http://www.islamonline.net/Arabic/news/200...article05.shtml
[CENTER]
[/CENTER]
[CENTER]تونسيات متمسكات بالحجاب رغم الحظر الرسمي على ارتدائه[/CENTER]
من قلب تونس العاصمة، خرج عالمان عضوان بالمجلس الإسلامي الأعلى في تونس عن صمتهما وشنا هجوما لاذعا وغير مسبوق على تصريحات وزير الشئون الدينية التونسي أبو بكر الأخزوري والأستاذة بجامعة الزيتونة منجية السوائحي التي تهجما فيها على الحجاب واعتبراه "ظاهرة دخيلة" على البلاد و"موروثا إغريقيا"، وأن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب هو "العدو الأول للمرأة في التاريخ".
وفي تصريحات خاصة أدلى بها عبر الهاتف لمراسل "إسلام أون لاين.نت"، أكد مفتي تونس السابق الشيخ محمد مختار السلامي على أن تصريحات الوزير "سياسية" يمليها الظرف القائم ولا علاقة لها بصحيح الدين، كما اعتبر تصريحات منجية السوائحي "لا تستحق الرد".
أما إمام مسجد عقبة بالقيروان الشيخ عبد الرحمن خليف علي فلم تمنعه ملازمته الفراش لمرضه من وصف كلام الوزير بـ"الباطل" وكلام الأستاذة الجامعية بـ"فقاقيع في الهواء"، داعيا المسلمين للتمسك بدينهم في "عصر المناكر" الذي يعيشون فيه.
ومن جهته، امتنع الوزير الأخزوري عن التصريح لـ"إسلام أون لاين.نت"، وقالت سكرتيرته: إن الوزير "منشغل بالاستعداد للذهاب للحج ويحيلكم إلى السيد منير الرمضاني مدير وكالة تونس للاتصال الخارجي"، وهي مؤسسة إعلامية معنية بتلميع صورة النظام التونسي في الخارج.
ولم يتسن الحصول على تعقيب من الرمضاني، كما رفض د. جلول الجريبي رئيس المجلس الإسلامي الأعلى -وهي مؤسسة تابعة للنظام- الإدلاء بأي تصريح.
لا علاقة لها بالدين
وكان وزير الشئون الدينية التونسي قد اعتبر الحجاب، في حوار نشرته جريدة الصباح التونسية يوم 27-12– 2005 "ظاهرة دخيلة" على تونس، و"نشازا" و"زيا طائفيا" و"ظاهرة غير مقبولة في تونس".
وحول ما إذا كان علماء تونس يذهبون إلى ما ذهب إليه الوزير، قال الشيخ مختار السلامي: "السيد أبو بكر الأخزوري رجل سياسة ويتقلد منصبا سياسيا، وشأن الساسة أنهم يدلون بتصريحات سياسية بحسب ما يملي عليهم الظرف".
وأضاف "لم يكن الأخزوري في يوم من الأيام من علماء المسلمين".
وشدد الشيخ السلامي على أن "المطلوب من المرأة الستر"، ودلل على ذلك بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً" )الأحزاب:59).
وأشار إلى التفريق بين مصطلحي "الحجاب" و"الستر" فأوضح أن "المرأة المسلمة مطالبة بستر بدنها إلا وجهها وكفيها"، مشيرا لحديث أسماء المعروف عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليها ثياب رقاقٌ، فأعرض عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "يا أسماء إنَّ المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلاَّ هذا وهذا" وأشار إلى وجهه وكفيه. (قال أبو داود: هذا مرسل، خالد بن دُرَيك لم يدرك عائشة -رضي الله عنها-).
وتابع قائلا: "أما مصطلح الحجاب فقد ورد ذكره في مخاطبة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن فلم يكن يخاطبهن أحد إلا من وراء حجاب وذلك لمقام خاص ببيت النبوة. أما ما نطلق عليه الستر فهو ما نصت عليه الآية رقم 59 من سورة الأحزاب".
وأضاف أنه "بناء عليه لا يستطيع كائن من كان أن يقول خلاف هذا والذي يقول خلاف هذا فقد قال ما يخالف الإسلام، فالمرأة المسلمة يجب ألا تخرج وهي كاشفة عن رأسها أو تاركة لخمارها تلعب به الريح بل لا بد من إدناء الجلباب وستر الجسد كله ما عدا الوجه والكفين، حتى المشية لا بد من أن تكون مشية امرأة محترمة لكي لا تتبعها الأعين".
