{myadvertisements[zone_1]}
الثالوث في العهد القديم - حقيقة أم خيال؟
Logikal غير متصل
لاقومي لاديني
*****

المشاركات: 3,127
الانضمام: Oct 2003
مشاركة: #1
الثالوث في العهد القديم - حقيقة أم خيال؟
بعد أن زعمت في مكان آخر أن عقيدة الثالوث لا وجود لها في التوراة اليهودية، رد عليّ الاستاذ عبدالمسيح بعدة آيات، و أود هنا الرد على عبد المسيح حيث أن لي بعض الدراية المتواضعة بالأمر.

تتعلق مزاعم المسيحيين بوجود عقيدة الثالوث في العهد القديم و التوراة اليهودية، بعدة تخبيصات لغوية و تاريخية. قبل أن أبدأ بالخوض في الأمثلة التالية، أود أن أقول أنه من المنطق أن يفترض القارئ أن كبار الحاخامات اليهود و رجال الدين أدرى بلغتهم و كتابهم من المسيحيين الذين باتوا يعيدون تفسير الكتابات اليهودية لتناسب عقائدهم على هواهم، و كأن اليهود كلهم حمير و لم يلاحظوا أن عقيدة الثالوث موجودة في كتابهم المقدس بكثرة و هم الذين يقرأونه ليل نهار و لم ينتبهوا لها!


لنأخذ عدة أمثلة، يعتمد عليها المسيحيون و يصدقها من لا علم له باللغة العبرية و العادات اليهودية القديمة:

--
المزمور 110 : 1 قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ

في هذا المزمور، يستخدم النص العربي كلمة "رب" مرتين، و النص الانجليزي يستخدم كلمة Lord، بينما النص الاصلي العبري يستخدم كلمة يهوه (أي اللـه) في الحالة الاولى، و كلمة أدوني אדֹנִי (أي السيد) في الحالة الثانية. يعني الآية تقول، "قال اللـه لسيدي اجلس عن يميني،" و هنا يحدث اللـه مسيح اليهود (أي ملكهم و سيدهم) و يقول له أنه سيرفع مقامه بين الأمم و ينصره على أعدائه. اذن لا يوجد هنا أثر لعقيدة الثالوث. و الجلوس على يمين اللـه هنا لا يؤخذ بمعناه الحرفي، بل هو كناية عن تكريم اللـه لملك اليهود و رفع قامته أمام الأمم بصفته سيد الشعب الذي اختاره اللـه.

لمن يعرف قراءة الحروف العبرية على الأقل، يمكنه الاطلاع على النص الاصلي للتوارة هنا:
http://www.mechon-mamre.org/p/pt/pt26b0.htm

من الواضح أن النص يقول، "قال يهوه لأدوني.." و هذا يعني "قال اللـه لسيدي" و ليس كما يريد المترجمون المسيحيون أن يوهمونا بأنه يقول، "قال الرب لربي".

دليل من سياق آخر لو قرأنا النص التالي من
1 صموئيل 29 - 8 فَقَالَ دَاوُدُ: «مَاذَا جَنَيْتُ، وَأَيُّ عِلَّةٍ وَجَدْتَ فِي عَبْدِكَ مُنْذُ أَنْ مَثُلْتُ أَمَامَكَ إِلَى الْيَوْمِ حَتَّى لاَ أَشْتَرِكَ فِي مُحَارَبَةِ أَعْدَاءِ سَيِّدِي الْمَلِكِ؟»

كلمة "سيدي" هنا واردة في النص العبري "أدوني" אדֹנִי . و المترجمون يعلمون هذا و ترجموها بشكل صحيح الى "سيدي"، فلماذا اذن غيروا في ترجمة المزامير، و غيّروا كلمة "سيد" الى "رب"؟؟



-----------



أمثال 30 : 4مَن صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ مَن جَمَعَ الرِّيحَ في حُفْنَتَيْهِ؟ مَن صَرَّ الْمِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ مَن ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟ مَا اسْمُهُ وَمَا اسْمُ ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟ 5كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ نَقِيَّةٌ.

