لست أدري ما الذي يدفع محركات أقراصي لإبتلاع الفصول الأربعة والتعليق على رائعة الربيع لـ Vivaldi هذه الليله تحولت سجائري إلى غليون خشبي قديم ، محشو بتبغ هولندي مختار بعنايه فائقه .

وأسدلت الغرفة من حولي ستائرها بعد أن أغمضت عيناي ، وإذ بالربيع يمثل أمامي بكل ما له من روعة ورونق وجمال .. وبكل ما فيه من معاني للخلق والإبداع .

ولم يعد في مخيلتي ما يعكرها ... زقزقة عصافير وحفيف شجر ونسمات عليلة وخرير ماء وعبق ورود وشذى زهور وشمس مشرقة وأقواس قزح متناثرة هنا وهناك ... حتى أنني جفلت للحظة من أن يصار إلى إعتقالي على يد أحد أجهزة المخابرات العربية ، على إعتبار أن ما حلمت به أقرب للريف الإنجليزي والطبيعة السويسريه وجبال روكي الأمريكيه وسواحل البحر الأسود الروسيه ، وهو ما يعرضني بالضرورة للمساءلة بتهمة التفكير الإستعماري والإمبريالي والشيوعي والإشتراكي في آن معا بقصد إستهداف أمن الدول العربية وإنجازاتها التاريخية والهامه ، وإستهداف مقدرات الأمة العربية العتيدة وإرثها التاريخي والحضاري !.

طردت هذه الأفكار الملعونة من رأسي الصدء وألقيتها بعيدا عني هناك فوق كومة أوراقي ودفاتري العتيقه وعدت للإستماع ..

حقيقة أن المستمع لمقطوعة الربيع لفيفالدي من رائعته الفصول الأربعه ينسى كل ما حوله ، ولكنه بلا شك لا ينسى حليبه الذي أرضعته إياه امه ، وهنا يكمن الفرق الشاسع بين أي سنفونية تعزفها أجهزة المخابرات العربية على بدنك وجلدك ، وبين أي مقطوعة لموزات أو فاجنر أو بتهوفن أو حتى باتش وفيفالدي ، التي تعزف لعقلك وتشنف أذنيك بدلا من تشليعها وتقطيشها إن لزم الأمر .

وبين شذى الأنغام وأصوات الربيع كنت سعيدا جداً ، وكان هناك سبب آخر لمسرتي وهو أنني لم أستمع طوال الأسبوع الفائت لأي من مقطوعات فاغنر (هاوي الطبول) الذي ما تكاد تقرع طبوله حتى أؤمن بأن القيامة قائمة لا محاله ، بل وأشعر أن علي الإيمان قبل أن تشتعل الحرب النووية الخامسة والعالمية السادسه !!

إلا أن هناك ما كان يصر على التنغيص على حياتي بكل معنى الكلمة فهناك جريمة واحدة في حياتي إرتكبتها أمي وأبتليت بها أنا وهي أنني ولدت لقدري عربياً .:(

ولا تفتأ هذه الجريمة من القفز على كل شيء في حياتي لتصبغه بلونها الأسود القاتم:(



إلا أن رائعة فيفالدي كفيلة بأن تنسيك كل شيء مهما إستغرقت في التفكير أو إستغرق التفكير بك .

وبينما أنا مستغرق حالم في أفكاري وقد تحولت سيجائري لغليون من خشب الأبنوس القمري .... وأفكاري تناسقت بحيث إصطفت وراء بعضها وكأنها مازورات موسيقية رصت بعناية فائقة على مفتاح الصول .

ولأن كلمة صول تذكرني بأمين الشرطه وأمين الشرطه بالبيه المأمور والبيه المأمور بمديريات الأمن العربي ومديريات الأمن العربي بأصحاب الجلالة والفخامة والسمو وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو يذكرونني بالتيارات الرديكاليه والمتطرفه في عالمنا العربي وكلهم مجتمعين يذكرونني بأنني عربي ، يمتقع وجهي لتخرج السينفونية التاسعة لبتهوفن من قبرها صارخة بوجهي إنه القدر إنه القدر ..

إه القدر في أن تسن كل القوانين لقمع الحرية وقمع الفكرة وحتى في مهدها ، إنه القدر ليكفر أي كاتب قبل أن يكتب حتى .

إنه القدر ليقتلوا الإبتسامة من على شفاه أي طفل والفرحة عن أي محب ..

وليتحفونا بإسفافاتهم عن كل شيء في حياتنا ...

لأنهم لا يتحدثون إلا عن سخافة الحرية المسئولة والأدب الجاد والمسرح الجاد والكتاب الجاد والخبز الجاد ..

أقول لهم كما قالها محمد الماغوط : المسرحية الجادة من وجهة نظرهم هي التي ما أن تبدأ حتى يبحث المشاهد عن أقرب مخرج للنجاة ولو من المدخنة ، والفيلم الجاد هو أن تحجز في السينما مقعدا وفي دير الصليب سريرا ، والرسم الجاد هو الذي تحتاج كل لوحة منه إلى شرطي سير ليشرح للمتفرجين بعصاه وصفارته أين تبدأ الخطوط وأين تنتهي .


إنهم يريدون القضاء حتى على النكتة إن لم تكن ملتزمة بما جاء في كتابات سيد قطب أو مؤلفات روجيه غارودي ...

ونكتهم الجاده هي التي لا يضحك منها الناس إلا بعد أن تتخمر في عقولهم !!!!

دمتم للسخف والقمع والإقصاء:(:(:(:(:(:(:(:(:(:(:(:(:(:(:(

يبدو أننا سنختتم ليلتنا بالسنفونيه الأربعين لموزارت


أو حتى بأغنية فيروز كان في حنا السكران

لأني صرت حنا السكران:)

إحزروا مين بنت الجيران:):):):)

عزيزي جيري

انظر كيف يخرج لنا إبداعك لنتمتع به هنا

ألا تظن أن الأنظمة العربية وراء ذلك؟؟

أبدعت ياسيدي فأكمل معروفك وأخرج القهر من قلوبنا....

عبر ........ثم اعبر فنحن نحتاج لأمثالك جسرا

كن أول المتقدمين ليطمئن آخرنا

_____________________________________________

وسلم على بنت الجيران ياسكران

وشو صار بتكملة سكران سياسي.......سأذهب لأراها وأتمنى أن تكون اكتملت

تحية من الحمصية :)

مواضيعك تعيث بعقلي فسادا

لا تترك شيء على حاله

أهديك نبذة مختصرة عن فيفالدي ، ربما أضفت لها لاحقاالمزيد.

Antonio Vivaldi
1678-1741

درس في مأوى الرحمة في البندقية منذ سنة الخامسة والعشرين ، وحتى آخر أيامه خمساً وثلاثين عاماً ، ألف خلالها أوركسترا كاملة من تلاميذ المأوى ، معظمهم من البنات ، كانوا يعزفون كل الآلات المعروفة آنذاك لذا بلغ تآليفه للأوركسترا خمسمائة عمل.
تمتاز موسيقاه بقوة التعبير الدرامي ، الناتج عن استخدام التفاوت الكبير بين القوة أو الفورتيه والهدوء أو البيانو والتركيبات الهارمونية التي تتفاوت بالبساطة والتعقيد ، أما ألحانه الآلية فهي ذات طابع غنائي.

http://ditnet.co.ae/musicnet/sounds/conc...aldi6c.ra

وهذه موقع فيفالدي على الإنترنت... استمتع

http://home.kc.rr.com/vivaldi/

تحياتي لك.

[align=left] هذه المشاركة عدلت بواسطة : جارة الوادي .في 5/2/02 - 10:53 AM

:kiss:

الرائعه الحمصيه

بنت الجيران بتسلم عليكي وعلى الجميع

سكران سياسي صايبني فيها عسر فكري

شكرا لكلماتك الرقيقه


العزيزه الجاره شكرا على المعلومه شكرا على القراءه

تحياتي دائما للجميع

ميرسي عاصي

يحيا فيفالدي.. يحيا كل من يدخل البهجة على قلب سكران:)

جيري ... يارفيق ( بالخليجي ) :D

عندما يسألك احدهم من فيفالدي ... ينتظر جواب مثل ما كتبته جارة الوادي مع وصله لموقع لزيادة الخير خيرا .

ولايقوم بإعطاء وصلة ردح على نغمات السح الدح امبو لفرقة حسب الله :P

واسلمو لثقافة عربية اصيله :yes:

الله ...

وبس!
(f)