وأنا صغير، كانت جدتي تروي لي قصة عن الذئب والغنمة، لطالما تململت منها وقلت ما مغزاها.
ولكن، ومنذ حرب العراق الأخيرة بدأت أفهم مغزاها ومرماها. وذلك بعد أكثر من عشرين عاماً على آخر مرة روتها.

ملخص القصة أن الذئب يتهم الغنمة بأنها عكرت ماء النهر الذي يشرب منه، فترد بأن النهر يأتي من جهته وليس جهتها.
عندها يتهمها بأنه قتلت أباه العام الفائت، فترد بأنها وليدة العام الحالي.
فيقول : إذاً أبوك قتل أبي وسآكلك مهما كان جوابك !!

في ظل هذه القصة، وما يحصل حالياً من اتهامات لسوريا، ومن أخذ ورد، لا بد لنا ان ندرك بأننا لم نعد متهمين، بل نحن مذنبون منذ البداية، ويجب أن نتعامل مع هذا الفرض كواقع كي نستطيع الخروج من الأزمة التي نعيشها.

لا أدري إن كان شبه الاسم بين خدام وصدام آيةً أو صدفة. وإن كان شبه اسميهما بال"هدام" آية أو صدفة أخرى....
ولكن، ومهما كانت التشابهات، بنحن لا نريد هدماً جديداً لبلدٍ عربي، كما هدم العراق إلى لا رجعة...

تجربة العراق عبرة لنا لنعرف أننا متهمون مسبقاً، ولندرك أن العقوبات سواء أكانت اقتصادية أم سياسية أم عسكرية وشيكة لا محالة.
لذلك، وبدءاً من هذا الفرض بات التعاون لإيجاد حل لهذا المأزق ضرورياً.

وحتى لو خرجنا من المأزق الذي وضعنا فيه الأستاذ "خدام" النووي، الذي لم يبخل على سوريا ولبنان بإدخال التكنولوجيا النووية ولكن كنفايات مدفونة هنا وهناك، فلا بد أن نعلم أن اتهامات أخرى ستأتي بعدها.

ولو ثبتت براءة سوريا من مقتل الحريري، أو براءة الرئيس السوري على الأقل والقيادة السورية مع تورط بعض ضباط المخابرات، فستأتي تهمة مساعدة حزب الله، ودعم الفلسطينيين، أو حتى مناصرة قوم الزولو في جنوب أفريقيا...

دام عزكم، ولا زال وطنكم....

تصبحون على وطن...

(f)

ان تشبيه نظام الحكم القائم في سوريا بالنعجة البريئة هو نوع من الاستخفاف واحتقار العقول.

هل تريد ان تجعلنا نؤمن بان النظام القائم على حكم يعتمد الدم لاستمراره عبر توريث الحكم لافراد عائلة محظوظة, وعبر قمع باقي الفئات والقيام بمجازر جماعية او اعتقالات وسجن مؤبد لالاف الناس بغرض استمرارية الحكم الذي يمنح جماعة الامتيازات ويسحق شعب كامل لاجل هذا,تريد ايهامنا انه نظام وطني وشريف؟

جريمة اغتيال الحريري قام بها النظام السوري وليس وليدة لحظة محددة بل كانت عملية الاغتيال ممتدة عبر سنوات, وكنا نرى اساليب المخابراتية التي اعتمدها النظام في اذلال وتعطيل ونشر الاف التهجمات والشتائم على الحريري عبر الاعلام وعبر خطاب الفئات المتزلمة للنظام السوري...كلا لم يكن قتل الحريري على يد النظام السوري ابن لحظة بل سبقها تذويقه المرارة واظهار كل فنون الحقد والانتقام الرخيص الظالم ضده والذي كان يثير كل انواع الالم والاستغراب لدينا.

ان سلسلة عمليات الاغتيال التي قام بها النظام السوري في لبنان هي كبيرة ومؤلمة ولا يمكن ابدا"اهمالها ونسيانها ويجب محاكمته عليها.

لا تتحججوا وتتشاطروا علينا بان اميركا والامبريالية تهدد استمرارية نظامكم العائلي العشائري الظالم وما يترتب عليه من تلميحكم وطلبكم ان تصف الناس في خندق مواجهة العدو الامبريالي المزعوم, وتقف يد بيد مع الصديق الفاسد القمعي المجرم.

