ظلٌّ لا يُشْبِهُنِي

[SIZE=4]مِنْ فُسْحَةِ الألْوانِ أَلْقاني أَجِيءْ.
ظِلِّي يُفَاجِئُني، وَ يَسْرِقُ لَهْفَتِي
العَطْشَى لِخَمْرِ
الأُمْنِياتْ.
كالرِّيحِ يَأْتِيني، يُبَعْثِرُ
صَرْخَتِي، يَجْثُو على
وَجَعِي جُثُوَّ
النائِباتْ.
واللَيْلُ يُلْقِي ظلَّه سِتْراً
كَثِيْفاً مِنْ
عَنَاءْ.
الْجُرْحُ يَسْكُنُني، كَشَوقِ العنكبوتِ.
يُخِيطُ صَرْحاً
للرَّجاءْ.
لا خَيْلَ تَصْهَلُ، لا ولا صَقْراً
يَرِفُّ عَـلَى بَرِيقِ
الذِّكْرياتْ.
كَمْ كُنْتَ وَحْدَكَ حَامِلاً جُرْحَ الْجَليدْ.
عَيْناكَ عالِقَتان، في الثُّقْبِ
لمدمَّى رَاعِشاً عبرَ
الجدارْ.
ثُقْبٌ يُطِلُّ مُعَانِداً خَيْطَ الغَزَالَةِ،
جَارِحاً صَدْرَ
الفَضَاءْ.
وَعَلَى مَسَارِبِهِ قَوَافلُ مِنْ
ضِيَاءْ.
أَجْري أَلمُّ شَرَانِقَ الأَحْلامِ،
مِنْ شَوْقِ المرايا،
سارقاً ظِلَّ
النَّهارْ.
فَلعَلَّما الأيامُ تخلَعُ ظِلَّها
يَوْماً، على ضَوءِ
الزَّوَالْ.
وَلَرُبَّما الأصْدافُ تَنْزعُ سِرَّها،
زَمَنَ الترهُّلِ
والعَذَابْ.
أو أنَّها الألوانُ، تهجرُ قَوْسَها،
فَتُعِيدَ زَخْرَفَةَ
الزَّمانْ.
***

تسعدني مشاركاتكم وآراءكم

محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة

سنديانة الشعر بعد التحية
مشاركاتنا ممكنة وأمر يشرف أي عضو بالنادي لانه سينهل من هذا البحر الأدبي
لكن الآراء بمثل هذه القصيدة الرائعة كسابقاتها طبعاُ
أمر يزيدنا شرفاً لاننا نبدي الإعجاب بشعر رائع .

ولا اجمل من هذا المقطع :

كَمْ كُنْتَ وَحْدَكَ حَامِلاً جُرْحَ الْجَليدْ.
عَيْناكَ عالِقَتان، في الثُّقْبِ
لمدمَّى رَاعِشاً عبرَ
الجدارْ.

ساظل أحلق بهذه الصورة حتى تكبر أجنحتي .


(f)

أَجْري أَلمُّ شَرَانِقَ الأَحْلامِ،
وَلَرُبَّما الأصْدافُ تَنْزعُ سِرَّها،
زَمَنَ الترهُّلِ
والعَذَابْ.
أو أنَّها الألوانُ، تهجرُ قَوْسَها،
فَتُعِيدَ زَخْرَفَةَ
الزَّمانْ.
***

و انا أقول بأن قصيدتك لونت النادي و اعادت زخرفة الأدب ..

لك مني ...:wr: شكرا لرقتك و عذوبة كلماتك

محبتي
أخي محمد (f)
في وقت ندر فيه القارؤون والباحثون، أجد في إطلالتك خير عزاء. حيث أرى بأن من يكتب في هذه الساحة ينتظر بفارغ الصبر من يدخل على موضوعه مبديا رأيا ما بوردة أو مديح أو غير ذلك..
ولكنه مع ذلك لا يكلف نفسه أن يدخل على مواضيع غيره، دارسا وباحثا. أو مادحا و ذامّا...
لأجل هذه أراني مقلاّ في النشر هنا خوفا من أن يذهب عملي بعلامة (الصفر ( 0 ) ولهذا أحاول أن أقرأ ما أستطيع للزملاء بغض النظر قرؤوا لي أم لم يقرؤوا، وأرد على من أستطيع كيلا يأخذ الداخلين على ساحة أدب ( 0 ). وانطلاقا من هذا :

أسعدني أن تكون عند حسن ظني أوّل الداخلين على هذه القصيدة..
وأسعدني ثانيا رأيك الذي أعتزّ به..

