحرك هذا الماء وليظهر ما فيه ، أما فكرة الإبقاء على مياه البركة راكدة أو محاولة إعادتها لركودها المعهود بدعوى أنها آسنة ولا أمل منها فهذا لا ينتج لنا إلا مزيد من المشاكل على المدى البعيد والتي سنضطر لأن نواجهها عاجلاً أم آجلاً .
في النهاية أرجو أن لا يعتبرني أحد هنا ثورياً فأنا غير مهتم على المستوى الشخصي بأن أكون ثورياً من عدمه ، أو حتى تصنيف "شخصنا الكريم" في هذا الاتجاه ، لأني أرى الانتفاضات والثورات نتيجة طبيعية لتراكم معطيات سابقة تبلورت على أرض الواقع ، وما الخضات والأزمات إلا تعبير متطرف عن الانزياحات التي تطرأ على القراءات الدورية للتاريخ* .
الهوامش :
- رغم أني لا أقفل الباب على فكرة دورية القراءات وهي بالطبع تختلف عن حتمية المآلات التاريخية .
تحياتي