أولا: هنا النص يتكلم عن اللـه، و يقول أن اللـه صعد الى السماوات و نزل، و جمع الريح و صر المياه و ثبت أطراف الارض. اذن هذا الكلام عن اللـه و ليس عن إبن اللـه.

ثانيا: فيما يتعلق بلفظة ابن اللـه، فقد شاع عند اليهود تلقيب الكثير من رجالاتهم من ذوي المقامات المقدسة و العالية بأبناء اللـه مجازا.

من الأمثلة على ذلك خروج 22:4، حيث يعقوب اسرائيل تم تلقيبه بإبن اللـه البكر! (و الإبن البكر له مقام رفيع المستوى عند اليهود). و في اماكن اخرى افرايم تم تلقيبه بإبن اللـه و كذلك الملك داود و غيرهم. لا يوجد و لا يهودي واحد يعتقد أن هؤلاء فعلا آلهة او ابناء فعليين للـه، و انما اللفظة تستخدم بشكل مجازي.

لا أدري لماذا يحمل المسيحيون هذه الكلمات فوق طاقتها بما لا تحتمل، و أنا سمعت من عدة لاهوتيين مسيحيين يرددون هذه الاقاويل في كنائسهم بهذه الامور، مستغلين حقيقة ان المسيحيين المعاصرين لا يعرفون اللغة العبرية و لا يعرفون التقاليد اليهودية. و كأن لفظة "ابن اللـه" هي لفظة فريدة لم يتفوه اليهود بها عن أحد إلا يسوع!



----------------


أشعياء 48
14اِجْتَمِعُوا كُلُّكُمْ وَاسْمَعُوا. مَنْ مِنْهُمْ أَخْبَرَ بِهَذِهِ؟ قَدْ أَحَبَّهُ الرَّبُّ. يَصْنَعُ مَسَرَّتَهُ بِبَابِلَ وَيَكُونُ ذِرَاعُهُ عَلَى الْكِلْدَانِيِّينَ. 15أَنَا أَنَا تَكَلَّمْتُ وَدَعَوْتُهُ. أَتَيْتُ بِهِ فَيَنْجَحُ طَرِيقُهُ. 16تَقَدَّمُوا إِلَيَّ. اسْمَعُوا هَذَا. لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنَ الْبَدْءِ فِي الْخَفَاءِ. مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ.


من الايات السابقة (14 خصوصا)، يلاحظ القارئ هنا أن اللـه يتحدث عن عن ملك البابليين (و يقول المؤرخون أن اسمه"سايرس")، حيث تمت كتابة أشعياء أثناء سبي اليهود الى بابل، و يقول النص أن اللـه سعد بيايرس و مكّنه من هزيمة الكلدانيين. اذن النص لا يتكلم عن المسيح، بل عن سايرس.

أما عبارة "منذ وجوده أنا هناك"، فإن أدق الترجمات الحديثة NRSV (التي لا تختلف عن غيرها حقيقة) تقول النص التالي:
from the time it came to be I have been there

النص العربي يقول "وجوده" و كأنه يرمز الى وجود اللـه و هنا تكمن الصعوبة في النص العربي الذي يستخدم "هـ" الضمير، بينما الترجمة الصحيحة فيها الضمير "it" و من المستحيل ان يرمز ضمير الجماد هذا الى اللـه بل الى الأمر الذي يتحدث فيه "في الخفاء" كما هو وارد في النص. يعني القائل يريد أن يقول أنه كان هناك منذ بدء الأمر، و لم يقل أنه كان هناك منذ بداية اللـه!


