اقتباس: قل هو الله كتب/كتبت
بالنسبة للتناقض بين ما جاء به المسيح و بولس فلن أطيل كثيرا وهو يظهر جليا في الآتي ذكره :
قال المسيح : ( لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ )
وقال أيضاً: : «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.) متى (23 : 1 )
ان هذه النصوص فيها الدليل الواضح على تمسك المسيح بناموس ( شريعة ) موسى وبتفاسير وشروح الكتبة والفريسيين.
ولم يبدل دين المسيح ويأمر بترك التمسك بشريعة موسى والعمل بها إلا بولس فهو القائل : إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا. غلاطية ( 2 : 16 ).
:bye:
السيد قل هو الله ،
اقول ردا على ماتفضلت به :
ان لادليل ملموس في ماكتبته حضرتك على تخريب بولس للعقيدة المسيحية ...
انه حق كتابي لايمكن الاعتراض عليه ، ان يسوع المسيح جاء عالمنا مولود من عذراء بارة خاضعة للناموس ، وان المسيح المبارك كان بدوره متمسكا وعاملا بالناموس ومعلما له طوال فترة حياته في الجسد على ارضنا ...
لكن السؤال هو : هل في كلام المسيح مايلزم اتباعه من كل الامم وفي كل عصر وزمان التمسك والعمل بالناموس الموسوي من اجل التبرير والخلاص ؟ اقول ، لاابدا، ولايوجد مايشير في كلام المسيح الى هذا لامن بعيد ولامن قريب !
اما كلام بولس الذي اقتبسته لتدلل من خلاله على تناقض مع كلام المسيح فقد اسأت فهمه تماما ...
فلاالمسيح طالب اتباعه بحفظ النواميس من اجل نيل الخلاص ، ولابولس طالب بأنقاض الشرائع والنواميس ... لهذا المقارنة لاتجوز بحال من الاحوال بين قول المسيح وقول بولس لان كل منهما يتكلم في اتجاه محدد وظرف خاص ... المسيح يوجه قولا للشعب او الفرد اليهودي الذي عاش قبل موت المسيح وقيامته وانبثاق نعمة الله للخلاص وعطية الروح القدس ، ويليق به كالمعلم الاعظم لشريعة الله ليس فقط ان يحفظ الناموس ويخضع له ، بل ويعلمه ايضا ... لكن هذا كله كان خلال حياته على الارض الى حين موته وقيامته ... فبعد الموت والقيامة ادخل المؤمنين به في عهد جديد مع الله ، وهذا العهد يعلوا ويسموا على العهد الذي قطعه الله قديما مع الشعب بواسطة موسى لانه مصنوع بدمه الكريم ... والتأكيد بالدليل من كلام المسيح لاحقا ...
وبولس لم يناقض او ينقض الناموس ، بل بالاحرى يشدد على الحق ، ان الخلاص لايتم بحفظ الناموس ، بل بالايمان بالمسيح وعمله الكفاري على الصليب ...
و اكتفي باقتباس البعض من اقوال بولس من الرسالة الى اهل رومية للتأكيد على الحق ، ان بولس لم ينبذ الناموس او ينقضه :
لانه باعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر امامه. لان بالناموس معرفة الخطية
واما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهودا له من الناموس والانبياء.
بر الله بالايمان بيسوع المسيح الى كل وعلى كل الذين يؤمنون. لانه لا فرق.
متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح
اذا نحسب ان الانسان يتبرر بالايمان بدون اعمال الناموس.
ام الله لليهود فقط. أليس للامم ايضا. بلى للامم ايضا.
لان الله واحد هو الذي سيبرر الختان بالايمان والغرلة بالايمان.
أفنبطل الناموس بالايمان. حاشا. بل نثبت الناموس
واما الآن فقد تحررنا من الناموس اذ مات الذي كنا ممسكين فيه حتى نعبد بجدة الروح لا بعتق الحرف
فماذا نقول. هل الناموس خطية. حاشا. بل لم اعرف الخطية الا بالناموس.
اما انا فكنت بدون الناموس عائشا قبلا. ولكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمتّ انا.
اذا الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة.
والآن نذهب قليلا الى غلاطية حيث اقتبست حضرتك نصا لتبرهن من خلاله على التناقض :
إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا. غلاطية ( 2 : 16 ).
هذا مااقتبسته حضرتك ... دعنا نتابع ونذهب الى مابعد ذلك ، اذ يقول الرسول بعدها :
"
لست ابطل نعمة الله.لانه ان كان بالناموس بر فالمسيح اذا مات بلا سبب "
كل من يؤمن بالمسيح لابد ان يخرج بهذه النتيجة ... لاخلاص الا بالمسيح ... وهذا ليس تعليم بولس وحده وانما هو تعليم المسيح ذاته ، كما ان بشارة الخلاص بالمسيح هي العمود الفقري الذي ترتكز عليه البشارة الانجيلية ...
لاتناقض ياسيدي الكريم ... انظر بنفسك اقوال المسيح في انجيل يوحنا :
لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.
لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم.
الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد
الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة
آباؤكم اكلوا المنّ في البرية وماتوا.
هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الانسان ولا يموت.
انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم
فقال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم ان لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم.
من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير.
كما ارسلني الآب الحي وانا حيّ بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي.
هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما اكل آباؤكم المنّ وماتوا. من يأكل هذا الخبز فانه يحيا الى الابد.
التبرير هو بالمسيح وبمعزل عن الناموس ، وهذه خلاصة الكرازة التي تبناها الرسول بولس وغيره من رسل المسيح ...
ولكي ابطل دعوة التناقض بين تعليم بولس والمسيح اشير الى نص من سفر اعمال الرسل :
"
وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».
وارجوا ان تلاحظ حضرتك، ان ليس بولس وحده هو من طالب بعدم حفظ النواميس ، وانما سبقه الى هذا قادة الكنيسة الاولى ومشايخها الذين امروا المسيحيين من الامم بعدم حفظ الشرائع ومن ضمنها ايضا الاختتان ولم يكن لبولس سلطان في هذا الامر اكبر مما كان للمجمع الذي عمل هو الاخر بنصائحه ...
ليس بولس فقط ، بل جميع رسل المسيح ومشايخ الكنيسة ادركوا بان التمسك بالشريعة الموسوية غير نافع للخلاص ولايمكن الامساك بالشريعة بيد وبنعمة المسيح باليد الاخرى ...
تحياتي