اقتباس: mind كتب/كتبت
1ألا يتعبك الحادك أقصد أن المؤمن يرجع خيره وشره الى الله.ان كانت مصيبة يصبر عليها و يعتبرها امتحانا من عند الله و ان كانت مسرة يفرح ويحمدالله عليها.و بالتالي فهو مستقر التفكير و القلب.بينما الملحد فله شكوكه.عند المصيبة يبحث عن أسبابها و يفكر ويتساءل لمادا أنا و ليس الآخر؟؟؟؟
عزيزي الدين يتعبني اكثر من الالحاد، فبالعكس شكوك التدين تتعبني أكثر من الالحاد. أنا كملحد سلبي لا أقول شيئا غير انه لم تتوفر لنا أدلة على وجود أية آلهة. لو كنت مؤمنا، لقتلتني الشكوك لأن عقلي غير قادر على أن يكون أمينا و صريحا مع نفسه، و في نفس الوقت يؤمن بفرضيات و أقاصيص لا دليل عليها و تناقض العلم و المنطق.
من ناحية أخلاقية الدين أيضا يتعبني لأنه يفرّق الناس و يعلّم أن معظمهم (من غير تابعي هذا الدين) ذاهبون الى الجحيم. أنا من ناحية أخلاقية لا أقبل على نفسي مثل هذه العقيدة العنيفة و للأسف فالمسيحية و الاسلام مذنبان من هذه الناحية.
من ناحية العقائد فأنا أراها تثير السخرية و الاشمئزاز (مع احترامي للدينيين). عقلي غير قادر على أن يؤمن بإله أحبل امرأة عذراء فولدت انسانا إلها يطير في الجو و يمشي على الماء. هذه القصة شبيهة جدا بالخرافات اليونانية و الهندية و المصرية و أفلام هوليود. و أحس بنفس الشعور حين أرى ملايين الناس يتجمعون حول صخرة و يطوفون حولها يرددون التعاويذ كالسكارى النيام، يتحببون إلى كائن وهمي و يتعبدون له، و في أحد الاماكن تراهم بدأوا برمي الحجارة على الإله الشرير (الشيطان). يعني لو وضع المسلم نفسه في مكان غير المسلم و نظر لهذه الممارسات، لضحك عليها و سخر. و كذلك لو وضع المسيحي نفسه في مكان غير المسيحي، نفس الشيء.
من ناحية علمية و تاريخية، فكل ما أعرفه عن العلم و التاريخ يشير الى الأصول الخرافية للأديان و تطورها و تطور الآلهة و العقائد الاخرى.
من ناحية فلسفية فالعقائد الايمانية مبنية على فرضيات و متناقضات لا أول لها و لا آخر.
لذلك فموقفي الحالي من الدين يريحني ضميريا و فلسفيا و علميا و منطقيا و اخلاقيا و نفسيا.
اقتباس:الحياة تنطوي أسرار يقف العقل عاجزا أمامها.أسرار لا تخضع للتجربة العلمية كالموت و الأحاسيس من فرح و حزن و غيرها...
صحيح، لكن من الخطأ أن نبني معتقداتنا على الجهل. يعني من الخطأ أن أقول، "لا نعرف سبب تكون الحياة، لذلك لا بد أن هناك إلها خلقها." هذه اسمها حجة الجهل، و هي نفس الحجة التي يستعملها المؤمنون طوال الوقت. لماذا يوجد للالكترونات شحنة؟ من أين اتى الكون؟ ما أصل الحياة؟ و حين يعجزون عن الاجابة تراهم يقولون، "اللـه فعل ذلك." يعني اذا كان هذا الاسلوب يريحهم فهو لا يريحني أنا، و كم من الدلائل سقطت بمجرد تفسيرها علميا، فإذا عُرف السبب، بطـُل العجب، و لم يعد مكان للآلهة فيه.
اقتباس:2سؤالي الثاني هو كالآتي تخيل حافلة ركاب تقل 40شخصا فقد السائق سيطرته ووقعت الحادثة.توفي15 وجرح الباقون.
سؤال؟لمادا مات بعض الركاب ولم يمت الآخرون؟طالما تعرضو لنفس الحادثة.منطقيا من حدد عدد القتلى و الجرحى؟من يعطي ومن يأخد الحياة؟
يا عزيزي لو كنت راكبا في سيارة، و انقلبت السيارة و مات سائقها و نجوت أنا، فهناك سببان لتفسير ذلك:
1- السيارة انقلبت على الجانب الايسر، مما وضع ثقلها على جسم السائق فمات، بينما كنت أنا على الجانب الآمن.
2- اللـه تدخل و أنقذني في اللحظة الأخيرة و ترك السائق يموت.
لعلمك يا عزيزي فالحوادث و المصائب تحدث كل يوم، و ملايين الناس (في اميركا مثلا) لو قرأت الاخبار في الجرائد تراهم يقولون، "هذه معجزة. اللـه أنقذني." و هم لا يحسبون أي حساب للأسباب الطبيعية العادية! الناس بطبيعتهم دائما يحبون تشخيص الامور و ايجاد أسباب غيبية وراء كل شيء، و التفسيرات السهلة السلسة لا تعجبهم أبدا.
قبل مدة قامت شركتي بتوظيف كاتبة قالت لي أنها كانت في فترة التقدم للوظيفة تصلي لأحد الآلهة في الديانة الهندوسية ليساعدها في الحصول على وظيفة، و لولاه لما حصلت عليها. فقلت لها، "حسنا جيد." و لكنها قالت لي، "نبرتك تقول انك لا تعتقد بالصلاة." قلت لها، "أنا أرفض الصلاة علميا: هل تعتقدين حقا أن الإله ساعدك؟ لماذا لا نقول ان مؤهلاتك هي التي ساعدتك؟ أليس هذا هو التفسير الأسلم للموضوع؟ و أرفضها أخلاقيا: ماذا عن الاشخاص الاخرين الذين لم يحصلوا على الوظيفة بسبب حصولك انت عليها؟ هل فكرت يوما بهم؟ أليس من الطمع أن تطلبي من الإله أن يعطيك وظيفة قد يكون غيرك يحتاجها أكثر منك؟ منطقيا: هل تعتقدين أن الإله لا شغلة له و لا مشغلة إلا التدخل في شؤون البشر، يعطي فلان وظيفة و ينقذ فلان من حادث و يساعد فلان في الامتحان؟"
ثم يا صديقي، التفسيرات الغيبية للأمور لا تفيدنا بشيء. اذا كان اللـه هو الذي يحيي و يميت، يُمرض و يشفي، فلماذا نخترع الادوية و نبني المستشفيات و نوزع الغذاء؟؟؟ لماذا لا نترك البشر على حالهم، و من مات مات، و من عاش عاش، و اللـه على كل شيء قدير؟؟ لكن لا، المعتقدات الدينية بطبيعتها اختراعات متناقضة، يتمسك بها الناس حين يريدون و حين يجدونها مريحة، و يتركونها حين لا يجدونها عملية.