-----------------


أمثال 8 : 22«اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ مُنْذُ الْقِدَمِ. 23مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ مُنْذُ الْبَدْءِ مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ. 24إِذْ لَمْ يَكُنْ غَمْرٌ أُبْدِئْتُ. إِذْ لَمْ تَكُنْ يَنَابِيعُ كَثِيرَةُ الْمِيَاهِ. 25مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقَرَّرَتِ الْجِبَالُ قَبْلَ التِّلاَلِ أُبْدِئْتُ. 26إِذْ لَمْ يَكُنْ قَدْ صَنَعَ الأَرْضَ بَعْدُ وَلاَ الْبَرَارِيَّ وَلاَ أَوَّلَ أَعْفَارِ الْمَسْكُونَةِ.


لو قرأ أي شخص عادي الفصل الثامن من كتاب الأمثال في العهد القديم، يرى و بوضوح أن الكاتب يتكلم عن الحكمة و المعرفة بشكل مجازي، داعيا القراء الى تحصيلها. و هذا التشخيص للحكمة الموجودة في سائر الكون لا علاقة له بالثالوث. يبدأ الكتاب قائلا: 1أَلاَ تُنَادِي الْحِكْمَةُ؟ أَلاَ يَرْتَفِعُ صَوْتُ الْفِطْنَةِ هَاتِفاً؟ إلخ على لسان الحكمة. و هذه الطريقة في الكتابة كانت شائعة عند الكثير من اليهود و غيرهم و تعتمد على تشخيص أمور لا شخص لها، مثل الحكمة و الضمير و العقل. فمثلا عندما يقول المرء، "ماذا يشير عليّ ضميري؟" فهو هنا لا يعني أن ضميره شخص يشير عليه و يتكلم معه!!

هناك أمثلة كثيرة. مثلا، عندما نقول أن النظام يحكم الكون، فهل هذا يعني أن النظام شخص أزلي موجود أبدا و يحكم الكون كإمبراطور؟

عندما يأتي شخص و يقول لك، "المنطق و العدل يحكمان بكذا و كذا،" فهل هذا يعني أن المنطق و العدل أشخاص ملوك يحكمون و يقررون؟؟ طبعا لا فالاستعمال هنا مجازي.

طيب المسلمون يقولون أن اللـه رحمن رحيم كريم جبار، الخ. فهل هذه الصفات كلها آلهة جالسة مع اللـه تحكم معه؟



------------


أشعياء 9 : 6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ.


هنا نأتي لحالة فريدة من الافتراء على النصوص. جملة "إلها قديرا" واردة في النص العبري كإسم للملك الموعود، و ليس كصفة. أي أن الإسم يصف اللـه بالقدرة و الجبروت، و لا يصف الملك بالألوهية. جملة "إلها قديرا" واردة في النص العبري على شكل اسم "إل جبور". و كان الاجدى بالمترجمين المسيحيين ترجمتها الى "يدعى اسمه عجيبا مشيرا إل جبور" مثلا، و لكنهم لغاية نعلمها اليوم، ترجموها حرفيا الى "إلها قديرا".

قد يخفى على القارئ أن اليهود اعتادوا على تسمية اولادهم بأسماء يرد فيها اسم اللـه و صفاته. فمثلا، اسم "حزقيال" تعني اللـه القوي. و أيضا جبرائيل تعني اللـه الجبار. يشوع او يسوع هو اسم عبري يعني اللـه يخلص. و هذه الاسماء و غيرها موجودة عند اليهود قبل و بعد المسيح، و يتسمى بها الكثير من الناس. فهل كل هؤلاء الناس آلهة يا ترى؟

طيب لماذا لم يترجم المسيحيون اسم "حزقيال" الى "اللـه القوي"؟ لماذا لم يترجموا اسم "جبرائيل" الى "اللـه الجبار"؟ لأنهم يعرفون أن هذه مجرد أسماء لأشخاص و الأسماء لا تترجم حرفيا. فمثلا اذا كتبنا اسم عبداللـه بالانجليزية، نكتب Abdullah و لا نكتب worshipper of God!

