الثورة السورية: «الخير والشرّ» أم «المع والضد»؟

سامر فرنجية *

بين تحرير فرنسا من الاحتلال النازي وصعود محاكم رسمية لمقاضاة عملاء نظام فيشي، مرّت فترة زمنية قصيرة قُتل خلالها آلاف العملاء وتمّ الاعتداء على حوالى عشرين ألف امرأة من جانب مقاومين ومنتقمين. هذا القتل والقمع الشعبي والعشوائي لم يتوقف إلاّ مع بروز محاكم رسمية أخذت على عاتقها عملية التطهير الإداري والسياسي، وشكّل نقطة سوداء في سجلّ المقاومة الفرنسية وأساطيرها. والحال أن تلك الممارسات كانت بربرية وغير أخلاقية، سقط ضحاياها بالآلاف، بعضهم لمجردّ الاشتباه بعمالتهم. غير أنها مع كل قذارتها، لم تُسقط تلك المرحلة السوداء أخلاقية المقاومة الفرنسية. فهذه «الفوضى من الشجاعة» كما سمّاها أندريه مالرو، وهي أحقّية معركة التحرير من النازيين أو شرعية الدولة الجديدة المنبثقة جزئياً من تلك الممارسات والأساطير.

تُظهر التجربة الفرنسية التباس علاقة الأخلاق بالسياسة وتعقيدها. وتلك التجربة ليست معزولة. فوراء كل أمّة أو دولة أو مؤسسة أو هوية، ممارسات تفتقر الى الحد الأدنى من الأخلاق، تجعل ميزان «الخير والشرّ» غير قادر على التقاط دلالات الحدث التاريخي. هذا لا يعني نفياً لأية علاقة بين السياسة والأخلاق، ولكنه يعارض مبدأ استنتاج الواحد من الآخر، وكأن التاريخ مجرّد ثنائيات أخلاقية تتصارع.

الكلام عن علاقة الأخلاق بالسياسة فرضته الحملة «الأخلاقوية» التي أُطلقت منذ فترة ضد الثورة السورية. فمع ازدياد الأخبار عن انتهاكات بعض الثوار وجرائمهم، قامت حملة نقد للحراك السوري، أرادت أن تتحرر من ثنائية «المع والضد» القامعة للنقد، لاستبدالها بثنائيات أخلاقية، كتلك القائمة على «الخير والشرّ». ومفاد تلك الحملة أنه مع كل سقوط أخلاقي للثورة، يتضاءل الفارق بين النظام والمعارضة، ليصبح من المستحيل التمييز بينهما. هكذا بدأ يتحجج بعض المحرجين من الثورة (وبعض فاقدي الشجاعة في موقفهم الداعم لبشار الأسد) بهذا التراجع الأخلاقي لإطلاق شعار الضد، أي ضد النظام والمعارضة سويةً.

لكن تلك المقولة، المريحة سياسياً للمحرَجين، غير دقيقة. فلمن تهمّه الأخلاق، لا بد من اتباع معيار واضح (إن وُجد)، يمكن من خلاله معايرة الواقع. فإذا لم يعد ممكناً إنكار جرائم بعض الثوار، فهذا لا يبرر إطلاقاً معاملتهم كمرادف أخلاقي للنظام الذي يتبع عملية إبادة منهجية لشعبه. كما أن من يريد اتباع هذا المنطق الأخلاقي، لا بد من أن يعيد معاينة أكثرية التجارب التاريخية، لكي يستنتج أن لا فارق بين مقاوم ومحتل، معارض وسلطة، ضحية وجلاد. فمن هذا المنطلق، لن تنجو أية حركة تحرر وطني، أكانت فلسطينية أم عربية أو عالمثالثية، من هذا النقد. والغريب هنا، أن جماعة المحرجين الممانعين، أيتام فرانز فانون ومقدمات سارتر العنفية، لم يطبّقوا معاييرهم الأخلاقية إلاّ على خصومهم، وكأنهم يعترفون بقصورهم الأخلاقي وتفوّق الخصم على هذا الصعيد، أكان إسرائيلياً أم أميركياً أم غربياً.

