muslimah
عضو متقدم
المشاركات: 749
الانضمام: Feb 2003
|
إن هم إلا كالأنعام
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله جل في علاه في كتابه الكريم :-
{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }العنكبوت43
يورد الله عز وجل في كتابه الكريم العديد من الأمثال لتقريب الفهم للناس فينتفعوا بها ويتعلموا منها ولا تعني أبداً الحط من قدر أحد من الناس كما سمعنا هنا أكثر من مرة من انتقاد لدين الله حيث ردد البعض أن الإسلام يعتبر غير المسلمين أنعاماً .
سأورد بعضاً من تلك الأمثال مع توضيح لغوي لكل منها :-
1- {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الجمعة5
المُشبه : اليهود
المُشبه به :الحمار
وجه الشبه : عدم العمل بالعلم رغم توفره لديهم
لقد شُبه اليهود الذين كُلِّفوا العمل بالتوراة ثم لم يعملوا بها بالحمار الذي يحمل كتبًا لا يدري ما فيها, فقاس سبحانه من حمَّله كتابه ليؤمن به ويتدبره ويعمل به ويدعو إليه ثم خالف ذلك ولم يحمله إلا على ظهر قلب فقرأه بغير تدبر ولا تفهم ولا اتباع له ولا تحكيم له وعمل بموجبه كحمار يحمل على ظهره كتباً علمية مفيدة ولكنه لا يدري ما فيها وحظه منها حَملها على ظهره ليس إلا
فحظه من تلك الكتب مثل الذي أوتي الكتاب ولم يعمل به لله والدار الآخرة مع وفور علمه
فهل نفهم من هذا أن الإسلام يعتبر من لا يعمل بتعاليم الله حماراً ؟
==================
2- {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ }{كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ }المدثر49-50
المُشبه : الكفار أي الذين يرفضون أوامر خالقهم
المشبه به : الحمر الوحشية
وجه الشبه : النفور والإعراض
في الآيات الكريمة تشبيه من أعرضوا عن كلام الله وتدبره ونفروا عن القرآن بحمر رأت الأسد والرماة ففرت منهم
وهذا من بديع التمثيل فإن القوم من جهلهم بما بعث الله سبحانه رسوله كالحمر فهي لا تعقل شيئا فإذا سمعت صوت الأسد أو الرامي نفرت منه أشد النفور وهذا غاية الذم لهؤلاء فإنهم نفروا عن الهدى الذي فيه سعادتهم وحياتهم كنفور الحمر عما يهلكها ويعقرها والمستنفرة معنى أبلغ من النافرة فإنها لشدة نفورها قد استنفر بعضها بعضا وحضه على النفور فإن في الاستفعال من الطلب قدرا زائدا على الفعل المجرد فكأنها تواصت بالنفور وتواطأت عليه
السؤال مرة أخرى : هل يعتبر الإسلام من يعرض عنه حماراً؟
=======================
3- {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }إبراهيم26
المشبه : الكلمة الخبيثة
المشبه به : شجرة خبيثة
وجه الشبه : عدم فائدة أي منهما
المعنى: ذكر سبحانه مثل الكلمة الخبيثة فشبهها بالشجرة الخبيثة التي اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار فلا عرق ثابت ولا فرع عال ولا ثمرة زاكية ولا ظل ولا جنى ولا ساق قائم ولا عرق في الأرض ثابت مغدق ولا أعلاها مونق ولا جنى لها ولا تعلو بلى تعلى
وإذا تأمل اللبيب أكثر كلام هذا الخلق في خطابهم وكتبهم وجده كذلك فالخسران كل الخسران الوقوف معه والاشتغال به عن أفضل الكلام وأنفعه قال الضحاك ضرب الله مثلا للكافر بشجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار يقول ليس لها أصل ولا فرع وليس لها ثمرة و لا فيها منفعة كذلك الكافر ليس يعمل خيرا ولا يقوله ولا يجعل الله فيه بركة ولا منفعة وقال ابن عباس
