الأحكام الدينية والأخلاقية الموروثة لا تأتي من فراغ، تلك التي تقول إن اثنين خرجا من بطن واحد لا يجب أن يتناكحا، استبشرنا خيرا بالثورة على التقاليد وإعمال العقل فخلصنا إلى أناس يدافعون عن الشذوذ الجنسي وسفاح القربى ويعترضون على ختان الذكور وكأن إصلاح المجتمع العربي أو غير العربي قد توقف على هذه النواشز.

يمكنكم الذهاب عمياني وراء كل ما يأتي من الغرب كي تثبتوا ولاءكم وإخلاصكم وبراءتكم من كل ما هو زرقاوي وابن لادن .

قرأت مرة في صفحة تعليم الانجليزية في موقع البيبي سي اعتراضا على ضعف إقبال الرجال على العمل في مجال القبالة والتوليد!

مثلما أنه في بلداننا نحن قد نستنكر ونصدم لو سمعنا عن عادات أو ممارسات تجري في مناطق أخرى من نفس البلد الذي نعيشه كذلك في الغرب، طبيعي جدا أن يستنكر ويشمئز الغربيون من عادات تحدث في مناطق أخرى من نفس البلد الذي ينتمون إليه ، ولكن ذلك القاضي ربما اضطر إلى ابقاء الزواج كحل أخير ، أفضل من باقي الخيارات المتاحة عنده وتجاهل وتناسي أن الأبوين هم محارم، بعكس ذلك الحمار من الأزهر الذي لم يبال حتى لو كان هو شخصيا مقتنعا بصحة الهراء الذي ذهب إليه، بالصدمة التي سوف يسببها لملايين الأزواج والزوجات حين يتهمهم بأن عقد زواجهم باطل وأن ما كانوا يفعلونه هو سفاح .

اقتباس :
الأحكام الدينية والأخلاقية الموروثة لا تأتي من فراغ، تلك التي تقول إن اثنين خرجا من بطن واحد لا يجب أن يتناكحا"


و مع وضع هذه الحجة التي يلزمها حجة نقول :

بل هي اتت من سبب فعلا انها النظرة الجنسية التي كانت تؤدي الى كوارث في عصور سابقة بدائية ليس فيها قوانين و لم تصل المرحلة البشرية الى درجة حضارية كافية لفهم العلاقات الانسانية كما يجب . فاليوم هناك قوانين تمنع التحرش وليس فقط بمن يتزوجون من المحارم بل حتى باي امراة ترغب بالعري في مجتمعها ! و تكفي زيارة الى مدينة دبي في دولة الامارات التي تعتبر من الدول الاسلامية ثم التوجه الى شاطىء الجميرة هناك ليجد المرء نفسه على شاطىء ميامي ، حيث النساء تستلقي على الشاطىء و لا يستر أسفل جسمها سوى خيط رفيع يسمى " مايوه سباحة " من نوع البيكيني .

اذا علينا فهم المقولات الدينية لنعرف سبب صدورها و لماذا هي لا تناسب هذا العصر . و بعيدا عن الاستعانة بالمقولات الدينية التي تحتكر الحقيقة يبقى السؤال قائما :

ما المانع ان تقوم علاقات جنسية بين بين يسميهم الدين محارم ؟

و يبقى الرد العلمي :

لا مانع ، ما دام ان الطرفان لا يحملان كروموزومات ذات جينات مرضية تؤدي الى خلق جيل يحمل امراضا وراثية تهدد الحياة !!!

العلم حديث العهد، حديث التجربة حديث الخبرة، ربما كانت دوافع تربوية وليست فطرية هي التي تجعل الناس تنفر من فكرة سفاح القربى، ولكن يظل الشخص من لا ينفر هو شخص غير طبيعي وغير سوي، السؤال هنا هو كيف تنشأ القيم الإجتماعية العامة، أنتم من تدعون أنه لا مانع علمي من سفاح القربى، بل هو مجرد معتقد موروث هلا أجبتم عن السؤال ال>ي يطرحه زعمكم وهو كيف نشأت ه>ه القيمة التي تمنع سفاح القربى؟مثلا إ>ا كان الرجل منع تعدد الشركاء للمرأة كي يضمن معرفته لنسله الخاص فما هو الدافع وراء منع سفاح القربى؟

ليست عبقرية أن تطرح مساءلة أي قيم موروثة واحتقارها بطريقة خبط العشواء وعلى عواهنها .

أنا أتعامل مع الأديان والتراث على أنها صحيحة حتى يثبت خطؤها، البعض يتعامل معها على أنها خاطئة حتى تثبت صحتها، الناس لا تقوم بإجراء فحوصات طبية قبل ممارسة الجنس كي تتأكد من سلامة نتائجه على الذرية أو الوالدين، بل هو يأتي عفوا تبعا للغريزة مما يستلزم خلق غريزة جديدة من خلال الدين والتربية تحد من مخاطر استعماله بطريقة عشوائية قد تكون مؤذية، ماهي الفائدة التي تعود على المجتمع من خلال طرح تسؤلات كهذه؟ أم هو مجرد نقد أعمى عشوائي لكل ما هو ديني؟

1. الأديان ليست صحيحة او خاطئة. ليست هذه هي القضية. ماذا تقول الأديان؟ تقول الله خلق الكون؟ هل هذا صحيح أو خاطيء في منظور علمي؟ الإعتقاد الإيماني له مجاله و لكن حقائق العلم و التي يحدثنا عنها العلماء امثال كارل ساغان و ستيفن هوكنج و غيرهم لهم الكلمة الأولى و الأخيرة لأنهم تابعوا أشياء عن مراقبة و حسابات دقيقة لكن اعتقادنا بالله هو ما يبعث فينا الطمأنينة و لكنه لا يحل معضلات العلم الحديث.