استثناء الأخلاقويين الجدد من النقاش لن يلغي المعضلة الأخلاقية التي أبرزتها الممارسات الشنيعة لبعض الثوار. غير أن طرح تلك المعضلة يحتاج إلى تحديد هوية الفاعل الذي يمكن تحميله مسؤولية تلك الارتكابات الأخلاقية. فالثورة ليست فاعلا موحَّداً يمكن شجبه أو إدانته، بل هي عنوان فضفاض أعطي لتحرك واسع لا توحِّده إلاّ معارضته للطاغية. ذاك أنه في مقابل كل تجاوز طائفي أو جريمة شنيعة، هناك آلاف صرخات «سلمية» تُطلق ومقاومات سلمية تُمارس وغرائز تُقمع. فاللجوء إلى التحليل الكمّي لن يفيد هنا... فالثورة سلمية وعنفية، شجاعة ومجرمة، طامحة للحرية وللقمع المذهبي. الثورة، كما كتب ياسين الحاج الصالح، «عملية حية»، وما لا يُحتمل هو «نقل أخلاق جاهزة (ووعي جاهز) إلى ثورة يفترض أنها مجردة منهما» أو «الاكتفاء الفكري والأخلاقي للثورة، والموقفان أقرب إلى بعضهما بعضاً مما يبدو». هذا ليس للقول إن حيوية الثورة تعفيها من المحاسبة الأخلاقية، بل العكس تماماً، وهو أن المحاسبة الأخلاقية هي في الانخراط في الثورة والعمل لنحتها وتصحيحها وتجديدها. فإذا لم تكن الثورة فاعلاً تمكن محاسبته بتجرّد، كذلك فإن ما يسمّى «الجيش السوري الحر» فاقد لصفة الفاعل، كما كتب حازم الأمين. فالكلام عن مسؤولية الجيش الحر «نقاش من خارج سورية، يُخترع فيه هذا الجيش وتُرسم صور له وتُحدد وظائف افتراضية لـ «كتائبه». يُقال مثلاً إن «الجيش الحر فعل ذلك»، فيتصور المرء جيشاً وقيادة وقراراً، وهذا ليس حقيقة ما يجري.

والحال ان أول ما أصاب هذا الجيش هو اسمه!». وهذا التوضيح لحقيقة الجيش الحر لا يعني إعفاءه من مسؤولياته تجاه ارتكابات بعض عناصره، بل بالعكس، دفعه لتحمّل عبء أفعاله ولتحوله جيشاً يمكن أن يحاسب أخلاقياً.

من خلال سحب صفة الفاعل عن الثورة أو الجيش السوري الحر، أعاد الكاتبان موضعة النقاش من مجرّد معاينة أخلاقية باردة إلى مسألة سياسية تواجه الثوار قبل خصومهم المحرجين. فبدل السؤال المبتذل عن أخلاق الثورة، وهو سؤال مجرّد لن ينجو من تشكيكه أي عمل سياسي مهما كان نبيلاً، يجب طرح السؤال عن منطلق المعاينة الأخلاقية هذه. فلتلك المحاسبة الأخلاقية منطلقان، يعيدان توكيد أولوية «المع والضد» على «الخير والشر». المنطلق الأول هو حاضر الثورة، وينطلق همّه الأخلاقي من داخل المعترك، ليواجه معضلاته كتحدّيات سياسية تُحلّ بالممارسة وليس من خلال التنظير. بلغة أخرى، ثنائية «الخير والشرّ» ليست بديلة عن تلك القائمة على «المع والضد»، بل مضمونها. فالأخلاق هي في الممارسة السياسية، وليس في المحاكمة المجرّدة من أي انتماء.

أما المنطلق الثاني لمعاينة الثورة، فهو في المستقبل. بهذا المعنى، مستقبل سورية هو ما سيقرر ما إذا كان سقوط هذا الكمّ من الضحايا من جميع الأطراف، مدخلاً الى سورية ديموقراطية ومستقرة أو قتلاً عبثياً لا يولّد إلاّ قتلاً إضافياً. قد يبدو هذا الكلام ماكيافيلياً في برودته، وتلويناً على المقولة المبتذلة من أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. غير أنه عكس ذلك، فهو تراجيدي في اعترافه بالواقع الذي لم تعد توجد أساطير لستره. فالحراك الحالي واقع بين أسطورة الثورة، التي سقطت مع مرور الزمان، وأسطورة الدولة التي تبرّر ماضيها بمستقبلها، والتي لم تولد بعد. الثورة «ما وراء الخير والشر» تنتظر مستقبلها لتحديد أخلاقيتها. فلا معنى للكلام عن أخلاقية الثورة السورية من جانب من لا يشاركها المصير واليوميات والمآسي.