ابو صالح

ولو ثبت ان لا النظام الشامي ولا اي من قياداته له علاقة بمقتل الحريري، ماذا سيكون موقفك حينها، ؟؟؟؟؟

هل ستختفي عن الانترنيت او ستغير المعرف تبعك او ستطالب بحذف كل مداخلاتك من نادي الفكر،

احفظوا خط العودة، حتى لو انك مقتنع ان النظام الشامي هو الفاعل ولكن ضع احتمال 1 بالمئة ان تكون قناعتك خاطئة

أبو إبراهيم
(f) للحكمة والرواق.


وليسمح لي الزوبعة السورية أن أضيف إلى كلامه ما يلي فقط:
كل اتهام يتم توجيهه لأي كان ولم يتم دعمه بدليل حقيقي هو كذب وافتراء وتدجيل.

من أراد أن يضع شكوكاً للمناقشة فمرحبا به، وقد أشك معه أيضاً، أما أن يتم التخاطب بهذه اللهجة الواثقة بدون برهان أو دليل سوى اعتقادات فهذا أفك مبين.

وإذا دام الحال على هذا المنوال فالأمر بسيط، إليكم هذه الحقائق:
لبنان أكبر وكر للحقارة العشائرية والطائفية في العالم فلا يجهلن أحد علينا.
لبنان أكبر وكر للإجرام بالحروب الأهلية التي تستمر عشرين سنة في كل قرن.
لبنان أكبر عش لحكم العائلات لوطن ونهب المواطنين بشكل طائفي بشع مقيت.

لا حدا يبيض علينا يا شباب.
وليحترم كل امرئ مخاطبيه، فهم أيضاً لهم ألسنة.

لا تعتبوا على ابو صالح يا شباب. .. فمن يعتبر سعد الحريري شابا عصاميا واعدا لا عجب ان نسمع منه اقل او اكثر من ذلك,...
فامسحوها بذقني يا شباب...

العزيز أبو صالح المحترم،

عندما "تأخذ الكباية من رأس الماعون" من كلامي، فأنا لا ألومك على الإطلاق، إذ أنني أحس في كلامك مرارة معاناة مع أحد أوجه النظام السوري المخابراتية أو غيرها على ما أرى...

على ما أرى أن لديك انتماءاً معيناً يدفعك إلى مهاجمة سوريا، ولكن دون أن تحدد من تريد أن تهاجم. الحكومة، الشعب، المخابرات ؟
فأنت تخلط الجميع في بوتقة واحدة ثم تشغل آلة المولينكس المشحونة خاصتك.

أنا لا أريد أن أوهم أحداً، فأعضاء هذا النادي من المثقفين والواعين لدرجة عدم التأثر بالأوهام.
ولكن يا عزيزي، صدقني أن لغتك تجعلني أشمئز ممن يسمون نفسهم حالياً "معارضة سورية". فهم غير ناضجين لا ثقافياُ ولا وعياً لما يحصل.
ولم يستطيعوا حتى الآن الوقوف على أرجلهم، ولا حتى الحبو كالأطفال الرضع.
وهاهم يمدون أيديهم ل"هدام النووي" الذي ما زالت خيرات التكنولوجيا النووية وأفكاره النيرة و"حبه لشعب سوريا" التي من بها علينا تنبع...

عزيزي أبو صالح، لن تحل المشكلة بتكبير الخط، ولا باتهام كل من يقف وقفة صغيرة مع وطنه.

نحن مستعدون للوقوف مع من يأتي بحل، ولكن ليس مع الإخوان، ولا شراذم البعث السابقين من عفلقيين وغيرهم.
نحن مستعدون للوقوف مع من لا يأتي بالدبابات الأمريكية وبالدمار لشعبنا.
نحن الغنمة يا سيدي، ولست لا أنت ولا النظام الغنمة.
فلذلك لا تفتحوا باب الزريبة للذئب، يومها سيندم الجميع.

للأسف الشديد، فنفس الشخص الذي كان يحلب هذه الغنمة، مستر "هدام النووي" يحاول حالياً وقد صار خارج الزريبة أن يفتح الباب للذئب، ,مبدؤه " أنا ومن بعدي الطوفان".
وهذا مبدأ كل المعارضين السوريين الحاليين، أستثني منهم فقط وحصرياً رياض الترك....

لسنا بحاجة من يطرقنا خطابات وشعارات، ولسنا بحاجة جلبي آخر. نحن الشعب السوري، وأنا أمثلهم بكل ما للكلمة من معنى، نريد أن نعيش ويعيش أبناؤنا بسلام.