و هذا دليل آخر على تواطؤ المترجمين المسيحيين مع العقيدة و ليس مع العمل الصحيح بموضوعية اثناء ترجمتهم للتوراة اليهودية.



-----------



دانيال 7 : .13كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ.


لفظة ابن انسان هنا أخذها المسيحيون و جعلوا منها لفظة سحرية. للعلم فهذه اللفظة بالعبرية تعني مجرد انسان، و استخدمها اليهود لوصف الكثير من الناس.

و اليهود هنا يشبهون العرب في استخدام لفظة "بني آدم" كناية عن انسان، حيث يقولون בן־אדם (بن آدم). أما لفظة "ابن الانسان" فحديث دانيال هنا عن "ابن انسان" يأتي و يحكم كل الأمم و لا نهاية لملكه هو عن ملك اليهود الموعود و المنتظر ليخلصهم من السبي و من ظلم الأمم الاخرى، و قد كتب دانيال هذا الكلام اثناء سبي اليهود الذين كانوا يتوقون الى ملك يخلصهم من الاجانب الذين هزموهم و الاعداء الذين دمروا مملكتهم، و لا علاقة لهذا الكلام بالثالوث او الاقانيم. و في كتاب حزقيال، نجد أن لفظة "ابن الانسان" مستعملة كثيرا للكلام عن حزقيال نفسه. فكيف اذن أصبحت هذه الآية ترمز الى الثالوث او الى المسيح؟


------------------

يصر بعض المسيحيين على أن اللفظة العبرية "إلوهيم" الواردة في سِفر التكوين كناية عن اللـه، هي لفظة بصيغة الجمع، مما يدل على الثالوث.

لقد قرأت عددا من المصادر في الماضي حول الموضوع، و لكن ليس أنجع و أفضل من الموسوعة الكاثوليكية للرد على هذا الكلام، حيث تقول بأن صيغة الجمع العبرية هنا يتم استعمالها للدلالة على التجريد المفهومي conceptual abstraction و ليس الجمع العددي. في سِفر الخروج مثلا، هناك نص يقول بأن موسى هو بمثابة إله لأخيه (خروج 16:4)، و هذا يرمز الى سيادة موسى على أخيه، كما يسود اللـه على البشر. و النص يقول "إلوهيم" بالجمع التجريدي. فلو افترضنا أن إلوهيم ترمز الى ثالوث، فما معنى تشبيه موسى بالإلوهيم هنا يا ترى، هل يُعقل أن موسى أيضا ثالوث؟؟ و استخدام صيغة الجمع عند الرمز للإله الواحد لم يكن أمرا مقتصرا على اليهود بل أيضا على الشعوب الاخرى التي عاشت حولهم. الأمر لغوي بحت. و صيغة الجمع التجريدية هذه تنطبق على الكثير من الكلمات في اللغات السامية القديمة، و ليس فقط اللـه.

لمزيد من المعلومات و الاستفاضة حول كلمة "إلوهيم"، هذه الصفحة بالانجليزية على الموسوعة الكاثوليكية الرسمية للمهتمين:
http://www.newadvent.org/cathen/05393a.htm


لماذا يصر المسيحيون أن يزجوا عقائدهم المبتدعة في اوائل القرن الثاني الميلادي في نصوص التوراة العبرية؟ بالأدلة الدامغة، هذا لا أساس له من الصحة. و لا يوجد خبير لغات او مؤرخ عبري يجد أي أثر للثالوث في التوراة اليهودية.