إن أخلاقية الثورة هي نوع المستقبل الذي يُبنى اليوم في المعترك الثوري من جانب مناضلين يضحّون بحياتهم من أجل غد أقلّ بؤساً. ومعاينة الثورة المجردّة كلام فارغ، يشبه من يناطح التاريخ من مكان بعيد، وبدل ثنائية «الخير والشر» الأخلاقية، يجب التمسّك بالثنائية النضالية والنقدية القائمة على «المع والضد». وهذا ليس منعاً للنقد، بل تسييس له لإعطائه بعض المعنى وتحريره من جيوش النقاد الأخلاقويين.



* كاتب لبناني

ويا ليت " فرنجية" يسقط مقاله اولاً على الثورة اللبنانية التي دامت 15 عام بالكمال وهل شفعت " المع والضد" لجرائم تل الزعتر والكرنتينا وصبرا وشاتيلا والدامور والاشرفية وحرب الشوف ، ام ان " الخير والشر" اسقط كل شيء وعاد لبنان بعد مئات الوف القتلى والمهجرين الي خانة اقل مرتبة قبيل اهازيج الثورة؟

ونفسه سينطبق على العراق ومع " المع والضد" و " الخير والشر" ورغم حبال المشنقة الذي تدلى به طه ياسين رمضان انقطع ، لم ينقطع جوع وقهر وظلم العراقيين بل ان الاكفان تزداد والامن توراى خجلا والحرامية اصبحوا اكثرية والكهرباء والماء النظيف كماليات

وتونس ومصر سنرى نتائج المع والضد بعد سنوات وسنتحسر على ماضٍ لن يعود

في لبنان لم تقم ثورة حتى تتفضل علينا بهذا الاسقاط
هل تعلم كيف تفجرت الحرب الأهلية في لبنان ؟
من ناحيني فأنا أعلم كيف ابتدأت وكيف سارت والى أين وصلت
معرفتي ليست من الوكيبيديا ولا من مقالات بائعي الكلام من الصحفيين ولا من تجار السياسة
أنا عايشتها وعشت بالكثير من تفاصيلها
ثم لايوجد لبناني واحد يدعي أن ماحصل في لبنان كان ثورة
مقارنتك غير موفقة هذا يعود لهواجس تعتريك من احتمال وصول الاخوان المسلمين للحكم
وهذا الافتراض غير واقعي
نتائج الثورات لن تكون سحرية لتغيير المجتمع والثقافة والفكر بخمسة أيام

وأنا بدوري سأضيف لأخونا جعفر علي ، أن ما حصل بالعراق من دمار وخراب ليس سببه ثورة شعبية ، ما جرى ويجري بالعراق تسبب به بالدرجة الأولى 3 عوامل :

1- الإحتلال الأجنبي وما يترتب عليه من حالة انفلات أمني بالضرورة
2- تدمير الدولة العراقية وإنهاء وجود مؤسساتها الخدمية والأمنية وليس نظام الحكم فحسب من جيش وشرطة وأمن ومخابرات وطرد معظم الكوادر الفنية التي تدير الدولة وتقدم الخدمات للمواطنين بحجة انتماؤهم الحزبي واجتثاث البعث
3- جعل العراق مستباحا من قبل إيران والميليشيات والتنظيمات التابعة لها ، استباحة أمنية واستباحة موارد وثرواتها الدولة واستباحة للإدارات الحكومية المدنية والعسكرية

وجميع هذه العناصر الثلاثة غير موجودة في الثورة السورية

(09-08-2012, 01:36 PM)salem mohamed كتب:  في لبنان لم تقم ثورة حتى تتفضل علينا بهذا الاسقاط
هل تعلم كيف تفجرت الحرب الأهلية في لبنان ؟
من ناحيني فأنا أعلم كيف ابتدأت وكيف سارت والى أين وصلت
معرفتي ليست من الوكيبيديا ولا من مقالات بائعي الكلام من الصحفيين ولا من تجار السياسة
أنا عايشتها وعشت بالكثير من تفاصيلها
ثم لايوجد لبناني واحد يدعي أن ماحصل في لبنان كان ثورة
مقارنتك غير موفقة هذا يعود لهواجس تعتريك من احتمال وصول الاخوان المسلمين للحكم
وهذا الافتراض غير واقعي
نتائج الثورات لن تكون سحرية لتغيير المجتمع والثقافة والفكر بخمسة أيام

بلاها الشخصنة يا عزيزي سالم فلقد كبرنا وهرمنا

وسيبنا يا عزيزي من المسطرة والميكرومتر ، فهذا القياس لا ينفع في اقليم متناغم تاريخه المشترك هو من عمر الكون . ودعنا في الاطر المشكلة الجامعة لتراجيديا الاقليم .

