الثورة السورية هي حركة تحرّر بالمعنى الحرفي للكلمة.
ما يجري هو تحرير ليس فقط من الطغمة الطائفية المجرمة والتي تنتهك كل الأعراف والقوانين صمت مشين من العالم ؛ بل تحرير من الإحتلال الخميني الذي يحتل سوريا.
بعد التصريح الصريح لـ "مهدي طائب" رجل الدين الإيراني وهو يتحدث عن "سوريا محافظة إيرانية" لم يعد يخفي أن هذا التصريح هو اختزال لما يدور في أوساط رجال الدين والحكم في طهران وخلاصة لما جرى الترتيب له منذ أمد ؛ وأن التقييم الإيراني للحراك في سوريا والرؤية الاستراتيجية عموما ارتبطت بمنظومة التوسع والنفوذ في المنطقة ؛ لهذا كان الموقف الإيراني المعادي للحراك في سوريا مخالفا تماما للموقف من الحراك في مصر والبحرين ؛ وبالتبع حصل إجماع لدى شيعة إيران في العالم على العداء لثورة الشعب السوري وبالمجمل ؛ بما فيهم حسن نصر اللات الذي بحّ وهو يبشر ويحشد التأييد لثورات بعيدة عنه آلاف الأميال ؛ بينما لا يرى في ثورة مجاورة له إلا ما يرى عميلهم وسفيرهم في دمشق "بشار الأسد" ؛ وهذا الإصطفاف الطائفي من شيعة حزب اللات وعلويي لبنان إلى الحوثيين إلى حكومة المالكي وشيعته إلى باقي الأدوات الإيرانية في السعودية والبحرين إلى علويي تركيا ؛ كل ذلك لم يسترع ِ انتباه زميلنا "الباحث" حتى وهو يصطف في الطابور خلفهم ويستنسخ مواقفهم ثم يغطي ذلك الإنقياد لمنظومتهم بسيلوفان برّاق يعتقده استقراء جديدا للواقع , ولم تسترع انتباهه كذلك تفاصيل فضيحة صفقة مبادلة الأسرى إيرانيين بمواطنين سوريين ؛ ولا التدخل الإيراني الأخير لإطلاق سراح المخطوفين "الشيعة" في سوريا.
منذ أيام كنت -وبعض الزملاء- في نقاش من على منبر أحد المنتديات الشيعية حول المسألة السورية ؛ فخاطبنا أحد أتباع الولي الفقيه اللبنانيين بالقول ( هل تظنون أن الشام لا تزال تحت حكم "معاوية" ؟ كلا إنها اليوم تدين بالولاء لـ "علي" ) هذه النظرة التي يشترك فيها كل الشيعة في العالم - وأقولها بالفم الملآن- والتي تستدعي وتستلهم أحداثا مضى على انقضائها قرونا تدل أننا بصدد واقع فرضته الطغمة المجرمة بإيعاز من دولة الملالي يقضي باعتبار ما يجري معركة عقدية ؛ وهذا يُثبت بالفعل أن الشعب السوري لم يعد يخوض حراكا من أجل الحرية والإصلاح الداخلي بل يخوض معركة من أجل التحرير من الإحتلال الإيراني ذاته.