تحية،

10-06-2005, 07:59 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
حسن سلمان غير متصل
Psychiatrist
*****

المشاركات: 1,608
الانضمام: Mar 2005
مشاركة: #2
الثالوث في العهد القديم - حقيقة أم خيال؟
أبو صباع :9:
10-06-2005, 10:26 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الطارق غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 77
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #3
الثالوث في العهد القديم - حقيقة أم خيال؟
أسجل متابعتي, وأنتظر حوار شيق.
10-06-2005, 10:49 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
اسحق غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,480
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #4
الثالوث في العهد القديم - حقيقة أم خيال؟
لنأخذ عدة أمثلة، يعتمد عليها المسيحيون و يصدقها من لا علم له باللغة العبرية و العادات اليهودية القديمة
_______________________
الزميل لوجيكال
و عندما ذكرها المسيح " مت 22 : 44 " ؟
تحياتى
10-06-2005, 11:19 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Logikal غير متصل
لاقومي لاديني
*****

المشاركات: 3,127
الانضمام: Oct 2003
مشاركة: #5
الثالوث في العهد القديم - حقيقة أم خيال؟
اقتباس:  اسحق   كتب/كتبت  
لنأخذ عدة أمثلة، يعتمد عليها المسيحيون و يصدقها من لا علم له باللغة العبرية و العادات اليهودية القديمة
_______________________
الزميل لوجيكال
و عندما ذكرها المسيح " مت 22 : 44 " ؟
تحياتى


أولا:
تقصد الكلمات المنسوبة للمسيح يا عزيزي. ما علينا فهذا موضوع نقاش آخر، و لكن أغلب المؤرخين و اللاهوتيين المحايدين يشكون في نسبة العديد من هذه النصوص الى يسوع أصلا، لكن لن أناقش هذه النقطة هنا.



ثانيا:
النص الذي تتكلم عنه هو:

مت 22
41 وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ، سَأَلَهُمْ يَسُوعُ:
42 «مَا رَأْيُكُمْ فِي الْمَسِيحِ: ابْنُ مَنْ هُوَ؟» أَجَابُوهُ: «ابْنُ دَاوُدَ!»
43 فَسَأَلَهُمْ: «إِذَنْ، كَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً لَهُ إِذْ يَقُولُ:
44 قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟
45 فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبَّهُ، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟»


كاتب هذه الكلمات (سواء متى أو غيره) و الذي نسبها ليسوع الناصري، قد يكون غابت عن ذهنه مسألة بسيطة جدا: اليهود كانوا و ما زالوا يمتنعون عن التفوه بلفظ الجلالة "يهوه" لأنه اسم مقدس لا يجوز أن يرد في كل شاردة و واردة. و كان اليهود حين يقرأون نصوصهم العبرية التي ترد فيها كلمة "يهوه"، كانوا يستبدلونها شفويا بكلمة أدوناي شفويا.

فمثلا، النص أمامهم يقول، "يهوه كذا و كذا"، و حين يقرأون هذا النص، يقولون، "أدوناي كذا و كذا" لكي يتجنبوا التفوه بلفظ الجلالة. يعني يستبدلون لفظ الجلالة بكلمة "سيد" شفويا مع أن النص يقول "يهوه".

من الممكن أن كاتب النص في متى قد سمع الآية المذكورة من العهد القديم شفويا و لم يقرأها، و بسبب جهله ظن أن الكلمة الأصلية هي "يهوه" و ليست "السيد"، فإعتقد بأن النص يقول "قال الرب لربي"، مع أن المعنى هو أن "الرب" الاولى هي اللـه، و "الرب" الثانية هي السيد.

لكن الثابت لدينا أن النص العبري (و يمكنك مراجعة أي توراة يهودية) لا يقول "الرب لربي"، بل يقول "يهوه لسيدي". و المسيحيون غيّروا هذه الآية في الكتاب المقدس المسيحي ليناسب أغراضهم، و تبقى التوراة الأصلية كما يحتفظ بها اليهود اليوم شاهدا عليهم.

و كان الأجدى بكاتب انجيل متى أن يشك في حقيقة ورود كلمة "أدوناي" مرتين متتاليتين، و أن يتحقق من النص لكي يرى ان كانت احداها هي في الواقع "يهوه" و لكن تجنب اليهود لفظها احتراما للـه. و لكنه لم يفعل لسوء الحظ.