صدقني لن استعين بشيء خارج الذاكرة بل بمعرفتي الشخصية التي تكونت انه صادف ان اكون طالب في جامعة دمشق عند تفجر الحرب الاهلية اللبنانية وتصادف ايضا ان اكون ضيفا دائماً على الجنوب اللبناني في اواخر الاسبوع مع اخوة احدهم يحمل معرفي الذي اكتب به .

الحرب اللبنانية وسمها كما شئت فجوهرها كان قسم وطني يرى احقيته بتغير نظام الحكم وقسم يطلقون عليه انعزالي رجعي الاول ضم السنة والشيعة والدروز والثاني انضوى تحته معظم المسيحيون وعلى راسهم الموارنة ، ثم تغيرت التحالفات واختلفت الاولوليات والنوايا الي ان وصلنا الي تشكيلة فاخرة من الحروب الداخلية انقلب فيها الحلفاء على بعضهم وتصارع الاخوة وبعد 15 عام عادوا اقل درجة ووعيا مما كانوا عليه قبل الحرب ، فاطارها العام الذي بسمل للحرب هي ثورة ضد النظام الانعزالي وضرورة تغييره بالقوة والباقي لا يعدو عن كونه تفاصيل داخلية ترافق كل همة بالتغيير .

(09-08-2012, 02:01 PM)thunder75 كتب:  وأنا بدوري سأضيف لأخونا جعفر علي ، أن ما حصل بالعراق من دمار وخراب ليس سببه ثورة شعبية ، ما جرى ويجري بالعراق تسبب به بالدرجة الأولى 3 عوامل :

1- الإحتلال الأجنبي وما يترتب عليه من حالة انفلات أمني بالضرورة
2- تدمير الدولة العراقية وإنهاء وجود مؤسساتها الخدمية والأمنية وليس نظام الحكم فحسب من جيش وشرطة وأمن ومخابرات وطرد معظم الكوادر الفنية التي تدير الدولة وتقدم الخدمات للمواطنين بحجة انتماؤهم الحزبي واجتثاث البعث
3- جعل العراق مستباحا من قبل إيران والميليشيات والتنظيمات التابعة لها ، استباحة أمنية واستباحة موارد وثرواتها الدولة واستباحة للإدارات الحكومية المدنية والعسكرية

وجميع هذه العناصر الثلاثة غير موجودة في الثورة السورية

كمان بلاها المسطرة والميكرو ميتر يا عزيزي ثندر

الانفلات الامني هو نتيجة وليس سبب ، سيبقى انفلات امني سواء كان نتيجة احتلال اجنبي ام نتيجة " ثوب خالتي قماشة" حصل في العراق ولا يزال انفلات امني بل هذا اليوم اصطبحنا على تفجير مرتب عالي الجودة ، وفي سوريا هناك انفلات امني ايضا ومناطق شاسعة من سوريا تديرها جماعات خارجة عن سلطة القانون الرسمي ولا تمر ساعة الا وهناك اعراض لهذا الانفلات .

ثانيا :- ما تسعى له الثورة السورية المسلحة هو اسقاط النظام القائم كلية وليس استبدال راس الهرم وهذا سيتطابق مع البند رقم 2 الذي تفضلت به فسيحل الجيش الحر مكان الجيش السوري وسيتم اجتثاث البعث واعادة هيكلة الاجهزة الامنية وهذا يتطابق مع ما حصل في العراق

ثالثا : العراق استبيح من قبل مليشيات شيعية موالية لايران وايضا من جماعات تكفيرية موالية للشيطان واظنك سمعت عن الكتائب الجهادية التي تشكلت هناك والقاعدة والزرقاوي ابن بلدنا ثم الصحوات ، وهذا هو كوبي باست للوضع السوري الان

سأزيدك مثلا اخر هي افغانستان التي لا تزال على قيد الحياة الاخبارية اليومية منذ 32 عام ، سوريا اظن انها ستكون المثال الاقرب لهذه الدولة ، فهناك في افغانستان تحالف الشر التكفيري مع امريكا مع المال الخليجي والاعلام الخليجي فانتج حالة افغانية مغناجاً لا تشيب ، واخشى ان نستنسج هذه التجربة العظيمة في سوريا فنجد تحالف تكفيريا مع امريكا مع المال الخليجي ويدفع الشعب السوري المسكين الثمن بل تراهم يرقصون على جثثهم بوهم انتصارات زائفة