كلمات إمبريالية وصهيونية وغيرها، التي تشدقت بها، تعبر عن أنك ما زلت تعيش في العصر السياسي الحجري، إذ أن هذه الشعارات زالت ومضت، ولم يعد أحد يصدقها. ولكنك ما زلت متأثراً بها.
كما أقول لك، نحن نريد أن يتحسن مستوى المعيشة وأن يتحسن أداء الاقتصاد السوري.
ولا نريد سياسيين في الحكم يشبعوننا خطابات، بل مثقفين ومتعلمين يدرسون الوضع وينتجون الحلول.

التعلق بالخارج وبفرنسا وأمريكا كما يفعل هدام والغادري وبعض أمثالهم، يشبه تعلق الرضيع بثدي أمه. وهو يمثل ضعف هؤلاء وعدم قدرتهم على إقناع الشعب بجدواهم.

وأخيراً، أنا مع التغيير، ومع إضعاف دور المخابرات والأمن في سوريا، ومع تحسين الأوضاع من كل جهات.
ولكن مثلاً آخر لجدتي يمنعني من التعامل مع الغرب أو الشرق أو غيره :
" مين جاب الثور على كرمه "...

ولكم في العراق حياة يا أولي الألباب

تصبح على أمريكا...

المشكلة هي أنه ليس بإمكاننا أي شيء، فالمشكلة وحلولها بيد النظام.
و "نحن" هنا ليس لها أي محل من الإعراب، لأنه لا محل لنا من الإعراب.
على الأقل ... "حالياً".

أعجبني هذا اللقاء المترجم مع الترك في موقع الرأي يدور حول مسألة التهديدات الخارجية للوطن. مع قناعتي أن أي تحرك عسكري سورياً غير وارد نهائياً، والغرب يسعى لتفكيك النظام بطرق أخرى مختلفة، أولها وليس آخرها الضغط السياسي.

(f)

رياض الترك، معارض شيوعي سوري، سجن لأكثر من /17/ عام "سلطة بشار الأسد تعاني أزمة شاملة": جين بيير بيران



إن المعاملة السيئة التي عاناها في السجن جعلته لا يحتمل ضجيج المقاهي مطلقاً. ولدى مروره في باريس، أعطى رياض الترك موعداً في كافتييريا يكاد يخلو محيطها من أية محال تجارية.




إن المعارض الشيوعي الدائم والمسمى (مانديلا العرب) ذا الثامنة والسبعين عاماً، والذي أمضى أكثر من سبعة عشر عاماً في سجون حافظ الأسد، وما يزيد عن سنة ببضعة أشهر في سجون ابنه بشار الأسد، يرفض المهادنة بأي شكل من الأشكال. لقد كان أحد صانعي إعلان دمشق الذي صدر في السادس عشر من تشرين الأول، وطالب ب"التغيير الديمقراطي الجذري" للسلطة بطريقة سلمية وتدرجية.

- هل بعث إعلان دمشق الحياة في صدر المعارضة؟

إن القسم الأكبر من أحزاب المعارضة أيّد الإعلان. وليست سوى أقلية وضعت تحفظاتها، وأقلية أخرى عارضته، وقد جاءت التحفظات من تيارات يسارية وعلمانية غير منظمة في أحزاب. وقد قالوا إن الإعلان لم يركز على التهديدات الخارجية والوحدة العربية، كما أنهم طرحوا مقولة غريبة: " إن حكومة عربية لأفضل من الفوضى".

إلا أن السلطة هي التي خلقت المخاطر ضد الشعب وأضعفت المجتمع، ولسنا مسئولين عن سلوكها السياسي. ومن الطبيعي أن الشعب السوري ذو الروح الوطنية يرفض الغزو، ولكن إن تعرّض للغزو فلن يدافع الشعب عن هذا النظام. فكما كان الحال مع صدام حسين، لم يعارض العراقيون الغزو الأمريكي، ولكن بعد سقوط صدام بدأوا العمل على طرد الأمريكيين وملاحقتهم.

- إذن فالسلطة تعاني مشكلة معقدة؟

بل إنها تعاني أزمة شاملة، تتجلى بأربعة وجوه: مع المجتمع أولاً، وفي نظرتها وعلاقتها مع محيطها العربي- العراق، الأردن، العربية السعودية، مصر، و لبنان على نحو خاص- ومع المجتمع الدولي، وأخيراً هناك صراع في قمة هرم السلطة. هذه الأزمات الأربع أضعفت السلطة، وكذلك الدولة.

