(09-22-2014, 12:36 AM)ابن فلسطين كتب:  المشكلة أن التاريخ والشريعة عندنا لا ينفصلان، في منطقة مليئة بالتطرف كيف تريد أن تفصل الشريعة عن التاريخ؟! نونية ابن القيم قد تكون تافهة بالنسبة لي ولك، تافهة بالنسبة لتاريخ الحضارة الأوروبية، ولكنها ليست تافهة في تاريخنا وحضارتنا لأنها (كفكر) تلعب دورا في تفسير الواقع وعلاج المشكلة!!!!!

ما ذكره العلماني نقطة في بحر إنجازات الحضارة الغربية، تعال إمسك كل إنجازات كل حضارة من حضارات العالم، إنجاز إنجاز، نتحدث عن الإيجابيات طبعا، إيجابياتهم وإيجابياتنا وإيجابيات الحضارة الصينية والمالاوبورمية، الغربية ستتفوّق بإمتياز! وهذا بإعتقادي خلاصة موضوع العم العلماني.

التبرؤ من السلفية الجهادية هو من باب "فضحتونا" وليس من باب نزع فتيل الفكر الإرهابي كفكر، ومن هنا كمان مرة: دور ابن تيمية وابن القيم وغيرهما، لماذا ما زالت كتبهم تدرس في الأزهر والأقصى وتركيا وتستخدم في الإفتاء؟؟؟ لماذا لا تُحرق في الساحات العامة إذا كانت كتب إرهابية؟

بعدين شو دخل الصفحة البيضاء في الموضوع؟ كل حضارات العالم يوجد دم في تاريخها، لكن هل كل حضارة تعترف بهذا الدم؟! الأمريكان إعتذروا للهنود الحمر، وللسود أيضا، ورئيس أمريكا أسود! الفاتيكان إعتذر عن تصرفات الكاثوليك في الحروب الصليبية! هنالك الكثير من الإعترافات الغربية بالأخطاء والتعويض عنها، ليست كاملة ولكنها موجودة! هل نجد هذا عندنا؟ إنزل بالله على الشارع (بما أن لك ميل للبحث "الشوارعجي") وإسأل الناس من هم "السريان"؟ هل المسيحيين مستوردين من الخارج أم سكان أصليين؟ هل يجوز إعطاء الأمازيغ أو الأكراد حقوق قومية؟

مبدأ "واحدة بواحدة" ما بيخرط المشط، ممكن يسلك مع واحد بيقارن بين الروس والغرب مثلا، لكن بين شرقنا والغرب...لا أعتقد

لا دخل للشريعة إطلاقاً بما نتحدث عنه، "فابن سينا" موجود وله نصيب من التاريخ سواء وافقت آراؤه الشريعة أم لم تُوافق، كما أننا لا نطرح هنا برنامجاً لاستعادة الحضارة الماضية أو حل مشاكل اليوم بنظرة تاريخية.
لا ننكر انجازات الحضارة الغربية وتأثيرها، لكن لن نغض الطرف عن المصائب التي أوردوها شعوب العالم، فمقابل "بحر" أيجابياتهم نذكر لهم "فرديناند الثاني" و"أيزابيلا الأولى" و"نابليون الأول" و"ليوبلد الثاني" و"الملكة فكتوريا" و"ثيودر هرتسل" و"فرانسوا جورج بيكو" و"مارك سايكس" و"أرثور بلفور" و"هنري مكماهون" و"رومل" و"ونستون تشرتشل" و"هاري ترومان" و"دافيد بن غوريون" و"جورج بوش" والتي هي بحر آخر إن لم تكن محيطاً.
وإذا أردنا أن نمسك إنجازات كل حضارة من حضارات العالم، "إنجاز إنجاز"، ولنتحدث هنا عن السلبيات، سلبياتهم وسلبيات المغول والصينيين واليابانيين والعثمانيين... فالغرب سيتفوق أيضاً بامتياز، وهو خلاصة ردي على "العَلماني".

بعدين كيف زبطت معك انه التبرؤ من السلفية الجهادية هو لدرء الفضيحة؟ ما الفضيحة في تطبيق "الشريعة" التي يسعى لها جميع المسلمين الرجعيين المتخلفين الإرهابيين؟ وإن كانوا خجلين بهذه الأفعال فلماذا يسعون لتطبيقها بأنفسهم؟
أما كتب إبن تيمية وابن القيم ففيها "الغث والسمين"، يعني من غير المعقول أن يُحرق كتاب بأكمله لأن جزءاً منه لم يعجبك أو لا يرقى لمستوى معاييرك "الإنسانية"، فكما لا يجوز لنا أن نطلب حرق كتب "روديارد كبلينغ" لأنه "تحيون" في جزء منها، فلن نطلب حرق كتب "ابن القيم" لنفس الأسباب.

وأخيراً.. بالنسبة للصفحة البيضاء واعتذار الأمركيان للهنود، الله يفك عنك أزمة ضحكتني بآخر هالليل، اعتذار من نوع اعتذارات جورج بوش لما ما لقيوا أسلحة كيماوية بالعراق.. ما هيك؟