ثالثا:
نأتي الآن لتفسير النص. فلننظر الى الآية الاخيرة من اقتباسك مرة أخرى التي تقول أن المسيح قال، "45 فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبَّهُ، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟»"

هنا يظن المسيح بوضوح بأن داود كان يدعو ابنه "ربا"، و بما معناه أن المسيح (الذي هو من نسل داود) سيكون إله داود. فلو افترضنا أن المسيح قال هذه الكلمات فعلا، فهذا يبين أن المسيح كان جاهلا بتوراته و ظن بأنها تقول عن ابن داود أنه رب داود و إلهه، بينما النص الثابت في التوراة هو بأن ابن داود هو سيد داود أي سيكون أعلى من داود مقاما و قدرة. و لا أعتقد أن يسوع كان جاهلا بالنص الحقيقي، فالغالب أن كاتب انجيل متى هو الجاهل الذي نسب هذه الكلمات الى المسيح بدون أن يتحقق من النص الأصلي.

خلاصة الموضوع: النص يقول بأنه سيأتي من نسل داود ملك يهودي سيكون أعظم من داود و سيكون "سيدا" لداود. و لكن بسبب جهل الكاتب، اعتقد أن كلمة "سيد" تعني "اللـه" لأنه لم يتحقق من النص، و هكذا تخيل مخطئا بأن النص يقول أنه سيأتي من نسل داود من سيكون إلها لداود.
10-06-2005, 11:58 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered

 
مشاركة: #6
الثالوث في العهد القديم - حقيقة أم خيال؟
موضوع جميل زميل لوجيكال
أحسنت (احسنت بجد )
(f)
10-07-2005, 12:41 AM
إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #7
الثالوث في العهد القديم - حقيقة أم خيال؟
موضوع شائق يستحق المتابعة
10-07-2005, 12:52 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أنا مسلم غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,416
الانضمام: May 2005
مشاركة: #8
الثالوث في العهد القديم - حقيقة أم خيال؟
بسم الله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيسي عبده ورسوله
أما بعد:

جميل :9: على ان ننتظر تعقيب او حتى رد
حتى تتم الإستفادة
10-07-2005, 05:40 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن العرب غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,526
الانضمام: May 2002
مشاركة: #9
الثالوث في العهد القديم - حقيقة أم خيال؟
عزيزي لوجيكال،

أولا، هل كان اليهود ينتظرون نبيا/مسيحا/ملكا؟!

لا أعتقد أنك ستخالفني القول: نعم بدون شك، كانوا ينتظرون آتٍ آخر.

سأكتفي بمثال واحد فقط حتى لا تطول إجابتي:
تثنية الاشتراع 18: 15
נָבִיא מִקִּרְבְּךָ מֵאַחֶיךָ כָּמֹנִי, יָקִים לְךָ יְהוָה אֱלֹהֶיךָ: אֵלָיו, תִּשְׁמָעוּן.
A prophet will the LORD thy God raise up unto thee, from the midst of thee, of thy brethren, like unto me; unto him ye shall hearken

ثانيا، هل هذا النبي/الملك/المسيح هو يسوع بن مريم؟!

الكثير من أبناء الجماعة اليهودية في ذلك الوقت آمنت أنه هو.
لم يأتِ آخر قبل أن تندثر دولة إسرائيل.
لم يعد هناك وجود للشعب اليهودي ككيان مستقل دييا أو سياسيا وعلهي يمكن القول أن شروط مجيء المسيح نفذت وانتهت لأنه المفترض به أنه ينقذ شعبه ويحرره.

ثالثا، ما هي صفات هذا النبي/الملك/المسيح؟!