- ما الشكل الذي يتخذه هذا الصراع الداخلي؟

في حزيران عقد المؤتمر القطري العاشر للبعث، وفي هذه المناسبة وعدنا بإصلاحات، وضرورة الفصل بين الحزب والدولة. لكن لم يتغير شيء. ولم تلغ المادة الثامنة من الدستور التي توكل للبعث قيادة المجتمع والحزب. وقد نظم هذا المؤتمر بشار الأسد لإقصاء ما يسمى "الحرس القديم": خدام (نائب رئيس الجمهورية السابق)، طلاس (وزير الدفاع السابق).... الخ. كما اغتنم بشار الأسد الفرصة من أجل إيصال رجاله، وخصوصاً الطغمة العائلية إلى السلطة، وتغيير قادة أجهزة الأمن والجيش. وأصبحت السلطة بعد ذلك موزعة بين بشار وأفراد عائلته. وقد سمح المؤتمر"للقصر الجمهوري" بمركز سلطته.

- ألم يكن الحال كذلك في السابق؟

في عهد حافظ الأسد كانت أجهزة الأمن تصنع سياسة الدولة. ومنذ اغتيال غازي كنعان، أصبح بشار وجماعته يقررون كل شيء. وقد كانوا مضطرين لترتيب "بيتهم" من أجل مواجهة المخاطر الخارجية، وبالتالي تضييق دائرة السلطة.

- ألا يفسر ذلك انتحار غازي كنعان؟

كان كنعان أحد القادة لدى حافظ. وقد نفّذ سياسته الهادفة إلى تقويض الديمقراطية في لبنان، وكان المسؤول الأساسي عن الجرائم المرتكبة في لبنان. وخلال ثلاثين عاماً أسس فيها مدرسة للأجهزة السرية. فالضباط اللبنانيون الأربعة الموقوفون ضمن المجموعة المتهمة باغتيال الحريري كانوا تلامذته. ولكن من المفهوم سياسياً في البلد أن يأتي بوصفه سجاناً ويخرج كسياسي. ومع موت حافظ أصبح مسؤولاً سياسياً وأمنياً، وأكثر تجربة من بشار وبطانته. كان ضد اغتيال الحريري، وقال في ذلك أنه منزعج من الطريقة التي تمارس فيها السلطة. وإن كان الأمريكيون ينوون المراهنة على رجال من داخل السلطة، فإن لديه فرصاً في ذلك. إذن أخّمن بأن موته كان تحريضاً بنسبة 60% بسبب علاقاته المفترضة مع الأمريكان، و 40% بسبب اختلافه مع رجال بشار.

- ماهي استراتيجية سوريا في لبنان؟

في البدء، إن تقريري ميليس وقرارات مجلس الأمن قد خلقت أزمة ضمن عائلة الأسد، الأمر الذي يتجلى في الخطابات الهستيرية لبشار. ففي العاشر من كانون الثاني أطلق أحكاماً في حالة من الغضب، يهدد فيها اللبنانيين. وقد أدرك حزب الله هذا الخطاب وهاجم منطقة شبعا. إن غاية السياسة السورية هي خلط الأوراق. فالسنيورة "رئيس الوزراء اللبناني" فهم ذلك وطالب الغرب بكبح ردة الفعل الإسرائيلية. ولكن دمشق لا تستطيع دائماً استخدام حزب الله كما تشاء. إن خوف القادة السوريين ناتج عن خروجهم من لبنان، فقد فقدوا رافعة مهمة، وهم يرغبون في الانتقام. إنهم يضمرون كراهية للصحفيين والساسة اللبنانيين ويتهمون ميليس بأنه قد سيّس التحقيق، في حين أنهم هم قد سيسوا الجرائم.

- هل حددت دمشق النقاط التي تريدها؟

إن الرياض والقاهرة وموسكو مارسوا ضغوطاً على سوريا من أجل تأمين حد أدنى من التعاون مع منظمة الأمم المتحدة. وتعهدت السلطة بالخروج من لبنان في غضون ستة أشهر اللاحقة. وما لم يتم تخفيف حدة الأزمة فإن المشكلة لن يكون بالإمكان تسويتها.

- ألا تعتقد بإمكانية اعتقالك حال عودتك لسورية؟

لا أظن ذلك.