الموجود في سوريا أو العراق تحت مسمى الدولة ليس سلطة شرعية، ليس إلا جماعة خارجة عن القانون لا تفرق عن غيرها بشيء

(09-09-2012, 01:38 PM)jafar_ali60 كتب:  

(09-08-2012, 01:36 PM)salem mohamed كتب:  في لبنان لم تقم ثورة حتى تتفضل علينا بهذا الاسقاط
هل تعلم كيف تفجرت الحرب الأهلية في لبنان ؟
من ناحيني فأنا أعلم كيف ابتدأت وكيف سارت والى أين وصلت
معرفتي ليست من الوكيبيديا ولا من مقالات بائعي الكلام من الصحفيين ولا من تجار السياسة
أنا عايشتها وعشت بالكثير من تفاصيلها
ثم لايوجد لبناني واحد يدعي أن ماحصل في لبنان كان ثورة
مقارنتك غير موفقة هذا يعود لهواجس تعتريك من احتمال وصول الاخوان المسلمين للحكم
وهذا الافتراض غير واقعي
نتائج الثورات لن تكون سحرية لتغيير المجتمع والثقافة والفكر بخمسة أيام

بلاها الشخصنة يا عزيزي سالم فلقد كبرنا وهرمنا

وسيبنا يا عزيزي من المسطرة والميكرومتر ، فهذا القياس لا ينفع في اقليم متناغم تاريخه المشترك هو من عمر الكون . ودعنا في الاطر المشكلة الجامعة لتراجيديا الاقليم .

صدقني لن استعين بشيء خارج الذاكرة بل بمعرفتي الشخصية التي تكونت انه صادف ان اكون طالب في جامعة دمشق عند تفجر الحرب الاهلية اللبنانية وتصادف ايضا ان اكون ضيفا دائماً على الجنوب اللبناني في اواخر الاسبوع مع اخوة احدهم يحمل معرفي الذي اكتب به .

الحرب اللبنانية وسمها كما شئت فجوهرها كان قسم وطني يرى احقيته بتغير نظام الحكم وقسم يطلقون عليه انعزالي رجعي الاول ضم السنة والشيعة والدروز والثاني انضوى تحته معظم المسيحيون وعلى راسهم الموارنة ، ثم تغيرت التحالفات واختلفت الاولوليات والنوايا الي ان وصلنا الي تشكيلة فاخرة من الحروب الداخلية انقلب فيها الحلفاء على بعضهم وتصارع الاخوة وبعد 15 عام عادوا اقل درجة ووعيا مما كانوا عليه قبل الحرب ، فاطارها العام الذي بسمل للحرب هي ثورة ضد النظام الانعزالي وضرورة تغييره بالقوة والباقي لا يعدو عن كونه تفاصيل داخلية ترافق كل همة بالتغيير .

ياعزيزي جعفر أين وجدتني أشخصن
ان فهمتها كذلك فهذه مشكلتك وليس القصد
ولعلمك الحرب اللبنانية انطلقت شرارتها يوم 11 نيسان سنة 1975 عندما قامت ميليشيا حزب الكتائب بنصب كمين لباصين من الفلسطين أثناء عودتهم من الجنوب بعد أن أحيوا الذكرى السنوية الأولى لعملية مدرسة معالوت في الجليل أكثر من عشرين فلسطينا وجرح مثلهم
كان رد الفلسطينين أشد قسوة وسقط العشرات من الكتائب
وبدأت التحالفات بين مختلف الأطراف
واشتعلت لبنان
ودخل الجيش السوري باسم قوات الردع العربية
وأصبح احتلالا بكل معنى الكلمة
فهل ترى في ذلك ثورة ؟
تحياتي

‎Nedal Malouf‎
حتى لا تتوه بوصلتنا ، لو مكّن النظام .. السوريين من الوصول الى الساحات ولم يواجههم بالقتل، لما امتلأت المدن بالمسلحين ..
ولكن "الامواج الصوتية" للسلميين في النظم الديكتاتورية اشد خطورة عليها من رصاص المسلحين

فضيحة كبيرة لما يسمى بالجيش الحر تعذيب معاق وإتهام الجيش السوري بتعذيبه

http://www.dailymotion.com/video/xtfwna_...-tube_news