2. الأديان قاطبة هي بنات لثقافاتها و حضاراتها و لا يمكن الفصل بين الاثنين. هذا يعني أن معايير القرن الأول الميلادي أو ما قبله علميا ليس هي معايير اليوم. مثلا يذكر الكتاب المقدس أن يشوع بن نون أوقف الشمس بصلاته و يذكر القرآن أشياء مشابهة.. من أصدق؟ ليقل أصحاب العلم التجريبي قولهم الأخير و نتابع معهم و نستمر. إلى الآن يا شهرزاد لا زلنا نبني على معطيات داروين و نجني منها حقائق و كنوز علمية و صار التطور سنة ملازمة لكل بحث معملي و إلا كيف نفسر عدم نجاح البنسلين اليوم كمضاد حيوي أمام شراسة البكتيريا التي تنمو في صراعها للبقاء مما اضطرهم للخروج بما هو أنجع حلا من البنسلين؟! حتى في المايكروبيولوجي، نظرية التطور تعمل بقوة و العلم يقول كلمته دوما.

قبل التنظير .... اعلن رفضي و شجبي و استنكاري و كل ما تتفتق عنه قواميس اللغة لنكاح المحارم هذا ما اشعر به و ما نشئت عليه و مقتنع عقليا و نفسيا برفضي القوي لمجرد الفكرة

ولكن من ناحية دينية كلنا اولاد سفاح ( حدا في يعارض):D
المسئلة جد نسبية فما نقبله نحن قد ترفضه اجيال قادمة والعكس صحيح, امم كبيرة و عريقة مارست هذا النوع من الجنس او الجواز و بعض هذه الأمم نفاخر بئنجازاتهم كالفراعنة و الفرس,
من منظار اخر عقلي و قلبي لا يقبل ان اتزوج من فتاة تكبرني ا و تصغرني بفارق كبير في العمر و لا اقبله على اختي او اخي مع ان الفكرة و العمل بها موجودة و مقبولة في مجتمعاتنا و لا يتبجح احد بأن هذا القياس لا يجوز. الحقائق دائما نسبية و الأعراف تغلب القوانين في اماكن كثيرة

العالم و القوانين و الاديان والا دينين يرفضون هذا ولكن قد تصبح تحت عرف الحرية الشخصية ( كما حدث مع المثيلين) ... بالله عليكم اوليست فكرة مضاجعة رجل لرجل تثير اشمئزازكم كالسفاح وأكثر, هل تستطيع ان تنعت مثيلي في احده الدول التي تكفل الحريات الشخصية بأنه منحل او مريض او سفيه او...
الحقائق دائما نسبية.. وللحديث بقية:97:

Relative (f)

ما تقوله "شهرزاد" فيه شئ من الصحة ، خلط الجينات الذي يحدث من تزاوج الغرباء يعطي فرصة "لتنويع الانتاج" مما يحسن من النسل ويعطي فرصاً افضل للاختيار الطبيعي ان يمارس عمله (وهذا امر يختلف عن الامراض الوراثية التي تشيع عند زواج القربي).
امر اخر ان اباحة زوااج المحارم سيخلق حالة من التوتر الجنسي في المجتمع تنخفض فيها انتاجية الانسان ، يعني الانسان منذ قديم الازل يسعي لتخفيف الاحتقان الجنسي ، فستر عورته -حتي في اشد البيئات حرارة- حتي لا يحدث احتكاك جنسي يعطل العمل. تخيل لو ان اباحة المحارم كانت موجودة ، لتعطلت انتاجية الانسان بمجرد ان تعبر امه او اخته بجانبه ، او اخوها او ابوها بجانبها ، امر مقزز .

لذلك اري انه تقريباً من الفطرة الانسانية ان يحرم المرء علي عائلته القريبة كما انه من الفطرة ان يدري سوءته.

تحية

اقتباس:لتعطلت انتاجية الانسان بمجرد ان تعبر امه او اخته بجانبه ، او اخوها او ابوها بجانبها ، امر مقزز .

هو مقزز لأننا قد تمت برمجتنا في أعماق أعماق عقلنا الباطن على أنه مقزز... تماما مثلما يحدث عندما تسمع عبارات مثل: لحم خنزير.. لحم حمير ع العشا إلخ إلخ. برمجة العقل الباطن هي العامل الأساسي هنا.

من ناحية الإنتاجية، كثيرون يتزوجون من بعيد و مع ذلك إنتاجيتهم رديئة. السلوك الجنسي ليس له شأن بالإنتاج بالمرة بل قد يكون دافع للإنتاج بما إن الإنسان يندفع كما قال فرويد برغبة في العظمة أو رغبة الجنس. طبعا ليس هنا مطلق في الكلام و لكن عامة الجنس يدفع على الإنتاج بوجه عام لا يثبطه.

شعور التقزز يحمينا من ان نشتهي اشتهاءَ يعطل العمل ويشتت الانتباه Distraction .

اما الانتاجية فتخيل لو ان الفلاحين في الحقل كانوا يعملون وهم عراه nudes هل كان احدهم سيكمل العمل اذا مرت بجانبه زميلته او زميلها؟ وما تأثير هذا علي الانتاجية؟

يعني حاجي فلسافا دخيلك