ليبراسيون 22/12/05

اقتباس:  طارق القدّاح   كتب/كتبت  
- ألا تعتقد بإمكانية اعتقالك حال عودتك لسورية؟

لا أظن ذلك.  

:saint:
عجب ليش؟
(f)

اقتباس:  EBLA   كتب/كتبت  

اقتباس:  طارق القدّاح   كتب/كتبت  
- ألا تعتقد بإمكانية اعتقالك حال عودتك لسورية؟

لا أظن ذلك.  

:saint:
عجب ليش؟
(f)

أعتقد أن السبب كامن بحرص النظام حالياً على عدم فتح أي أبواب لاسيما من الداخل تزيد من عزلته الداخلية والخارجية.
قرأت اليوم أن النظام يحاول التقرب من المعارضة الداخلية والحوار معها.
وهذا أمر إيجابي جداً.
عساه خيراً.

(f)

وجدت الخبر الذي يتحدث عن انفتاح النظام على المعارضة الداخلية، ونشر البارحة في موقع "الرأي":

سوريا تنفتح على معارضة الداخل لمواجهة ضغوط الخارج، براميريتز يخلف ميليس رسمياً


مع تسلم القاضي البلجيكي سيرغي براميريتز مهامه كرئيس للجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، بدأت أوساط «الكونغرس» الأميركي في الضغط لمطالبة بيروت بتسليم واشنطن لبنانياً متهماً بقتل أميركي بعدما أطلقته ألمانيا، بينما يتواصل الحراك السياسي في دمشق بتقارير عن استعداد الحكومة لإطلاق بعض معتقلي«ربيع دمشق» والبدء في حوار مع المعارضة بالداخل لمعارضة ضغوط الخارج.




ويحل براميريتز الذي كان حتى الأمس يتولى منصب نائب المدعي في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي محل المدعي الألماني ديتليف ميليس الذي يزمع ترك التحقيق في اغتيال رفيق الحريري بعد اختيار خليفة له بوقت قصير.




وكان من المقرر ان يعلن تعيين براميريتز وهو مدع اتحادي سابق في بلجيكا في الشهر الماضي. لكن مسؤولي الأمم المتحدة قالوا ان الأمين العام كوفي عنان أخر التعيين لان براميريتز كان يحتاج في البداية إلى طمأنة الحكومات التي تدعم المحكمة الجنائية الدولية إلى ان رحيله لن يؤخر التحقيقات في السودان وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.




وسيأخذ براميرتز إجازة من المحكمة الجنائية الدولية التي شكلت قبل أكثر من عامين لمحاكمة أفراد يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية. ورغم ان الولايات المتحدة تعارض المحكمة الجنائية الدولية فان واشنطن أيدت اختيار براميرتز في الشهر الماضي مثلما فعل أعضاء رئيسيون آخرون في مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا الذي فوض بالتحقيق في اغتيال الحريري.




وكانت اللجنة الدولية التقت حديثا النائب السابق للرئيس السوري عبدالحليم خدام، الذي وجه اتهامات للقيادة السورية بالتورط في اغتيال الحريري. ويبدو أن الحكومة السورية تؤثر حاليا على ترتيب بيتها الداخلي، إذ كشفت مصادر سورية معارضة عن أن الحكومة بصدد فتح حوار مع قوى في المعارضة الداخلية وهناك توجه لإطلاق بعض معتقلي «ربيع دمشق» مثل النائبين السابقين رياض سيف ومأمون الحمصي والمحامي حبيب عيسى.




في موازاة ذلك، وجه اثنان من أعضاء الكونغرس الأميركي رسالة إلى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس طالباها ببدء ضغوط على الحكومة اللبنانية لتسليم لبناني مطلوب لواشنطن. وكتبت السيناتور الديمقراطية بربارة ميكولسكي والسناتور الجمهوري جيم دمينت في الرسالة،ان على رايس ان «تمارس كل أشكال الضغط السياسي والدبلوماسي على لبنان لتسليم السلطات الأميركية اللبناني محمد علي حمادي» الذي أطلق حديثا من سجن ألماني بعد إدانته بخطف طائرة في بيروت العام 1985.




وأفضت حادثة الخطف هذه إلى مقتل الأميركي روبرت ستيثم، الذي اشتبه الخاطفون بأنه يعمل لمصلحة أجهزة الاستخبارات الأميركية.




دمشق ـ «البيان» والوكالات