في بلدي سوريا رئيس...يحكمنا رئيس....
رئيس أحمق...أبله...منغولي...مجوسي...
إستولى على الحكم بتغيير الدستور والقوانيين...
ومازال حدثاً قاصراً غراً لم تعلمه كل هذه السنيين...
هو قائدنا بالوراثة وملهمنا وفيلسوفنا وحامينا الأمين...
هو طبيبنا الأول ...قاضينا الأول...محامينا الأول...وحامي الوطن والعلمانية والدين...
والمتصرف بكل مقدرات البلد من النفط والغاز والفوسفات الى الاقتصاد والتموين ...
يتحكم بالماء والكهرباء والهواء وبكل المهنيين وحامي اتحاد الكتاب والحرفيين...
رفيق العمال والفلاحين والباعة الجوالين والحلاقين...
وشيخ كار الحدادين والنجاريين والزبالين والقصابين...
يخطب فينا بشموخ متكاذباً متعالياً متفزلكاً كطاووس ...
يشرح المفردات ويغوص في التفاصيل ويضيع في سراب ...
يحدثنا عن بطولاته وإنتصاراته الوهمية...
وعن جيشه المغوار صاحب الأمجاد وصانع الإنتصارات وحامي الحدود...
والواقف بوجه الأعداء وكلما تعرضنا لاعتداء أو خطر مهين ...
أوتمادى علينا الأعداء إحتفظ بحق الرد في الوقت والزمان المناسبين ...
وتمر السنين تليها سنين ومازلنا نحتفظ بحق الرد على المعتدين...
أما الانتصارات فلم نراها من أيام الظاهر بيبرس وصلاح الدين...
جيشنا المقدام في فلسطين به كانت نكستنا ,وفي حزيران معه تخوزقنا...
حتى تشرين بها تمرمرنا وتشردنا وما انتصرنا...
ولم تقرع أجراس العودة... وفي لبنان إنكسرنا وإندحرنا...
وبكل حروبنا إنهزمنا...فعن أي جيش تتحدث ياقائدنا...
لا.. للأمانه انتصر جبش الأسد في حمص وحماة وحلب ودرعا ودمشق وإدلب وتل منين ...
فقد حررها من أهلها الأمنيين وكان بطلاً مغواراً في قصف المشافي وقتل الأطفال والنساء والمدنيين...
هذا هو جيش الأسد...خزي وعار وهزائم ..وأوسمة للخائنين ...
فعساكر مفييشين ..وصف ضباط لصوص ومنتفعيين...
يبيعون كل الوطن ببيضة ورغيف وتنكة مازوت أو كيروسين...
وضباطه مطوبزين (شوما إجاهم بيقولوا منيح )..يبحثون عن بقايا البنزين...
ويسرقون الدوسير والتموين والمعلبات والسردين...
أما الشرفاء وهم كثر ولكنهم وياللعجب مهمشين ومراقبين...
وهم مطلوبون للتحقيق بتهمة الشرف والأمانه والإلتزام بالأخلاق والدين...
أو لأن لديهم ضمير فلا يقصفون الدور ويقتلون المدنيين...
قسماً بأن جيش الأعداء أشرف من جنود الأسد عبيد المستبدين...
يحدثنا عظمته عن إنجازاته التصحيحية فيقول لنا:بنيت لكم المدارس والمعاهد والجامعات...
ومديريات التربية والمراكز الثقافية والمسارح والملاعب والمسابح والمشافي ودور العبادة...
وبنيت لكم الكثير من المعتقلات والأقبية والسجون...منحة لكم فأنتم شعبي...
ومن معاشرته للغرب ودراسته في جامعاته إستنبط أفكاره الديمقراطية...
فاعتقل الشباب ورماهم في السجون وما هم بمجرمين...
وأفرج عن القتلة والسارقين والحشاشين والمنحرفين...
وجرّم وحرّم مساعدة الناس الفقراء والمحتاجين...
وسلط على رقاب الخلق اللصوص والشبيحة والمفسدين...
وقلب الأعراف والموازيين...
أنا ربكم الأعلى ومن لايؤمن بي يستحق الشنق والرجم والحرق وهو فاسق لعين...
أنا حامي الحمى والواقف بوجه الأعداء وقائد الممانعة وحامي العلمانية والدين...
لدي أتباع ومرنزقة من وحوش وخنازير وسفاحين...
مسلحون شجعانٌ على المدنيين والأطفال والمسنيين...
وعند احتدام القتال لا تجد منهم أحداً ويختبؤن كالفئران...
يملكون كل الخمارات ,وكل بيوت الدعارة,وسوق النخاسيين...
يأكلون نهود الفتيات , ومن دماء الأطفال يشربون...
وبجماجم الرجال يتسلون ويلعبون...
يقولون له أنت نبينا بل إلهنا,فلك ركوعنا وسجودنا ونحن عبيدك المخلصين...