من الكتاب المسيحي نجد أنه يتمتع بصفات تفوق تلك البشرية، منها:
ميلاده العجائبي من أم بدون أب
إعلاناته المتكررة (أو إعلانات تلاميذه إن أحببت لا فرق) أنه ليس مجرد بشر
تصرفاته وجرأته في تعديل التشريعات الإلهية الموسوية وتخطيها وسن ما يخالفها صراحة
وأخيرا قيامته من بين الأموات وصعوده إلى السماء

هذا هو مجمل الإيمان المسيحي في يسوع المسيح باختصار شديد حتى نصل إلى صلب الموضوع.

رابعا، هل يحوي العهد القديم ما يشير إلى هذا الإيمان المسيحي حول شخص يسوع؟!

هنا نأتي إلى بعض الاستدلالات التي تفضلتَ بها لنناقشها. ولكن قبل أن نخوض في التفاصيل، علينا أن ندرك أن واقع انتظاؤ "مسيح" هو حقيقة إيمانية يهودية ولا يمكنك أن تنكرها علينا وتقبلها لليهود. وهناك حقيقة أخرى، قبل أن تنتقد المسيحية في تفسيرها لنبوءات العهد القديم، عليك أن تطَّلع على تفسيرات اليهود المختلفة بشأن النبوءات وكيف يفسرون فكرة أن المسيح لم يأتِ بعد رغم مرور قرون طويلة على موعد مجيئه وانقطاع الوحي وانعدام النبوات وغيرها.

باختصار، لا أجده من المنطق رفض تفسيرات الجماعة اليهودية التي آمنت المسيح للعهد القديم وقبول تفسيرات الجماعة اليهودية التي لم تؤمن بالمسيح رغم ما فيها من غرابة وفي كثير من الأحيان سخف. وأعتقد أنك تعلم أن هناك من الحاخامات اليهود في أيامنا من يعارضون تماما قيام دولة إسرائيل الحالية وذلك لأن فيها مخالفة صريحة وواضحة لعقيدة الهيود بشأن مجيء المسيح، حيث يجب على الشعب اليهودي أن يعاني الاضطهاد والاحتلال لأن المسيح سيأتيه محررا ومخلصا.

اقتباس:المزمور 110 : 1 قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ

أنت محق في اعتراضك على الترجمة ولكنك تتمسك بحرفية الكلمات وتتجاهل تماما مدلولاتها الضمنية، وهي الأهم.

يقول داؤود: قال الرب لسيدي (أو لربي بمعناها العادي الذي يعني سيدي)

من هو سيّد داؤود؟!

لا وجود لسيد لداؤود يمكن أن يجلس عن "يمين يهوه" ليضع أعداءه تحت قدميه.
لن تجد يهوديا واحدا يقول أن المقصود هو فلان أو علان.

أكمِل المزمور واقرأ العدد 4:
The LORD hath sworn, and will not repent: 'Thou art a priest for ever
after the manner of Melchizedek
נִשְׁבַּע יְהוָה, וְלֹא יִנָּחֵם-- אַתָּה-כֹהֵן לְעוֹלָם;
עַל-דִּבְרָתִי, מַלְכִּי-צֶדֶק
أقسم الرب ولن يندم: أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق

من هو الكاهن إلى الأبد الذي على رتبة ملكي صادق؟!

داؤود لم يكن كاهنا!

لإذن ، هذه نبوءة بدون شك. والمسيح يستشهد بها ويقول أنها كتبت لأجله وتحدى بها اليهود.

يمكنك أن تنكر، وتدعي أن التلاميذ وضعوها على لسانه. لكن لا يمكن أن تنكر أن المسيح مات مصلوبا بتهمة أنه ادعى أنه الله أو ابن الله (وأنه ادعى أنه ملك اليهود).

وإن أنكرت كل هذا (وأنت تنكره أصلا)، إذن تنتفي أبسط قواعد الحوار، وينبغي إغلاق الموضوع.