سموا المخازي حضارة!
ومن فراش مرضه، وصف الشيخ عبد الرحمن خليف كلام الوزير بأنه "باطل وليس بحق".
وقال "إن الله سبحانه يقول: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيما} (الأحزاب:59) فهل بعد كلام الله يصح لأحد أن ينطق بحرف!!".
وقال: إن "الذي يقول بغير ما أشارت إليه الآية السابقة والحديث فقَدْ فقَدَ إيمانه، ولا يمكن لأحد أن يقول حرفا واحدا بعد قول الله سبحانه وقول رسوله".
وعلق الشيخ خليف على تصريحات منجية السوائحي، لقناة "إيه إن بي" (ANB) نهاية ديسمبر 2005 التي اعتبرت فيها "الحجاب من الموروثات الإغريقية والرومانية، وليس أمرا إسلاميا أصيلا". كما نفت أن يكون الشرع قد حث على الحجاب واعتبرت أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه "أكبر عدو للمرأة في التاريخ".
وتعقيبا على هذه التصريحات، دعا الشيخ خليف المسلمين إلى التمسك بدينهم، وقال: "هذا الذي يقال ما هو إلا فقاقيع ستذهب مع الرياح".
وفضل الشيخ أن تكون إجابته شعرا من نظمه جاء فيه:
[CENTER]عصر المناكر ألقى على العقول ستارهْ
كم من أناس أصيبوا في دينهم بالخسارهْ
تنافسوا في اقتباس الرذائل المستعارهْ
وبالغباوة سموا كل المخازي حضارهْ[/CENTER]
العدو الحقيقي
واتفق الشيخ السلامي مع الشيخ خليف في أن ما جاء على لسان منجية السوائحي "كلام تافه لا يستحق الرد".
وأشار إلى أن "شخصية عمر بن الخطاب تحظى بالاحترام والتقدير من المسلمين وغير المسلمين، والعدو الحقيقي للمرأة هو الذي يخرج المرأة من الشريعة ويحرمها من تطبيق شرع الله".
وحرص الشيخ عبد الرحمن خليف في ختام حديثه لـ"إسلام أون لاين.نت" على توجيه التحية "للمسلمات الملتزمات بالحجاب"، وقال: إن هنالك ضغطا كبيرا عليهن (في تونس) وهن مجاهدات ويتعرضن للتنكيل في كثير من الأحيان ويكون هذا التنكيل أدبيا أو ماديا، إلا إنهن صابرات".
ونددت الأسبوع الماضي شخصيات دينية تونسية بارزة مقيمة في الخارج بتصريحات الأخزوري ومنجية السوائحي.
وصرح الشيخ ونيس المبروك الأستاذ بالكلية الأوربية للدراسات الإسلامية في ويلز بأن تصريحات الوزير "تمثل مخالفة صريحة لنص قرآني محكم"، بل "شذوذا علميا في تقويم هوية المجتمع التونسي الذي يقع الإسلام منه موقع الروح السارية، والمنارة الهادية".
وأعرب الشيخ المبروك "عن مخاوفه من أن تكرس هذه التصريحات الفجوة بين الشارع التونسي المسلم والدولة، بدل أن تقارب بين الناس، وتقدم مصلحة الوفاق الوطني في هذه المرحلة التي تمر بها الأمة".
ومن جانبه، وصف الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية تصريحات الوزير التونسي وموقف الدكتورة منجية بأنها "أمر غير جديد عن الثقافة التي تحاول الدولة التونسية المستبدة فرضها على التونسيين باسم حداثة مزيفة".
كما استنكر أحد الدعاة الذي فضل عدم ذكر اسمه تلك التصريحات معتبرا أنها تندرج ضمن "الاعتداءات المتتابعة على الإسلام، ابتداء من حث الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة الناس على الإفطار في رمضان، إلى سخريته من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فضلا عن إجازة التبني في مجلة الأحوال الشخصية التونسية، رغم أن القرآن الكريم حرمه بشكل قاطع".
يشار إلى أن ارتداء الحجاب محظور في تونس بحكم القانون رقم 108 الذي صدر في عام 1981 في عهد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة. ويعتبر هذا القانون الحجاب "زيا طائفيا" وليس فريضة دينية، ويحظره في الجامعات ومعاهد التعليم الثانوية؛ الأمر الذي يعارضه بشدة قطاع كبير في الشارع التونسي.