اقتباس: ابن العرب كتب/كتبت
سورة المسد
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)
ماذا يخبرنا القرآن في هذه السورة؟!
رجل وامرأته نهايتهما في النار، أي في الجحيم. ورغم أموالهما وثرائهما، فلن يتمكنا من شراء الجنة أو الخلاص.
المعنى مفيد دائما وأبداً، فينبغي للغني أن يعمل أعمالا صالحة ولا يكتفي بغناه.
لكن الأسلوب المتبع في السورة، غريب بعض الشيء.
تقول السورة بما معناه: اللعنة على يدي أبي لهب واللعنة عليه.
أن يصل الأمر بأحدهم للتعبير بهذه الصورة، يعكس استياء ما بعده استياء، لكنه استياء يصاحبه عجز عن إيقاع العقوبة على الفور، فيلجأ إلى التوعد والوعيد.
فإن كان الله هو القائل فعلا: فأين رعوده وبروقه وعقابه الذي لم يتوانَ عن إسقاطه بامرأة لوط وغيرها.
ثمَّ كيف يكون رجلاً غنياً وامرأته حمالة حطب؟
أم أنه يذكرها بأصلها قبل ثرائها؟!
فهل فعلت امرأة أبي لهب ما فعل؟!
هل عاندت محمداً بن عبدالله كما عاند هو؟!
هل أضرت محمد بن عبدالله كما أضره هو؟!
الأمر أشبه برجل ثائر لا يملك إلى الانتقام من عدوه اللدود، فيلجأ إلى الترهيب والتوعد والوعيد، ومن ثمَّ إلى التطاول على امرأته في محاولة لإذلال خصمه.
كما قلت، في السورة رسالة مفيدة وصالحة لكل زمان ومكان، لكن الأسلوب غريب جداً وفظ، بل وغير لائق بالله - إن كان الله هو القائل.
تحياتي وإلى لقاء قريب مع سورة النصر
تحياتي يا بن العرب (f)
بالنسبة لسورة المسد فسأتحدث عنها من وجهة نظري الخاص و استنادا إلى "إيماني" فعذرا منك إن لم تجد في ما أكتبه ما يصيب حقا أو يظهر منطقا...
المعنى الذي اقتبسته حضرتك جميل... (f)
"لكن الأسلوب المتبع في السورة، غريب بعض الشيء."
ما غريب إلا الشيطان :D
"لكنه استياء يصاحبه عجز عن إيقاع العقوبة على الفور، فيلجأ إلى التوعد والوعيد"
إضافة إلى
"الأمر أشبه برجل ثائر لا يملك إلى الانتقام من عدوه اللدود، فيلجأ إلى الترهيب والتوعد والوعيد، ومن ثمَّ إلى التطاول على امرأته في محاولة لإذلال خصمه."
كلامك على عيني و راسي، لكن دعني أنا أرد عليه بالتالي:
إن كنا نريد أن ننسب القرآن الكريم إلى الله تعالى فلدينا التبرير التالي ...
الله على كل شيء قدير + إن عذابه لواقع، ما له من دافع + هو يمهل و لا يهمل..... إلخ
كيف نفترض بإله إن يعجز عن معاقبة شيء هو بيدع خلقه؟ إذن فالإله الذي نتحدث عنه محدود القوى ... و هذا يناقض ما يجب أن يتوافر من صفات الألوهية ألا و هو محدودية القدرات، و الله (الذي أنزل القرآن) قال عن نفسه أنه "على كل شيء قدير" أليس كذلك؟
"طيب لماذا لم يعاقب أبا لهب بدل أن -يشرشحه-"؟
همممممممم ... سؤال منطقي:
طيب لماذا ننفي الخيارات الثانية؟ يعني لماذا لا نقول أن الله أراد أن يؤجل عقاب أبي لهب إلى يوم القيامة، فبعد كل شيء أبو لهب لن يضر الله تعالى في شيء...
الآن بالنسبة للغة المستخدمة فهذه لم تكن "مسبة و شتيمة" كما نعتبرها في زماننا هذا كما هو حال الكثير من الكلمات و العبارات الأخرى ... هي كانت للدلالة على الخسران* و خيبة المنعوت...
و محمد صلى الله عليه و سلم تأذى فعلا من أبي لهب، بل تعدى الأذى إلى الله سبحانه و تعالى ... بالتالي فمن حق من تأذى أن يرد على من آذاه.
بالنسبة لزوجته فهي كانت تشارك زوجها الإيذاء و العدوان، فحق عليها ما حق على زوجها.
الآن نحن لو رأينا شخصا يرد على من بادره الأذى بقولنا "حقه" و إن لم يفعل نقول "حقه أيضا" ... كذلك الحال هنا.
أما إذا كان القرآن من عند بشري (محمد بن عبد الله في حالتنا) فهو أيضا من حقه فهو رد على من كان يؤذيه، لكنه ادعى صفات الألوهية هنا.
* التَّبُّ: الخَسارُ. والتَّبابُ: الخُسْرانُ والهَلاكُ.
تحياتي الوردية (f)