================

سأتعرض بعد لآية واحدة اقتبستها وذلك لأنني لم أقبل بتاتا التعليق الذي وضعته بشأنه، وهي نبوءة سفر دانيال:

دانيال 7 : .13كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ.

أنت تقول تعليقا على هذه الآية:

اقتباس:و اليهود هنا يشبهون العرب في استخدام لفظة "بني آدم" كناية عن انسان، حيث يقولون בן־אדם (بن آدم). أما لفظة "ابن الانسان" فحديث دانيال هنا عن "ابن انسان" يأتي و يحكم كل الأمم و لا نهاية لملكه هو عن ملك اليهود الموعود و المنتظر ليخلصهم من السبي و من ظلم الأمم الاخرى، و قد كتب دانيال هذا الكلام اثناء سبي اليهود الذين كانوا يتوقون الى ملك يخلصهم من الاجانب الذين هزموهم و الاعداء الذين دمروا مملكتهم، و لا علاقة لهذا الكلام بالثالوث او الاقانيم. و في كتاب حزقيال، نجد أن لفظة "ابن الانسان" مستعملة كثيرا للكلام عن حزقيال نفسه. فكيف اذن أصبحت هذه الآية ترمز الى الثالوث او الى المسيح؟

كلامك يا عزيزي لوجيكال، وإن كان فيه بعض المنطق والصحة، لكنه مجحف كثيرا بحص لفظة "ابن الإنسان" وتطور مفهوم المسيح المنتظر لدى اليهود في تلك الآونة.

الحديث هنا في الآية عن كائن سماوي آتٍ على سحب السماء وجاْ إلى القديم الأيام (أي جاء إلى الله).

عزيزي، لا تتوقع مني أن أومن ببساطة أن الحديث يدور عن شخص عادي. خاصة إذا كان الحديث عن ملك وثني. فنحن نعلم أن اليهود لم يعودوا من الجلاء بفضل محرر يهودي أو قائد يهودي أو مخلّص يهودي، بل عادوا بفضل مرسوم ملَكي من قائد وثني عفى عن الشعب اليهودي وسمح لمن أراد منهم أن يعود إلى أورشليم ويبنوا الهيكل.

بقيت هذه النبوءة تنتظر التحقيق. ولذلك انتخب المسيح لنفسه لقب "ابن الإنسان" وفضله على جميع الألقاب.

فلفظة "ابن الله" قد تعني شخصا عاديا مميزا.
أما لفظة "ابن الإنسان" فلا تعني إلا شيئا واحدا في العرف اليهودي: إنسان ذات صفات وسمات سماوية ومقرب من الله ومن عرشه الأزلي.

أكتفي بهذا القدر الآن وأنتظر تعليقاتك.

تحياتي القلبية
10-07-2005, 10:29 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
اسحق غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,480
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #10
الثالوث في العهد القديم - حقيقة أم خيال؟
فالغالب أن كاتب انجيل متى هو الجاهل الذي نسب هذه الكلمات الى المسيح بدون أن يتحقق من النص الأصلي.
_________________________
اعتقدت من مداخلتك الاولى ان هناك اتفاق مبدئى على صحة الكتاب و تنحصرالمناقشة فى التفاصيل .
تحياتى
10-07-2005, 11:01 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حقيقة السحر رضا البطاوى 0 307 06-21-2014, 07:54 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  حقيقة الخلافة رضا البطاوى 0 407 12-25-2013, 09:04 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  حقيقة ظاهرة الصراعات الدينية في العالم...؟! زحل بن شمسين 5 1,271 06-12-2013, 07:13 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  حقيقة الديمقراطية وأسسها.....القس لوسيان جميل زحل بن شمسين 0 589 05-31-2013, 08:11 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  حقيقة العين والحسد في الإسلام فارس اللواء 0 620 03-28-2013, 09:22 PM
آخر رد: فارس اللواء

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS