قتل الصحفي اللبناني الفلسطيني المولد والمعارض البارز لسوريا سمير قصير عندما انفجرت قنبلة زرعت في سيارته لدى محاولته تشغيلها امام منزله في حي الاشرفية المسيحي ببيروت وجرحت في الانفجار امراة تردد انها زوجته الاعلامية جيزال خوري.
واظهرت مشاهد بثتها محطات التلفزة اللبنانية جثة القصير وراسه متكئ على مقود سيارته التي طوقتها قوات الامن اللبنانية وفرق الانقاذ.
ووقع الانفجار نحو الساعة 10,45 بالتوقيت المحلي بجوار سوبرماركت قريب من منزل قصير في الاشرفية.
وقالت الشرطة ان امرأة اصيبت كانت داخل السيارة اصيبت بجروح وجرى نقلها الى المستشفى.
ونفى مسؤولون انباء كانت ترددت عن ان المراة هي زوجة قصير الاعلامية في قناة "العربية" الفضائية جيزال خوري. ولم تتضح بعد هوية المراة الجريحة.
ولم يوقع الانفجار اضرارا كبرى واستهدف قصير فقط الذي كان ينتقد مؤخرا خصوصا "النظام البوليسي اللبناني"، وبخاصة من خلال تعليقاته في صحيفة النهار التي يديرها النائب والصحفي اللبناني المعارض جبران تويني.
والانفجار هو الخامس في سلسلة انفجارات هزت لبنان منذ التفجير الكبير الذي اغتيل فيه رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير الماضي.
كما ياتي الانفجار في خضم الانتخابات التشريعية اللبنانية التي بدأت الاحد الماضي في بيروت وتتواصل حتى 19 حزيران/يونيو.
تنديد
وقد ندد رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي وصل الى مكان الانفجار، بما وصفها بانها "جريمة اثمة" طالت الصحفي قصير، وتعهد بملاحقة مرتكبيها.
وقال ميقاتي للصحافيين" كلما نتقدم خطوة الى الامام هناك من يريد ان يعبث بامن البلد، وهذه الخطوات لاشك أليمة. ونتمنى ان لا تعود بنا الى الوراء رغم انها تطال اهم عنصرين في لبنان الامن والحرية. ونحن لا نسمح ان يطالا ابدا".
واضاف ان "تعليماتنا الى كل الاجهزة الامنية والعدلية ان تقوم بالتحقيقات اللازمة فورا لمعرفة الحقيقة". وأكد ميقاتي أن "هذه رسالة واضحة تطال الامن والحرية ولن نسمح لاحد ان يعبث بامن البلد".
كما ادان الزعيم المسيحي الجنرال ميشيل عون جريمة اغتيال قصير الذي وصفه بانه "صحفي عظيم".
وقال عون الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في بيروت ان قصير كان "احد اعظم الصحفيين ولم يتردد او يخف من قول الحقيقة دفاعا عن لبنان".
ووصفه بانه "صديق" مؤكدا ان "الجريمة انتقامية من الاجهزة التي كان يحاربها" سمير قصير.
وقال النائب الدرزي المنتخب مروان حمادة ان "المسلسل الارهابي مستمر يبدأ في قلب الشام ويمر في بعبدا ويصب في بيروت".
واضاف "ندعو المعارضة لاجتماع طارئ والمطالبة باستقالة لحود الذي يرئس بقايا النظام المخابراتي السوري (..) ونطالب الحكومة بالتصدي لهذا الاجرام".
ومن جهته، اتهم النائب تويني جهات خارجية بتدبير الانفجار لتفتيت المعارضة التي دعاها الى توحيد صفوفها وتجاوز الخلافات التي تعمقت خلال الانتخابات
واتهم امين سر حركة اليسار الديموقراطي المعارضة الياس عطالله الرئيس اللبناني اميل لحود ومدير جهاز الامن العام سابقا جميل السيد بالمسؤولية عن الانفجار الذي اودى بقصير.
وقال ان "المسؤول هو اميل لحود وجميل السيد والاجهزة الامنية السورية اللبنانية"، مؤكدا "يجب ان يستقيل لحود".
واكدت صولانج الجميل النائبة المنتخبة عن بيروت ارملة الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل "يجب الا يقول لنا احد ان جهاز الامن السوري اللبناني انتهى فهو ما زال موجودا ويجول في البلد".
من جانبه استنكر النائب بطرس حرب الحادث الاليم الذي تعرض له الصحافي سمير قصير، واشار "الى ان قصير كان ملاحقا من قبل قوى الامن العام عندما كان جميل السيد رئيسا لها، وهو فضح المخابرات السورية ودورها في لبنان ومن اجل ذلك قتل".
وقال "اتت هذه الحادثة لتؤكد وجهة نظرنا بأن النظام الامني ما زال قائما، وان يد الغدر التي قتلت الرئيس رفيق الحريري وحاولت اغتيال مروان حماده لا تزال قائمة، ومن يحاول ان يوهم الناس ان لبنان قد تحرر واصبحنا في الف خير انما لا يتحدث عن واقع الامر".
وشدد "على ان الواقع يظهر ان لبنان لا يزال خاضعا للاجهزة الامنية التي تحاول الثأر من كل من الحق الاذى بها، واذا قتل سمير قصير، فلانه صاحب قلم جريء فضح الاجهزة والانظمة الامنية وتدخلها".
الصحفي المطارد
وكان قصير الفلسطيني المولد، والحاصل على الجنسية اللبنانية منذ عشر سنوات، بدأ حياته الصحافية في جريدة "لوريون لوجور". وهاجر بعد ذلك إلى باريس التي عاش فيها لفترة مع عائلته.
عاد إلى بيروت في مطلع التسعينات، وتسلم دار النهار للنشر، ليعود ويتفرغ بعدها للعمل الصحافي ككاتب عامود في الصفحة الأولى في جريدة النهار اللبنانية.
ودأب قصير المتزوج من الاعلامية في فضائية "العربية" جيزال خوري، على الكتابة في الصفحة الأولى من النهار منتقدًا الوصاية الأجنبية على لبنان. تعرض في العام 2001 لمضايقات وألغي جواز سفره من قبل الأجهزة الأمنية، وحاول عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية حمايته، خصوصًا بعد المطاردة التي تعرض لها إثر مواقفه إزاء اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وكتب قصير سلسلة مقالات ضد "النظام العسكري الشرطي" الذي اقامته سورية في لبنان، ونشرت احدى مقالاته الاكثر عنفا تحت عنوان "عسكر على مين؟".
http://www.albawaba.com/ar/countries/Lebanon/229310