إبراهيم
بين شجوٍ وحنين
المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
|
من شهداء الإلحاد عبر العصور
[CENTER]
[/CENTER]
[CENTER]يوليان أو جوليان المرتد
[/CENTER]
كانت أول مرة سمعت هذا الاسم و أنا طالب بالسمناري أدرس ماجستير اللاهوت و تحديدا في مادة "تاريخ الكنيسة" Church History. لسبب ما لم يعجبني اسمه جوليان المرتد و شعرت و كأنهم يعيرونه بموقفه الديني و لم يحترموا حرية اختياره.. أسماء سمعتها في الأوساط الكتابية لم تعجبني مثل "راحاب الزانية" ( و يا لها من عبارة بذيئة! ) و كأن ما ينقص هو أن يقول"راحاب الشرموطة" و يتم فضحها بهذا الشكل مع أن كل واحد له ماضيه و حياته التي يكتنفها هذا أو ذاك من الخصوص التي تعترض له/لها. و هذا يوليان و لم يقدروا على تسميته بإسمه مثلما فعلوا مع راحاب و اصطلحوا على تسميته بـ "جوليان المرتد" و كأنه مثلا واحد ابن كلب أو مكتوب عليه الاحتقار من الناس اللي يسمعوا اسمه كلما جاء اسمه في معرض الحديث.
كان فيه واحد إمبراطور اسمه جوليان او يوليان و كان ابن أخت قسطنطين الإمبراطور الروماني الذي جعل القسطنطينية عاصمة الدولة و الذي جعل المسيحية ديناً للدولة ( أكبر مأساة في التاريخ البشري: ربط الدين بالسياسة!). و ولد يوليان هذا سنة 331 و حمله أهله إلى أسيا الصغرى حيث درس الفلسفة اليونانية في نيقوميدية. و لكنه لم يرتو من هذا المنهل فرحل إلى أثينا و أخذ في درس القدماء و أشربت روحه الوطنية الإغريقية القديمة و تشبعت نفسه بفلسفة الإثينيين فصار ينظر إلى المسيحية كأنها فلسفة آسيوية قد أغارت على الغرب. و لكنه لم يكن يستطيع أن يصرح بأنه يؤثر آلهة اليونان على إله المسيحية فكظم ما في نفسه إلى أن ساعدته المقادير بأن صار إمبراطوراً. فشرع عندئذ يعمر أثينا و يدعو الطلبة إلى دور العلم فيها كما كانوا يحضرون أيام أفلاطون و أرسطوطاليس و كان يحتم عليهم أن يلبسوا اللباس الذي كان يلبسه أباؤهم في عصر الفلاسفة و أن يتكلموا اللغة التي كان يتكلمها الأثينيون قبل 700 سنة. و قد نرى من ذلك أن حماسته قد جاوزت عقله. فإن هذا الحرص على محاكاة القدماء ليس تجديداً بل هو تقليد. و أصبحت دور العلم التي افتتحها أشبه شيء بدور التمثيل.
و ليس يستطيع أحد أن يحدس ما كان يمكن يوليان أن يفعل لو أن حكمه دام أكثر من سنتين. فإنه حاول أن يمحو ثقافة آسيا و يقيم مكانها صرح الفلسفة اليونانية. و لكن الفلسفة اليونانية كانت قد نُسيت و كانت المسيحية قد رسخت في قلوب العامة. و كان الرهبان يؤلفون عنه الأكاذيب حتى حصبه غوغاء أنطاكية مرة بالأحجار و التراب و مع كل هذا الإستفزاز لم يجنح مرة إلى اضطهادهم و كان يقول يجب ألا يستشهد أحد. و في سنة 363 و هو يقاتل الفرس اخترق جسمه سهم حمل منه جريحاً و مات بعد أيام. و في رواية أنه عندما أصيب بالسهم قال: « لقد انتصرت أيها الجليلي ! » و الجليلي هو المسيح.
و أخذت الوثنية الآن بعد موت حامي حماها يوليان تنهزم و تتخسف أمام المسيحية. ففي سنة 378 صدر قانون ينهي الناس عن تقديم قربان للآلهة فانقطعت بذلك أرزاق الكهنة حتى اضطروا إلى هجران المعابد. و كانت هذه المعابد تحتوي على طرف الصناعات القديمة و كان يتمثل في بنائها فن القدماء. فلما هجرت شرع الناس في نهبها و تدميرها و نقل الأحجار منها حتى السيرابيوم المعبد الكبير الذي كان بالإسكندرية و الذي تناوبت على بنائه جهود المصريين و الإغريق و الرومان دُمر و بُعثر ما فيه. و جرى التدمير في أرض الفلاسفة بلاد اليونانيين فكانت التماثيل الناصعة من المرمر تحطم لأنها من أثار الكفار النجسة. و في سنة 394 ألغيت الألعاب الأولمبية لأن الدين الجديد لا يعني بالجسد عنايته بالروح. و جاء الإمبراطور يوستنيان Justinian فألغى كلية أثينا و استصفى الأملاك الموقوفة عليها. و كان بها سبعة من الأساتذة فروا إلى كسرى ملك الفرس فرحب بهم و أذن لهم في قضاء ما تبقى من حياتهم في لعب الشطرنج.
بعض الروابط عن جوليان المرتد:
---------------------
http://print.google.com/print?hl=en&id=RhHDl-0EYUYC
http://www.newadvent.org/cathen/08558b.htm
http://www.roman-emperors.org/julian.htm
http://en.wikipedia.org/wiki/Julian_the_Apostate
http://en.wikiquote.org/wiki/Julian_the_Apostate
و هذه طائفة من الأقوال الجميلة المنسوبة إليه:
• I think he who knows himself will know accurately, not the opinion of others about him, but what he is in reality… he ought to discover within himself what is right for him to do and not learn it from without…
• Is it not absurd when a human being tries to find happiness somewhere outside himself, and thinks that wealth and birth and the influence of friends… is of the utmost importance?
• Let all people live in harmony… Men should be taught and won over by reason, not by blows, insults, and corporal punishments. I therefore most earnestly admonish the adherents of the true religion not to injure or insult the Galilaeans in any way… Those who are in the wrong in matters of supreme importance are objects of pity rather than of hate…
• So long as you are a slave to the opinions of the many you have not yet approached freedom or tasted its nectar… But I do not mean by this that we ought to be shameless before all men and to do what we ought not; but all that we refrain from and all that we do, let us not do or refrain from merely because it seems to the multitude somehow honorable or base, but because it is forbidden by reason and the god within us.
• Nature loves to hide her secrets, and she does not suffer the hidden truth about the essential nature of the gods to be flung in naked words to the ears of the profane…
• The end and aim of the Cynic philosophy, as indeed of every philosophy, is happiness, but happiness that consists in living according to nature, and not according to the opinions of the multitude.
• Zeal to do all that is in one's power is, in truth, a proof of piety.
** سؤال: ما الفرق بين ما عمله الغوغاء مع السيرابيوم المعبد الكبير في الاسكندرية و ما فعله غوغاء طالبان مع المعابد البوذية في أفغانستان بإسم الله و لمجد الله؟
|
|
10-27-2005, 09:04 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered
|
من شهداء الإلحاد عبر العصور
ابو خليل هنا ..اهلا و سهلا
اشكرك يا سيدى على نشرك قصة القديسة الشهيدة الاسكندرانية
كنت قرأت عنها فى كتاب لمحمود السعدنى و لم اعثر عليها بشكل موثق
واضح يا سيدى انك منحاز بشدة للفلسفة اليونانية
اما انا و من منطلق ان المرء عدو لما جهل فلا اشعر بالود تجاهها
لا تحزن مما كتبه ابانوب لك و دعاؤه عليك ان تحشر مع الزناة..فأنت دست على جرح يودون لو انه لم يكن موجودا
تحياتى (f)
|
|
11-02-2005, 05:54 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered
|
من شهداء الإلحاد عبر العصور
محمود السعدنى ذكر قصة الشهيدة السكندرية فى كتابه "مصر من تانى" و هو كتاب كان يعمد الى ذكر لقطات من تاريخ مصر منذ عصرها الفرعونى حتى وقتنا هذا
و محمود السعدنى علامة مميزة جدا فى تاريخ الادب الساخر و قد تسببت روحة الساخرة فى جرجرته هو و كل مجموعة 15 مايو الى السجن عدة سنوات حيث كان يتكلم فى التليفون مع على صبرى (على ما انا فاكر) و كان الرجل منفعلا جدا و يسب فى السادات و يقول ان السادات ممكن يذهب الى الاذاعة و يسبهم امام الناس فرد عليه محمود مهدئا من ثائرته و قال له "ما يقدرش..لأنه لو راح العساكر اللى على باب الاذاعة هيمسكوه و يحوشوه " و نسى صاحبنا ان التليفونات مراقبة و صارت النكتة اكبر قضية قلب نظام حكم بتاريخ مصر
من يومها و انا لا اتكلم بالتليفون و استخدم الحمام الزاجل عندما اريد ان احكى مع الاصدقاء:lol:
|
|
11-02-2005, 07:06 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}