نحن شبيحتك,وسنقتل كل من لا يؤمن بك,فنحن رجالك الصادقين...
سنحرق بيوتهم,ونغتصب نسائهم,ونذبح أطفالهم حتى المعاقين...
هجّر الأهالي وجعلهم في الطرقات وعلى الحدود نازحين ومشردين...
والعائلات المستورة اصبحت فقيرة ولكنها تأبى إحسان المحسنين...
والعائلات الغنية أضحوا فقراء معوزين وعن زكاتهم مقصرين ...
أه منك ياصمتنا الرهيب المهين ,وأه منك ياتخاذلنا المقيت اللعين...
أه منك ياغبائنا ياذلنا يافقرنا ياوجعنا يارعبنا ياخوفنا الجبان..
أه منك يانهر نار في رؤسنا ..يادمعنا ..يابكاؤنا ..وياكل الأحزان
أه يابلدي ياأجمل بلد في الأكوان..
ولما انتفض شعبي طالباً الحرية بكل أرجاء المدن والبلدان...
صرخ المنافقون وكل المطبلين :هذه ليست ثورة الأوطان...
وتزلزلت أركان نظام الطاغية ...وبدأ يصرخ كيف يحدث هذا وأنتم عبيدي على طول الزمان...
أنا القائد العام ,وأنا الخالد للأبد,وأنا الدكتور الفهمان....
وقف يخطب فينا من أنتم؟؟
أنتم مجموعة من الجراثيم وسأقضي عليكم بالتعقيم والمورفين ...
أنتم مجموعة من الأولاد المهلوسين ،ومن المتخاذلين,والمتأمرين,والمتطرفين...
فأتاه الجواب سريعاً..أنا الشعب,أنا الوطن-نحن البحر الهادر...
نحن أقدم من أشجار التين والزيتون وأقدم من المجوس والمغول والتتار...
نحن أقدم من بردى ودجلةوالفرات وأقدم من زنوبيا وآثار تدمر وبصرى...
نحن الذين ولدنا أحراراً ولا نقبل الذل والهوان,ولا نموت إلا ونحن أحرار...
جبالنا,وودياننا,وسهولناخلقت من تجاعيد أكفنا...
أنهارنا سالت مياهها وتفجرت ينابعها من عرق جباهنا...
نحن صوت الفقراء ,والمحرومين,نحن الذين أصبحنا في بلادنا مهجرين...
ونحن لسنا عبيد نباع ونشترى في سوق النخاسين...
ونحن لسنا من أعضاء مجلس الشعب المصفقين...
ولسنا من حاشيتك المنافقين الكذابين والدجالين...
نحن أسياد الحرية والكرامة يالئيم..ياملهم المشبحين...
وإن كنت جاهلاً فسائل التاريخ عنا,يخبرك اليقين ...
سنقتلعك من جذورك ياخسيس...وستداس بنعال الرجال والنساء والشيوخ...
لاتستحق أن تحكم ثلاث دجاجات وديك,ففيك خلل عظيم ومستديم...
نحن شعباً لانقبل أن يحكمنا خنزير جبان رعديد...
نحن شعباً لا نقبل أن نعيش على المعونات والمساعدات...
كشّر عندها الطاغية,وقال:سأريكم فأنا القائد الخالد والباقي للأبد...
مزّق خارطة الوطن وبنى جدراناً لمحاصرة القرى وكبلها بالأصفاد...
وأرسل طائراته ومدافعه ودباباته وأرتالاً من العصابات والجند...
وأعمل في الشعب القتل والحرق والتدمير للقضاء على التمرد...
غيّر معالم المدن والقرى والحواري وألبسها أثواب السواد...
وجدنا أنفسنا في حهنم,بعد أن كنا نحلم بوطن بناه الأباء والأجداد...
وأصبحت شوارعنا مزروعة بخيام العزاء ولبست أثواب الحداد...
والدموع فاضت بدموع الآباء والأمهات والثكالى والنائحات...
قتل الرجال والأولاد ويتّم الأطفال ورمّل الزوجات واغتصب النساء...
كسّر أصابع الرساميين وقطّع أيادي الممرضين والأطباء ...
قطّع ألسنة المعلمين والمحامين وإعتقل رجال القضاء...
إقتلع حناجر المطربين والمعارضين وطارد الشعراء...
هدم المساجد والكنائس فوق رؤوس المصلين والعابدين...
فلم يعد هناك تكبير واختفت الأجراس وسكت المرتلين...
وبعد ذلك يعاقبنا لأننا لم نكن له شاكرين ولفضله أصبحنا ناكرين...
فمن أين جئت بهذا الحقد الدفين.؟...
ألم تعلم أيها الأحمق أن قوة الشعب لاتقهر ولاتلين...
فأي رئيس تكون؟ حقاً إنك سر أبيك...إبليس اللعين...