ومثل كلمة خبيثة وهي الشرك كشجرة خبيثة يعني الكافر اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار يقول الشرك ليس له أصل يأخذ به الكافر ولا برهان ولا يقبل الله عمل المشرك ولا يصعد إلى الله فليس له أصل ثابت في الأرض ولا فرع في السماء يقول ليس له عمل صالح في السماء ولا في الآخرة
السؤال: هل قال القرآن الكريم إن الكلمة الخبيثة شجرة خبيثة؟
========================
وأخيراً نأتي للآية الكريمة حيث عنوان الموضوع:
4- {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179
المُشبه : كثير من الجن والإنس
المشبه به: الأنعام
وجه الشبه: التساوي في عدم قبول الهدى والانقياد له
بمعنى: ولقد خلقنا للنار -التي يعذِّب الله فيها مَن يستحق العذاب في الآخرة - كثيرًا من الجن والإنس, لهم قلوب لا يعقلون بها, فلا يرجون ثوابًا ولا يخافون عقابًا, ولهم أعين لا ينظرون بها إلى آيات الله وأدلته, ولهم آذان لا يسمعون بها آيات كتاب الله فيتفكروا فيها, هؤلاء كالبهائم التي لا تَفْقَهُ ما يقال لها, ولا تفهم ما تبصره, ولا تعقل بقلوبها الخير والشر فتميز بينهما, بل هم أضل منها; لأن البهائم تفرق بين ما يضرها من النبات والطريق فتجتنبه وما ينفعها فتؤثره تبصر منافعها ومضارها وتتبع راعيها فتهتدي وتتبع الطريق فلا تحيد عنها يمينا ولا شمالا والأكثرون من الناس يدعونهم الرسل ويهدونهم السبيل فلا يستجيبون لهم فهم غافلون عن الإيمان بالله وطاعته.
وأكرر السؤال : هل بهذا المثل يكون الإسلام قد اعتبر غير المسلمين حيوانات؟
|
|
12-27-2005, 11:14 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
قناص واشنطن
عضو فعّال
المشاركات: 91
الانضمام: Dec 2005
|
إن هم إلا كالأنعام
اقتباس:أما أنا فقد كنت أتمنى لو أن ردك جاء متناسباً مع الموضوع. أم أنك توافق على ما جاء فيه من نفي اتهام الإسلام بوصف البعض بالحمير والحيوانات ..........الخ وهذا سبب عدم تعليقك ؟
اعتقد ان رد الزميل philalethist كان في صلب الموضوع
فهو كأنما يقول هذا عن القران وماذا عن غيره
مثل الاسماء التي اطلقت ابولهب ابو جهل
القردة والخنازير ونحو هذا
|
|
12-27-2005, 08:21 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Mera
عضو مشارك
المشاركات: 29
الانضمام: Dec 2005
|
إن هم إلا كالأنعام
اقتباس:طبعا أبو لهب اسمه الحقيق عبد العزي وأتساءل هنا: ما هي الحكمة من وراء اطلاق ذلك اللقب عليه؟
الجواب:
اقتباس:وكني أبا لهب إما بابنه لهب، وإما بشدة حمرة وجنته
اقتباس:أخرج الفاكهي من طريق عبد الله بن كثير قال: إنما سمي أبا لهب لأن وجهه كان يتلهب من حسنه.
اقتباس:ووافق ذلك ما آل إليه أمره من أنه سيصلى نارا ذات لهب، ولهذا ذكر في القرآن بكنيته دون اسمه، ولكونه بها أشهر، ولأن في اسمه إضافة إلى الصنم.
فتح الباري شرح صحيح البخاري
كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ
لذا فإن تفسيرك لذلك:
اقتباس:سوى إن كان لقب إلاهي (يعني الاله أصبح يتفنن في التحقير والشتم) أو لقب محمدي (وهو لعمري الأقرب للصواب).
هو للأسف تفسير غير صحيح :) ولا يتعدى كونه تحامل يستوجب الاعتذار :)
أخت مسلمة جزاك الله خيرا :97:
|
|
12-27-2005, 09:48 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}