وأسعدني ثالثا أنّك تبلي حسنا فيما تكتب وتعطي..

شكرا لمرورك
محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة

اقتباس:  ياريموتا   كتب/كتبت  
أَجْري أَلمُّ شَرَانِقَ الأَحْلامِ،  
وَلَرُبَّما الأصْدافُ تَنْزعُ سِرَّها،
زَمَنَ الترهُّلِ  
والعَذَابْ.
أو أنَّها الألوانُ، تهجرُ قَوْسَها،
فَتُعِيدَ زَخْرَفَةَ  
الزَّمانْ.
***

و انا أقول بأن قصيدتك لونت النادي و اعادت زخرفة الأدب ..  

لك مني ...:wr: شكرا لرقتك و عذوبة كلماتك

ياريموتا (f)

مرورك هو الرقيق والعذب..
وشكرا على رأيك الذي به أفتخر...

يا زميل واكبتك أكثر من مرة وقرأت ردودك اللطيفة على ما تكتبه الزميلات و الزملاء هنا وهناك والتي تبعث الأمل فيمن يكتبون.. وإنّي لأشكرك ثانية على مشاركاتك التي أود أن تزيد عطاءً وضياءً

محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة

ظلٌّ لا يُشْبِهُنِي

مِنْ فُسْحَةِ الألْوانِ أَلْقاني أَجِيءْ.
ظِلِّي يُفَاجِئُني، وَ يَسْرِقُ لَهْفَتِي
العَطْشَى لِخَمْرِ
الأُمْنِياتْ.
كالرِّيحِ يَأْتِيني، يُبَعْثِرُ
صَرْخَتِي، يَجْثُو على
وَجَعِي جُثُوَّ


انتقيت صورتك تلك .. لم أجد ما يشبهني فيها لكني وجدت روحي تحلق حولها

داليا (f) أشكر مرورك
وإن كنت أرجو تحليلا ما

محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة

أنا لا أجيد البناء النقدي عزيزي
لكن سأقول تحليلي لهذا النص الجميل
الظل الذي لا يشبهنا هو روحنا الواجفة و الواقفة على حافة الذهول .. تلك الروح او تلك النفس لا نعود نعرفها حين يكبر مارد الشجن فينا .ز نراها متشبثة برغبة مواصلة الحياة رغما عنا .. هي روح شبقة بالعطاء و بالعشق معا
لذا نراها تتسسلل من ين اناملنا على الورق و تنتقي لروحها هوية جديدة و لونا أجمل بلون الخمر المعتق .. هذا الخمر قد يكون الشجن الذي ارتشفناه يوما على مهل
هذه الصورة استوقفتني جدا


الْجُرْحُ يَسْكُنُني، كَشَوقِ العنكبوتِ.
يُخِيطُ صَرْحاً
للرَّجاءْ.

صورة العنكبوت مبتكرة لان اك الصرح الواهي من أحلامنا قد ينقطع عند اقل نسمة قد تهب عليه

سارقاً ظِلَّ
النَّهارْ.
فَلعَلَّما الأيامُ تخلَعُ ظِلَّها
يَوْماً، على ضَوءِ
الزَّوَالْ.
وَلَرُبَّما الأصْدافُ تَنْزعُ سِرَّها،
زَمَنَ الترهُّلِ
والعَذَابْ.
أو أنَّها الألوانُ، تهجرُ قَوْسَها،
فَتُعِيدَ زَخْرَفَةَ
الزَّمانْ.
خاتمة النص جميلة جدا .. تذكرني بظلالي التي رميتها يوما على ضفافا نهر الذبول الذي هجرته و لطالما أتنفس المعنى سأصرخ في وجهه و لن أعود به
صديقي جمالية الأدب هو ذاك الدفق الإنساني الذي يرى كل منا نفسه في الآخر
هل حاولت يوما أن تعيد زخرفة المكان ؟؟ و كيف ؟؟

جميل جدا

صديقي
إن أعجبك تحليلي أكثر من نصوصك حتى نقرأها أكثر
فقلمك جميل

داليا أنا اعجبني تحليك كثيراً :what:

أنت مشروع ناقدة وكل يوم نكتشف فيكِ موهبة جديدة :yes:

وسنديانة الشعر محمد الدرة يوافقني الراي :9:


(f)